مخاطر مخلفات الماشية “الأمونيا” في الحظائر المغلقة

مخاطر مخلفات الماشية “الأمونيا” في الحظائر المغلقة

الأمونيا (NH₃) هو غاز عديم اللون ذو رائحة نفاذة من إخراجات ومخلفات الماشية، ويتواجد بشكل شائع في مزارع الحيوانات، خاصة في الأماكن المغلقة مثل حظائر الدواجن، يتم إنتاجه نتيجة تحلل فضلات الحيوانات، خاصة النيتروجين الموجود في البول والبراز، وذلك على شكل يوريا وحمض اليوريك.

وبينما تعد الأمونيا منتجاً طبيعياً لتربية الحيوانات، فإن المستويات الزائدة منها قد تشكل مخاطر كبيرة على صحة الحيوانات والبشر، وكذلك على إنتاجية المزرعة والبيئة، لذا، فإن فهم هذه المخاطر وتنفيذ استراتيجيات إدارة فعالة يعد أمراً ضرورياً للحفاظ على صحة الحيوانات وضمان ممارسات زراعية مستدامة.

مصادر الأمونيا  مخلفات الماشية في مزارع الحيوانات

تتولد الأمونيا أساساً من خلال التحلل الميكروبي لليوريا الموجودة في بول وبراز الحيوانات، وفي مزارع الدواجن، على سبيل المثال، تنتج الدواجن كميات كبيرة من السماد، وتحت الظروف المناسبة، تطلق هذه الفضلات الأمونيا، وتؤدي درجات الحرارة العالية ومستويات الرطوبة وسوء التهوية إلى تسريع إنتاج الأمونيا في الحظائر.

وحسب الخبير في منصة “ريف اليمن” فإنه يتم قياس تركيز الأمونيا في الهواء بوحدات جزء في المليون (ppm)، وتعتبر المستويات التي تزيد عن 20 جزءاً في المليون خطيرة للحيوانات والبشر، فيما النسبة الطبيعية أقل من ذلك وكلما انخفضت النسبة كان أفضل.

العوامل المؤثرة على زيادة تركيز الأمونيا في مزارع الحيوانات

  1. سوء التهوية: عدم كفاية التهوية في الحظائر يؤدي إلى تراكم الغازات الضارة، مما يزيد من تركيز الأمونيا في الهواء.
  2. زيادة الرطوبة: الرطوبة العالية تزيد من معدل تحلل المواد العضوية، وبالتالي تُسهم في زيادة إنتاج الأمونيا.
  3. زيادة الكثافة: تربية أعداد كبيرة من الحيوانات في مساحة محدودة تؤدي إلى زيادة كمية النفايات المنتجة، مما يزيد من إنتاج الأمونيا.
  4. طبيعة الفرشة: تؤثر جودة المواد المستخدمة كفرشة في الحظائر على قدرتها على امتصاص الرطوبة وتقليل تراكم الأمونيا.
مخاطر مخلفات الماشية "الأمونيا" في الحظائر المغلقة
دواجن في مزراع يمنية

مخاطر زيادة تركيز الأمونيا على صحة الدواجن

  • الجهاز التنفسي: الأمونيا تدمر الأهداب التنفسية المسؤولة عن طرد الميكروبات والأجسام الغريبة. هذا التدمير يقلل من مناعة الجهاز التنفسي للدواجن، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفيروسية والبكتيرية.
  • الجهاز المناعي: تؤثر الأمونيا سلبًا على نمو البرسا، وهي عضو أساسي في الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى ضعف المناعة العامة للدواجن خاصة خلال أول 21 يوم من الحياة.
  • تأثيرات على العين: عند تعرض العيون للأمونيا، يتحول الغاز إلى مركب أمونيوم هيدروكسيد، الذي يسبب احمرار العين، انتفاخ الجفون، وتأثيرات سلبية على القرنية قد تؤدي في النهاية إلى العمى.

ونتيجة لذلك يتأثر الجهاز الهضمي ويفقد قدرته الامتصاصية، وتقوم البكتيريا الضارة بمهاجمته نتيجة تثبيط المناعة، مما يفقده معظم وظائفه.


   إرشادات ذات صلة


المخاطر على صحة الحيوانات الأخرى

* مشاكل الجهاز التنفسي: تسبب الأمونيا التهابات تنفسية وسعالاً وصعوبة في التنفس، خاصة في الدواجن.

* انخفاض الإنتاجية: الحيوانات التي تتعرض لمستويات عالية من الأمونيا تظهر بطئًا في النمو وانخفاضًا في الإنتاجية.

* تهيجات العين والجلد: تؤدي الأمونيا إلى التهابات العين والجلد، وقد تسبب العمى في الحالات القصوى.

* تغيرات سلوكية: التعرض المطول للأمونيا قد يؤدي إلى تغيرات في سلوك الحيوانات، مما يزيد من خطر الإصابات.

لقطة من فيديو لـ”كتاكيت” في احدى مزارع تعز مع المربي (وسائل إعلام)

المخاطر على صحة الإنسان

العاملون في مزارع الحيوانات معرضون أيضًا لخطر استنشاق الأمونيا، مما يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي، الربو، التهاب الشعب الهوائية، وقد يسبب تلفاً دائماً في الرئة. لذلك ينصح المختصون بارتداء معدات الوقاية الشخصية والعمل في بيئات جيدة التهوية لتجنب هذه المخاطر.

التأثيرات البيئية

انبعاثات الأمونيا من مزارع الحيوانات تساهم في تلوث الهواء من خلال تكوين جسيمات دقيقة في الغلاف الجوي. كما يمكن أن تؤدي الأمونيا إلى تحمض التربة وزيادة المواد المغذية في المسطحات المائية، مما يؤثر سلبًا على النظم البيئية المحلية.

الحلول المقترحة للتخلص من الأمونيا

تحسين التهوية:

زيادة مساحة فتحات التهوية في السقف والجدران وتركيب مراوح سحب لضمان تجديد الهواء باستمرار.

تهوية جيدة تساعد على توزيع الأمونيا وتقليل تركيزها في الهواء، خاصة في الحظائر المغلقة.

إدارة الفضلات:

إزالة الفضلات الصلبة والسائلة بانتظام لتقليل كمية المواد العضوية المتحللة التي تطلق الأمونيا.

استخدام مواد ماصة مثل نشارة الخشب أو القش لامتصاص الرطوبة، مع تغييرها بانتظام للحفاظ على مستويات منخفضة من الأمونيا.

تعديل الكثافة:

تربية أعداد من الحيوانات تتناسب مع المساحة المتاحة في الحظائر.

كلما كانت الكثافة السكانية أعلى، زاد تراكم الفضلات، وبالتالي زادت انبعاثات الأمونيا.

تعديل استراتيجية التغذية:

تقليل محتوى البروتين في العلف يقلل من كمية النيتروجين التي يتم إفرازها في البول والبراز، مما يقلل من إنتاج الأمونيا.

استخدام تقنيات التغذية الدقيقة يضمن حصول الحيوانات على المواد الغذائية التي تحتاجها بدقة دون إفراط، مما يقلل من إنتاج الأمونيا.

الفلاتر البيولوجية:

اعتماد الفلاتر البيولوجية في الحظائر يمكن أن يساهم في التحكم بانبعاثات الأمونيا. هذه الفلاتر تستخدم كائنات دقيقة لتحليل الأمونيا وتقليلها في الهواء قبل إطلاقها في البيئة.

المراقبة المنتظمة:

المراقبة المستمرة لمستويات الأمونيا في الحظائر تعد خطوة أساسية للحفاظ على بيئة صحية للحيوانات والبشر على حد سواء. يمكن استخدام أجهزة الكشف المحمولة لتقييم تركيز الأمونيا بشكل دوري.

من خلال ما سردناه سابقنا توصلنا الى أن الأمونيا في مزارع الحيوانات تشكل مخاطر صحية كبيرة للحيوانات والبشر، وقد تؤدي إلى تدهور البيئة المحيطة، ولكن مع تطبيق استراتيجيات إدارة صحيحة مثل تحسين التهوية، وإدارة الفضلات بفعالية، وتعديل النظام الغذائي، يمكن تقليل مستويات الأمونيا بشكل كبير، وبالتأكيد يسهم التعامل السليم مع هذه المشكلة في الحفاظ على رفاهية الحيوانات، ويضمن ممارسات زراعية مستدامة وصحية.


هذه النصائح لكم/ن

إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاد بشأن الزراعة أو الماشية، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.

ومتابعتنا مواقع التواصل الاجتماعي التالية:-

فيسبوك .  تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: