وردنا سؤال من محافظة ذمار (130 كم جنوب صنعاء) عن كيفية زراعة 300 شتلة من فاكهة الكمثرى “العنبرود”، حيث طلب الحصول على نصائح إرشادية لأفضل الطرق والأساليب لتحقيق زراعة ناجحة.
منصة “ريف اليمن” خصصت هذه المادة الإرشادية، لتوضيح خطوات عملية ونصائح هامة لزراعة الكمثرى “العنبرود” والاعتناء بها، بدءاً من اختيار الظروف المناخية الملائمة، والأرض وحتى جني الثمار لضمان تحقيق أفضل النتائج المستدامة.
الظروف المناخية لزراعة الكمثرى “العنبرود”
الكمثرى تتطلب مناخاً بارداً ليتسنى لها النمو الجيد وإنتاج ثمار عالية الجودة سواء كان ذلك في فصل الشتاء البارد او الصيف البارد أيضا، فيما يلي بعض العوامل المناخية التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
- عدد ساعات البرودة: تحتاج الكمثرى إلى 600-700 ساعة من البرودة (تتراوح درجة الحرارة بين 5-7 درجات مئوية) خلال فترة السكون لتفادي تأخر نمو البراعم، وفي بعض الأصناف تحتاج 900-1200 ساعة برودة لكسر طور السكون.
- الحرارة وأشعة الشمس: الكمثرى تزدهر في المناطق التي لا تتجاوز فيها درجة الحرارة 32 درجة مئوية، وتعتبر أشعة الشمس ضرورية لنمو الكمثرى، حيث تؤثر بشكل كبير على لون الفاكهة.
- استخدام المراوح: في حال تجاوزت الحرارة الحد المطلوب، يستخدم بعض المزارعين مراوح لتبريد بساتين الكمثرى.
ملاحظة: في حال كانت درجة الحرارة غير كافية أو لا توجد ساعات برودة كافية، قد يتأخر نضج ثمار الكمثرى وتظهر مشاكل مثل مرض اللفحة النارية.
التربة المثالية لزراعة الكمثرى
تُعد التربة من العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على نجاح زراعة الكمثرى، حيث تحتاج إلى بيئة تربوية ملائمة لضمان نموها بشكل سليم وإنتاج ثمار عالية الجودة، وسنستعرض خصائص التربة المثالية التي تناسب زراعة الكمثرى:
- التربة الطينية المتوازنة: تعتبر الخيار الأفضل لزراعة الكمثرى، حيث تتمتع بقدرة جيدة على تصريف المياه.
- التربة الخفيفة الغنية بالعناصر الغذائية: تساعد على النمو الجيد للكمثرى.
- الأراضي الطينية الثقيلة: يمكن زراعتها بشرط أن تكون جيدة في تصريف المياه.
- التربة الصفراء والرملية: يمكن استخدامها إذا كانت غير مالحة ولا تحتوي على رطوبة عالية قد تؤدي إلى تعفن الجذور.
وعلى الرغم من أن الكمثرى يمكن أن تنمو في مجموعة متنوعة من الترب، إلا أن بعض الدراسات أظهرت أن التربة الطينية الرملية الخصبة، التي تتمتع بدرجة حموضة تتراوح بين 6 و 7، تُعد الأكثر ملاءمة لتحقيق أعلى إنتاجية من المحاصيل.
تحضير التربة:
- يجب حراثة الأرض بشكل عميق لا يقل عن 50 سم لضمان تهوية جيدة.
- إزالة الأعشاب الضارة التي قد تنافس الأشجار على العناصر الغذائية.
- يُنصح بإضافة حوالي 10 إلى 20 طن من السماد العضوي لكل هكتار (10,000 متر مربع) بعد الحراثة.
- يتم بعد ذلك إجراء حراثة سطحية لدمج السماد في التربة.
- يحسن استخدام المحاصيل المغطاة (مثل الأعشاب قصيرة المدى، النباتات العلفية، البرسيم) من جودة التربة وتهويتها، وتنظم درجة حرارتها.
- تساهم هذه المحاصيل في استقرار التربة والظروف البيئية في المساحات المزروعة بالكمثرى.
مصدات الرياح
قبل البدء في زراعة الكمثرى، من الأفضل زراعة مصدات للرياح في المناطق المكشوفة، تساعد هذه المصدات في حماية الشتلات من الرياح الشديدة، مما يساهم في نجاح الزراعة.
إرشادات ذات صلة
عند زراعة شتلات الكمثرى يجب مراعاة الآتي:
- توقيت الزراعة: يجب أن تتم الزراعة في فصل الشتاء (من يناير إلى منتصف مارس) عندما تكون الشتلات في طور السكون.
- تحضير الحفر: يجب حفر حفرة بعمق 80×80×80 سم لزراعة الشتلات، ويفضل إضافة سماد عضوي متحلل وخلطه مع السماد الكيميائي التالي:
- 500 جرام سوبر فوسفات
- 100 جرام سلفات النشادر
- 100 جرام سلفات البوتاسيوم
- 200 جرام كبريت زراعي
- المسافة بين الشتلات: يجب أن تكون المسافة بين الشتلات 5×5 متراً أو 4×6 متراً.
- اتجاه الطعم: تأكد من أن منطقة الطعم تكون موجهة بعكس اتجاه الرياح لتفادي انفصال الطعم عن الأصل.
- حماية منطقة الطعم: لا يجب دفن منطقة الطعم، بل يجب أن تكون مرتفعة عن سطح الأرض بمقدار 10-15 سم.
- الزراعة الفعلية: يجب أن تكون التربة محكمة حول الجذور لتفادي تهوية الجذور وجفاف الشتلة.
- دهان منطقة الجذع: يجب دهان منطقة جذع الشتلة أسفل الطعم بعجينة بودرة.
- الري بعد الزراعة: بعد الزراعة، يتم ري الشتلات مباشرة لتوفير الرطوبة حول الجذور.
التقليم والعناية بالأشجار
من المهم تقليم أشجار الكمثرى بطريقة صحيحة بعد الزراعة، حيث يُفضل أن تكون عملية تقليم الأشجار في البداية بترك 3-4 أفرع رئيسية، ولكن في المناطق المعرضة للمرض، يمكن زيادة عدد الأفرع إلى 6 لتسهيل التخلص من الأجزاء المصابة، أما في المناطق المعرضة لللفحة النارية يجب أن يكون التقليم خفيفاً، لأن التقليم الشديد قد يزيد من الإصابة.
طرق إكثار الكمثرى
- الإكثار بواسطة البذور:
- تنقع بذور الكمثرى في محلول حامض الجبريليك بتركيز 500 جزء في المليون لمدة 24 ساعة.
- يتم تطهير البذور بأحد المبيدات الفطرية.
- وضع البذور في بيئة رطبة مكونة من الرمل وبيتموس بنسبة 1:2 وتخلط جيداً.
- حفظ الخليط بأكياس بلاستيكية مثقبة وتوضع في الثلاجة لمدة 45-60 يوماً عند درجة حرارة 5 درجات مئوية.
- زراعة البذور في شهري فبراير ومارس بعد التأكد من استعداد البذور للإنبات.
- الإكثار بواسطة الشتلات: يتم التطعيم (بالعين) خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر، أو القلم القمي خلال شهري يناير وفبراير، ويُفضل أن يتم التطعيم على ارتفاع 15-20 سم من سطح الأرض.
المواصفات المثالية لشتلات الكمثرى:
- يجب أن تكون ذات مجموع جذري قوي وخالٍ من الأمراض.
- يجب أن تكون منطقة التطعيم بارتفاع 15-20 سم من سطح الأرض.
- يجب أن يكون الطعم بسمك لا يقل عن 0.8-1 سم وبطول 80-100 سم.
- يجب أن تكون مماثلة للصنف وخالية من الأمراض، ومن أمهات معروفة بغزارة إنتاجها.
رعاية الشتلات
- تأكد من توفير الرعاية اللازمة للشتلات من خلال توفير كميات مناسبة من المياه والاهتمام بالتسميد الدوري.
- يجب متابعة أي علامات مرضية مثل اللفحة النارية والتعامل معها بسرعة لتجنب انتشارها.
- يُفضل استخدام أساليب الري الحديثة لتجنب إغراق التربة بالمياه.
اذا تعتبر زراعة الكمثرى من المشاريع الزراعية المربحة التي تتطلب اتباع أساليب علمية دقيقة لضمان نجاحها، ومن خلال ما ذكرناه أعلى نأمل أن قدمنا لكم الفائدة المرجوة لتحقيق نجاح زراعي مستدام في زراعة شجرة فاكهة الكمثرى.
هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاد بشأن الزراعة أو الماشية، أو النحل، أو الصيد البحري، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي التالية:-
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام