الأربعاء, ديسمبر 10, 2025
.
منصة صحافية متخصصة بالريف في اليمن
الرئيسية بلوق الصفحة 11

تأهيل بئر الدهمش في وصاب السافل ينهي معاناة السكان

0

بعد سنوات من المعاناة والحرمان من المياه الصالحة للشرب، تمكنت مبادرة مجتمعية من أهالي منطقة الدهمش في وصاب السافل بمحافظة ذمار، وسط اليمن، من استعادة ضخ المياه من البئر الحكومي، في خطوة ساهمت في تخفيف معاناة السكان المستمرة منذ فترة طويلة.

“بشار الدهمشي (20 عاماً)”، أحد سكان قرية الدهمش بعزلة الأثلاث، يؤكد أن الأهالي عانوا معاناة قاسية، خصوصاً الأطفال والنساء، الذين اضطروا للذهاب إلى مناطق بعيدة بحثاً عن المياه.

وأوضح الدهمشي لـ “منصة ريف اليمن” أن معظم الأهالي تحملوا مشقة مضاعفة جراء تدهور الأوضاع المعيشية، وهو ما حوَّل مهمة الحصول على لترات قليلة من الماء إلى مهمة يومية بالغة الصعوبة.


       مواضيع مقترحة

بئر الدهمش شريان الحياة

يؤكد الدهمشي أن “ضخ المياه من البئر ساهم بتوفير مياه صالحة للشرب، وإعادة الأطفال إلى مدارسهم بدل الانشغال برحلات البحث عن الماء. انتهت سنوات من المعاناة، كأنها عودة للحياة من جديد”.

يوضح “بلال القِلة”، وهو أحد العاملين بمبادرة بئر الدهمش، أن أزمة الجفاف التي عانت منها المنطقة كانت الأصعب منذ قرون، حيث أجبرت الأهالي على قطع مسافات تتجاوز خمسة كيلومترات يوميًا من أجل الحصول على الماء، مما مثّل معاناة قاسية خصوصاً على النساء والأطفال.


‏ساهم إعادة ضخ المياه من بئر الدهمش في مديرية وصاب بمحافظة ذمار في تخفيف معاناة آلاف سكان القرى الريفية


القلة أكد لـ “منصة ريف اليمن” أن إعادة تشغيل البئر بعد سنوات طويلة من التوقف شكّلت “نقطة تحول” في حياة الأهالي؛ بفضل تكاتف المجتمع المحلي الذي أنجح المشروع. توفُّر المياه يعني توفير المال الذي كان يُصرف على شراء المياه، والمحافظة على الأطفال ومراجعة دروسهم.

وأضاف: “المجتمع يُكن كل الشكر والتقدير للجنة ولأهل الخير الذين تكفلوا بهذه المهمة، نشكرهم من أعماق قلوبنا، كانت مسؤولية جسيمة، وما قاموا به يعجز الوصف عن الإحاطة به”.

على الرغم من نجاح المشروع يبدي الدهمشي بعض المخاوف من تكرار الصعوبات السابقة التي واجهت تشغيل البئر، حيث اقترح تكليف شخص محدد من أبناء المنطقة بمهمة متابعة البئر، وضمان استمراره لخدمة الجميع.

يتابع القلة: “المشروع سيمنح المنطقة فرصة للنهوض بالزراعة وإنتاج الخضروات والفواكه، لكنه حذّر في الوقت نفسه من احتمالية توقف البئر مرة أخرى إذا لم تُوفَّر منظومة شمسية احتياطية تضمن استمرار تشغيله في حال حدوث أي خلل”.

إعادة تشغيل البئر بعد سنوات من التوقف شكّل “نقطة تحول” في حياة الأهالي، بفضل تكاتف المجتمع الذي أنجح المشروع

من رحم المعاناة

يؤكد الصحافي “عبدالله الفقيه”، أحد سكان المنطقة بأن: مبادرة صيانة بئر الدهمش جاءت من “رحم المعاناة”، بعد أن اشتد الجفاف في وصاب، حتى بات الحصول على قطرة ماء حلمًا، والأهالي ومواشيهم مهددين بالهلاك، فيما كانت النساء والأطفال يقطعون مسافات طويلة بين الجبال الوعرة بحثًا عن الماء.

وأوضح الفقيه لـ”منصة ريف اليمن” أن أهالي قرى الأثلاث وبني علي وبني سعيد واجهوا صعوبات كبيرة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية، إلى جانب استغلال بعض ضعاف النفوس وغياب دور السلطات المحلية، لكن عزيمتهم مكنتهم من إنجاز المرحلة الأولى من المشروع.

وأكد الفقيه أن بئر الدهمش يساهم بتوفير المياه لعشرات القرى والعُزل المجاورة، خاصة عند جفاف الآبار اليدوية والسدود، مما يخفف الأعباء عن مئات الأسر. ندعو هيئة مياه الريف في ذمار إلى الإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية، عبر تزويد المشروع بمنظومة طاقة شمسية وغطاسات وخزانات حجرية، لضمان استدامة الخدمة لمجتمع واسع.

وكانت “منصة ريف اليمن” قد تناولت أزمة المياه في وصاب في تقارير ميدانية خاصة، حيث نقلت معاناة الأهالي اليومية، لا سيما النساء والأطفال الذين اضطروا لقطع مسافات طويلة بحثاً عن المياه، كما نقلت شهادات السكان حول الصعوبات التي واجهوها خلال فترة الجاف.

ضخ المياه من البئر ساهم بتوفير مياه صالحة للشرب وإعادة الأطفال إلى مدارسهم بدل الانشغال برحلات البحث عن الماء

حظيت التغطية الإعلامية باهتمام واسع، إذ تداولت وسائل إعلام أخرى المحتوى نقلاً عن “منصة ريف اليمن”، وهو ما أسهم بشكل ملموس في تحريك الجهات المختصة للتدخل، ووضع المبادرات المجتمعية في مقدمة الأولويات لإعادة تشغيل البئر وتأمين المياه لسكان المنطقة.

135 ألف لتر يوميًا

يؤكد دهمش، وهو المسؤول المالي لحملة إعادة تأهيل البئر، أن الأهالي وفاعلي الخير تمكنوا من جمع نحو 2.4 مليون ريال بشكل طوعي، وهو ما يمثل استجابة بنسبة 33 في المائة. وأوضح أن المجتمع، وبإصرار لجنة المستفيدين، تمكن بعد ثلاث محاولات فاشلة من إخراج 64 ماسورة، بمساعدة المهندس “عدنان الأهدل” من زبيد، معتبراً ذلك “أكبر خطوة تحققت حتى الآن”.

وأوضح لـ “منصة ريف اليمن” أن الحملة لم تواجه أي عوائق مالية في المراحل السابقة، لكنهم واجهوا عجزاً مالياً أثناء إنزال مضخة التجربة وتركيب المنظومة، مؤكداً في الوقت ذاته وجود خطة مالية لإنشاء صندوق دعم لتغطية أي خلل أو عجز في الصيانة، كما شدد على أن اللجنة التي ستُشكل من أبناء المناطق المستفيدة ستتولى مسؤولية تشغيل وصيانة البئر من عائداته، اعتمد التمويل كلياً على مساهمات المجتمع ودعم المغتربين من أبناء وصاب، إلى جانب تكفل مدير هيئة مياه الريف في المحافظة بتأهيل الخزان والمنظومة، وفق الخادم.

توفير المياه لعشرات القرى

يستفيد من إعادة تشغيل بئر الدهمش العديد من القرى الريفية في وصاب، حيث غطى المشروع مناطق واسعة كانت تعاني شح المياه. ففي عزلة الأثلاث، امتدت الفائدة لتشمل قرى: الدهمش، الرباط، المطاعة، الرسان، الحيط، القلة، البطاحي، وعرماد.

تناولت “منصة ريف اليمن” في وقت سابق أزمة المياه في وصاب ونقلت معاناة الأهالي اليومية، لا سيما النساء والأطفال

وفي عزلة بني علي، شملت الاستفادة قرى: الهجر، البرقة، الغرفة، الدويرة، المحلة، القريوت، المعان، السحواء، والحصن. أما في عزلة بني سعيد، فقد وصلت المياه إلى قرى: الصواحط، وادي الرحابة، المساريب، ذي حوران، الدار، الجرزة، سلمة، العكم، مجيدرة، وجربة.

يشير دهمش لـ “منصة ريف اليمن” إلى أن البئر يحتوي على مخزون هائل، بطاقة إنتاجية تصل إلى 135 ألف لتر يومياً، وهو ما من شأنه إنهاء معاناة الأهالي وتحسين الإنتاج الزراعي.

واختتم حديثه مشددًا على ضرورة أن “يولي الأهالي بئر الدهمش كل اهتمامهم، وأن يستغلوه بالشكل الأمثل في مياه الشرب والزراعة، بعيداً عن العبث والإهدار، خاصة أننا عانينا منذ توقفه في عام 2002 معاناة قاسية ازدادت حدتها إثر موجة الجفاف هذا العام”.

الشعاب المرجانية في خطر بسبب الانحباس الحراري

0
نفوق الشعاب المرجانية.. هل بلغ أول نقطة تحول مناخية كارثية؟
نفوق الشعاب المرجانية.. هل بلغ أول نقطة تحول مناخية كارثية؟

حذر تقرير علماء البيئة، من أنه ما لم يتم خفض درجة حرارة الأرض إلى 1.2 درجة مئوية بأسرع ما يمكن، فإن الشعاب المرجانية في المياه الدافئة لن تبقى على أي نطاق مفيدة.

التقرير أعده 160 عالماً من 23 دولة. ووفق صحيفة الغارديان، وصلت الأرض إلى أول نقطة تحول كارثية مرتبطة بانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، حيث تواجه الشعاب المرجانية في المياه الدافئة انحدارًا طويل الأمد، وتهدد سبل عيش مئات الملايين من الناس.

يحذر التقرير الصادر عن علماء ومدافعين عن البيئة من أن العالم “على وشك” الوصول إلى نقاط تحول أخرى، بما في ذلك موت غابات الأمازون، وانهيار التيارات المحيطية الرئيسية، وفقدان الصفائح الجليدية.


       مواضيع مقترحة

الشعاب المرجانية  في خطر

لكن بعض الخبراء شككوا في ادعاءات التقرير بشأن مصير الشعاب المرجانية، حيث قال أحدهم إنه على الرغم من انحدارها، إلا أن هنالك أدلة على أنها قد تظل قابلة للحياة في درجات حرارة أعلى من تلك المفترضة. تعد الشعاب المرجانية في العالم موطنا لنحو ربع جميع الأنواع البحرية ولكنها تعتبر واحدة من أكثر الأنظمة عرضة لظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

ويقول التقرير: “إذا لم نعد إلى متوسط ​​درجات الحرارة السطحية العالمية البالغ 1.2 درجة مئوية (وفي النهاية إلى درجة مئوية واحدة على الأقل) في أسرع وقت ممكن، فلن نتمكن من الاحتفاظ بالشعاب المرجانية الدافئة على كوكبنا على أي نطاق نافع”.

تعاني الشعاب المرجانية من ظاهرة تبييض عالمية منذ يناير 2023، وهي الرابعة والأسوأ على الإطلاق، حيث تأثر أكثر من 80% من الشعاب المرجانية في أكثر من 80 دولة بدرجات حرارة المحيطات القصوى. ويقول العلماء إن هذه الظاهرة دفعت الشعاب المرجانية إلى “مرحلة مجهولة”.

يتضمن تقرير نقاط التحول العالمية، الذي تقوده جامعة إكستر وتموله صندوق مالك أمازون، جيف بيزوس، مساهمات من 160 عالماً من 87 مؤسسة في 23 دولة.

تشير التقديرات إلى أن الشعاب المرجانية ستصل إلى نقطة تحول عندما تصل درجات الحرارة العالمية إلى ما بين درجة مئوية واحدة ودرجة ونصف مئوية فوق مستوياتها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مع تقدير مركزي يبلغ 1.2 درجة مئوية. ويبلغ معدل الاحتباس الحراري العالمي حالياً حوالي 1.4 درجة مئوية.

الاحتباس الحراري

ويقول التقرير إنه في حالة عدم إجراء تخفيضات سريعة غير متوقعة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فإن ارتفاع درجات الحرارة قد يصل إلى الحد الأقصى البالغ 1.5 درجة مئوية خلال السنوات العشر المقبلة.

وقال البروفيسور تيم لينتون من معهد النظم العالمية بجامعة إكستر: “لم يعد بإمكاننا الحديث عن نقاط التحول كخطر مستقبلي. لقد بدأ بالفعل أول تحول في مسار موت الشعاب المرجانية في المياه الدافئة على نطاق واسع، وهذا يؤثر بالفعل على مئات الملايين من البشر الذين يعتمدون على الشعاب المرجانية”.

ويشير التقرير إلى الشعاب المرجانية في منطقة البحر الكاريبي، حيث أدت موجات الحر البحري وانخفاض التنوع البيولوجي وتفشي الأمراض إلى “انهيارها”.

ومع ذلك، قال البروفيسور بيتر مومبي، وهو عالم بارز في مجال الشعاب المرجانية بجامعة كوينزلاند في أستراليا، إنه يقر بأن الشعاب المرجانية في حالة انحدار، لكن هناك أدلة ناشئة على أن الشعاب المرجانية يمكن أن تتكيف مع بقاء بعض الشعاب المرجانية قابلة للحياة حتى عند ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين.

وقال إن الشعاب المرجانية تحتاج إلى إجراءات “حازمة” بشأن تغير المناخ وتحسين الإدارة المحلية، لكنه كان قلقا من أن البعض قد يفسر التقرير على أنه يقول إن موائل الشعاب المرجانية تتجه نحو الانهيار، وهو الموقف الذي لم يدعمه. وقال إنه يشعر بالقلق من أن المجتمع قد “يتخلى عن الشعاب المرجانية” إذا اعتقد الناس أنه لم يعد من الممكن إنقاذها.

وقال الدكتور مايك باريت، كبير المستشارين العلميين في الصندوق العالمي للطبيعة في المملكة المتحدة والمؤلف المشارك للتقرير، إن هذا “يُظهر أن الحفاظ على الشعاب المرجانية أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. لقد تغيرت قواعد اللعبة، ويجب أن تكون الاستجابة عاجلة للغاية”. وأضاف: “هناك بعض الشعاب المرجانية التي تُعرف باسم الملاجئ – وهي الأماكن التي لا تكون تأثيرات المناخ فيها واضحة – وحماية هذه الأماكن أمر بالغ الأهمية”. وأضاف “يتعين علينا ضمان أن تكون لدينا بذور التعافي لعالم مستقبلي نتمكن فيه من تحقيق استقرار المناخ”.


يعرّف العلماء نقاط التحول بأنها اللحظات التي يصل فيها أي نظام بيئي رئيسي إلى نقطة يصبح فيها التدهور الشديد أمراً لا مفر منه


وقالت الدكتورة تريسي أينسورث، نائبة رئيس الجمعية الدولية للشعاب المرجانية، إن النظم البيئية للشعاب المرجانية تتغير في العديد من الأماكن، ولم تعد الشعاب المرجانية تهيمن عليها، أو فقدت التنوع. وأضافت: “مستقبل الشعاب المرجانية هو مستقبل التحول وإعادة هيكلة النظم البيئية والتحديات الجديدة. يتمثل التحدي الذي نواجهه الآن في فهم كيفية إعادة تنظيم هذه النظم البيئية المختلفة، وكيف يمكننا ضمان استمرارها في دعم الحياة البحرية والمجتمعات المتنوعة”.

وفي بيان له، قال المعهد الأسترالي للعلوم البحرية إن تفسير الأرقام العالمية “يجب أن يؤخذ بحذر” لسببين؛ فهي تخفي تقلبات إقليمية كبيرة ولم تستقر درجات الحرارة العالمية “مما يشير إلى أن هناك نافذة ضيقة من الفرصة للعمل”.

الأرض تدخل “منطقة الخطر”

يقول لينتون إن أجزاءً من الغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا والغطاء الجليدي في جرينلاند “تبدو قريبةً بشكل خطير” من نقطة تحولها، إذ تفقد الجليد بمعدل متسارع. ويؤدي فقدان الجليد الذي لا يزال ملتصقًا باليابسة إلى ارتفاع منسوب مياه البحر.

وأكد لينتون “إننا سوف نتجاوز 1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري العالمي ربما بحلول عام 2030 وفقا للتوقعات الحالية، وهذا يضع العالم في منطقة خطر أكبر من تصاعد خطر الوصول إلى نقاط تحول أكثر ضررا.” وأضاف أن منطقة الأمازون – التي تعاني من ضغوط أزمة المناخ وإزالة الغابات – أصبحت أقرب مما كان يعتقد في السابق إلى الوصول إلى نقطة التحول.

نفوق الشعاب المرجانية.. هل بلغ أول نقطة تحول مناخية كارثية؟
يتفق الخبراء على أن الشعاب المرجانية بحاجة إلى إجراءات حازمة لمواجهة تغير المناخ (أ ف ب)

يقدم التقرير بعض الأمل؛ حيث يقول إن هناك على الأرجح “نقاط تحول إيجابية” في المجتمع – مثل اعتماد المركبات الكهربائية – والتي قد يكون لها أيضًا تأثيرات جامحة لتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بسرعة.

وقال لينتون: “إن السباق جارٍ لتقديم هذه النقاط التحولية الإيجابية لتجنب ما نحن الآن على يقين من أنها ستكون العواقب غير القابلة للإدارة لمزيد من نقاط التحول في نظام الأرض”.

استخدام الحليب المجفف في تغذية مواليد الماعز(+ انفوجرافيك)

0

ورد إلى بريد المتابعين في منصة ريف اليمن سؤال من أحد المربين يقول: “معي رضيع ماعز وأمّه غير موجودة، وأرغب في استخدام الحليب المجفف المتوفر في البقالات. ما هي الشروط الواجب مراعاتها عند استخدامه في تغذية الماعز الرضيعة؟”

ويُطرح هذا التساؤل كثيراً بين المربين، خصوصاً في المناطق الريفية التي يعتمد فيها السكان على تربية الماشية كمصدر دخل أساسي، وعند غياب الأم أو ضعف إدرارها للحليب، يلجأ البعض إلى استخدام الحليب المجفف (البودرة) كبديل مؤقت لتغذية المواليد وضمان بقائهم بصحة جيدة.

ورغم أن استخدام الحليب المجفف يبدو بسيطاً، إلا أنه يتطلب اتباع ضوابط دقيقة لضمان تغذية آمنة ومتوازنة، إذ تُعد مرحلة الرضاعة من أهم مراحل حياة الماعز، حيث تؤثر بشكل مباشر على نموّها ومناعتها وقدرتها الإنتاجية مستقبلاً، ومن هنا تبرز أهمية الالتزام بالمعايير الفنية الصحيحة عند تحضير الحليب وتقديمه، بما يضمن حصول المولود على احتياجاته الغذائية الكاملة بأمان وكفاءة.


    مواد ذات صلة

دوافع استخدام الحليب المجفف

يلجأ المربون إلى استخدام الحليب المجفف في عدد من الحالات، أبرزها:

  1. غياب الأم أو نفوقها بعد الولادة.
  2. عدم توفر أم بديلة لإرضاع المولود.
  3. ضعف إدرار الحليب، خصوصاً في حالات الولادات المتعددة (التوائم).
  4. رفض الأم إرضاع صغيرها.
  5. رغبة المربي في تسويق الحليب الطبيعي لتحقيق عائد اقتصادي، مع استخدام الحليب المجفف كبديل لتغذية المواليد.

شروط استخدام الحليب المجفف في تغذية الماعز الرضيعة

  • يجب أن يكون الحليب المجفف خاصاً بالمواليد الرضيعة.
  • يجب أن تكون درجة حرارة الحليب عند التقديم مقاربة لدرجة حرارة حليب الأم، حوالي (38 درجة مئوية).
  • تجنب تسخين الحليب لدرجة حرارة عالية ولفترات طويلة، حتى لا يؤدي إلى فقدان بعض مكوناته.
  • تنظيف وتعقيم الأدوات والرضّاعات بعد كل استخدام بالماء الساخن والصابون ضروري لتجنّب تلوث الحليب بالأحياء الدقيقة، كما يجب تجفيف الأدوات جيداً قبل الاستخدام.
  • الانتظام في المواعيد يساعد على تحسين الهضم ويمنع الانتفاخ، ويفضل تُقدَّم الرضعات مرتين إلى ثلاث مرات يومياً، حسب عمر المولود.
  • تحدد كمية الحليب حسب وزن المولود، وتحسب عادة بحدود (10%) من الوزن الحي. (مثلاً: تيس بوزن 3 كيلو يحتاج بحدود 300 مل حليب في اليوم).

ملاحظة: في حال الاضطرار لاستخدام الحليب البقري المجفف المخصص للإنسان مؤقتاً، يجب أن يكون كامل الدسم وخالياً من الإضافات، مع العلم أنه لا يُعد خياراً مثالياً بسبب اختلاف تركيبته الغذائية عن احتياجات الماعز الرضيعة.

طريقة تحضير الحليب المجفف:

  1. سخّن الماء إلى درجة 40 مئوية.
  2. أضف 150 غراماً من الحليب المجفف لكل لتر ماء (أو حسب تعليمات الشركة المنتجة).
  3. حرّك الخليط حتى يذوب تماماً دون تكتلات.
  4. تأكد من حرارة الحليب قبل التقديم.
  5. حضّر الكمية اللازمة فقط، ولا تخزّن الحليب المحضر لفترات طويلة.
تجنب تسخين الحليب لدرجة حرارة عالية ولفترات طويلة، حتى لا يؤدي إلى فقدان بعض مكوناته

مؤشرات الخطأ في التغذية أو التحضير

  • الإسهال أو الانتفاخ.
  • ضعف النشاط أو توقف النمو.
  • تساقط الشعر أو شحوب الجلد.

من ما سبق وجدنا أن استخدام الحليب المجفف لتغذية الماعز الرضيعة يمكن أن يكون خياراً مناسباً ومؤقتاً عند الضرورة، شريطة الالتزام بالضوابط الفنية في التحضير والتقديم والنظافة، ومتابعة حالة المولود بعناية.


هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاداً بشأن الزراعة أو الماشية، أو النحل، أو الصيد البحري، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد الالكتروني – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي التالية: –
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام

صوف الغنم.. مهنة الحياكة الريفية التي تُصارع الاندثار

0
صوف الغنم.. مهنة الحياكة الريفية التي تُصارع الاندثار

تُصارع حياكة صوف الغنم -التي تعد إحدى المهن النسائية التقليدية في القرى الريفية في اليمن– خطر الاندثار؛ حيث تراجعت الحرفة العريقة التي كانت النساء يجلسن فيها في حلقات صغيرة حول أدوات الحياكة، وتُحوّل صوف الأغنام الخشن إلى خيوط ناعمة ومنسوجات تُستخدم في وقاية الأهالي من قسوة حرّ النهار وبرد الليل.

تتمسك المسنة الملقبة بـ “أم عجائب” بمهنة حياكة صوف الغنم، وتقضي ساعات طويلة أمام النول، وتقول لـ “منصة ريف اليمن”: “ظهري يوجعني وأصابعي تتشقق من شدّ الخيوط ودكّها، ورثنا هذه المهنة عن أمهاتنا وجداتنا رغم أنها متعبة جداً”.

تشرح أم عجائب مراحل العمل في مهنة حياكة صوف الغنم، فتقول: أبدأ بقصّ صوف الغنم في الصيف، ثم أنقّيه وأغسله، وأفتله بالمغزل حتى يصير خيطاً. بعدها أمدّ السدى على الأرض وأثبّته بالمراسي، وأشتغل بالميشع والمِشْزَة، وأمرّر اللُّحْمَة صفاً بعد صف، حتى ينتج قماش متين يصلح للفرش أو لبيت الشعر”.


   مواضيع مقترحة

حرفة تصارع للبقاء

رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها أم عجائب إلا أنها لم تجد ما يغطي متطلبات مهنتها، لكنها تشعر بالامتنان، قائلةً: “يوجد أناس منصفون ويعطونني أضعاف جهدي كتَشجيع ودعم، يقولون لي: استمري يا أم عجائب حرفة الحياكة لا تنقرض”.

في القرى والبوادي اليمنية، كان الحياكون جزءاً من دورة الحياة، يحملون مهنتهم من جيلٍ إلى جيل، ويجوبون البيوت يجمعون الشعر من أصحاب الغنم بعد الجزّ؛ ليحولوّه إلى خيوط وأقمشة.

يقول “أبو جميل شريف”، أحد وجهاء منطقة بني ضبيان بمحافظة صنعاء: “الحياكون كانوا يزورون الناس، يأخذون الشعر ويغزلونه بخبرة، ثم يصنعون منه فراشاً أو خياماً، لا غنى عنها في حياة البادية”.

يؤكد شريف لـ “منصة ريف اليمن” أن المهنة، رغم نفعها، لم تسلم من نظرة دونية؛ فبعض الناس اعتبروها أقل شأناً، وذلك أثر من بقايا الجاهلية للأسف، كأن يُعامَل الحياكون بعنصرية، كما يُطلَق عليهم في المناطق الشرقية، مع أنهم ركيزة أساسية في المجتمع. ويضيف: “اليوم، وقد اندثرت الحرفة، يزداد الوعي بقيمتها. لو لم يكن الحياكون، لما عرفنا الخيوط ولا الأقمشة ولا الفُرش؛ كانوا أيدياً صابرة صنعت بيوت الصحراء”.

جزء من الحياة اليومية

في بني ضبيان ومحيطها من مراد وخولان والحداء، كانت الحِرَف اليدوية جزءًا أساسياً من الحياة اليومية، تبني بيت العروس وتُؤمِّن الدفء للأسر الريفية في تلك المناطق.

يقول أبو جميل شريف: “كان لدينا ثلاثة مجالات رئيسية: الحياكة من صوف الماعز والوبر، وصناعة الجلود، وتجهيز ما تحتاجه العروس من فُرُش ولِحاف وأدوات”.

ومن الأنواع التي يشتهر بها الحياكون: “الفرايد” و”اللحاف” المصنوعان من الصوف وشعر الماعز، و”الجِراب الجلدي” الواسع، كانت أساسيات لا غنى عنها. كما تميزت المنطقة بصناعة “شريط العروس” المزخرف بالفضة والألوان الطبيعية من تربة “رِحَب”، كمثالٍ على ذلك.

صوف الغنم.. مهنة الحياكة الريفية تُصارع الاندثار
تُصارع حياكة صوف الغنم التي تعد إحدى المهن النسائية التقليدية خطر الاندثار (ريف اليمن)

خلال السنوات الماضية تراجعت مهنة الحياكة في العديد من القرى الريفية في اليمن، لكنها لم تختفِ تمامًا، فما تزال حاضرة في مناطق البادية مثل خولان، بني ضبيان، قيفة رداع، وأطراف من محافظتيّ مأرب والجوف، حيث يكثر الغنم ويُعتمد على شعرها في صناعة الخيام والفُرُش.

تجدر الإشارة إلى أن استمرار هذه الحرفة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتربية الماشية؛ فحيثما ضعفت التربية ضعفت المهنة، وحيثما ظل القطيع حاضرًا وجد الحواكين رزقهم ودورهم، وهكذا تبقى الحرفة وثيقة الصلة بالبادية وحياتها اليومية.

طقوس جزّ الشعر

تقول “أم مزنة”، إحدى الحائكات: “ليس كل من يملك الغنم يحافظ على شعرها وطقوس جزِّها، إنما الأكثر شغفاً وحده هو الذي يصون هذه العادة.” وتضيف أم مزنة لـ “منصة ريف اليمن”: “يعرف المهتم أن جزَّ الشعر في أوانه راحة للغنم وزادٌ لأهله. حين يأتي الصيف، يجمع أهله ويهيئون الماشية، فيُجَزُّ الشعر بعناية”.

تبدأ مراحل جزِّ شعر الغنم بتنقيته، فيُضَفَّر بعناية حتى يتساقط الضعيف منه ويتبقى القوي. فالشعر القوي منه يُخزَّن خصيصاً لأغراض الغزل والنسج، بينما يُستفاد من الشعر الضعيف في تلبية الاحتياجات المنزلية.

يعتز مُلَّاك الغنم بقطعانهم التي تُمثِّل امتداداً للجذور وعنواناً للسمعة، فالشَّعر الذي يُجَزُّ كل صيف ليس مجرد فائض، بل هو مورد أساسي للغزل والنسج، ومؤشر للمكانة الاجتماعية.

صوف الغنم.. مهنة الحياكة الريفية تُصارع الاندثار
رغم نفعها لم تسلم هذه المهنة من نظرة دونية؛ فبعض الناس اعتبروها أقل شأناً، وذلك أثر من بقايا الجاهلية (ريف اليمن)

يقول “زين محمد”: “ورثنا سلالة يشتد شعرها وتُستخدم منتجاتها في صناعات متينة”. مضيفاً لـ” منصة ريف اليمن” أنها “ليست مجرد ماشية، بل سمعة تُصان، ونحن نستفيد من شعرها كل عام”.

أما “أبو صالح الضبياني” فيقول لـ “منصة ريف اليمن”: “سلالتي أصيلة، شعرها ألين وأسهل غزلاً، نصنع منه خيوطاً خفيفة ترافق القوافل وتستر أهلنا”.

رمز للهوية البدوية

من بين الأثاث العصري، في اليمن يظل فراش شعر الغنم حاضراً كرمز للهوية البدوية، فهو ليس مجرد فراش للنوم، بل حكاية أجيال ودفء الصحراء.

يقول المهتم بالتراث، “الدماني السالمي”: “تفننت نساء اليمن منذ قرون في حياكته بخيوط متينة وألوان بسيطة آسرة؛ لتخرج قطعة تجمع بين الراحة والجمال”.

يضيف السالمي لـ” منصة ريف اليمن”: “البدو في الخليج يقبلون عليه لأنه يذكّرهم بالصحراء وبيوت الشعر وليالي السمر، فيشترونه من اليمن، أو الشام، أو شمال أفريقيا كرمز للفخر والامتداد التراثي”.

أما عن خصائصه، فيوضح: “يقوم بدور عازل طبيعي للحرارة والبرودة، ويقاوم الشمس والرطوبة والمطر، لكنه يحتاج إلى تهوية وتنظيف دوري، اقتناء هذا الفراش هدية نفيسة لا تُقدَّم إلا لمن يستحق؛ لأنها تعبير عن وفاء واعتزاز بالتراث”.

يؤكد “عوض المنصابي”، وهو بائع أثاث، أن “الصوف يتميز بمقاومته للبلى والحرائق، لذلك استُخدم عبر التاريخ في السجاد والبطانيات والأثاث، وما يزال حتى اليوم علامة على الجودة والراحة”. ويشير إلى أن “لهذه المنتجات حضوراً لافتاً في أسواق منطقته: جِحَانَة – السوق الكبير، والأَعْرُوش – خَوْلَان الطَّيَّال، ولها حضور أيضاً في أسواق صنعاء القديمة”.

صوف الغنم.. مهنة الحياكة الريفية تُصارع الاندثار
يظل فراش شعر الغنم حاضراً كرمز للهوية البدوية فهو ليس مجرد فراش للنوم بل حكاية أجيال ودفء الصحراء (ريف اليمن)

وأوضح المنصابي لـ “منصة ريف اليمن”: “هناك طلب متزايد من بعض الدول العربية لاقتنائها من اليمن كهدايا ثمينة، وذلك من خلال انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، تعرَّف اليمنيون على ما يُنتَج في الدول العربية”.

ويختتم حديثه بالقول: “تَعَرَّفَ الكثير من العرب على ما يُنتَج من شعر الأغنام، كـ “الزَّعَل” و”الحَنَابِل”، و”الخِيَام”؛ مما ساعد على إحياء المهنة بعد أن كانت في طريقها للانقراض”.

حملة صور وعرض سينمائي ضمن برنامج “الحياة الريفية”

0
حملة صور وعرض سينمائي ضمن برنامج ثقافي عن "الحياة الريفية"

نفذت منصة ريف اليمن مع شركائها في مؤسسة أرنيادا للتنمية الثقافية وبيت الصحافة، الأربعاء 15 أكتوبر/ تشرين أول 2025، حملة صور بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية، بالإضافة إلى عرض فيلم في بيت الصحافة.

وعرضت سينما الأربعاء ضمن برنامج شهر “الحياة الريفية” بالشراكة مع منصة ريف اليمن فيلم “الفتى الذي روّض الريح”، بالتزامن مع يوم الغذاء العالمي الذي يصادف 16 أكتوبر وفق ما أعلنته منظمة الغذاء العالمي.

وعرض فيلم “الفتى الذي روّض الريح” “The Boy Who Harnessed the Wind” في إطار برنامج العروض المتخصصة لسينما الأربعاء التي تُقيمها مؤسسة أرنيادا للتنمية الثقافية وبيت الصحافة.


      مواضيع ذات صلة

الفيلم، وهو دراما واقعية بريطانية-مالاوية من إنتاج عام 2019، مستوحى من قصة حقيقية لفتى من مالاوي يُدعى ويليام كامكوامبا، تمكن من إنقاذ قريته من المجاعة والجفاف عبر بناء طاحونة هواء لتوليد الكهرباء وضخ المياه.

يحمل الفيلم رسالة إنسانية عميقة حول الإصرار والتعلم الذاتي وقوة الأمل، ويركز على العلاقة بين المعرفة والبقاء، وكيف يمكن للعلم أن يكون وسيلة لمواجهة الفقر وتحديات الريف.

حملة صور وعرض سينمائي ضمن برنامج ثقافي عن "الحياة الريفية"
جانب من الحضور لمناقشة في بيت الصحافة في سينما الأربعاء (ريف اليمن)

وشهدت حلقة النقاش التي أعقبت العرض مشاركة عدد من الحضور والمهتمين بقضايا التعليم والتنمية الريفية، حيث دار النقاش حول إمكانات التغيير التي يحملها التعليم في المجتمعات الريفية، وتشابه الظروف بين الفيلم وواقع الأرياف اليمنية التي تعاني من تراجع فرص التعليم والبنية التحتية.

من خلال هذا العرض، تواصل سينما الأربعاء بالشراكة مع ريف اليمن تسليط الضوء على التجارب السينمائية التي تُعيد الاعتبار للريف كفضاءٍ للحياة والإبداع، وتفتح نقاشًا مجتمعيًا حول إمكانيات النهوض بالتنمية الريفية في اليمن عبر الوعي والمعرفة.

اليوم العالمي للمرأة الريفية

ويعزز نشاط سينما الأربعاء لهذا الشهر من حضور قضايا الريف والمرأة الريفية في الإعلام من خلال النقاشات التي تشملها عروض الأفلام الأسبوعية، ويتزامن ذلك من اليوم العالمي للمرأة الريفية.

وأطلقت منصة ريف اليمن بالشراكة مع مؤسسة أرنيادا للتنمية الثقافية وبيت الصحافة، حملة رقمية مشتركة لمناصرة حضور المرأة الريفية في الإعلام، بهدف إبراز دورها في التنمية المجتمعية وتسليط الضوء على قصصها الملهمة في مواجهة التحديات.

وشهدت الحملة تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تناولت دور المرأة الريفية وكفاحها في بناء المجتمع رغم التحديات وحالة الصراع المستمرة في البلاد، وشارك ناشطون صورا لكفاح المرأة الريفية اليمنية وقصص لمنصة ريف اليمن.

وكتب الصحافي عبد الرقيب العيسي “إن المرأة الريفية اليمنية أعتقد هي أكثر كدًّا وشقاء بين كل نساء العالم، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية، في قريتي ومسقط رأسي، قرية جبل الشامي، تواجه النساء أشد المعاناة في جلب الماء، وتربية الأبقار، وزراعة الأرض، وجلب الحشيش من أعلى المرتفعات والأماكن الخطرة”.

وأضاف -في صفحته على “فيسبوك”- “إن المرأة في جبل الشامي هي أقوى النساء في العالم وأكثر شقاءً بفعل الظروف البيئية والجغرافية، وتشتد معاناة المرأة في أيام الجفاف الطويلة بسبب تغيرات المناخ، مما يؤدي إلى جفاف الآبار الرئيسية، ويجعل حصول المرأة على المياه أمرًا صعبًا جدًا”.

من جانبها علقت أستاذة الصحافة في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، سامية الأغبري بالقول “فعلا قسوة الطبيعة وقسوة البشر تحمل المرأة اليمنية فوق طاقتها ولا تجد من يقدرها”.

وكانت الحملة لإبراز قصص الكفاح التي تجسدها المرأة الريفية اليمنية، ولتشجيع الجمهور على توثيق مظاهر الحياة الريفية ودعم النساء اللواتي يشكلن عماد التنمية في الريف اليمني.

المرأة الريفية والرقمنة: من العزلة إلى فضاء التمكين والتنمية

0
المرأة الريفية والرقمنة: من العزلة إلى فضاء التمكين والتنمية

تتميز الحياة الريفية في اليمن بطابعها البسيط والمعتمد على الزراعة والرعي والحرف اليدوية، في ظل ضعف الخدمات الأساسية وغياب البنية التحتية الحديثة، ومع ذلك، بدأت ملامح التحول الرقمي تتسلل تدريجيا إلى هذه القرى، عبر انتشار الهواتف الذكية وشبكات الإنترنت؛ مما فتح آفاقا جديدة أمام السكان، خصوصا الشباب والنساء، للتعلم والتواصل والعمل عن بعد.

في اليوم العالمي للمرأة الريفية، تبرز الرقمنة كأحد أهم مسارات التحول التي أعادت تشكيل حياة نساء القرى اليمنيات، وجعلتهن فاعلات في التنمية رغم الأزمات الممتدة منذ سنوات الحرب، فالمرأة الريفية اليمنية، لم تعد تلك التي تكتفي بالمعول وسعف النخيل، بل أصبح العديد منهن يحملن هواتف ذكية متطورة.

تقول “انتصار الفقيه”، رئيسة تنمية المرأة بمحافظة الضالع: “إن الريف اليمني يشهد تحولا رقميا متسارعا خلال السنوات الأخيرة، إذ لم تعد الهواتف وسيلة للتواصل فقط، بل أصبحت نافذة للتعليم، والخدمات، والتجارة، والتمكين الاجتماعي، خصوصا في أوساط الفتيات؛ إذ أتاح لهن فرص التعليم عن بعد وتسويق المنتجات الحرفية والزراعية عبر الإنترنت؛ ما منحهن استقلالية اقتصادية وقدرة على مواجهة القيود الاجتماعية”.


      مواضيع مقترحة

وأوضحت الفقيه خلال حديثها لـ”منصة ريف اليمن”، أن هذا التحول مر بعدة مراحل، بدأت بدخول الهواتف البسيطة التي خففت من عزلة القرى، مرورا بتحسن تغطية شبكات الاتصالات وانتشار الإنترنت، ووصولا إلى استخدام الهواتف الذكية، والتطبيقات التعليمية، والتجارية، والخدمية.

المرأة الريفية والرقمنة: من العزلة إلى فضاء التمكين والتنمية
تبرز الرقمنة كأحد أهم مسارات التحول التي أعادت تشكيل حياة نساء القرى اليمنيات (ريف اليمن)

من العزلة إلى الاتصال

لكنها تشير أيضا إلى وجود تحديات تواجه هذا التحول، منها ضعف البنية التحتية للاتصالات، وارتفاع تكلفة الإنترنت، والأمية الرقمية، بالإضافة إلى المخاوف الثقافية المرتبطة باستخدام الفتيات للتقنية، ومخاطر التعرض للمضايقات الإلكترونية.

وأكدت الفقيه أن التحول الرقمي ليس مجرد اقتناء هاتف ذكي، بل هو عملية تنموية متكاملة، مشددة على أهمية بناء قدرات الفتيات في مجال المهارات الرقمية والسلامة الإلكترونية، وإنشاء مراكز رقمية مجتمعية في القرى، وتطوير تطبيقات محلية تراعي اللغة والثقافة اليمنية، إلى جانب تبني سياسات حماية وتشريعات لمكافحة الجرائم الإلكترونية.

بدورها تقول الإعلامية “سميرة عبداللطيف” إن الريف اليمني ظل لفترة طويلة رمزا للعزلة، سواء كانت عزلة جغرافية تحول دون الوصول إلى الأسواق، أو عزلة معلوماتية تحرم سكانه من الوصول إلى المعرفة والفرص. لكن اليوم غيرت التكنولوجيا هذه المعادلة جذريا؛ إذ لم تفتح الرقمنة آفاقًا جديدة أمام المرأة الريفية فحسب، بل أعادت تعريف دورها الاقتصادي والاجتماعي، وسهّلت عليها الكثير من جوانب الحياة اليومية.


سميرة عبداللطيف: الريف اليمني ظل لفترة طويلة رمزا للعزلة سواء كانت عزلة جغرافية تحول دون الوصول إلى الأسواق، أو عزلة معلوماتية تحرم سكانه من الوصول إلى المعرفة والفرص


وتضيف عبداللطيف خلال حديثها لـ”منصة ريف اليمن”: الإنترنت أصبح بمثابة جسر عبور للمرأة الريفية من سوق القرية المحدود إلى نافذة تجارية مفتوحة على العالم، حيث تحولت الحسابات البسيطة على “إنستغرام” و“فيسبوك” إلى منافذ بيع تتجاوز حدود المحافظات والدول.فالنساء اللواتي كنّ ينتظرن الأسواق الأسبوعية أو تجار الجملة لبيع منتجاتهن من الزيوت أو المنسوجات، أصبحن اليوم يتلقين طلبات شراء من خارج اليمن.

وأشارت إلى أن الأمر لا يقتصر على التسويق فقط، بل يمتد إلى المعرفة والتمكين؛ إذ وفّر الإنترنت للنساء في الريف فرصا للتدريب والتعليم عن بعد لم يكن يحلمن بها من قبل، وتختم بقولها إن التكنولوجيا لم تمنح المرأة الريفية أدوات بيع فحسب، بل منحتها المعرفة والقدرة على التطوير، لتصبح قادرة على تحسين جودة منتجها وتسويقه من منزلها، “وذلك هو التمكين الحقيقي الذي قدمه العالم الرقمي لنساء الريف اليمني”.

تغير العادات

إلى جانب خدمتها للمرأة الريفية، أحدثت الرقمنة نقلة نوعية في أنماط التواصل داخل القرى؛ إذ لم تعد المجالس واللقاءات الأسبوعية هي المصدر الوحيد لتبادل الأخبار، بل انتقلت العلاقات الاجتماعية والتعليم والتسوق إلى الفضاء الرقمي.

ويقول الباحث الاجتماعي “فضل الربيعي” إن تأثير الهواتف الذكية والإنترنت على الحياة الريفية يحمل بُعدين، إيجابيا وسلبيا في آن واحد؛ من حيث الإيجابي أسهمت الهواتف الذكية في تسهيل التواصل بين أفراد الأسر الريفية المشتتة، خصوصا في ظل واقع اجتماعي تتوزع فيه العائلات بين القرى والمدن أو في دول الاغتراب.

أما من الجانب السلبي، فأشار الربيعي إلى أن الاستخدام المفرط أو الخاطئ للتقنيات الرقمية قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والإدمان الإلكتروني؛ مما ينعكس سلبا على العلاقات الأسرية والتفاعل المجتمعي في البيئة الريفية، ، داعيًا إلى توجيه استخدام التكنولوجيا بما يخدم الترابط الاجتماعي والتنمية، لا أن يبددها.

كما أحدث التحول الرقمي أثراً اقتصادياً ملموساً في الحياة الريفية، حيث بدأت التكنولوجيا تدخل مجالات الزراعة والتجارة المحلية، وساهمت في تحسين الإنتاج والتسويق، واستخدم المزارعون الهواتف الذكية للحصول على معلومات حول الطقس والأسعار والأسمدة، فيما فتح الإنترنت آفاقًا جديدة أمام الشباب والنساء لإطلاق مشاريع منزلية صغيرة، وتسويق منتجاتهم إلكترونيًا.

أثر اقتصادي

ويقول المستشار الاقتصادي في مكتب رئاسة الجمهورية “فارس النجار”، لـ”منصة ريف اليمن” إن الحديث عن مستقبل الاقتصاد الريفي في اليمن لا يمكن أن يتم دون التطرق إلى الدور المتزايد للتكنولوجيا، التي لم تعد مجرد أدوات رفاهية، بل أصبحت وسيلة بقاء في ظل تراجع البنية التحتية وارتفاع تكاليف الإنتاج.

وأوضح أن التحول نحو الطاقة الشمسية في الزراعة يمثل أبرز مظاهر الرقمنة الاقتصادية في الأرياف؛ إذ غيّر من بنية الإنتاج الزراعي بشكل ملموس. وأكد النجار أن هذه التحولات وفّرت على المزارعين ما بين 35% إلى 45% من كلفة التشغيل، وساعدتهم على الاستمرار بالإنتاج رغم أزمات الوقود.

المرأة الريفية والرقمنة: من العزلة إلى فضاء التمكين والتنمية
خلق الانترنت فرص تجارية للنساء لتسويق منتجاتهن من المشاريع الصغيرة

وأضاف أن التكنولوجيا أسهمت أيضًا في خلق فرص اقتصادية جديدة عبر التجارة الرقمية والمشاريع الصغيرة، مستندًا إلى تقرير DataReportal (مارس 2025) الذي أشار إلى وجود 7.29 مليون مستخدم للإنترنت في اليمن بنسبة 17.7% من السكان، بينهم 4.4 مليون مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي.

وبرغم أن النسبة لا تزال منخفضة، إلا أنها فاعلة في المدن والمناطق شبه الحضرية، حيث نشأت مئات المشاريع المنزلية التي تديرها النساء، معتمدات على التسويق الإلكتروني. ووفقًا لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) لعام 2024، فقد شهدت تلك المشاريع زيادة في المبيعات بأكثر من 30% خلال عام واحد، خاصة في مجالات العسل والبن والمشغولات اليدوية.

وبيّن النجار أن برامج التدريب الرقمي التي نفذتها منظمة SMEPS في محافظات حضرموت وتعز وعدن وفّرت أكثر من 2000 فرصة عمل غير مباشرة في مجالات التسويق الإلكتروني والتغليف والتوصيل المحلي. لكنه في المقابل، أشار إلى تحديات كبيرة تواجه الريفيين في الوصول إلى الأسواق الرقمية، منها ارتفاع تكلفة الإنترنت وضعف سرعته، كما أن انقطاع الكهرباء وضعف الشمول المالي يشكلان عقبات إضافية، حيث لا يمتلك سوى 7% من اليمنيين حسابات مصرفية رسمية.

فجوة كبيرة

ولفت النجار إلى أن نقص المهارات الرقمية يمثل تحديًا آخر، حيث أظهرت دراسة لليونسكو عام 2023 أن 60% من سكان الريف لا يمتلكون المهارات الكافية لاستخدام الأدوات التقنية الحديثة.

وأضاف: “إذا تم توفير الإنترنت بأسعار عادلة، ودُعمت مبادرات التدريب الرقمي، وتم توسيع أنظمة الدفع المحلية، يمكن للتكنولوجيا أن تفتح آفاقًا جديدة لآلاف اليمنيين في القرى، وتحوّل الريف من منطقة استهلاك إلى منطقة إنتاج ونمو اقتصادي حقيقي”.


إنتصار الفقية: الريف اليمني يشهد تحولا رقميا متسارعا خلال السنوات الأخيرة إذ لم تعد الهواتف وسيلة للتواصل فقط بل  نافذة للتعليم والخدمات والتجارة والتمكين الاجتماعي


رغم ما أحدثته الرقمنة من فرص وتغييرات إيجابية في الأرياف اليمنية، إلا أن الطريق لا يزال مليئا بالتحديات والعوائق، فضعف البنية التحتية للاتصالات وانعدام الكهرباء يعرقلان استفادة الريفيين من التكنولوجيا بشكل فعّال.

كما تمثل الأمية الرقمية وغياب برامج التدريب والتأهيل عقبة أمام الكثيرين، خاصة النساء والشباب، في التعامل مع الأدوات الحديثة وإدارة المشاريع عبر الإنترنت، إلى جانب ذلك ما تزال هناك فجوة واضحة بين الريف والمدينة، في الوصول إلى الخدمات الرقمية، ما يجعل فرص التعليم والعمل والابتكار في الريف محدودة مقارنة بالمناطق الحضرية.

وتؤكد الحقوقية إسراء النجار أن الرقمنة في الأرياف اليمنية ما زالت تعاني من فجوة واضحة في العدالة الرقمية بين الريف والمدينة، مؤكدة أن غياب البنية التحتية وضعف التدريب يشكلان حرمانًا من حق أساسي هو الوصول إلى المعرفة.

وأوضحت خلال حديثها لـ”منصة ريف اليمن”، أن الإنترنت لم يعد ترفًا، بل حقًّا من حقوق التنمية، مشيرة إلى أن النساء في القرى أكثر تأثرًا بهذه الفجوة بسبب الأمية الرقمية وغياب المبادرات التي تراعي احتياجاتهن.

وتشير النجار إلى أن النساء في القرى أكثر تضررا بسبب الأمية الرقمية وغياب برامج التدريب، مؤكدة أن تحقيق شمول رقمي حقيقي يتطلب دمج الريف في خطط التحول الرقمي الوطني وتوفير برامج تدريب تراعي الفوارق التعليمية والجغرافية.


* تم إنتاج هذه المادة من قبل منصة ريف اليمن ضمن مشروع سينما الأربعاء بالشراكة مع بيت الصحافة ومؤسسة أرنيادا للتنمية الثقافية.

منصة ريف اليمن تطلق حملة صور احتفاء باليوم العالمي للمرأة الريفية

0
منصة ريف اليمن تطلق حملة صور احتفاء باليوم العالمي للمرأة الريفية

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية، تطلق منصة ريف اليمن، الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم الأربعاء، حملة تفاعلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على دور المرأة الريفية وكفاحها في بناء المجتمع رغم التحديات.

وتدعو المنصة جميع المواطنين والمصورين والمهتمين إلى مشاركة صور لنساء ريفيات من مختلف مناطق اليمن، توثق واقعهن اليومي في العمل الزراعي أو الحرفي أو الاجتماعي، وقصص نجاحهن وذلك باستخدام الهاشتاج التالي: #اليوم_العالمي_للمرأة_الريفيه #منصة_ريف_اليمن

وأكدت إدارة المنصة أن الحملة تأتي لإبراز قصص الكفاح والإبداع التي تجسدها المرأة الريفية اليمنية، ولتشجيع الجمهور على توثيق مظاهر الحياة الريفية ودعم النساء اللواتي يشكلن عماد التنمية في الريف اليمني.

منصة ريف اليمن تطلق حملة صور احتفاء باليوم العالمي للمرأة الريفية

المرأة الريفية اليمنية نواة الصمود وصناعة الحياة

0

مع فجر كل يوم جديد، تخرج “نبيلة قاسم (37 عاما)” من بيتها الواقعة في منطقة الصرم التابعة لمديرية المسراخ، جنوبي تعز، محملة على رأسها عدداً من الجوالين الصغيرة المخصصة لتعبئة الماء، وأخرى على ظهر حمار اشترته ليعينها على نقل الماء، قبل أن تبدأ نهارها الطويل في مزرعتها الصغيرة.

الأرض التي كانت يوما قاحلة تحولت إلى مصدر حياة بفضل جهدها وإصرارها المتواصل رغم التعب والمشقة. تعد نبيلة مثالا لآلاف النساء الريفيات اللواتي يصنعن الحياة من قلب الأزمات، ويواجهن الجفاف والحرب والفقر بما تبقى لهن من عزيمة.

مع حلول اليوم العالمي للمرأة الريفية الذي يصادف 15 أكتوبر من كل عام، تتجدد الدعوات إلى ضرورة دعم النساء الريفيات، وتعزيز البرامج التعليمية والتدريبية التي تتيح لهن فرصا أوسع للمشاركة في الاقتصاد المحلي، فالمرأة الريفية ليست مجرد عاملة في الحقل، بل عمود الحياة في المجتمعات الريفية، لكن تلك الدعوات سرعان ما تغيب ولا يحدث لها أثر.


     مواضيع مقترحة

تقول نبيلة وهي أم لأربعة أطفال: “أستيقظ مع ساعات الفجر الأولى، وأقوم بتجهيز الطعام لأولادي حتى لا يتأخروا عن موعد الذهاب للمدرسة، وبعدها أتوجه إلى بئر القرية، وأقوم بجلب ما نحتاجه من الماء ليوم كامل”، وتضيف لـ “منصة ريف اليمن”: “أحمل جزءا من دباب الماء (جوالين صغيرة) فوق رأسي وفي يدي، والجزء الآخر على ظهر الحمار”.

معركة يومية للبقاء

بعد عودتها من جلب الماء، تبدأ نبيلة رحلة جديدة من المعاناة، إذ تتوجه نحو الوادي لرعي ثلاثة رؤوس من الأغنام اشترتها لتعينها على صعوبات الحياة، بالإضافة للعمل داخل الأرض التي يملكها زوجها، من خلال جمع الحشائش وإصلاح التربة وغيرها من الأعمال المتعلقة بالزراعة.

لم تعد الزراعة في الأرياف اليمنية مجرد مهنة، بل معركة بقاء يومية تخوضها النساء في الحقول، حيث تؤكد تقارير البنك الدولي أن النساء يشكلن نحو 95٪ من القوى العاملة الزراعية في البلاد، وأكثر من 90% في مجال الثروة الحيوانية، ويقمن بأدوار متعددة تشمل الزراعة، والرعي، وإدارة المياه، وحفر القنوات، وتحسين أنظمة الري.

خلال السنوات الماضية، نفذت الحكومة اليمنية بالتعاون مع منظمات دولية، منها البنك الدولي ومنظمة الفاو، برنامج “الاستجابة الطارئة للأزمة”، الذي ساعد النساء على تعلم تقنيات الري الموفرة للمياه، والزراعة المقاومة للتغير المناخي. كانت هذه الخطوات بمثابة بصيص أمل في بيئة ينهشها الجفاف والتصحر، لكنها لم تكن كافية لتغطية احتياجات آلاف الأسر الريفية التي تقودها النساء.


تجبر الكثير من الفتيات على ترك التعليم مبكرا في الأرياف اليمنية  إما بسبب الفقر أو بُعد المدارس أو العادات والتقاليد المجتمعية


رغم هذه المبادرات، تبقى المرأة الريفية اليمنية محاطة بجملة من التحديات اليومية التي تجعل حياتها شديدة القسوة، كما أن نقص المياه وانقطاعها المستمر يشكل عبئا إضافيا، حيث تقع على عاتق النساء مهمة جلب الماء من مسافات بعيدة، إلى جانب أعمال الطبخ والزراعة ورعاية الأطفال.

بعد عودتها قبل الظهيرة، تبدأ نبيلة عملاً جديداً من خلال تجهيز وجبة الغداء، ومذاكرة الدروس لأولادها. “درست إلى ثامن ابتدائي، لكنني أحاول أن أذاكر لهم الدروس التي أستطيع فهمها، والمواد الصعبة كالرياضيات والفيزياء وغيرها تبقى دون مذاكرة، لا يوجد لنا حل آخر، خاصة مع تراجع جودة التعليم”، تقول نبيلة.

أنوار تضيئ عتمة الريف

تجبر الكثير من الفتيات على ترك التعليم مبكرا في الأرياف اليمنية؛ إما بسبب الفقر أو بعد المدارس أو العادات والتقاليد المجتمعية؛ مما يقلل من فرصهن في الحصول على مهارات مهنية جديدة أو المشاركة في مشاريع التنمية، ويزيد من ذلك الضغط الاجتماعي الذي يقيد حركتهن أو يحبط مبادراتهن بحجة العادات والتقاليد.

قصة نبيلة ليست استثناء، فهناك مئات القصص المضيئة في عتمة الريف، في قرية رحبان، التابعة لمديرية خدير، تحولت حياة أم محمد إلى معاناة بعد وفاة زوجها، لكنها بدأت رحلة كفاح طويلة، تتمثل في تربية أبنائها والعمل على توفير لقمة عيش كريمة لهم، فتقول: “تركني زوجي وحيدة بعد وفاته، لدي خمس أولاد، اثنان منهم مصابون بمرض فقر الدم، حاولت أن أتغلب على صعوبات الحياة، قمت ببيع ذهب كنت أمتلكه واشتريت مكينة خياطة وسجلت ضمن دورات لتعليم الخياطة”.

تضيف أم محمد لـ “منصة ريف اليمن”: “بدأت العمل، وعند البداية كان العمل متحركا، والنساء قمن بتشجيعي لكن العمل تراجع والحركة قلت نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة للمواطنين، فاضطررت لشراء بقرة وعدد من الأغنام، وحاليا أقوم برعايتها مع العمل في الوادي”، وتؤكد: “نحن نقاوم لكننا لم ننكسر”.

بحسب استطلاع أجرته منصة “WINDAP”، أشار أكثر من 92٪ من المشاركين إلى أن النساء اليمنيات يسهمن بشكل فعال في تمكين الاقتصاد المحلي، من خلال خلق فرص عمل، وتقليل البطالة، وتحسين معيشة أسرهن.

رغم هذه الأرقام الإيجابية، تبقى العقبات كثيرة، فالوصول إلى التمويل يمثل تحديا كبيرا، كما أن وعورة الطرق الريفية وبُعدها عن مراكز المدن يجعل من عملية التسويق عبئا إضافيا يزيد من كلفة الإنتاج، ويضاف إلى ذلك ضعف البنية التحتية؛ ما يجعل الاستدامة في المشاريع أمراً بالغ الصعوبة، كما أن العادات والتقاليد تعد من العوائق أيضا، إذ تواجه كثير من النساء نظرة مجتمعية تقلل من شأن العمل النسوي خارج المنزل؛ مما يحد من مشاركتهن.

رئيسة مؤسسة خطوات للتنمية “أنيسة اليوسفي” قالت إن المرأة الريفية في اليمن تواجه واقعا صعبا لا يختلف كثيرا عن نظيرتها في المدينة؛ إذ إن الخدمات في كلا البيئتين تكاد تكون معدومة، مؤكدة أن انهيار التعليم يمثل السبب الجوهري لتراجع وضع المرأة.

وأضافت خلال حديثها لـ”منصة ريف اليمن” قائلة: “طالما أن التعليم منهار، فإن المرأة الريفية لن تحصل على حقوقها، لأن غياب الوعي والدورات والفعاليات التي تنشر التثقيف في الريف يؤدي إلى انهيار منظومة القيم بأكملها”، مؤكدة أن المرأة الريفية تعاني من الظلم وحرمان الحقوق والمواريث والإقصاء في مختلف المجالات.

رعاية وتمكين

وتشير اليوسفي إلى أن المرأة الريفية تتحمل أعباء جسيمة داخل المنزل وخارجه؛ حيث تعمل في الحقل، وتعد الطعام، وتربي الأطفال، وتوفر المياه. تعمل كآلة لا تتوقف دون أي دعم أو تقدير، ودون أن تنال أبسط حقوقها، لكن أكدت أن  التعليم هو المفتاح الحقيقي لتمكين المرأة الريفية، لافتة إلى أن كثيرا من الفتيات في الأرياف يحرمن من مواصلة تعليمهن بعد المرحلة الابتدائية، بينما لا يسمح للبعض حتى بالالتحاق بالمدرسة، وإن حرمت الفتاة من التعليم، حرمت من الوعي والمعرفة بحقوقها، وبالتالي من القدرة على الدفاع عنها.


داليا محمد: واجب الدولة أن تنظر إلى المرأة الريفية كشريك أساسي في المجتمع فهي تتحمل مسؤوليات كبيرة جدا، في ظل ظروف صعبة وانعدام كثير من الخدمات


كما تناولت الناشطة المجتمعية الوضع الصحي قائلة إن الجهل وغياب التوعية الصحية يتسببان في فقدان كثير من النساء والفتيات حياتهن نتيجة أمراض بسيطة يمكن علاجها لو وجدت الرعاية الصحية اللازمة أو التوعية الكافية، واختتمت بالتأكيد على أن المرأة المتعلمة الواعية قادرة على النهوض بنفسها ومجتمعها، سواء كانت تعمل في الزراعة أو في أي مجال آخر، موضحة أن التعليم والتمكين يوفران للمرأة الأدوات والأساليب التي تجعلها أكثر إنتاجًا وإبداعا.

في حين أكدت الناشطة الحقوقية “داليا محمد”، أن من واجب الدولة أن تنظر إلى المرأة الريفية كشريك أساسي في المجتمع وليس كمجرد فئة مهمشة، فالمرأة الريفية في اليمن تتحمل مسؤوليات كبيرة جدا، في ظل ظروف صعبة وانعدام كثير من الخدمات.

ودعت محمد خلال حديثها لـ “منصة ريف اليمن”، الحكومة إلى أن تضمن للمرأة الريفية حقوقها الأساسية في التعليم، والصحة، والمشاركة الاقتصادية، وأن توفر بيئة آمنة تساعدها على العيش بكرامة، وتشرك في اللجان المحلية، واتخاذ القرار على مستوى القرى والمديريات، لأنها الأعرف باحتياجات مجتمعها، مؤكدة أن تخفيف معاناة المرأة الريفية لن يتحقق بالمساعدات المؤقتة، بل من خلال سياسات عادلة وتنمية مستدامة تضعها في قلب الخطط الحكومية.

كيف تكافح المرأة الريفية في اليمن لأجل العيش؟

0

في بلدٍ أنهكته حربٌ مستمرة منذ أكثر من عقد، وتحوّل فيه تأمين المعيشة معركة يومية في ظل تبدّد فرص العمل، وتتهاوى الخدمات الأساسية، لم تنكسر إرادة المرأة اليمنية، بل أعادت صياغة حضورها لتصبح في كثير من الأحيان عماد الأسرة وسندها الأول، وفاعلة في المجتمع المحلي بالعمل.

ومن رحم قسوة الحرب ولدت محاولات شجاعة، حيت اتجهت النساء في المناطق الريفية إلى الأرض للزراعة وتربية الماشية، والبعض منهن انخرطن في مشاريع وأعمال صغيرة متواضعة، مثل الخياطة وصناعة منتجات تغليفية وحرفية بسيطة، وفتحن المحلات لتتحول تلك الجهود الصغيرة إلى جدار يحمي أسرهن من السقوط الكامل في هوة الحاجة.

وخلال السنوات الماضية أخذت هذه المحاولات في التبلور على شكل مبادرات فردية وأخرى جماعية، ظهرت في محافظات عدة، ولم تكن مجرد أعمال للرزق، بل رسائل مقاومة هادئة في وجه واقع ثقيل، ودليلاً حيّاً على أن النساء، رغم كل الانكسارات التي شملت الجميع، قادرات على الوقوف والبقاء في وجه أزمات معقدة، ومتداخلة ومتراكمة منذ ما قبل الصراع.


        مواضيع ذات صلة

وبالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة الريفية، نبرز كيف صنعت النساء في اليمن فارقاً في المشاريع الصغيرة، التي وفرت سبل العيش وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والاعتماد على الذات في توليد الدخل، على الرغم من التحديات.

مبادرات مزدوجة للنساء

في واحدة من أكثر مناطق اليمن هشاشة، مديرية القبيطة بمحافظة لحج، عملت عشرات النساء في مبادرة غير مألوفة؛ تقوم بتصنيع منتجات تعمل بالطاقة الشمسية، في مسعى لتأمين دخل ثابت، وتحسين أوضاع أسرهن وتوفير موارد قيّمة لمجتمعاتهن في مهمة مزدوجة توفر مصدراً معيشياً للنساء، وتوفر خدمة للمجتمع.

وتدعم الطاقة الشمسية النساء لتعزيز سبل عيشهن وتوفير موارد قيّمة لمجتمعاتهن، حيث تم تدريب 175 امرأة على استخدام وتجميع وتسويق منتجات الطاقة الشمسية، مثل الفوانيس والأفران الشمسية، مع توفير إرشادات عملية ودعم مالي وعيني لإنشاء مشاريع دخل خاصة بهن؛ وفق تقرير البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة في اليمن.

وأشار في تقرير له إلى أنه تم إنتاج نحو 3000 فانوس شمسي و18000 فرن شمسي، تم توزيعها على الأسر المحتاجة، بما في ذلك أسر النازحين داخلياً، مؤكدة أن أثر هذا المشروع لا يقتصر على تلبية الاحتياجات الفورية للطاقة فحسب، بل يمتد أيضاً إلى تعزيز الاقتصادات المحلية المستدامة.

وقالت أماني، إحدى المبادرات: “منحت فرصة عمل وأصبحتُ أمتلك الآن مهارات أستطيع استخدامها لإعالة نفسي ومساعدة الآخرين في منطقتي”، مشيرة إلى أن ذلك “سيُحسّن حياة الأسر المحتاجة في المجتمع المحلي”.

نساء يعملن على إنتاج الأدوات الشمسية في مديرية القبطية – لحج (UNDP)

بدورها تعتزم “رندة”، استغلال المعرفة  لبناء مشروعها الخاص، ورأت أن هذا “لا يعود بالنفع عليّها وعلى عائلتها فحسب، بل يوفر أيضاً منتجات طاقة شمسية آمنة وبأسعار معقولة في مديرية القبيطة وخارجها.

وتُبرز المبادرة -وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- تركيزها على الاستدامة والشمولية على المدى الطويل، إذ تُعزّز قدرة النساء، وتُرسي الأساس لمجتمعات أكثر اعتماداً على الذات.

وفي مديرية القطن بمحافظة حضرموت، انطلقت تجربة مشابهة ضمن ذات المشروع. “دلال” -إحدى المتدربات- قالت إنها تعلمت فهم كيفية بدء مشروع من الصفر وتحسين الدخل. وقالت: “يحتاج سوق العمل في اليمن بشدة إلى مثل هذه المبادرات لمعالجة صعوباتنا المعيشية، مثل الدخل المحدود”.

كما اعتبرت “مريم”، أن مشروع الطاقة الشمسية يهدف إلى “حماية البيئة والحد من معاناة الناس خلال فترة نقص الغاز من خلال الترويج للطاقة الشمسية المتجددة، وهو يُحسّن حياة الجميع هنا”، بدورها قالت سارة: “لقد تبنى مجتمعنا هذه المنتجات لأنها صديقة للبيئة وآمنة للاستخدام”.

وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “حصلت نحو 375 امرأة على تدريبات متقدمة في تقنيات الطاقة الشمسية ومهارات ريادة الأعمال، وتمكنت بعضهن من إنشاء مشاريع صغيرة لإنتاج وتسويق المنتجات الشمسية، كما جرى توزيع آلاف الفوانيس والأفران على الأسر المحتاجة، بما عزز الأمن الطاقي وخفّض الاعتماد على الوقود التقليدي”.

نساء الريف

“بالنسبة للنساء في ريف اليمن، لا يعد الحصول على الطاقة مسألة ممتلكات منزلية فحسب، بل يتجاوز ذلك كونه تعبيرا عن الكرامة والأمان، وصوتًا مسموعًا في مستقبل مجتمعاتهن”. وفق تقرير الأمم المتحدة.

تواجه المرأة في اليمن محدودية العبء اليومي الناجم عن انعدام الطاقة، يفتقر أكثر من 70% من سكان اليمن إلى كهرباء دائمة، مما يجبر النساء بصفتهن الأكثر تضررا من الفقر على قضاء ساعات في جمع الوقود، وهي معاناة مضاعفة.

عن التحديات التي تواجهها النساء، قالت “بشرى سلامة”، رئيسة جمعية المرأة للتنمية في حضرموت “تواجه النساء عوائق كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، وتحتاج المجتمعات الريفية إلى مزيد من الوعي بالإمكانيات التي توفرها الطاقة الشمسية بالحصول على الطاقة والدخل معاً”.

وتواجه اليمن أزمة كهرباء مزمنة تفاقمت مع الصراع المستمر منذ أكثر من 11 عاماً؛ ما جعل معظم السكان في مختلف المحافظات محرومين من هذه الخدمة الأساسية التي يفترض على الجهات المعنية أن توفرها.

وحتى في المناطق الحضرية التي ما تزال تتوفر فيها الكهرباء، فإن تكلفتها باتت تزيد بأكثر من 25 ضعفاً عمّا كانت عليه قبل الحرب، الأمر الذي دفع كثيراً من الأسر إلى الاعتماد على الألواح الشمسية المستوردة من الخارج، ومع ذلك، يظل سكان المناطق النائية يواجهون هذه الأزمة بصورة مستدامة دون حلول عملية تلبي احتياجاتهم لاسيما في ظل ضعف قدرتهم الشرائية.

واقع الأزمة الإنسانية

وتشير بيانات رسمية وأخرى تابعة للأمم المتحدة، إلى أن الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات أدت إلى أزمة اقتصادية خانقة انعكست على مختلف المؤشرات التنموية والمعيشية، حيث ارتفعت معدلات البطالة إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل اندلاع الصراع، لتصل إلى نحو 35 في المائة مقارنة بـ14 في المائة سابقاً، فيما فقد مئات آلاف العمال وظائفهم نتيجة توقف الأنشطة الإنتاجية وانكماش الاقتصاد، حسب ما سبق ونشرته صحيفة الشرق الأوسط.

وذكرت تقارير حكومية أن ما يقرب من 66 في المائة من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في وقت تجاوزت فيه نسبة الفقر 78 إلى 80 في المائة من إجمالي السكان البالغ عددهم 32.6 مليون نسمة، يشكّل الشباب نحو 70 في المائة منهم، ما يجعل هذه الفئة أمام مستقبل غامض، وخيارات شبه مسدودة.

وأوضحت البيانات أن الاقتصاد اليمني انكمش بنحو 50 في المائة من الناتج المحلي، وتراجعت الإيرادات العامة، وارتفعت المديونية الخارجية، في حين وصلت نسبة التضخم إلى نحو 40 في المائة، وفق الصحيفة.

وتزامن ذلك مع تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي التي طالت نحو 60 في المائة من السكان، فضلاً عن نزوح أكثر من 4.3 إلى 4.5 مليون شخص داخلياً، يفتقر معظمهم إلى الخدمات الأساسية.

وتتكبد المرأة الريفية في اليمن العناء الأكبر في ظل الأزمة الإنسانية في البلاد وانعدام الأمن الغذائي، وتتحمل مشاق كبيرة في توفير المياه والعمل بالزراعة، وتتفاقم معاناتها بالنزوح المستمر، لكنها في ذات الوقت تمثل قوة ملهمة في الكفاح والحفاظ على تماسك أسرتها وخدمة المجتمع بتفاني.

ماهي المحاصيل الزراعية المجهدة للتربة؟

0

تُعد معرفة تأثير المحاصيل الزراعية على التربة من العوامل الأساسية لضمان استدامة الإنتاج، إذ تسبب بعض محاصيل الخضر إجهاداً كبيراً للتربة نتيجة استنزاف العناصر الغذائية، بينما تُسهم محاصيل أخرى في تحسين خصوبتها واستعادة توازنها.

ويساعد هذا الفهم المزارعين على اختيار المحاصيل المناسبة وفق قدرة التربة على التحمل، وتخطيط الدورة الزراعية بفعالية للحد من الاستنزاف وزيادة العائد الاقتصادي، وهو ما سنتطرق إليه في التقرير الإرشادي التالي.

المحاصيل المُجهِدة للتربة

تُعد هذه المجموعة من المحاصيل من أكثر الأنواع استهلاكاً للعناصر الغذائية الأساسية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، مما يؤدي إلى إجهاد واستنزاف التربة عند زراعتها بشكل متكرر دون تعويض العناصر المفقودة بالأسمدة العضوية أو الكيميائية.

أبرز المحاصيل المجهدة:

  1. الطماطم
  2. الباذنجان
  3. البطاطس
  4. البطاطا الحلوة
  5. القرنبيط
  6. الملفوف
  7. البامية
  8. الجزر

الخصائص:

  • استهلاك مرتفع للعناصر الغذائية، خصوصاً النيتروجين والبوتاسيوم.
  • إجهاد كبير للتربة بعد الحصاد، ما لم يتم تجديد خصوبتها بالتسميد المنتظم.
  • قابلية مرتفعة للإصابة بالأمراض التي تتراكم في التربة، خصوصاً في محاصيل العائلة الباذنجانية مثل الطماطم والباذنجان.

    توصية: يُفضل عدم زراعتها في نفس الأرض إلا بعد دورة زراعية لا تقل عن 3 سنوات، أو زراعتها بالتناوب مع محاصيل بقولية غير مجهدة لتحسين خصوبة التربة.


    مواد ذات صلة:


المحاصيل نصف المُجهِدة للتربة

تُعد هذه المحاصيل من الفئة متوسطة التأثير على خصوبة التربة، إذ تستهلك العناصر الغذائية بمستوى معتدل دون أن تؤدي إلى استنزافها الكامل، مما يجعلها مناسبة للزراعة ضمن خطط التناوب الزراعي.

أبرز المحاصيل نصف المُجهِدة:

  1. البصل
  2. الثوم
  3. الكراث يُعرف محلياً بـ”البيعة أو الخضرة أو القشم أو الخصار”
  4. الخيار
  5. البطيخ (الحبحب)
  6. الشمام
  7. الفجل يعرف أيضاً بـ”البقل – القشمي”
  8. البنجر يعرف أيضا بـ “الشوندر، الشمندر”
  9. البقدونس
  10. الكرفس

الخصائص:

  • استهلاك متوسط للعناصر الغذائية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، وتأتي في مرتبة وسط بين المحاصيل المجهِدة وغير المجهِدة.
  • مرونة عالية في الدورة الزراعية، إذ يمكن زراعتها بعد المحاصيل المجهِدة لتقليل إجهاد التربة، أو قبلها مع إضافة الأسمدة الأساسية.
  • تأثيرات متباينة في التربة؛ فبعضها كالبصل والثوم يمتلك تأثيراً مثبطاً لنمو بعض الميكروبات الضارة، لذا يُستحسن عدم تكرار زراعته المفرط في نفس التربة.

    توصية:يُنصح بزراعة هذه المحاصيل مع إضافة الأسمدة العضوية بانتظام، للمحافظة على خصوبة التربة واستمرار الإنتاج الجيد.

المحاصيل غير المُجهِدة للتربة

تُعد هذه المحاصيل من الأقل استهلاكاً للعناصر الغذائية للتربة، وغالباً ما تكون من البقوليات التي تساهم في تحسين خصوبتها عبر تثبيت النيتروجين الجوي.

أبرز المحاصيل غير المجهدة:

  1. الفاصوليا
  2. البازلاء
  3. الفول
  4. اللوبياء معروف محلياً بـ”الدجر”، ولها مسميات أخرى.

الخصائص:

  • تثبيت النيتروجين الجوي: تتعايش هذه المحاصيل مع بكتيريا “الريزوبيا” في عقد جذورها، حيث تحول نيتروجين الجو إلى مركبات نيتروجينية قابلة للامتصاص من قبل النباتات، وبالتالي تعزز خصوبة التربة.
  • تحسين بنية التربة: تمتلك أنظمة جذرية تساعد على تفكيك التربة وتحسين تهويتها.
  • دور أساسي في الدورة الزراعية: يُفضل زراعتها بعد المحاصيل المجهدة لتعويض العناصر الغذائية المستنزفة وإراحة التربة.
  • استخدام مخلفاتها: يمكن الاستفادة من مخلفاتها النباتية كسماد طبيعي لتعزيز خصوبة التربة.

تنويه: ينبغي للمزارعين الاعتماد على تحليل دوري للتربة ومراعاة ظروف المناخ والري لضمان نجاح الزراعة المستدامة.

مما سبق، يتضح أن تصنيف محاصيل الخضر وفقاً لدرجة إجهادها للتربة يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق الزراعة المستدامة، إذ يتيح للمزارعين إدارة مواردهم بكفاءة، والحفاظ على خصوبة التربة وجودة الإنتاج، وضمان استمرارية العطاء الزراعي عاماً بعد عام.


هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاداً بشأن الزراعة أو الماشية، أو النحل، أو الصيد البحري، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد الالكتروني – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي التالية: –
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام