زراعة الفول السوداني.. انتعاشه في “سامع” تفتقد للتسويق

زراعة الفول السوداني.. انتعاشه في “سامع” تفتقد للتسويق

شهدت زراعة “الفول السوادني“، مؤخرا، انتعاشه جديدة في مديرية سامع، بريف محافظة تعز، بعد سنوات من الركود، وأصبحت العديد من الأسر تهتم بزراعته وتعتمد عليه كمصدر للدخل، في ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد.

ومنذ زمن بعيد كان سكان سامع يزرعون (الفول السوداني) الذي يُعرف أيضا بـ “اللوز”، وفي بعض المناطق ” حَبّ العزيز”، إذ كان أحد مصادر الدخل للسكان، إلا أن المزارعين تخلوا عنه لفترات معينة، واتجهوا نحو زراعة الذرة الرفيعة، والقمح، لتأمين جزء من احتياجاتهم الغذائية.


     مواضيع مقترحة


زراعة الفول السوداني بسامع

يقول عبد العزيز قائد، (65 عاما)، أحد كبار ملاك الأراضي في سامع، لمنصة ريف اليمن، إنه اتجه نحو إحياء زراعة الفول السوداني بزراعة جزء من أرضه، لافتا أنه استفاد ماليا في التجربة الأولى، ما شجعه على توسيع زراعته فيما تبقى من مساحات تابعة له”.

ويضيف:”جزء كبير من الأراضي التابعة لي كانت عبارة عن مرتفعات غير صالحة للزراعة، فعملت على استقدام معدات زراعية كبيرة، وعملت على تسويتها وزراعة (الفول السوداني)، وتمكنا خلال الموسم الثاني من حصاد كميات كبيرة، لكننا واجهنا مشكلة تمثلت في عجزنا عن تسويق المحصول”.

وبسبب ذلك، توجه المزارع عبد العزيز نحو زراعة الذرة الرفيعة، لكنه حرص على استمرار زراعة الفول السوداني، في جزء بسيط من أرضه، ولم يتوسع خوفا من الكساد الذي واجهه، مشددا على ضرورة اهتمام السلطات الحكومية بالمزارعين ومنتجاتهم.

كيفية زراعة الفول السوداني
تبدأ زراعة الفول السوداني في اليمن، من يونيو حتى نهاية يوليو في المناطق المعتدلة (ريف اليمن)

وتشير تقارير إلى أن انتاج اليمن من الفول السوداني يبلغ حوالي 1,515 طناً في العام الواحد، وتتوزع مناطق زراعته في محافظات أبين ولحج، والمحويت، وبعض مناطق تعز.

وتبدأ مواعيد زراعته من بداية مايو حتى نهاية يونيو، ويفضل زراعتها في بداية مايو في المناطق المعتدلة، وفي المناطق الساحلية الحارة، ويجب زراعتها خلال الفترة من أغسطس حتى سبتمبر، حتى تعطي إنتاجًا أفضل من حيث كمية الإنتاج وحجم الحبة.

عبد الوهاب غالب (60 عاما)، أحد من يمارسون زراعة الفول السوداني في أرضه بذات المنطقة، لافتا أن تجربة زراعة هذا المحصول تم نقلها إلى سامع في الزمن القديم، وكان الأجداد يقومون بزراعته، وتم تناقله عبر الأجيال”.

وبحسب عبد الوهاب، فإن زراعة اللوز البلدي كما يسميه، “تتم بطريقة تقليدية، عبر ادخار البذور من الموسم الماضي، وعند قدوم الموسم الجديد يتم إخراج تلك البذور من قشورها وتجميعها، وتجهيز الأرض، ووضع البذور بشكل متقارب ويتم طمرها بالتراب”.

طريقة زراعته

لافتا أن زراعته تتشابه مع زراعة الذرة، ويتم زراعته في موسم هطول الأمطار، وليس هناك تربة معينة لزراعته، لكنه يطيب ويتفاعل أكثر في التربة الخفيفة”. وعن المدة الزمنية التي يحتاجها المحصول ليكون جاهزاً يشير عبد الوهاب إلى أن المدة خمسة أشهر لبعض الأنواع، والبعض الآخر الذي يسمي بالثلاثي يحتاج ثلاثة أشهر ليكون جاهزاً، وهذا يعتمد على حسب موعد زراعته.

أثناء ما تكون شجرة الفول السوداني قد نبتت؛ تحتاج إلى العناية بحسب المزارع (علي قاسم 70 عاما)، الذي يقول” عندما ينبت اللوز (الفول السوداني)، يصبح بحاجة للاهتمام والرعاية حتى وقت حصاده، بحيث لا تترك الأشجار حوله ولا تزرع اشياء اخرى جواره”.

ويضيف: “يحتاج الفول إلى الري والسقي وإثارة التربة حول النبتة، وردم جذوره بالتراب، وكل ما رُدمت جذوره تعمقت أكثر في الأرض، وزاد محصوله وهكذا يحتاج اهتمام من وقت زراعته وحتى حصاده”.

زراعة الفول السوداني.. انتعاشه في "سامع" تفتقد للتسويق
مزرعة فول سوداني في إحدى مناطق سامع بتعز جنوب غربي اليمن (ريف اليمن)

يتم حصاد اللوز كما يقول عبد الوهاب، عن طريق “حفر التربة وإخراج جذور الأشجار وتجميعها في مكان معين أو في أماكن زراعته، ومن ثم يتم تجميع قرون الفول، ووضعه في مكان معرض للتهوية، وأحيانا يتم تعريضه لأشعة الشمس، حتى يصبح جاهزا”.

بحسب عبد الوهاب ليس هناك موسم محدد لزراعة الفول السوداني، وزراعته تعتمد على توفر الماء فقط، وبإمكان اي مواطن زراعته في حال توفر الماء سواء مياه الامطار أو مياه الرأي.

للفول السوداني أنواع متعددة، تختلف بحسب الأرض التي يتم زراعتها فيها، فالبلدي يمتاز بطعمه اللذيذ وصغر حجم حبيباته، وهناك النوع الصلوي الذي يتم زراعته في مديرية الصلو المجاورة، ونوع آخر يتم زراعته في محافظة أبين جنوب البلاد، وهذه الأنواع تمتاز بكبر حجم حباته لكنه ليس بنفس طعم ومذاق البلدي حسب ما أوضح غالب.

غياب التسويق

تختلف أسعار الفول السوداني، حسب العرض والطلب كما نوه عبد الوهاب غالب، كما أن زراعته تنتشر في مناطق أخرى مجاورة كمديرية المواسط. ويشير علاء قاسم، (سائق وفلاح) إلى أن المزارعين بحاجة إلى دعم من الجهات المختصة، وخاصة في الترويج للمحاصيل التي يقومون بزراعتها.

ويقول قاسم لمنصة ريف اليمن، ” ضعف التسويق يلعب دوراً بارزاً في عزوف كثيرين عن زراعة الفول السوداني، ويتجهون نحو زراعة محاصيل لها رواج ويستطيعون تسويقها دون عناء، كالذرة ونبتة القات، لافتا أن غياب الدولة وعدم اهتمامها بالمزارعين حجم من انتشار هذه المحاصيل”.

ومن المعوقات التي تواجه مزارعو الفول السوداني، وجود منتجات مستوردة وبأسعار رخيصة مقارنةً بأسعار المنتجات المحلية، والتي تختلف في الجودة، لكن المواطنين ونتيجة للأوضاع الاقتصادية أصبحوا لا يبحثون عن الجودة بقدر ما يبحثون عن السلعة التي تتناسب مع قدرتهم الشرائية”.

وبحسب الاحصاء الزراعي لسنة 2019م فإن محافظة أبين تنتج 1,308، طناً في مساحة 1,879 هكتار، وتنتج لحج 186 طناً، بمساحة 208 هكتار، وتأتي في المرتبة الثالثة محافظة المحويت والتي تنتج 57 طناً وبمساحة تقدر ب 54 هكتار، ولا توجد احصائية بعد بإنتاجي تعز كونها تزرع بمناطق قليلة ومتفرقة وفي مواسم محددة.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مقالات مشابهة :