يتربّع اللوز اليمني من ضمن أفضل أنواع اللوز في العالم، من حيث الجودة والقيمة الغذائية، لأسباب تعود إلى نوع التربة وطبيعة المناخ في اليمن.
يكتسب اللوز اليمني شهرة واسعة، وصفات كثيرة تميزه عن غيره، الأمر الذي حفز كثير من المزارعين للالتفات إلى زراعته والاهتمام به، منذ القدم، رغم شحة الإمكانات وانعدام الدعم الحكومي للمزارعين.
يقول، عبد الرزاق المَخْرفي، وعهو مزارع من خولان “تشهد زراعة اللوز اهتماما متزايدا من المزارعين؛ لأنه من المحاصيل النقدية اويُخزن لأوقات طويلة، وعوائده أفضل من أي شجره أخرى”.
ويضيف لمنصة ريف اليمن: “ما يميز شجرة اللوز أنها تعيش بأبسط الأحوال وأقل الإمكانات، ولا تتطلب جهودا كبيرة مقارنة بالأشجار الأخرى، وأرباحها كبيرة بالنسبة لخسارتها”.
ويؤكد المخرفي أن اللوز اليمني يعشق المرتفعات الجبلية، ويختلف في المذاق والفائدة والقيمة الغذائية عن المستورد، وله فوائد صحية كبيرة.
توسع زراعة اللوز اليمني
أظهرت دراسة مسحية لوزارة الزراعة ازدياد الأراضي الزراعية المزروعة باللوز، وزيادة كمية الإنتاج بنسب متتالية خلال الأعوام من 2017م إلى 2021.
وبلغت المساحة المزروعة بأشجار اللوز 7474 هكتاراً في عام 2021، مقارنة بـ 5869 هكتارا في عام 2017م، في حين زادت كمية الإنتاج بفارق قرابة ثلاثة ألف طن، إذ بلغت في عام 2021، 13,445 طنا مقارنة بـ 10484 طنا في 2017. بحسب كتاب الإحصاء الزراعي اليمني الصادر 2022.
على عكس كل الأشجار، تبدأ شجرة اللوز إزهارها في فصل الشتاء، وتحديدا في ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، وتصل ذروة الزهر، في يناير/ كانون الثاني، فتصبح الشجرة كلها مزهرة، وتكون فترة الإزهار حتى منتصف شهر فبراير/ شباط، بحسب المهندس محمد الجعدبي.
تستمر فترة الإزهار لمدة شهر، وبعد أربعة أو خمسة أشهر يتم جني المحصول، تحديدا في شهر يونيو/ حزيران، ويقول الجعدبي “أنسب وقت لزراعة البذور بنهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول”.
بينما تتركز زراعة اللوز بمحافظة صنعاء بنسبة 95%، وفق الإدارة العامة للإحصاء والمعلومات الزراعية، وتشتهر منطقة جبل بني جبر في مديرية الطيال بخولان بزراعة اللوز، تليها منطقة جبل اللوز بني سحام خولان، ثم منطقة بني مطر والحيمة الداخلية والخارجية.
وتعد منطقة جبل اللوز وجبل بني جبر الموطن الأول للوز اليمني؛ إذ ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 3200 متر، وتمتاز ببيئة مناسبة لزراعة أجود أنواع اللوز، ومنها انتشرت زراعة اللوز إلى مديريات أخرى في محافظة صنعاء وتعز وذمار وأمانة العاصمة.
جودة التربة والمناخ
وأفاد عبد الجليل “بذرة اللوز تكسب جودتها من التربة والمناخ بالمناطق التي يُزرع فيها بضواحي صنعاء”.
وقال في حديث لمنصة ريف اليمن “أن مزارع اللوز في جبل الطيال بخولان، تتجدد تربتها كل عام بنزول السيول الغزيرة حاملة معها الطمي ومخلفات الأشجار الأخرى، ومخلفات الحيوانات البرية، ما يزيد من جودة التربة وبالتالي جودة ثمرة اللوز وكمية زيته”.
ويوضح الجبري “أن اللوز اليمني طبيعي 100%، ويعتمد على مياه الأمطار فقط، ولا تستخدم أي أسمدة في زراعته، أو مواد خاصة تعمل على زيادة الإثمار أو التعديل الجيني الوراثي، على عكس اللوز المستورد”.
هناك أيضاً، عامل آخر يسهم في رفع جودة اللوز البلدي إلى جانب عمليات التلاقح بالنحل والتلاقح بالرياح، وهو “اختيار المغارس” والحرص على تنوعها لعدة أصناف، وهي عملية يحرص المزارع اليمني عليها، وفق الجبري.
غياب التشجيع
يؤكد المهندس الجعدبي، على انعدام الدعم الحكومي المشجع للمزارعين، المتمثل بتوفير الشتلات والبيوت المحمية الخاصة بها.
ويشير إلى “أن أشجار اللوز تحتاج إلى عناية واهتمام منتظم، وتقليم الأشجار وتنظيف المزارع من الأعشاب الضارة ومكافحة الآفات الزراعية والأمراض”.
بالنسبة للدعم الحكومي، يقول الجبري: “لا يوجد أي دعم أو تشجيع أو اهتمام من الجهات المختصة بزارعة اللوز، ومكافحة الآفات والحشرات الضارة التي تصيبه”.
وتابع “إن المزارعين لم يتلقوا خلال السنوات الماضية اي دعم لإصلاح الخراب الذي لحق بمزارع اللوز بسبب السيول، ولم يستطيعون الى الآن إصلاحها؛ لأنها تحتاج معدات وإمكانيات كبيرة”.
ويصل سعر الكيلو غرام من اللوز اليمني إلى أكثر من 50 دولاراً أمريكياً، وله أنواع عدة هي “الرازقي” و”العجمي” و”الشحطي” و”المر”، ويأتي الرازقي في المرتبة الأولى لحلاوة طعمه وبياض لونه وصغر حجمه، ويشكل نسبة جيدة من الصادرات العالمية.
علاوة على ذلك، ويأتي اللوز اليمني بالمرتبة 20 من الصادرات العالمية بنسبة 0,37% خلال عام 2022، بإرتفاع بنسبة 0,44 % وفق بيانات التجارة العالمية TRIDGE، يصدر سنوياً، طازج ومجفف ومُقشر، إلى ثلاث بلدان رئيسية، هي: السعودية، والولايات المتحدة، وماليزيا.
كذلك ارتفعت مرتبة اليمن في الصادرات العالمية، حيث كان بالمرتبة 72 في العام 2019، وخلال الثلاث السنوات الماضية تضاعفت كمية الإنتاج، ففي عام 2021 بنسبة 17% وفي 2020 بنسبة 26,60%.