محافظة إب.. جنة اليمن الخضراء وسحر الطبيعة المتجددة

محافظة إب.. جنة اليمن الخضراء وسحر الطبيعة المتجددة

إب، محافظة يمنية، تقع في الجزء الأوسط من البلاد، تعتبر واحدة من أجمل المناطق، بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة وتضاريسها المتنوعة، هي ثالث أكبر محافظة من حيث عدد السكان، تحتل المرتبة 16 من حيث المساحة.

ونظراً لغطائها النباتي الكثيف، المناطق الجبلية، الأودية، التي تتميز بالزراعة المستمرة على مدار العام بسبب المناخ المعتدل والأمطار الموسمية، يطلق عليها البعض اسم “اللواء الأخضر”، وتُسمى أيضاً عاصمة اليمن السياحية.

وإب كما تنطق بكسر الهمزة والباء الموحدة المشددة، هي عاصمة للمحافظة، سميت قديماً بمدينة “الثـَّجـة”، لكثرة سقوط الأمطار عليها، تعني لغوياً المرعى.

الموقع:

تقع محافظة إب في الجزء الأوسط من السلسلة الجبلية الغربية لليمن، إلى الجنوب من العاصمة صنعاء على بُعد حوالي (193كم)، وإلى الشمال من العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن بمسافة (230كم).
وتتوسط إب، ست محافظات يمنية، حيث يحدها من الشرق ذمار، البيضاء، الضالع، ومن الشمال ذمار، ومن الجنوب الضالع، تعز، ومن الغرب تهامة.

السكان:

يقدر عدد سكان محافظة إب بنحو 2,131,861 نسمة بمعدل نمو سكاني سنوي يبلغ 2.47% وفقاً لتعداد 2004، ويمثلون حوالي 10.8% من إجمالي اليمنيين.

يبلغ عدد السكان من الذكور (1,043,973) نسمة ويمثلون نسبة (48,839%) في حين يبلغ العدد من الإناث (1,093,573) نسمة ويمثلن (51,161%) من إجمالي العدد الكلي في المحافظة.

شهدت المحافظة توسعاً عمرانياً ملحوظاً خلال العقدين الماضيين، لاسيما بالقرب من المراكز الرئيسية للمدن، ويعتمد أغلب السكان فيها على الزراعة، التجارة، المغتربين في معيشتهم.

المساحة:

تبلغ المساحة الإجمالية لمحافظة إب نحو 5,552 كم²، تضم 20 مديرية، أكبرها مديرية القفر (شمال) بمساحة 676 كم²، وأصغرها مديرية الشعر (شرق) بمساحة 154 كم2.

التضاريس:

تتميز محافظة إب بتضاريس متنوعة تهيمن عليها مرتفعات جبلية وعرة، يتراوح ارتفاعها بين 1,500 و3,000 متر فوق مستوى سطح البحر، مع وديان عميقة تتدفق باتجاه سهل تهامة (غرب) وخليج عدن (جنوب).

 تضاريس محافظة إب

– السهول والأودية: تشمل الأودية الرئيسية في المحافظة، وهي وادي ميتم الذي ينضم إليه أودية جبلة وجبل بعدان وصهبان والسبرة، بالإضافة إلى وادي عَنّه ووادي زبيد ووادي الدُرّ.
-المرتفعات الجبلية:
شمالية، (شمالية شرقية)، وتضم جبال يريم، من أبرزها جبل بني مسلم وجبال ظفار وجبال صباح شرق جبل العود، بالإضافة إلى جبال مريس شمال شرق قعطبة وجبال بعدان وجبل الخضراء المطلة على السياني وجبال صهبان.

محافظة إب وادي عنه
وادي عنه في محافظة إب

أما المرتفعات الجنوبية فتشمل جبال العدين غرب المحافظة، وأشهرها جبال بني عوض وبني مليك وجبل قُرعد، وهي جزء من سلسلة جبال التعكر والعنسيين التي تفصل بين وادي نخلة ووادي عَنّه.

المناخ:

بفضل موقعها الجغرافي، تتمتع إب بمناخ معتدل على مدار السنة، بأمطار غزيرة مصحوبة بالبرودة، نتيجة هبوب الرياح الموسمية المشبعة بالمياه من الجنوب الشرقي والجنوب الغربي للمحافظة.

ويتراوح متوسط درجات الحرارة بين 13 إلى 27 مئوية في أغلب أيام الفصول الأربعة، يبلغ معدل تساقط الأمطار السنوي أكثر من 1000 مم على المرتفعات الجبلية الغربية والجنوبية للمحافظة عند ارتفاع 1500 متراً فاشتهرت بالزراعة.

الزراعة:

الزراعة هي النشاط الرئيسي لسكان إب، حيث تشكل حوالي 5.6% من إجمالي الإنتاج الزراعي في اليمن، تعد المحافظة رابع أكبر منتج زراعي في البلاد بعد الحديدة، صنعاء، ومأرب.

من بين المحاصيل الزراعية: الحبوب (الدخن، القمح ، الشعير، الذرة)، الخضروات (البطاطس، الطماطم، الباميا، الكوسة، الفجل، الكراث، البصل، ثوم، نعناع، كزبرة، خس، بسباس، بقدونس)، البقوليات (الحلبة، العدس، الفاصوليا، الفول)، الفواكه، المانجو، الفرسك، الموز، البلس، التركي، والتين الشوكي، الببايا)، بالإضافة الى المحاصيل النقدية (البن، الخردل، القات).

وإلى جانب ذلك، تحتوي المحافظة على معادن مهمة مثل الطين المستخدم في صناعة الأسمنت والبازلت المستخدم في حجر البناء، وتعد تربية وبيع الحيوانات من أبرز الأنشطة التي يمارسها السكان ببعض المديريات نظراً لتوفر الغطاء النباتي.

الأسواق الشعبية:

تنتشر الأسواق الشعبية الأسبوعية في مديريات محافظة إبّ بشكل واسع، وتعتبر جزءاً أساسياً من الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأغلب سكان المنطقة.

هذه الأسواق تعكس نمط التسوق التقليدي الذي يرتبط بحياة المواطنين في الريف والمدن. تقام هذه الأسواق في أيام محددة من الأسبوع في مختلف المديريات، حيث يكون لكل سوق يوم خاص به.

على سبيل المثال، يُقام سوق السحول في مديرية إبّ يوم السبت، وأسواق مديريات السبرة، العدين، يريم، والنادرة يوم الأحد. أما يوم الاثنين فهو مخصص لأسواق مديريات السدّة، حبيش، والمخادر، في حين يُقام سوق مدينة القاعدة في مديرية ذي السُفال يوم الثلاثاء. كما يُعقد سوق الربوع في مديرية القفر يوم الأربعاء، وأسواق مديريات إبّ، القفر، والرضمة يوم الخميس، بينما يُقام سوق مديرية حبيش يوم الجمعة.


    مواضيع ذات صلة


بالإضافة إلى هذه الأسواق الأسبوعية، هناك أسواق شعبية يومية مثل سوق النجد الأحمر في مديرية السياني، وسوق المدر في مديرية جبلة، مما يجعل الأسواق الشعبية عنصراً حيوياً للحياة الاقتصادية والتجارية في محافظة إبّ.

السياحة والمعالم الأثرية:

تعد محافظة إب واحدة من أبرز الوجهات السياحية في اليمن، حيث تحتضن العديد من المعالم الأثرية والتاريخية التي تعكس حضارة عريقة تمتد عبر القرون.

فيما يلي أهم المدن والمعالم التي تميز المحافظة:

مدينة إب: تعد من أبرز المناطق السياحية في المحافظة، حيث برزت في العصر الإسلامي بفضل خدماتها الصحية، التعليمية، الإدارية، والسياحية.

وتتميز المنازل بطراز معماري فريد، كما يشتهر شارع المدينة القديمة الذي يُبلط بالحجارة، مما يضفي عليها سحراً تاريخياً خاصاً، والى جانبها يوجد “جبل ربي”، “جبل بعدان”، وحراثة، ومشورة، وهي متنزهات استحدثها السكان.

جبلة: هي عاصمة الدولة الصليحية التي حكمتها السيدة الشهيرة أروى بنت أحمد، والتي تعد من أبرز الشخصيات التاريخية في اليمن.

وحكمت السيدة أروى لمدة 53 عاماً، وشيدت في المدينة العديد من المعالم البارزة مثل جامع الملكة والساقية التاريخية التي كانت تمد المدينة بالمياه العذبة، بالإضافة إلى ذلك، تحتضن جبلة شواهد قصر دار العز الذي كان مقر الحكم.

ظفار: كانت عاصمة الدولة الحميرية، وهي مدينة تاريخية مشهورة في محافظة إب. تحتوي المدينة على متحف يعرض العديد من المقتنيات التاريخية، وتعد وجهة جذب للسياح، تشتهر المدينة بنبع حمام القفر وإريان، وهما من الينابيع المعدنية التي يقصدها الزوار للاستمتاع بالمياه العلاجية.

غنم 630قطيع من الماعز في إحدى جبال ريف محافظة إب وسط اليمن (فيسبوك/ محمد راجح ذي هرم)

في مديرية السدة، يوجد متحف ظفار وحصن عرافه، بينما تتميز مديرية الشعر بوجود حصن كهال وحصن عجز. وفي مديرية السياني، توجد السمسرة، أما في يريم فتوجد قلعة باب المناخ، وفي مديرية بعدان يحتضن حصن حب وحصن المنار، وهما من أبرز المعالم التاريخية في المنطقة، بالإضافة إلى وادي الجنات الذي يزرع العديد من المنتجات أبزها البن والبلس.

ومن المناطق المميزة في المحافظة أيضاً العدين، وهي مشهورة بزراعة البن اليمني، تبعد حوالي 40 كيلومتراً عن مدينة إب، وتعد واحدة من أبرز المناطق الزراعية في المحافظة.

لمحة عن الوضع الحالي

شهدت محافظة إب توسع عُمراني في المباني السكنية، وإصلاح الطرقات الوعرة خلال السنوات الماضية إذ لم تشهد المحافظة المكتظة بالسكان اقتتال بين الأطراف المتنازعة وكانت ملاذ للنازحين القادمين من محافظتي تعز والحديدة.

وعلى مدى سنوات كانت مدينة إب هي الأولى في العمل التعاوني، إذ انطلقت العديد من المبادرات المجتمعية، خاصةً في مجال تعبيد الطرق والتي بدورها ساهمت في إصلاح الطرقات الوعرة وشق طرق جديدة، وساهمت بتخفيف معاناة السكان المتفاقمة منذ عقود طويلة.


مصدر المعلومات: ريف اليمن + المركز الوطني للمعلومات + جامعة إب

الكاتب

مواضيع مقترحة: