قرية محطب.. كثافة سكانية كبيرة في قمة جبلية

قرية محطب.. كثافة سكانية كبيرة في قمة جبلية

قرية محطب هي إحدى قرى مديرية السياني جنوبي محافظة إب (وسط اليمن)، وتعد من أكبر القرى من حيث الكثافة السكانية في المنطقة، ومن القرى القديمة في ريف اليمن، إذ يعود تاريخها إلى مئات السنين.

الموقع وعدد السكان

تقع قرية محطب على بعد 10 كيلومترات من مركز مديرية السياني، يمكن الوصول إليها عن طريق السيارات والدرجات النارية، عبر الطريق الترابي الذي يربط القرية بالخط الرئيسي في سوق النجد الأحمر الذي يربط محافظتي تعز وإب.

يقطن سكانها في أعلى مرتفع جبلي، بمنطقة “صُهبان” وتتبع عزلة هدفان وفق التقسيم الإداري، تتوسط عدد من القرى في المنطقة من الشرق قرية العبرة، ومن الغرب قرية المجعارة، ومن الشمال قريتي الجوازع والعداري ومن الجنوب جبل الدامغ.

ويبلغ عدد سكانها نحو 2,512 نسمة حسب تعداد اليمن لعام 2004، لكن العدد أصبح أكبر مما كان عليه إذ شهدت القرية ارتفاع كثيف في السكان خلال السنوات الماضية. وحاليا في العام 2024 يقدر السكان بأكثر من 10,000 نسمة، إذا ما حسبنا نسبة النمو الثابتة 2% سنوياً.

البنية التحتية

ويتوفر في قرية مدرسة حكومية من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية، ورغم كثافة القرية السكاني لكنها ليست مركز اختبارات للثانوية العامة، تم إنشاء مركز صحي لتقديم الرعاية الصحية الأولية للسكان عام 2013، لكن مازال بقدرات بدائية غير كافية.

بالنسبة للمياه في قرية محطب يعتمد السكان حالياً على مياه الأمطار، للاستخدام اليومي للمياه أو شراء الماء بشاحنات من منطقة “شبان”، وهناك عيون مياه يتقاسمها السكان لتوفير مياه الشرب طوال السنة، وتعد القرية فقيرة بالمياه وخاصة بعد توقف مشروع المياه الحكومي.

يوجد في صهبان مشروع مياه حكومي، بنفس اسم القرية “مشروع مياه محطب والقرى المجاورة”، لكنه متوقف منذ نحو أكثر من عقد، ودخلت الكهرباء إلى القرية خلال العام 2007 وتم انشاء محطة تحويلة في نفس القرية، لكنها توقفت كلياً قبل أكثر من 10 سنوات، وتوقف هذه الخدمات بسبب الاضطرابات السياسية ومن ثم الحرب في اليمن.

مجتمع القرية وسبل العيش

قديماً كان سكان القرية يعتمدون على الزراعة الموسمية بشكل أساسي لتأمين الغذاء، وبسبب تزايد عدد السكان والبناء في الأراضي الزراعية، او تقاسمها بين الأجيال، أصبح مداخيل الزراعة غير كافية، وبسبب أن القرية في مرتفع جبلي والأراضي الزراعية ليست كافية، أصبح غالبية السكان إما يحترفون مهن او موظفين في قطاعات حكومية او مغتربين خارج البلاد.

محطب ريف اليمن
قرية محطب

ومازال عدداً كبيراً من سكان القرية في الزراعة وتربية الثروة الحيوانية ويعتمدون على الأمطار الموسمية، يزرعون القات، والذرة الرفيعة والشامية والحبوب بالإضافة الى الفول والفاصوليا في الأراضي والتي هي محدودة المساحة.

ويعمل الكثير كعمال بالأجر اليومي يمارسون مهن مختلفة بالمدن الرئيسية، ويوجد في القرية دكاكين صغيرة يعتمد عليها الأهالي في شراء المواد الغذائية، ويتزودون بالمياه للاستخدام المنزلي من العيون والينابيع المتوفرة في القرية بالإضافة إلى شراء المياه بسبب غياب مشروع المياه منذ سنوات طويلة.

لكن ما يميز القرية الطاقة البشرية الهائلة بالكثافة السكانية، واهتمام أبنائها في التعليم في وقت مبكر ويوجد في القرية عدد من الأكاديميين المتميزين الذين برزوا على المستوى الوطني، وعملوا في أبرز الجامعات الحكومية خلال العقود الماضية.

التحديات

يواجه سكان القرية تحديات تتعلق بالخدمات الرئيسة، أبرزها المياه التي يعاني منها كل السكان، بالإضافة إلى أن ازدحام القرية جعل من الضرورة ترتيب وضع الصرف الصحي، وترتيب أزقة القرية بشكل أفضل وهذا يحتاج مبادرة مجتمعية.

أما مشروع المياه فهي مسؤولية السلطات أو مشروع استراتيجي يغطي احتياجات سكان القرية، لأن الكثافة السكانية عالية، وربما يكون بناء سد كبير إحدى الحلول التي تحتاج إلى دراسة من متخصصين عن جدوى هذه الفكرة.

ووفق حديث السكان لمنصة “ريف اليمن”، تحتاج القرية إلى تشغيل المركز الصحي بشكل أوسع مما هو عليه الآن، بحيث يكون بمقدوره وتوفير معدات وأدوية وأطباء متخصصين، بإمكانهم علاج ومعاينة المرضى وسيستفيد من ذلك جميع القرى المجاورة.

ويعتقد السكان، ان المبنى المركز الصحي المكون من دورين الذي بني بتمويل حكومي، بحاجة إلى استغلال في التشغيل بشكل جيد بحيث يستفيد السكان من الخدمات الصحية، وضرورة إيجاد طبيبة نساء وولادة لمساعدة النساء، وتخفيف عبئ التنقل الطويل الى المراكز الصحية في المدينة.


المصدر: منصة ريف اليمن 2024

الكاتب

مواضيع مقترحة: