قهوة القشر.. المزاج الخاص باليمنيين

قهوة القشر.. المزاج الخاص باليمنيين

يحرص الكثير من سكان المناطق الريفية في اليمن على احتساء قهوة القشر، فهي تعد مزاجاً خاصًا باليمنين، ويتم تحضيرها بطرق مختلفة، تختلف من منطقة لأخرى وتشتهر القهوة البيضانية التي يعد القِشر إحدى مكوناتها الأساسية.

والقشر يستخرج من حبات البُن اليمني الذي يكتسب شهرة عالمية واسعة بمذاقه الفريد، ونكهته المميزة، حيث يُعتبر من أجود الأنواع في العالم، إذ يمتلك تاريخاً عريقاً يعود لعقود طويلة، لكن قهوة القشر تختلف كلياً عن البُن.

ورغم شهرة اليمن بزراعة البُن لكن الاستهلاك الأكبر لقهوة القشر ويحرص المزارعين اليمنيين قديماً على تصدير البن واستهلاك القشر، ومع زيادة الاستيراد سيطر الشاي على استهلاك اليمنيين خلال العقود الماضية، غير أن “قهوة القشر” مازالت تحظى بمكانة خاصة.

قهوة القشر

قهوة “القشر” يتم استخراجها من  الغلاف الخارجي لثمرة البن أثناء عملية فرز حبوب البُن، ولم يتم تصديره إلى الخارج منذ القدم، حيث كان اليمنيون يستهلكونها محلياً فقط، مازال الكثير يستهلكونة أكثر من البن لا سيما في القرى الريفية.

تشكل نسبة القشر نحو 2 في المئة من وزن شجرة البن، ويباع كيلو القشر من 4 إلى 5 دولار في السوق المحلي، في حين يتم بيعه في السعودية بنحو 30 دولار أمريكي. وفق موقع “حلم أخضر”.

ويتم استخراج القشر من ثمار البُن، وتتركز زراعة البن في مناطق عديدة في اليمن، إذ يزرع بصورة رئيسية على ارتفاع يتراوح بين 700 و2200 متر فوق سطح البحر، في سلسلة الجبال الغربية المطلة على تهامة بمحافظة الحديدة غربي اليمن.

كما يتم زراعة البن في المناطق الجبلية والوديان ذات الطقس البارد التي تشمل: حراز، وبني مطر، والحيمتين في صنعاء، وبني حماد في تعز، ويافع جنوب اليمن، وبرع في الحديدة، وفي مناطق متعددة من محافظة إب، وفي السنوات الماضية، تمت زراعة البن في محافظات يمنية أخرى مثل ريمة، وحجة، وذمار، والمحويت.

مزارع البُن في وادي شيوحة في بافع بمحافظة لحج (محمد زاهر)

القشر الأكثر استهلاكا

يعتبر القشر من أكثر محاصيل البُن استهلاكا في السوق المحلي في اليمن فهو يأتي في المرحلة الأولى يليه البن الصافي، ويؤكد الراحل الإيطالي “رينزو مانزوني”، في كتابه “رحلة إلى العربية السعيدة” بأن اليمنيون لا يستهلكون القهوة كما يعتقد بل بيبعون حبوب البُن و يستهلكون قشرتها فقط.

ولاتوجد إحصائيات دقيقة حول أعداد المستهلكين لقهوة القشر في اليمن. لكننا تحدثنا مع نساء يمنيات ورجال من محافظة إب من بينهم السيدة حاكمة أحمد (60 عاماً) الذي تحرص، على شراء القشر فهي وعائلتها اعتادو شراب القشر في الصباح وفي المساء منذ سنوات طويلة.

تقول حاكمة: “إن للقشر نكهة ومذاق فريد، فهي تُفضل شراء القشر بدلاً عن البُن الصافي والشاهي إذ أنها تعتقد بأن تناول القشر في المساء يساعد على النوم بعكس الشاي الذي يؤدي إلى السهر حسب قولها”.

وأوضحت حاكمة بأن:” تكلفة شراء كيلو من القشر تصل إلى ثلاثة الف ريال يمني، بعكس البن الذي يصل سعر النوع العادي منه أكثر من ثمانية آلالاف ريال، (الدولار يساوي 535 في محافظة إب)”.

القشر مشروب الفلاحين المفضل

بشكل يومي يحرص الفلاح محسن أحمد (65 عاماً)، على احتساء قهوة القشر في ساعات الفجر، قبل الذهاب إلى العمل في إحياء مزرعته الواقعة بريف محافظة إب وسط اليمن.

يؤكد محسن أحمد بأن:” تناول قهوة القشر في الصباح الباكر تقيه من العطش خلال ساعات العمل الطويلة التي تستمر حتى ساعات الظهيرة يومياً طوال الموسم الزراعي الذي يستمر لنحو ستة أشهر سنوياً.

ويفضل اليمنيون احتساء قهوة القشر إذ أنهم يعتقدون بأن فيه فؤائد صحية فهو يعمل على عدم تكوين أملاح أو حصوات في الكلى ويساعد على إدرار البول، كما تحرص الكثير من النساء الريفيات إلى احتساء قهوة القشر خلال فترة الولادة كونها تعمل على تنظيف الرحم.

طرق تحضير قهوة القشر

يجهز اليمنيون مشروب قهوة القشر بطريقتين، إذ يتم احتساؤها من دون سكر في المناطق الحارة إذ يتم تحميص القشر و طحنه وإضافته إلى الماء المغلي في وعاء من الفخار يسمى “الجمنة” وفق الراحل الإيطالي رينزو مانزوني.

كما يتم إضافة القرفة، والزعفران، والقرنفل، وجوز الطيب وتكون قهوة القشر ذات لون داكن وطعم حاد، ويختلف نوع قهوة القشر من منطقة إلى أخرى.

أما في المناطق الباردة فلا يتم تحميص القشر ويتم اضافته كما هو في المياه المغلية ويكون لون القشر أشقر ذهبي ومذاقه ممتاز.

وبرزت مؤخرا مشاريع تجارية صغيرة تقدم مشروب “القشر” بارداً، لكن غالبية اليمنيين يحتفظون بإحتساء قهوة القشر الدافئة بطرق مختلفة.

الكاتب

مواضيع مقترحة: