محمية عُتمة.. تنوع طبيعي فريد

محمية عُتمة.. تنوع طبيعي فريد

تعد محمية عُتمة ، من أهم المحميات الطبيعية في اليمن، إذ تتميز بتنوع بيئي وحيوي فريد، أكسبها طبيعة خلابة ‏ومعالم سياحية فريدة تأسر القلوب خصوصاً خلال فصلي الربيع والصيف.‏

وتعتبر محمية عُتمة، هي أول محمية طبيعية في اليمن، تم الإعلان عنها عام 1999، وعلى الرغم من جمال المحمية، لكنها تفتقر إلى الكثير من الخدمات والبنية التحتية مما انعكس سلباً على الأنشطة السياحية والاستثمارية.

موقع ومساحة محمية عُتمة 

تقع محمية عُتمة ضمن الامتداد الطبيعي لسلسلة جبال السراة ، بين خطي طول ( 43,50ْ – 44.50ْ)، وعرض ( 14.21ْ – 14,35ْ )، وتبعد عن مركز محافظة ذمار غرباً حوالي 55 كيلو متر تقريباً، كما تبعد عن العاصمة صنعاء جنوباً حوالي 155 متر مسافة جوية.

تبلغ مساحة محمية عُتمة نحو 441 كيلو متر، حيث تبلغ المسافة الجوية بين نقطتي الحدود الشرقية والغربية 232 كيلو أقصى عرض المديرية في حديها الشمالي والجنوبي حوالي 27 كيلو متر.

يحد محمية عُتمة من الشمال ضوران آنس وجبل الشرق والسلفية، ومن الجنوب وصاب العالي ورحاب القفر، ومن الشرق مغرب عنس، ومن الغرب السلفية وكسمة ووصاب العالي.

يبلغ عدد سكان محمية عُتمة حوالي 145284 نسمة وفق إحصائيات عام 2004. وتضم المديرية  أربع مناطق هي: مخلاف السمل، ورازح، ومخلاف بني البحر، و مخلاف حمير ومخلاف الوسط ، ومخلاف سماه.

التنوع النباتي

يشكل الغطاء النباتي نسبة 80-90% من إجمالي المساحة، إذ تحتل المدرجات الزراعية الجبلية حوالي 50-60% ‏من مساحة المحمية كما تغطي الأحراش والغابات والمراعي الطبيعية نحو 30%.

وتشتهر محمية عُتمة بطبيعتها الساحرة ‏واخضرارها الدائم طوال العام، واحتواء المراعي فيها والغابات والأحراش على أنواع من الأشجار والنباتات الطبية ‏والعطرية النادرة، بالإضافة الى بعض الحيوانات والطيور النادرة.‏

 يشكل الغطاء النباتي نسبة 80% من إجمالي مساحة المحمية

المعالم الأثرية 

تنتشر في أرجاء مديرية عُتمة العديد من المعالم التاريخية والأثرية والتي تعد شواهد تاريخية حية تؤكد على ارتباط مديرية عتمة بالحضارات اليمنية القديمة.

كما تضم محمية عُتمة العديد من الحصون مثل: حصن حيدر، وحصن الذاهبي، وحصن خطفة بالإضافة إلى، حصن المصنعة، وحصن يدهل، وحصن الحمراء، وحصن مخيمن، حصن اللكمة، حصن نوفان، حصن الكتف، حصن بني سويد، حصن المقرانة، حصن نجمين، حصن الحدادي، حصن البحري، حصن الشرم، حصن باحظ، حصن المشر، حصن المنظوف، حصن رصب، حصن المقنزعة، حصن الحصين، وحصن الكام.

ومن أبرز القلاع: قلعة ابزار، قلعة سماه، قلعة بني أسد، قلعة السيد، قلعة ضورة.

‏التنوع البيئي والحيوي

لم تقتصر الكنوز على الغطاء النباتي في هذه المحمية، إذ كشفت دراسات وأبحاث بيولوجية ‏أجرتها فرق متخصصة عن وجود مؤشرات لتوافر معادن عديدة في جبال المحمية أبرزها الذهب والفضة والحديد سيما في ‏جبل “العَمل”.‏

تضم محمية عُتمة حمامات طبيعية أبرزها: حمام مقفد، وحمام السبلة وهي من أهم العوامل الهامة لجذب السائحين المحليين والعرب والأجانب.

يعد التنوع البيئي والحيوي من الميزات التي تتمتع بها محمية عٌتْمة (عبدالرحمن الغابري/ فيسوك)

المقومات السياحية والاقتصادية 

تتمتع محمية عُتمة بمقومات سياحية فريدة أبرزها: جمال الطبيعة في جبالها الشاهقة التي تمتطيها المدرجات الزراعية والمراعي كما تتميز بوجود الغابات ‏الكثيفة والوديان المنتشرة في معظم أجزاء المديرية ولاسيما منحدرات الجبال حيث مصبات السيول الأمطار وشلالات الينابيع ‏والغيول المائية المتدفقة على مدار العام.

وتشكل الشلالات روافد أساسية لوادي رماع من الشمال والشمال الشرقي ووادي زبيد ‏من الغرب والجنوب الغربي.

يقول المختص في المجال السياحي قاسم سنان يمكن للمواطنين المساهمة في ازدهار السياحة من خلال التخلي عن زراعة القات الذي طغى على مساحات واسعة من المحمية، واستبدال زراعة الأشجار المثمرة به، أي الأشجار التي لها مردود عال كالبن والأفوكادو والكيوي والزعفران والليمون والزيتون والهيل وغيرها، فهذه المنطقة صالحة لزراعة هذه الأشجار والمناخ الاستوائي المناسب”.

وعن دور رجال الأعمال قال سنان في تصريح خاص لـ ريف اليمن:” يرتبط دورهم في الاستثمار من خلال إنشاء الفنادق والشاليهات والمطاعم، وفقا لسنان الذي أكد استعداده لإعداد وتأهيل كادر سياحي متمكن من خلال خبرته، والبحث عن ممول مشروع أكاديمية في مجال السياحة والفندقة أسوة ببقية البلدان”.

لمحة عن الوضع الحالي 

تواجه محمية عُتمة تحديات كثيرة فهي منذ أن تم الإعلان عنها كمحمية طبيعية لم تحظَ بأي اهتمام من قبل الدولة للنهوض بالواقع السياحي إذ تفتقر  لأدنى المقومات السياحية البيئية مثل: انعدام الطرق الإسفلتية، وانعدام الفنادق والمنتجعات السياحية وغيرها.

ويواجه قطاع السياحة في محمية عُتمة، خاصة في مناطق مخلاف حمير، تحديات وصعوبات كبيرة مثل توسع حفر الآبار الارتوازية التي تغذي شجرة القات على حساب المحمية وجمالها، بالإضافة إلى انعدام البنية التحتية للسياحة.

وتشكل وعورة الطرق وغياب البنية التحتية السياحية العقبة الرئيسية أمام تحقيق المحمية لإمكاناتها السياحية الهائلة.

الكاتب

مواضيع مقترحة: