يعتمد نجاح الزراعة بشكل كبير على تقنيات الري المستخدمة، وتعتبر الطرق التقليدية للري، مثل الري السطحي أو الري بالغمر، من أقدم الطرق التي استخدمها المزارعون على مر العصور.
وعلى الرغم من أن هذه الطرق كانت فعالة في السابق، ولا تزال تُستخدم على نطاق واسع في مختلف المحافظات اليمنية، إلا أنها تواجه العديد من التحديات والسلبيات في ظل الظروف الحالية.
تقول الأمم المتحدة إن إنتاجية القطاع الزراعي في اليمن قد تأثرت سلباً نتيجة لندرة المياه وارتفاع تكلفة أساليب الري التقليدية، مؤكدة على أن هناك حاجة ملحة لتبني تقنيات الري الحديثة للحفاظ على الموارد المائية.
وحسب المنظمة الأممية، فإن معظم المزارعين اليمنيين يفتقرون إلى المعرفة حول ممارسات إدارة الموارد، مما يزيد من استنزاف المياه ويهدد استدامة الإنتاج الزراعي.
وتشير دراسات إلى أن طرق الري التقليدية تعاني من فقدان كبير لمياه الري، حيث تصل كفاءتها إلى 50% إلى 60%، بينما تصل هذه النسبة بين 85% و95% عند استخدام طرق الري الحديثة، مثل التنقيط والفقاعات والرذاذ.
وحسب ما ذكره الصندوق العالمي للطبيعة فإن الزراعة تستخدم 70% من المياه العذبة المتاحة في العالم، لكن حوالي 60% من هذه المياه تُهدر بسبب أنظمة الري المتسربة وطرق التطبيق غير الفعالة، مشيرة إلى أن زراعة المحاصيل تتطلب مياهاً كثيرة تفوق ما يمكن أن توفره البيئة المحيطة.
فيما يلي تورد منصة “ريف اليمن” مجموعة من السلبيات المرتبطة بالري بالطريقة التقليدية وتأثيراتها على الإنتاج الزراعي والبيئة، وتتناول بعض الحلول البديلة المستدامة.
مواد ذات صلة
إهدار المياه
من أبرز سلبيات الري بالطريقة التقليدية هو إهدار المياه، حيث تعتمد هذه الطرق على كميات كبيرة من المياه، وغالباً ما يؤدي الري بالغمر إلى تبخر وتسرب كميات كبيرة قبل أن تصل إلى جذور النباتات، وهذا يعني استهلاك ماء أكثر مما هو ضروري لنمو النباتات.
تلوث التربة والمياه
يؤدي استخدام الري بالغمر إلى تجمع المياه حول النباتات لفترات طويلة، مما يزيد من مستويات الرطوبة في التربة. هذه الظروف الرطبة تعزز نمو الفطريات والأمراض النباتية، مما يزيد الاعتماد على المبيدات الكيميائية، التي يمكن أن تلوث المياه الجوفية والتربة.
ووفق مختصون، فإن هذه المواد الكيميائية قد تؤثر سلباً على صحة الإنسان والنظم البيئية، كما تسهم في تدهور التنوع البيولوجي في المنطقة، وبالتالي، فإن الاستخدام غير المدروس لممارسات الري بالغمر يثير مخاوف جدية بشأن الاستدامة البيئية والصحة العامة.
استنزاف الموارد المائية
تحتاج طريقة الري بالغمر كميات كبيرة من الماء، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد المائية المحلية في العديد من المناطق، ويؤثر الاستخدام المفرط للمياه على الأنهار والآبار، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات المياه الجوفية.
ارتفاع تكاليف الطاقة
تتطلب عملية الري بالغمر استخدام مضخات لرفع الماء وتوزيعه على الحقول، مما يزيد من تكاليف الطاقة، حيث يعزز استهلاك الطاقة العالي من تكاليف الإنتاج الزراعي، وهذا يؤثر سلباً على ربحية المزارعين.
وتساهم هذه الطريقة أيضاً في زيادة البصمة الكربونية نتيجة للاعتماد على مصادر الطاقة غير المتجددة، مما يؤدي إلى آثار سلبية على تغير المناخ.
إلى جانب السلبيات البيئية، تؤثر طريقة الري بالغمر أيضاً على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، لأن المزارعين يتكبدون في كثير من الأحيان تكاليف إضافية نتيجة للاستخدام المفرط للمياه والطاقة.
كما أن الزراعة غير المستدامة يمكن أن تؤدي إلى تقلبات في أسعار المواد الغذائية، مما يؤثر على الأمن الغذائي للمجتمعات ويزيد من الفقر، خاصة في أوساط سكان المناطق الريفية، حيث تعتمد العديد من الأسر على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل.
وفي ضوء هذه السلبيات، تعمل التقنيات الزراعية المستدامة المبتكرة على تقليل استخدام الري بالغمر وتحسين كفاءة استخدام الماء في الزراعة.
وتشمل هذه التقنيات الري بالتنقيط والري الهيدروبونيكي ونظم الزراعة المائية الأخرى التي تحقق استخدامًا أكثر فعالية للماء وتقليل تأثيرات البيئة السلبية.
وقبل أن نختتم هذه المعلومات الإرشادية، سنتطرق إلى أساليب الري التقليدية، ولماذا علينا الاتجاه نحو الطرق الحديثة.
طرق الري التقليدية
- ري الأخاديد: يعتمد على إنشاء قنوات ضيقة لتوجيه الماء نحو المحاصيل.
- الري بالغمر: يتم فيه إطلاق الماء لتغطية الحقل بالكامل.
- الري السطحي: يشبه الري بالغمر، حيث يُطبق الماء على سطح التربة ويسمح له بالتدفق عبر الحقل.
- الري بالمراعي: تُستخدم في مراعي صغيرة مستوية محاطة بحواجز، مثل السواتر الترابية، للتحكم في تدفق الماء، وغالبًا ما تُستخدم في زراعة الأرز.
- الري بالسيفون: يعتمد على سحب الماء من قناة رئيسية إلى الأخاديد أو المراعي بواسطة نظام سيفون.
- جمع المياه: يتعلق بتجميع مياه الأمطار في برك أو خزانات، واستخدامها للري خلال الفترات الجافة.
لماذا علينا اتباع الطرق الحديثة
- زيادة الكفاءة: تقنيات مثل الري بالتنقيط والري بالرش تسمح بتوصيل المياه مباشرة إلى جذور النباتات بكفاءة عالية، مما يقلل من الفاقد ويحقق توزيعًا أفضل.
- تقليل الهدر: تستخدم الطرق الحديثة كميات أقل من المياه مقارنة بالتقنيات التقليدية، مما يساعد على الحفاظ على الموارد المائية.
- تحسين جودة المحاصيل: تساهم الأساليب الحديثة في توفير المياه بشكل متوازن، مما يؤدي إلى تحسين جودة المحاصيل وزيادة الغلات.
- تحكم أفضل: توفر أنظمة الري الحديثة تحكمًا دقيقًا في كمية المياه المستخدمة، مما يساعد على تجنب مشكلات مثل تشبع التربة أو نقص الرطوبة.
- توفير الوقت والجهد: تقلل التقنيات الحديثة من الحاجة إلى العمل اليدوي المستمر، مما يتيح للمزارعين التركيز على جوانب أخرى من الزراعة.
- التكيف مع التغيرات المناخية: تسهم الأساليب الحديثة في التكيف مع التغيرات المناخية من خلال تحسين استخدام المياه في الظروف الجافة أو المتغيرة.
- التكنولوجيا والابتكار: استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل أجهزة الاستشعار وأنظمة المراقبة، يساعد في تحسين إدارة الري وجعلها أكثر دقة وفعالية.
اذا يعد تحسين تقنيات الري خطوة أساسية لضمان استدامة القطاع الزراعي في اليمن، حيث تواجه الطرق التقليدية تحديات عديدة تهدد الإنتاجية والموارد المائية، ويتطلب هذا الأمر أساليب ري حديثة وفعالة، مثل الري بالتنقيط والري بالرش، لتحقيق استخدام أمثل للمياه وتقليل الفاقد، ومن خلال ذلك، يمكن للمزارعين تعزيز كفاءة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وبناء مستقبل زراعي مستدام ومرن في مواجهة التحديات البيئية.
هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاد بشأن الزراعة أو الماشية، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
ومتابعتنا مواقع التواصل الاجتماعي التالية:-
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام