يُعتبر الصقيع من التحديات الرئيسية التي تواجه المزارعين، حيث يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة للمحاصيل الزراعية، مما يؤدي إلى انخفاض الغلات وخسائر اقتصادية كبيرة، لذلك، فإن معرفة استراتيجيات مقاومة الصقيع وتطبيقها بشكل فعال تُعد أموراً ضرورية لحماية المحاصيل وضمان استدامة الإنتاج الزراعي.
وبدأ الاثنين الماضي 28 أكتوبر/ تشرين أول 2024، معلم العشاء الأولى (عشاء ربيع كامه) وفي العشاوات (إحدى المعالم الزراعية اليمنية) عادة ما يحصل ضريب (صقيع) المحاصيل الزراعية، وفق ما أفاد الفكلي اليمني أحمد الجوبي.
في اليمن تتضرر أغلب المحافظات اليمنية ومرتفعاتها الجبلية من موجات الصقيع التي تشهدها البلاد كل عام خلال فصل الشتاء، لكن ذمار، صنعاء، إب، تعز، عمران، الضالع، البيضاء، صعدة، هي الأكثر تأثراً بالإضافة إلى أجزاء من مأرب، الجوف، ريمة، المحويت، حجة، لحج.
وخلال هذه الموجة، يتعرض المزارعون في البلاد لخسائر اقتصادية فادحة، خصوصاً مع اضطراب المناخ من عام لآخر. وتشهد المدن والأسواق انخفاض المعروض من الخضروات والفواكه التي ترتفع أسعارها بشكل مبالغ فيه خلال هذه الفترة التي تمتد عادة لأشهر.
وخلال الايام الماضية بدأ الطقس يتجه نحو البرودة الشديدة مما ينذر بموجات صقيع خلال أشهر فصل الشتاء، مما يزيد من التحديات التي يواجههاا المزارعين، وهنا نورد طرقاً متنوعة لتقليل الأضرار الناتجة عن الصقيع، أو ما يعرف محلياً بـ “الضريب”.
ماهو الصقيع؟
يحدث الصقيع عندما تنخفض درجات الحرارة تحت 0°م (32°ف)، مما يؤدي إلى تكون بلورات الثلج على أسطح النباتات، يمكن تصنيف الصقيع إلى نوعين رئيسيين:
- الصقيع الإشعاعي: يحدث في الليالي الصافية والهادئة نتيجة فقدان الحرارة من الأرض.
- الصقيع المعاكس: يحدث عندما يحل الهواء البارد محل الهواء الدافئ، وغالباً ما يرتبط بظواهر الطقس.
اختيار المحاصيل
تُعتبر زراعة أصناف المحاصيل المقاومة للصقيع من أكثر الطرق فعالية، لأن بعض المحاصيل، مثل أنواع معينة من الخضروات الورقية والجذرية، تتمتع بقدرة أعلى على تحمل درجات الحرارة الباردة، لذلك، يجب على المزارعين اختيار الأصناف المناسبة وفقاً للظروف المناخية المحلية.
توقيت الزراعة
يمكن أن يساعد تعديل مواعيد الزراعة في تجنب أضرار الصقيع، مثل:
- الزراعة المبكرة: في المناطق المعرضة لصقيع متأخر، يمكن أن تساعد الزراعة المبكرة في نضوج المحاصيل قبل حلول موسم الصقيع.
- تأخير الزراعة: في المناطق التي تشهد صقيعاً مبكراً، يمكن تأخير الزراعة حتى انتهاء خطر الصقيع لحماية الشتلات الصغيرة.
إدارة المناخ المحلي
يمكن أن تساهم إنشاء مناخات محلية ملائمة في حماية المحاصيل من الصقيع، مثل:
- حواجز الرياح: زراعة الأشجار أو الشجيرات حول الحقول لتقليل سرعة الرياح والاحتفاظ بالحرارة.
- إدارة المياه: ري الحقول قبل حدوث الصقيع لتحرير الحرارة من خلال التبخر، مما يزيد من درجات الحرارة المحلية.
- الري بالرذاذ والسقاية السطحية: يقاوم الصقيع برش الماء فوق الأشجار أو تحتها وفعالية الرش فوق الأشجار أكثر من فاعلية الرش تحتها، لكن هنالك محاذير من الرش فوق الأشجار منها تراكم الجليد على الأغصان في حالات الصقيع الشديد وكذلك المساعدة على انتشار الأمراض والحشرات بسبب زيادة الرطوبة.
مواضيع ذات صلة
أضرار موجات الصقيع على المزارعين
ريف إب.. برد الشتاء يُضاعف معاناة العُمال والفلاحين
كيف نحمي الدجاج من النفوق بسبب ارتفاع الحرارة؟
الحماية الجسدية
تشمل الحواجز الفيزيائية لحماية المحاصيل من الصقيع:
- أغطية الصقيع: تُستخدم تقنيات التغطية، مثل الزجاج والبلاستيك والقش والتراب، لتقليل فقدان الحرارة عبر الإشعاع، مثل البيوت الزجاجية والبيوت البلاستيكية، كما تُستخدم أغطية خاصة، مثل البطانيات والأقمشة، التي تساعد في الاحتفاظ بالحرارة بالقرب من النباتات، مما يحميها من تأثيرات الصقيع.
- أغطية الصفوف: توفر المواد الخفيفة عزلاً فعالاً للنباتات الصغيرة، مما يعزز حمايتها من الصقيع.
- التغطية بالمهاد: يساعد المهاد العضوي أو غير العضوي في عزل التربة والحفاظ على درجة حرارتها، مما يقلل من تأثيرات الصقيع.
طرق التدفئة
تُستخدم مصادر الحرارة لحماية المحاصيل خلال فترات الصقيع الحرجة، مثل:
- مراوح الصقيع: تعمل على تدوير الهواء لمزج الهواء الدافئ الموجود في الطبقات الأعلى مع الهواء البارد القريب من سطح الأرض، وذلك في ليالي الصقيع الإشعاعي.
- مصابيح التدفئة: توفر حرارة موضعية في العمليات الصغيرة.
- مواقد النار: يمكن استخدامها في بعض البيئات الزراعية لتوليد الحرارة، حيث يمكن حرق الوقود السائل أو الصلب أو أي مواد أخرى قابلة للاشتعال.
المعالجات الكيميائية
تُعزز بعض المواد الكيميائية من مقاومة النباتات للصقيع، مثل:
- عوامل مكافحة الصقيع: تساعد بعض الرذاذات الورقية في خفض نقطة تجمد أنسجة النباتات.
- منظمات نمو النباتات: تحفز إنتاج مركبات وقائية داخل النباتات.
المراقبة والتنبؤ
يمكن أن تساعد التكنولوجيا في التنبؤ بالصقيع، مما يمكّن المزارعين من اتخاذ قرارات مستنيرة منها:
- محطات الطقس: توفر بيانات دقيقة عن تغيرات درجات الحرارة.
- تنبيهات الصقيع: الاشتراك في خدمات الأرصاد الجوية لتلقي التنبؤات الخاصة بالصقيع.
تُعد توعية المزارعين بمخاطر الصقيع وتقنيات الإدارة أمراً حيوياً، حيث يمكن أن تسهل ورش العمل وخدمات الإرشاد والبرامج المجتمعية في تبادل المعرفة وأفضل الممارسات.
إذا مما سبق توصلنا إلى أن الصقيع يمثل تحدياً كبيراً للإنتاجية الزراعية، لكن من خلال استراتيجيات مثل اختيار المحاصيل المناسبة، إدارة المناخ المحلي، الحماية الجسدية، والتقدم التكنولوجي، يمكن للمزارعين تقليل الأضرار الناتجة عنه بشكل فعال، ويتطلب تنفيذ هذه الطرق تخطيطاً دقيقاً ومرونة في التكيف مع الظروف المحلية، لتعزيز مقاومة المحاصيل واستدامتها.
هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاد بشأن الزراعة أو الماشية،أو النحل،أو الصيد البحري، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي التالية:-
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام