البصل الحضرمي: جودة عالية وركيزة إقتصادية للمزارعين

تحتل اليمن المرتبة 47 عالميًا و6 عربيًا في إنتاج البصل بحسب الفاو

البصل الحضرمي: جودة عالية وركيزة إقتصادية للمزارعين

تحتل اليمن المرتبة 47 عالميًا و6 عربيًا في إنتاج البصل بحسب الفاو

يشهد موسم زراعة البصل في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، إقبالًا متزايدًا من قبل المزارعين، مستفيدين من الطلب المتنامي على هذا المحصول النقدي، سواء في الأسواق المحلية أو الخارجية، إذ يتميز البصل الحضرمي بجودته العالية وسمعته العالمية، ما جعله أحد الركائز الاقتصادية الرئيسية في المحافظة.

ويمتد موسم زراعة البصل في حضرموت لسبعة أشهر، وهو ما يمنح المزارعين فرصة للاستفادة المستمرة من زراعته وإنتاجه، ونظرًا لعائده الاقتصادي الكبير وسهولة تسويقه محليًا وخارجيًا، جعل العديد من المزارعين زراعة المحاصيل الأخرى وركزوا جهودهم على زراعته.

البصل الحضرمي جودة عالية

ويُعرف البصل الحضرمي بخصائص فريدة تجعله مميزاً بين أنواع البصل الأخرى، ووفقًا للمهندس الزراعي لطفي باجهام، فإن “البصل الحضرمي يتميز بنكهته العالية وقدرته على تحمل الظروف المناخية، مما يجعله مطلوبًا في الأسواق المحلية والدولية، كما أنه يعود على المزارع بعائد اقتصادي سريع بفضل سهولة تسويقه”.


     مواضيع مقترحة


حسن سالم، معلم في إحدى المدارس بمحافظة حضرموت، توجه نحو زراعة البصل لتأمين دخل إضافي بعد أن عجز راتبه الشهري عن تلبية احتياجات عائلته، يقول حسن:”حالتي المعيشية جعلتني اتجه لهذا العمل الذي يعود على بالرزق، كون راتبي الأساسي في المدرسة لا يكفيني، بدأت المشروع من الصفر وتمكنت من النجاح”.

ويضيف لمنصة ريف اليمن:”على الرغم من الصعوبات، استطعت خلال السنوات الماضية تكوين فريق مكون من 60 عاملًا يديرون الإنتاج، وأصبح هذا المشروع مصدر رزقي الرئيسي إلى جانب عملي في التدريس، لافتا أن زراعة البصل متواصلة ولا تتوقف بعكس الأعمال الأخرى، التي تعتريها بعض الصعوبات”.

صعوبات الحياة، تجبرك على التفكير لإيجاد حلول، وهو ما فعله التربوي سالم، الذي أصبح مثالا في الكفاح من أجل العيش بحياة سعيدة مع عائلته، حيث فتح مشروع سالم له أبواب زرق جديدة، ومعه استفاد العديد من الشباب الذي أصبحوا اعضاء في فريق العمل.

وخلال السنوات الأخيرة، ازداد الطلب على البصل الحضرمي في الأسواق الدولية، خاصة دول الخليج، بسبب جودته ونكهته المميزة، ويشير المزارع زايد محمد إلى أن هذا الطلب المرتفع دفع المزارعين إلى زيادة الإنتاج والتوسع في زراعة هذا المحصول.

أرقام وإحصائيات

ويلفت زايد خلال حديثه لمنصة ريف اليمن، إلى أن الطلب المتزايد على البصل دفع المزارعين لاستغلال الموسم، وتوسيع المساحات الزراعية، ما ساهم في إنعاش الاقتصاد ووفر فرص عمل للأيادي العاملة، وأصبح داعمًا مهمًا لتحسين دخل المزارعين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد.

يتميز البصل الحضرمي بنكهته العالية وقدرته على تحمل الظروف المناخية (ريف اليمن)

وبحسب إحصائيات منظمة الزراعة والأغذية العالمية، فإن اليمن تحتل المرتبة 47 عالميًا و6 عربيًا في إنتاج البصل، حيث يبلغ معدل إنتاج اليمن من البصل سنويًا 240 ألف طن.

وتنتشر زراعة البصل في مناطق مختلفة داخل المحافظة، وبحسب باجهام الذي يشغل منصب مدير مكتب الزراعة والري في تريم، فإن المساحة التي يزرع فيها البصل بالمديرية تقدر من “450 ـ 550 هكتار”، وتنتج المدينة ما يقارب “20 ألف طن” سنوياً من البصل”.

وشهدت صادرات البصل الحضرمي ارتفاعًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة خاصة الى دول الخليج والعراق والصومال، ووفقًا لباجهام، فإن إحصائيات منفذ الوديعة البري أظهرت أن صادرات البصل بلغت خلال عام 2022 حوالي 86,102 طن، فيما ارتفعت خلال 2023م، إلى 113,475 طن، وبلغت الصادرات خلال النصف الأول من عام 2024م 98,440 طن، وتعكس هذه الأرقام الإقبال الكبير على زراعة البصل في حضرموت، وأيضا الطلب المتزايد عليه.

وبسبب زيادة نسبة التصدير ارتفعت أسعار البصل في الأسواق المحلية بشكل كبير، وهو ما شكل عبئا على المواطنين، الأمر الذي دفع وزارة الزراعة لإصدار قرارًا بتخصيص 30% من الإنتاج للسوق المحلية، وتصدير 70% للخارج للحفاظ على توازن السوق، ويؤكد باجهام أن هذه النسبة كافية لتلبية احتياجات السوق المحلية مع ضمان تحقيق أرباح جيدة للمزارعين.

تحديات تواجه زراعة البصل

وتلعب المرأة في حضرموت دورًا محوريًا في زراعة البصل، حيث تعمل بجانب أسرتها منذ بداية الموسم وحتى مراحله النهائية، ويصف المهندس لطفي باجهام المرأة الحضرمية بـ”المثالية”، لافتا أنها عرفت منذ زمن بعيد بالوقوف مع زوجها وأسرتها في أحلك الظروف، ولها دور كبير في عملية زراعة البصل خاصة في مرحلة فرز الكميات المعدة للتصدير والتي عادة تكون من الأحجام الكبيرة”.

ورغم النجاح الكبير، يواجه مزارعو البصل في حضرموت تحديات عديدة، أبرزها، غلاء مدخلات الزراعة مثل البذور والأسمدة، ارتفاع أجور العمالة، ويوفر الفدان الواحد من البصل فرص عمل لأكثر من 120 عاملًا، بينهم نساء ورجال.

ومن التحديات ضعف الرقابة على الجودة، خاصة مع انتشار المبيدات المهربة، ويشدد مدير مكتب الزراعة في تريم، لطفي باجهام على أهمية دعم المزارعين بتوفير مدخلات زراعية بأسعار معقولة، وزيادة التوعية باستخدام تقنيات زراعية مستدامة لتحسين الإنتاجية وحماية البيئة.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: