تُعد محافظة لحج واحدة من أغنى المحافظات اليمنية من حيث التنوع الطبيعي والأثار التأريخية، من سواحل المضاربة النقية إلى الجبال الشاهقة في يافع، ومن الأودية الخصبة في تبن إلى المواقع الأثرية العريقة في المسيمير وطور الباحة، حيث تجمع بين تراث حضاري قديم وطبيعة خلابة تجعلها مقصدًا سياحيًا وثقافيًا مميزًا.
إلى جانب هذا التراث الغني، تأتي الأنشطة الزراعية والحرفية كجزء أصيل في لحج، حيث تشتهر بزراعة البن اليافعي وصناعة الحلوى القباطية التي تُعد واحدة من أشهر الصناعات التقليدية في اليمن والمنتشرة في عموم محافظات البلاد، والتي أصبحت جزء أساسي في الأسواق الشعبية.
في الجزء الأول من مقال “السياحة الريفية في لحج” استعرضنا لمحة عامة عن المحافظة، ومديريتي الحوطة وتُبن، وفي هذا الجزء الثاني والأخير، نستعرض السياحة والمعالم التأريخية والمورث الثقافي الجاذب للسياحة، في العمارة الفريدة في يافع إلى سواحل المضاربة، مروراً بطور الباحة ومن ثم ردفان والقبيطة المحادذية لمحافظة تعز.
إقرأ الجزء الأول من المقال:
السياحة الريفية في لحج: تاريخ عريق وطبيعة متنوعة
مديرية المضاربة: أكبر مديريات لحج وأثرها البحري والتاريخي
تقع مديرية المضاربة غرب مدينة الحوطة، وتبعد عنها بمسافة 80 كم، وهي تُعد أكبر مديريات محافظة لحج من حيث المساحة. يتمركز سكانها في منطقة رأس العارة، ومع امتداد ساحلها الطويل الذي يصل حتى مضيق باب المندب، يعتمد غالبية سكان المضاربة على الصيد البحري كمهنة أساسية، حيث يُعد هذا النشاط جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
من الناحية التاريخية، تمتلك مديرية المضاربة أهمية كبيرة. فقد كانت طرق التجارة القديمة، التي تعود إلى ما قبل الميلاد، تمر عبر مناطق المديرية الساحلية متجهة إلى باب المندب وموزع. لا تزال بقايا أطلال وخرائب محطات الخدمات التجارية القديمة موجودة على جانبي هذه الطرق، مما يشير إلى دور المديرية كمحطة تجارية هامة في العصور القديمة.
حاليًا، يمثل الطريق الأسفلتي الشاطئي الذي يربط مدينتي عدن ولحج بباب المندب وتعز والحديدة شريان الحياة لمديرية المضاربة. يتوزع على طول هذا الساحل عدد من الشواطئ النقية التي لم تتأثر بالتلوث البحري. هذه الشواطئ الطبيعية تعد من أروع المناطق التي يمكن زيارتها، حيث يقصدها السكان المحليون والزوار والمسافرون للاستمتاع بجمالها البكر.
أبرز الشواطئ السياحية في مديرية المضاربة
- شاطئ رأس قعوة: يتميز هذا الشاطئ برماله النظيفة ومياهه النقية، ويضم لسانًا بحريًا طبيعيًا. يُعد مكانًا مثاليًا للاستجمام والتمتع بالمناظر الطبيعية الساحرة.
- شاطئ خور عميرة: يُعتبر هذا الشاطئ خليجًا طبيعيًا ذو حماية طبيعية، ويمتد على مساحة واسعة من الرمال النظيفة، مما يجعله مقصدًا للزوار الباحثين عن هدوء الطبيعة.
- شاطئ رأس العارة: يقع شرق مضيق باب المندب ويطل على خليج عدن. كان يوجد بالقرب منه ميناء قديم، ما يُضيف له قيمة تاريخية إلى جانب جماله الطبيعي.
- شاطئ السقية: يقع هذا الشاطئ شرق باب المندب ويُعد من أجمل الشواطئ في المديرية. يمتاز برماله الواسعة النقية التي تمتد في الجهة المقابلة له صحراء طوران الواسعة، والتي يسكنها البدو الرحل. يعتبر هذا الشاطئ مثالًا على جمال الطبيعة غير المستغلة في لحج.
المعالم الطبيعية والتاريخية في المضاربة
- حمام أبو الأسرار للمياه العلاجية: يقع هذا الحمام في قرية أبو الأسرار، ويُعد من المعالم المهمة في مديرية المضاربة، ويُقصده عدد كبير من سكان المديرية والمناطق المجاورة للاستشفاء من الأمراض بطرق ووسائل بدائية، إذ لا تتوفر الخدمات الحديثة في هذا الموقع.
- حصن جبل خرز: يقع حصن جبل خرز بالقرب من مضيق باب المندب، ويرتفع عن مستوى سطح البحر بنحو1000 متر. يُعتبر الحصن من أبرز المعالم التاريخية في المنطقة، حيث تمتد أجزاء من الجبل إلى البحر على شكل لسان صخري. لا تزال بقايا التحصينات الدفاعية قائمة، ويقصدها السكان والمسافرون للصعود إلى قمته ومشاهدة السفن العابرة وقوارب الصيادين، والاستمتاع بالإطلالات الواسعة على المسطحات المائية.
مديرية طور الباحة
تقع مديرية طور الباحة شمال غرب مدينة الحوطة على بعد 65 كم، وهي ثاني أكبر المديريات من حيث المساحة الجغرافية في محافظة لحج. تشكل المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية أكثر من ثلثي مساحة المديرية، وتعد صحراء “خبت الرجاع” من أبرز هذه المناطق، حيث تخترقها الطريق الرئيسية التي تربط مدينة لحج بالمناطق المجاورة.
يعيش غالبية سكان طور الباحة في الجبال والمنحدرات الشمالية وقليل منهم في البيئات الصحراوية القاسية، حيث يمارسون نشاط الرعي والترحال. يعتبر تربية النحل من الأنشطة الاقتصادية المهمة في المديرية، حيث ينتشر النحالون في مناطق مصبات الوديان والمنحدرات الشمالية، التي توفر بيئة غنية بمراعي النحل. يتم إنتاج عسل عالي الجودة يتمتع بسمعة جيدة في الأسواق المحلية.
المواقع التاريخية والأثرية
- منطقة سبت الصبيحة: تُعد منطقة سبت الصبيحة مركزًا هامًا للمديرية بفضل سوقها الشعبي الذي كان يُقام يوم السبت من كل أسبوع. تربط هذه المنطقة بمستوطنات ما قبل التاريخ، وهي غنية بآثار تعود للعصور التاريخية المختلفة. لا تزال هناك أطلال وخرائب أثرية تنتظر المزيد من البحث والدراسات العلمية.
- بقايا المقابر القديمة: تنتشر في مناطق طور الباحة آثار قديمة لمقابر يرجع تاريخها إلى عصور مختلفة. ترتبط هذه المناطق بالتطور التجاري لميناء عدن القديم، مما يجعلها مواقع مهمة لدراسة تطور التجارة والحياة الاجتماعية في المنطقة.
- محطة خدمات القوافل التجارية: في العصور التاريخية، كانت طور الباحة محطة رئيسية على طريق القوافل التجارية القديمة التي كانت تربط ميناء عدن بمناطق المرتفعات الجبلية. اليوم، تستمر طور الباحة في أداء دورها كمحطة خدمات لشاحنات نقل البضائع، ما يعكس الأهمية الاقتصادية للمديرية.
- المتنفسات الطبيعية في طور الباحة: تُعتبر المناطق الجبلية في طور الباحة مقصدًا طبيعيًا لسكان المديرية والزوار. تنتشر المساحات الخضراء على ضفاف الأودية، التي تشكلت عبر الزمن بفعل السيول. تُعد هذه الأودية مكانًا مثاليًا للتنزه والتمتع بالطبيعة الخلابة، خاصة في فصل الصيف الحار، حيث يقصدها الزوار لقضاء أوقات هادئة في حضن الطبيعة.
مديرية القبيطة
تقع مديرية القبيطة شمال مدينة الحوطة على بعد 50 كم، ومركزها الإداري منطقة كرش، وتُعتبر من المديريات الغنية بالتاريخ والمعالم الدينية، حيث تتداخل جغرافيًا مع مديريات حيفان في تعز وطور الباحة في لحج، وتبرز كمنطقة جذب سياحي في التالي:-
- أضرحة وطبيعة خلابة
تضم القبيطة عددًا من المساجد التاريخية القديمة التي تعود إلى عصر الدولة الرسولية، ومن أبرزها مسجد الخلي ومسجد الأشعوب، اللذان يتميزان بفن معماري رفيع وزخارف نباتية وهندسية ملونة.
تشتهر القبيطة بكثرة المقامات والأضرحة الدينية التي يتم زيارتها سنويًا. من أبرز هذه المواقع ضريح الخضر إلياس، الذي يقع في قمة جبل الخضر إلياس، ويُعتبر من الجبال المهمة المرتبطة بالوعي الشعبي إلى جانب جبل النبي شعيب. كما يُعتبر جبل جالس في عزلة اليوسفين موقعًا مهما.
على ضفاف وادي القبيطة، تنتشر المساحات الخضراء التي يغلب عليها أشجار النخيل. تتدفق مياه الوادي إلى وادي شعب في مديرية طور الباحة، وتُعد هذه المناطق مقصدًا طبيعيًا لسكان القبيطة وزوارها للتمتع بجمال الطبيعة وقضاء أوقات هادئة.
- حمام الحويمي: علاج طبيعي في مياه كرش الحارة
يقع حمام الحويمي للمياه الحارة في منطقة كرش، على يسار الطريق الأسفلتي الذي يربط بين مدينة الحوطة وكرش الراهده، يُعتبر هذا الحمام من المواقع الشهيرة في عموم اليمن، حيث يقصده الزوار من مختلف المحافظات للاستحمام بمياهه الغنية بالعناصر الكبريتية، ورغم عدم توفر الخدمات الحديثة في الحمام، إلا أن الإقبال عليه يزداد، خاصة يوم الخميس، حيث يتزامن مع السوق الأسبوعي في منطقة كرش.
- حلويات القبيطة
تشتهر محافظة لحج بصناعة الحلويات القباطية، التي ذاع صيتها في عموم اليمن. تعود أصول هذه الصناعة إلى قرية النوويحة في مديرية القبيطة، حيث تعلّم سكان القرية هذه الصناعة من صانعي الحلويات الهنود الذين كانوا يعيشون في مدينة عدن في ثلاثينيات القرن الماضي. أصبحت صناعة الحلويات القباطية مهنة تتوارثها الأجيال، وحققت شهرة واسعة بفضل جودتها وطعمها المميز.
في خمسينيات القرن الماضي، انتقلت صناعة الحلويات إلى مناطق أخرى مثل الفرشة والوهط، حيث ازدهرت هذه الصناعة مع ازدياد الطلب عليها من المسافرين والمغتربين اليمنيين. اليوم، تنتشر محلات صناعة الحلويات القباطية في مختلف مدن اليمن.
وطوّر صناع الحلويات القباطية منتجاتهم وأساليبهم في العرض والبيع، لتصبح هذه الحلويات جزءًا لا يتجزأ من التراث الغذائي لمحافظة لحج، ووصلت شهرتها إلى دول الخليج العربي، وانتشرت محلات هناك.
مديرية المقاطرة: تاريخ الجبال والحصون
تقع مديرية المقاطرة 80 كم شمال غرب مدينة الحوطة في نطاق التضاريس الجبلية، ومركزها الإداري منطقة معبق، وتشتهر بسوق الربوع الأسبوعي الذي يُقام يوم الأربعاء، حيث يلتقي سكان المناطق الجبلية والمنخفضة لتبادل المنتجات المحلية.
- المتنفسات الطبيعية
تمتاز المقاطرة بمناخها المعتدل ومروجها الخضراء الواسعة، خاصة في محمية إراف البيئية الجاذبة للزوار والتي توفر مناظر طبيعية خلابة، وهي ملاذ للعديد من الطيور النادرة والقرود المنتشرة في المنطقة. في فصلي الصيف والربيع، يزداد الإقبال على زيارة المحمية للاستمتاع بالطبيعة الهادئة، رغم غياب الخدمات السياحية الأساسية.
- قلعة المقاطرة
تُعد قلعة المقاطرة التي تقع على ارتفاع 2250 مترًا عن مستوى سطح البحر من أبرز المواقع التاريخية ولا تزال بقايا آثارها قائمة حتى اليوم، ووُصفت القلعة من قبل المؤرخ الهمداني في كتاب “صفة جزيرة العرب” باسم “قلعة سودان”، وهي محصنة بشكل طبيعي لوجود متاهات جبلية صعبة تؤدي إلى مدخلين محصنين، وتضم القلعة بقايا خزانات مياه كبيرة ومدافن حبوب، بالإضافة إلى تحصينات دفاعية قوية.
يحيط بالقلعة سور حجري ضخم مزود بأبراج مراقبة وسقاطات، كانت تُستخدم لإسقاط الكتل النارية والأحجار على الغزاة، وتُعد نموذجًا رائعًا للتحصينات الدفاعية القديمة، لكنها بحاجة إلى المزيد من الدراسات العلمية والتنقيب الأثري لمعرفة تاريخها بشكل دقيق.
مديرية يافع: التراث الحميري والجبال الشاهقة
تقع مديرية يافع شمال شرق مدينة الحوطة على بعد 127 كم، وهي واحدة من أكثر المديريات التاريخية والأثرية أهمية في محافظة لحج، ويُعتبر يافع جذرًا حضاريًا رئيسيًا، وله تاريخ طويل يعود إلى حضارة سبأ وحضارة حمير. وورد ذكر يافع في النقوش السبئية التي تعود إلى بداية القرن السابع قبل الميلاد، وكان يافع جزءًا من حضارة سبأ حيث أطلق عليها السبئيون اسم “دهسم”.
في العصر الحميري، أصبحت يافع موطنًا هامًا لقبائل حمير، وكانت تُعرف بـ”سرو حمير”، كما كانت إحدى أولى المناطق التي انطلقت منها قبائل حمير قبل أن تنتقل إلى ظفار وتتخذها عاصمة للدولة الحميرية.
- هضبة يافع العالية
تُعد هضبة يافع من أكثر المناطق ارتفاعًا، حيث يبرز جبل ثمر كأعلى الجبال في مديرية يافع. المناخ في هذه الهضبة بارد شتاءً ومعتدل صيفًا، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للزراعة والسكن.
من الناحية الجغرافية، تقع يافع بين أربع محافظات: لحج، أبين، البيضاء، والضالع، وتتميز جبال يافع بانحداراتها الشديدة وصعوبة تضاريسها. تنتشر الوديان الضيقة بين هذه الجبال، وأهم هذه الوديان هي وادي يهر، وادي الحطيب، ووادي ذي ناخب. كما توجد في الوديان ينابيع مياه دائمة وموسمية، وهو ما يجعلها مصدرًا مهمًا للزراعة والسياحة الطبيعية.
تُعتبر المساحات الزراعية في يافع محدودة نسبيًا بسبب الطبيعة الجبلية الصعبة، ولكن السكان يعتمدون على الزراعة في المدرجات الجبلية الضيقة وعلى ضفاف الوديان. تُزرع في يافع العديد من المحاصيل مثل البن اليافعي الشهير، والفواكه، والخضروات، والحبوب، بالإضافة إلى القات، الذي يُعتبر من المحاصيل الأساسية في المنطقة.
تمثل هضبة يافع امتدادًا لهضبة اليمن الجغرافية من جهة محافظة البيضاء، وتشمل مناطق الحد، الضبي، لبعوس، والموسطة. على الرغم من أن مساحة الهضبة محدودة، إلا أنها تحتوي على أهم المواقع والقرى الكبيرة ذات الكثافة السكانية العالية.
- مناطق يافع
منطقة بني بكر: تُعد بني بكر أكبر منطقة في هضبة يافع، وهي مركز الحد، وتقع إلى الجنوب من محافظة البيضاء. هذه المنطقة الجميلة تضم قرى متوزعة بين الجبال والوديان، وتتميز منازلها التقليدية بالبناء الحجري العالي، الذي يصل ارتفاعه في بعض الأحيان إلى سبعة أدوار. في هذه المنطقة، يُزرع البن اليافعي والذرة والفواكه والقات.
منطقة خيلة: تُعتبر خيلة من المناطق المهمة في يافع، وتُعرف بأنها “هجرة محرمّة”، مما يعني أن القبائل في يافع وخارجها تعتبرها ملاذًا آمنًا لكل من يلجأ إليها. يحظر فيها القتل أو النزاعات المسلحة، ويُعتبر اللجوء إلى خيلة ضمانًا للأمان والسلام.
منطقة لبعوس: تُعد لبعوس المركز التجاري في مديرية يافع، حيث يوجد فيها حركة تجارية نشطة، ومعامل التطريز والخياطة، بالإضافة إلى أسواقها الشعبية التي تجذب الزوار من المناطق المجاورة.
المواقع التاريخية في يافع
تمتلك مديرية يافع العديد من المواقع التاريخية التي تعود إلى عصور قديمة، ومنها:
• هديم قطنان.
• صناع آل زين.
• بقايا آثار خرائب قمة جبل ثمر.
• بقايا آثار مباني قمة جبل كساد.
• بقايا آثار قمة جبل العر.
• بقايا آثار قمة جبل قنداس.
تحتوي هذه المواقع على بقايا أبراج وأطلال قديمة، تُعبر عن الثراء التاريخي والحضاري لمنطقة يافع. العديد من هذه المواقع ما زال بحاجة إلى تنقيب ودراسات أثرية لتعريف المزيد عن تاريخ يافع العريق.
مديرية ردفان.. رمز الثورة
تقع مديرية ردفان شمال شرق مدينة الحوطة بمسافة 51 كم، وهي من المديريات ذات الطبيعة الجبلية الحصينة التي اشتهرت في تاريخ اليمن المعاصر كمعقل لبداية الثورة ضد الاستعمار البريطاني. في 14 أكتوبر 1963م، انطلقت من جبال ردفان شرارة المقاومة الأولى، مما جعل هذه المديرية رمزًا للنضال الوطني.
- مستوطنة شعب الديوان: يعود تاريخ مستوطنة شعب الديوان في ردفان إلى العصر الإسلامي، وتحتوي على بقايا خرائب وأطلال قديمة لا تزال قائمة حتى اليوم. هذه المستوطنة تُعبر عن أهمية المنطقة في الفترات التاريخية المختلفة، وتحتاج إلى المزيد من البحث والدراسات التاريخية لتحديد تاريخها وأهميتها بشكل أدق.
- ينابيع المياه الطبيعية العلاجية في ردفان: تشتهر ردفان بوجود ينابيع المياه العلاجية الحارة التي يقصدها السكان المحليون للاستشفاء من الأمراض الجلدية، وتُستخدم هذه المياه بطرق بدائية نظرًا لعدم توفر الخدمات الحديثة، إلا أن السكان المحليين يعتبرونها جزءًا مهمًا من التراث الطبي في المنطقة. من أبرز مواقع المياه العلاجية في ردفان:
- حمام الهجيرة في قرية الهجيرة.
- حمام البدوي في منطقة الحبيلين.
- حمام الشرعة في قرية شرعة.
مديريات المسيمير، حالمين، حبيل جبر
المسيمر: تقع شمال مدينة الحوطة بمسافة 54 كم، وتُعتبر من المديريات التي تجمع بين التضاريس الجبلية الوعرة والتراث الأثري القديم. من أبرز المواقع الأثرية في المديرية هو حصن جبل مناع، الذي لا تزال بقايا آثاره قائمة حتى اليوم، بالإضافة إلى قرية المكيديم، التي بُنيت منازلها فوق أنقاض أساسات مبانٍ قديمة.
حالمين: تقع مديرية حالمين شمال شرق مدينة الحوطة بمسافة 72 كم، وتحتوي على مجموعة من المواقع الأثرية والتاريخية، مثل جبل الدهالكة، الذي يُعتبر موقعًا أثريًا هامًا في مركز حبيل ريدة. في هذا الجبل، توجد بقايا آثار مبانٍ وسدود قديمة، بالإضافة إلى مدافن للحبوب. كما تحتوي المديرية على جبل عرق، الذي يضم بقايا حصون وأبراج قديمة لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.
- حمام مجحز للمياه العلاجية: يقع حمام مجحز في مركز حبيل ريدة، وهو من المواقع العلاجية التي يقصدها السكان للاستشفاء من الأمراض الروماتيزمية باستخدام مياهه الحارة الغنية بالعناصر العلاجية. ورغم بدائية الوسائل المستخدمة، إلا أن الحمام يحظى بشعبية كبيرة بين السكان المحليين.
حبيل جبر: تقع شمال شرق مدينة الحوطة بمسافة 65 كم، وتشتهر بوجود مواقع أثرية هامة مثل جبل سبأ ووادي صهيب، اللذان يحتويان على بقايا أطلال وخرائب تعود لعصور قديمة، بالإضافة إلى مقابر قديمة تمثل جزءًا من التاريخ الديني للمنطقة.
نصائح للزوار السائحين في لحج:
- تجنب المشي في الظلام: قد تشكل الحيوانات البرية في بعض المناطق خطراً، لذا يُنصح بعدم التجول ليلاً لتجنب أي حوادث.
- تجنب السباحة في السدود والحواجز المائية: السباحة في هذه المواقع قد تكون خطرة. يجب منع الأطفال من الاقتراب من حواف السدود والمجاري المائية، والحذر من ممرات السيول.
- التخطيط المسبق للرحلة: تأكد من توفر جميع المتطلبات اللازمة للرحلة، خاصة في المناطق النائية التي قد تفتقر إلى الخدمات الأساسية.
- التمتع بالطبيعة دون الإضرار بها: احرص على حماية البيئة، ولا تترك مخلفاتك خلفك.
- اختيار الوقت المناسب للزيارة: يُفضل الزيارة خلال فصلي الربيع أو الخريف، حيث يكون الطقس معتدلًا ومناسبًا لاستكشاف المنطقة.
- ارتداء ملابس مريحة: ننصح بارتداء ملابس وأحذية مريحة، خاصة إذا كنت تخطط للمشي لمسافات طويلة أو استكشاف المناطق الجبلية
- شرب الكثير من الماء: من الضروري شرب الكثير من الماء، خاصة خلال أشهر الصيف الحارة.
- احترام العادات والتقاليد المحلية: تعامل مع السكان المحليين بلطف واحترام، واحرص على مراعاة تقاليدهم وعاداتهم.
توصيات لتشجيع السياحة الريفية في لحج:
- تحسين البنية التحتية: يجب على الحكومة اليمنية الاستثمار في تحسين البنية التحتية للمواقع السياحية، بما في ذلك الطرق، وتوفير شبكات المياه والكهرباء، ووسائل النقل العام.
- تعزيز التسويق: ينبغي للحكومة الترويج للمواقع السياحية بفعالية، من خلال الحملات الإعلانية والمشاركة في المعارض السياحية الدولية، وإنشاء موقع إلكتروني يبرز مميزات السياحة الريفية.
- نشر الوعي: يجب على الحكومة تعزيز الوعي بأهمية السياحة الريفية وفوائدها الاقتصادية والاجتماعية، عبر البرامج التعليمية وحملات التوعية.
- تحسين الأمن: ضمان سلامة الزوار من خلال تعزيز الأمن في المناطق الريفية والسياحية.
- حماية البيئة: يجب اتخاذ خطوات لحماية البيئة في المواقع السياحية، من خلال سن قوانين بيئية وتنفيذ برامج توعية للحفاظ على الطبيعة.
- دعم المبادرات المحلية: دعم المشاريع المحلية التي تسهم في تطوير السياحة الريفية، مثل إنشاء فنادق صغيرة ومطاعم محلية، وتوفير فرص عمل للسكان المحليين.
- تطوير المنتجات السياحية: العمل على تطوير منتجات سياحية جديدة تلبي احتياجات مختلف الزوار، مثل برامج المشي لمسافات طويلة، ورحلات ركوب الخيل، وزيارات للحرف اليدوية.
- الحفاظ على التراث الثقافي: يجب الحفاظ على التراث الثقافي من خلال ترميم المواقع التاريخية ودعم المهرجانات والفعاليات الثقافية.
قائمة المراجع:
– القمندان، أحمد فضل محسن. هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن. دار العودة، بيروت. الطبعة الثانية، 1980.
– محيرز، عبد الله أحمد. العقبة. وزارة الثقافة، مؤسسة 14 أكتوبر، عدن. 1990-1992.
– لقمان، حمزة علي. تاريخ القبائل اليمنية. دار الكلمة، صنعاء، 1985.
– الدكتور يوسف محمد عبد الله. المعجم السبئي: مدونة النقوش اليمنية القديمة.
– الهمداني، أبو محمد الحسن. صفة جزيرة العرب. تحقيق محمد بن علي الأكوع، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء. الطبعة الثالثة، 1983.
– البردوني، عبد الله. اليمن الجمهوري. الطبعة السادسة، 2008.
– الهيئة العامة للتنمية السياحية. تقرير نتائج المسح السياحي. 1997.
– المركز اليمني للأبحاث الثقافية والآثار والمتاحف، عدن. تقرير مواقع أثرية مختارة للصيانة. جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقًا، 1980.
* هذا المقال ضمن سلسلة تسلط الضوء على “السياحة الريفية” في كافة المحافظات اليمنية، نستعرض فيها أبرز المواقع السياحية في ريف اليمن، ولا نقدم حصراً شاملاً لها.