شبام هي بلدة أثرية ومركز مديرية شبام تقع في الجهة الشرقية من اليمن، وتتمركز في منتصف حضرموت بين مدينتي سيؤن والقطن، يفصلها عن حضرموت مسافة تقدر بـ 350 كم، كما يفصلها عن صنعاء مسافة تقدر بـ 990 كم؛ أما بالنسبة لشكل المدينة فهو شبه منحرف وأقرب إلى المستطيل، تم بناء مدينة شبام بهذا الشكل حفاظاً على الأراضي المزروعة حولها.
وتشكل المدينة المسوّرة التي تعود إلى القرن السادس عشر أحد أقدم النماذج وأفضلها للتنظيم المدني الدقيق المرتكز على مبدأ البناء العمودي. وتعود تسميتها “بمانهاتن الصحراء” إلى مبانيها البرجية الشاهقة المنبثقة من الصخور ، يبلغ تعداد سكانها 16094 نسمة حسب الإحصاء الذي جرى عام 2004.
بنيت منازل هذه المدينة مثل باقي منازل حضرموت بالعناصر الأولية، أي التراب والتبن، حيث يخلطان معا بالماء ثم يتركان ليجفا، ويصنع ما يسمى في اللهجة المحلية في اليمن “المدر”. ومن خلال كم هائل من “المدر”، يتم بناء تلك المنازل التي تكون قوية لسنوات طويلة لو تم الحفاظ عليها.
وتعتبر مدينة شبام “مدينة المدن اليمنية”، فهي أكثرها شموخا، عانقت السحاب منذ العصور الغابرة، ومبانيها ناطحات السحاب الأولى والأقدم من نوعها على مستوى العالم، تقرأ من خلالها عناوين القدرات والإبداعات للإنسان اليمني، تحكي للعالم أعرق طراز معماري شهدته حضارات الشرق القديم، ويظل ارتفاع مبانيها الطينية محل إكبار وإعجاب، أطلق عليها الغربيون اسم “مانهاتن الصحراء” وسماها أهل اليمن “أم القصور العوالي”، وتعتبر أعجوبة من أعاجيب الفن المعماري في العالم، نظرا لفرادة طابعها الذي كان ولا يزال محط إعجاب من زارها، وشاهد بأم عينيه أول ناطحات سحاب في العالم مبنية من الطين، وفقاً لنظام هندسي دقيق توقف عنده الكثير من معماريي العالم.
اشتهرت مدينة شبام بنشاطها التجاري المتميز، فتعد أشهر مدن حضرموت تجارة وأكثرها حركة ونشاط، حيث أنها تمثل سوق تجاري كبير لمنتجات المنطقة، لذلك يقصدها اليمنيون من جميع أنحاء اليمن، حيث كانت القوافل تقوم بنقل العديد من المنتجات المختلفة والمتباينة، مثل: الذرة الشامية، والقمح، والشعير، والسمن، والسليط، والقطن، والبطانيات، والقماش، وغيرها من المنتجات، يتم نقلها من مدينة صنعاء وغيرها من المدن اليمينة لبيعها في هذا السوق التجاري الذي يقصده اليمنيون من جميع أنحاء اليمن.
وتعتبر شبام أقدم نموذج للبناء المدني المنظم، المرتكز على البناء العمودي، مما جعلها تحظى بالاهتمام المحلي والعالمي مما أهَّلها للدخول ضمن التراث الإنساني العالمي “اليونسكو” إلى جانب مدينة صنعاء القديمة.
أبرز المعالم السياحية في شبام:
مسجد “يوم الجمعة”
هذا المسجد الذي يشهد اهتمامًا وإقبالاً واسعًا من قبل السياح المسلمين وغير المسلمين سواء، لما يضمه من جدران مزخرفة صنعت منه لوحة فنية رائعة التصميم، وكان هذا المسجد قديمًا مقرًا لكثير من العلماء الذين يتحلق حولهم طلاب العلم في حلقات علمية للنيل من منابع علمهم التي لا تنضب، لذلك يعتبر هذا المسجد واحدًا من أقدم المعالم السياحية في شبام، حيث يعود تاريخ بناؤه لعام 904م.
قلعة شبام
تعتبر القلاع والحصون من أهم المعالم السياحية في مدينة شبام، وكانت تستخدم قديمًا لأغراض الحماية، وأهم هذه القلاع قلعة “شبام”، وهذا لا يعني أن السياحة في شبام كانت تقتصر على هذه القلاع والحصون فحسب، حيث كان هناك مجموعة من القصور الملكية التي لا تقل أهمية سياحية عن هذه القلاع والحصون التي حظيت بها مدينة شبام.
ناطحات السحاب
كانت ولا زالت هذه المباني المرتفعة التي تميزت بها شبام، حتى أطلق عليها ناطحات السحاب من أهم المعالم السياحية بها، والجدير بالذكر أن ناطحات السحاب هذه بنيت في زمن فصل بينه وبين الثورة الصناعية مئات السنين، بمعنى أنها بنيت بالمواد البسيطة المتوافرة آنذاك مثل: الطين والتبن وجذوع النخل، لذلك ليس من المبالغة القول أن هذه المباني كانت من أهم الأسباب التي ساهمت في زيادة معدلات الإقبال السياحي في شبام .
والجدير بالذكر أنه يظل الخطر الأكبر الذي يهدد أصالة وتراث هذه المدينة العريقة هو الفيضان الذي يمكن أن يحدث في أي وقت، وما فيضان 2008 منّا ببعيد، هذا الفيضان الذي تسبب في أضرار جسيمة لأساس بعض المباني مما أدى فيما بعد لانهيارها.
المصدر: مواقع الكترونية