مدينة قشن، هي مدينة تاريخية يمنية، وأهم الحواضر التاريخية اليمنية، التي ترجع لعصور ما قبل الميلاد، بلغ تعداد سكانها 7595 نسمة حسب الإحصاء الذي أجري عام 2004.
كانت قشن عاصمة للسلطنة العفرارية، وهي سلطنة سابقة 1886 – 1963 في جنوب شبه الجزيرة العربية ، شملت تاريخياً منطقة بلاد المهرة، تقع الآن في شرق اليمن وجزيرة سقطرى في المحيط الهندي.
وتضم المدينة التاريخية قلاعا حصينة، وحصونا منيعة، ومساجد قديمة، منها حصن السلاطين “آل عفرار” الذي مضت عليه أكثر من 5 قرون، ومن الحصون الأثرية، حصون “الجدحي” و”بن عمروتن”، و”بيت نوش” ، و”بن مسمار أو ظيلم” ، وحصن “بيت عشام”.
وتتميز المدينة بجوها الهادئ، والهواء النقي الطبيعي الذي يأتي من بحر العرب في الأوقات المختلفة، من الصباح الباكر إلى آخر الليل.
وتشير المراجع التاريخية إلى أن قشن سكنها “آل عفرار” و”بيت جيدح” و”الحراوز” و”آل الزويدي” و”بيت مسمار” و”بيت سهيل” وبطون من قبيلة “آل القميري” و”بيت رعفيت” و”بالحاف”.
ومن حصون المدينة القديمة والعريقة حصن “بيت جيد، وتضم المدينة آثار قديمة مثل مدينة السوني التي كانت مستقر سكان المديرية وموجود فيها بعض المباني للاستعمار البرتغالي الذي اجتاح واحتل سقطرى والمهرة عام 1507م، حتى عام 1511م.
ومن مساجد قشن العتيقة التي مرت عليها مئات السنين، مسجد “الجامع الكبير”، مسجد “بن غني”، مسجد “دحداح”، “السقاف”، “أشرون”، ومسجد “بن نمر”.
وهناك مستوطنات أثرية تدل على قدم أرض قشن منها “ليبن”، و”شيعوت” و”صلولت” بحسب معجم البلدان، فضلا عن ميناء “قحور سنجره” الذي كانت تقصده السفن من أمكنة مختلفة لا سيما البلدان المطلة على المحيط الهندي وهو كذلك من أقدم أسواق المدينة.
وإلى جانب ساحلها، تضم قشن سلسلة جبلية تعد من مواطن اللبان، وهي لا زالت تحكي صلابتها وأنفة قلاعها الشامخة، ويعد أحدها جبل “الشيبة والعجوز” المعلم السياحي المهم الذي يجذب آلاف الزائرين.
يعيش السكان في قشن على زراعة الحبوب واصطياد السمك وتربية المواشي خاصة الإبل التي لها شهرة ومعروفة في العالم لقوة تحملها وصبرها على المتاعب، كما أن المهري متعلق بإبله، فهو يقدم لها القصب والتمر والسمك المجفف والسكر والدقيق المخلوط بالماء العذب.
ومن طقوس قشن، التجمعات القبلية التي تضم كبار الرجال ويظلون يرددون أهازيج باللغة المهرية تسمى “هبوت” وهي مبادلات شعرية ترحب بمن حضر المكان ويشكلون حلقات مربعة يتوسطهم شبان وأطفال يؤدون رقصة البرع وهم يحملون بأيدهم العصي والسيوف.
ومازالت المدينة التاريخية والجوهرة الثمينة، تحافظ على العادات والتقاليد، فالألعاب والرقصات الشعبية القديمة مازالت حاضرة فيها حتى الآن.
المصدر: مواقع الكترونية