براقِش، هي مدينة يمنية أثرية قديمة، تقع بمحافظة الجوف، وتعد العاصمة الدينية لمملكة معين، عام 400 ق .م وتؤرخ ببداية الألف الأول قبل الميلاد.
بنيت المدينة مثل باقي المدن القديمة على ربوات صناعية محاطة بأسوار عظيمة ومنيعة، عليها أبراج للحماية والمراقبة من كافة الاتجاهات، وأعاد السبئيون بناء سورها في القرن الخامس قبل الميلاد، وشهدت عصرها الذهبي في القرن الرابع قبل الميلاد عندما اتخذها المعينيين عاصمة لهم.
بقيت براقش او ما يطلق عليها قديما ” يثل”، العاصمة الدينية لمملكة معين بعد تغير العاصمة إلى قرناو. وقد ذكر استرابو (عالم جغرافيا وفيلسوف ومؤرخ يوناني) اسم هذه المدينة من بين المدن التي نزلها القائد الروماني أيليوس غالوس خلال حملته العسكرية على اليمن بين العامين 24 و25 ق.م.
وتعتبر مدينة براقش أفضل حالاً من مدن وخرائب الجوف الأثرية الأخرى لأن بقاياها ما زالت واضحة المعالم ولم تتعرض للنبش العشوائي والتخريب بشكل كبير مثل المدن القديمة الأخرى، وما زال سور المدينة مع أبراجها البالغ عددها ستة وخمسون برجاً في حالة جيدة، وهي من المدن الهامة، نظراً لوقوعها على طريق القوافل التجارية المحملة بالعطور والطيب والتوابل، والتي تحملها إلى مدينة الشام مروراً بهذه المدينة.
ورد ذكر المدينة في عدد من نقوش المعابد المكتوبة باللغة المعينية في أنحاء جنوب الجزيرة العربية. واكتشف فريق من علماء الآثار الإيطاليين مؤخراً معبداً نكرح وسقفه سليما، ويحتوي المعبد عدداً من الطاولات الحجرية أو المذابح مع رؤوس الثيران في كل طرف. ومع ذلك، يعتقد أنه كان ملاذاً لإله الشفاء. ونقب الإيطاليون في الموقع من عام 1989 إلى عام 1990 ومن عام 2003 إلى عام 2007.
ويعتبر معبد ((نكرح)) من المعابد ذات الطراز لمعماري المميز للمعابد المعينية، حيث تتضمن هياكله الجزء الأكبر منها على قاعدة كبيرة مغطى بسقف يستند على، وهذا النموذج من المعابد ظهر – أيضا – في حضرموت في مدينة ريبون ومكينون وفي إثيوبيا, وهو من المعابد الجميلة والمكتملة، والذي سيكون له دورا كبير في الترويج السياحي في هذه المحافظة الواعدة إذا ما استغل بشكل سليم.
ومؤخرا تعرضت المدينة بسبب الحرب الدائرة بين الحكومة المعترف بها، وبين جماعة الحوثي، إلى أضرار كبيرة إثر تحويلها إلى ثكنة عسكرية، وإنشاء سجوناً داخل مبانيها الأثرية، وحفر خنادق ومتاريس حربية في أسوارها ومعابدها، وبالإضافة إلى مقابر.