محصول فاصوليا وفير بريف إب يبهج المزارعين

اكتفاء ذاتي للأسر الريفية من إصلاح آراضيهم

محصول فاصوليا وفير بريف إب يبهج المزارعين

اكتفاء ذاتي للأسر الريفية من إصلاح آراضيهم

“هذا عام خير وبركة” يقول المزارع محمد حسن (67 سنةً) مبتهجاً بمحصول الفاصوليا وهو يجففها سطح منزله في منطقة السياني بمحافظة إب (وسط اليمن) وقال: “كمية المحاصيل التي حصل عليها في هذا الموسم أفضل من الأعوام السابقة، وكان تعويض للمزارعين عن تراجع المحاصيل خلال العام الماضي”.

وفي مطلع يوليو/ تموز بدأ الكثير من المزارعين اليمنيين في ريف محافظة إب جني الفاصوليا وسط حالة من الابتهاج بما حصدوه من مزارعهم في هذا الموسم الزراعي الحالي، حيث يعتمدون على الأمطار في الزراعة فقط، ويكون أول حصاد في الموسم للفاصوليا التي تستغرق نحو شهرين من أجل جنيها من المزارع.

ويعمل كثير من اليمنيين في الريف بالزراعة الموسمية من أجل تأمين احتياجهم من الغذاء، في الوقت الذي يأتي القطاع الزراعي في المرتبة الأولى من حيث استيعاب العمالة حيث تصل نسبة القوى العاملة الزراعية 54% من إجمالي القوى العاملة في البلاد، وتعد أحد أهم دعائم ومرتكزات الاقتصاد الوطني؛ إذ تبلغ متوسط مساهمة القطاع الزراعي حوالي (13.7%) من إجمالي الناتج المحلي، وفق المركز الوطني للمعلومات.

في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية خصوصاً القمح والدقيق، والبقوليات مثل الفول والفاصوليا يواصل الكثير المواطنين في المناطق الريفية العمل في الزراعة، وإصلاح الأراضي والمساحات الزراعية أملاً في تأمين الغذاء لأفراد عائلتهم في بلداٍ تعصف به الحرب منذ تسع سنوات.

حصاد الفاصوليا

تعد الفاصوليا من أول المحاصيل الزراعية التي يتم جني ثمارها من قبل المزارعين في الموسم الزراعي بسبب مدتها القصيرة وتزرع في مع بداية وضع البذور للأنواع المختلفة من الحبوب وأبرزها الذرة الرفيعة، والذرة الشامية وغيرها.

وفي بداية نيسان/ أبريل يبدأ المزارعون في ريف محافظة إب (وسط اليمن) موسم الزراعة وبذر الحبوب في الوديان، والحقول والجبال، بعد إصلاح الأراضي وتجهيزها للزراعة، بالتزامن مع بد هطول الأمطار السنوية بمختلف المناطق الريفية بالمحافظة التي تعتمد على الامطار للزراعة.

يقول المزارع حسن في بداية يوليو/ تموز بدأت مع أولادي عملية جني الفاصوليا وجمعها من المساحات الزراعية من الوديان والحقول ونقلها إلى سطح المنزل ليتم بعد ذلك قطف الثمار منها ووضعها تحت أشعة الشمس لعدة أيام قبل أن يتم تخزينها في أماكن باردة قبل أن يتم بعد ذلك استخدامها في وجبات الطعام اليومية”.

يشرح “حسن” مراحل العمل في الزراعة فيقول: “قبل بدء موسم هطول الأمطار أبدأ في العمل على الأرض من خلال إصلاحها وتهيئتها للزراعة قبل وضع البذور، ويمر نمو الزرع بمراحل متعددة تتطلب الاعتناء والعمل حتى الحصاد النهائي للحبوب، لكن الفاصوليا يتم حصادها سريعاً”.

يشعر المزارع “حسن” بالامتنان على كمية محصول الفاصوليا الوفير هذا الموسم بسبب هطول الأمطار العزيزة خلال شهرين ابريل ومايو الماضيين، ويقول بلهجة المزارعين “صدق أبنائنا الأولين عندما كانوا يقولون “إدي للأرض حقها تدي لك”.

وقال انه، أستطاع تحقيق الاكتفاء الذاتي من الفاصوليا لمدة سنة كاملة بمحصول اثنين أكياس (ما يعادل نحو 100 كيلو جرام) بالإضافة إلى الوجبة اليومية التي يأكلون منها من خلال طباخة الفاصوليا الخضراء.

إكتفاء ذاتي

في ظل الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية تعد الفاصوليا وجبة رئيسة للعديد من الأسر اليمنية على وجه الخصوص في المناطق الريفية إذ يحرص الكثير من المزارعين على زراعة البقوليات في كل موسم زراعي لتأمين الغذاء الكافي لهم.

المزارع محمد الفقي (65 سنةً) من منطقة ذي السفال بمحافظة إب وسط اليمن واحد من بين المزارعين الذين يحرصون سنوياً على زراعة الفاصوليا إذ تمكن هذا العام من الحصول على نحو 150 كيلو وهي تكفية وأسرته الكبيرة المكونة من ثلاث أسر تضم أبناءه وزوجاتهم.

ويضيف لمنصة ريف اليمن: “نأكل الفاصوليا في وجبتن الصبوح والعشاء بشكل يومي خاصةً في فصل الشتاء كما أنه أيضا يضطر إليها غالبا في وجبة الغداء عندما يكونون غير قادرين على توفير متطلبات الوجبة الشعبية للغداء”.

وقال انه “يوزع الفاصوليا حتى لأبنائه الذين يعملون في المدينة لمساعدتهم بسبب تكلفة الحياة الباهظة وعدم قدرتهم على توفير كل متطلباتهم بسبب الراتب الزهيد الذي يتقاضونه وارتفاع الأسعار بشكل كبير خلال العام الجاري”.

ويعمل غالبية السكان في ريف اليمن في الزراعة فهي سبيلهم الوحيد للحياة في ظل الحرب وعلى الرغم من أنهم يواجهون صعوبات كبيرة أثناء زراعة أرضهم، إذ أنهم يعتمدون على الأمطار الموسمية بشكل كلي في الزراعة، بالإضافة إلى غياب أي تسهيلات تساعدهم في الحصول على الأسمدة اللازمة وارتفاع أسعارها بشكل جنوني.

الإهتمام بالزراعة

ويغيب الوعي عن معظم سكان الريف وتشجيعهم على الزراعة، رغم ان بعض الحبوب لا تحتاج إلى عناء كبير مثل البقوليات وخاصة في موسم هطول الأمطار، ويتفاوت حصول المزارعين على المحصول كلاً على حسب اهتمامه بالأرض ومراقبة الموسم بشكل جيد.

ويبلغ سعر 50 كليو من الفاصوليا البلدي في السوق المحلي نحو 80 ألف ريال يمني أي ما يعادل نحو 150 دولار أمريكي، في حين يبلغ سعر علبة الفاصوليا نحو400 ريال يمني (وفق أسعار صنعاء) في المحلات التجارية وتكفي فقط وجبة لمتوسط ثلاثة أفراد.

وتوفر البقوليات تغذية كاملة للأسرة، وفي ظل حالة البطالة وعدم توفر الاعمال يستطيع السكان التركيز على مثل هذه الزراعة الموسمية، وقال هشام محمود – ناشط مجتمعي في إب – “للأسف هناك أراضي تحتاج إلى استصلاح للزراعة بدعم بسيط من قبل المهتمين للمزارعين وتشجيعهم، وسيكون أثرها كبير في توفير الغذاء”.

وأضاف في حديث لمنصة “ريف اليمن”، “للأسف غالبية سكان الريف بلا عمل ولا تعليم وفي نفس الوقت يبتعدون عن الزراعة ويبقون في انتظار المساعدات الزهيدة التي جعلتهم اقل انتاجاً، ولو اشتغلوا بالأرض بشكل جيد ربما توفر لهم اكتفاء ذاتي”.

ومنذ سنوات تشهد اليمن حرباً أهليةً، وتسببت في مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين، إلى جانب أزمة وصفتها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج ما يقرب من 21 مليون نسمة (ثلثي السكان) إلى مساعدات إنسانية وحماية وفق تقارير أممية.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مقالات مشابهة :