محمية بُرع النحلية لإنتاج العسل الدوائي.. فرص النجاح والفشل

محمية بُرع النحلية لإنتاج العسل الدوائي.. فرص النجاح والفشل

في يونيو/ حزيران 2023، أعلن في محمية افتتاح محمية نحلية، في محمية برع بمحافظة الحديدة، لإنتاج العسل الدوائي كأول محمية على مستوى الشرق الأوسط.

وتنفرد محمية برع النحلية بمميزات عديدة أبرزها أنها مخصصة لإنتاج العسل الدوائي الذي يُنتج دون تدخل أيادٍ بشرية في ما تنتجه النحل من عسل سواء في التغذية أو استخدام الكيماويات مثل الأدوية والمنشطات أو المقومات النحلية لغرض زيادة انتاج العسل أو تكاثر النحل.

ويرى نحالون إن المشروع مهدد بالفشل بسبب الشروط التي وضعتها وحدة العسل، بالإضافة إلى عدم تقديم الدعم اللازم للنحالين وتوفير احتياجاتهم من أجل مواصلة إنتاج العسل الدوائي من مراعي أخرى في الساحل التهامي.

وقال عضو وحدة العسل في اللجنة الزراعية والسمكية، ذياب الأشموري إنه يوجد حالياً في المحمية أكثر من ألفين و500 خلية نحل لعدد 20 نحالا، موزعة على مساحة اربعة آلاف هكتار من غابات المحمية.

ومن ضمن أهداف إنشاء المحمية النحلية خلق نموذج في كيفية تربية النحل، ورفع وعي النحالين بطرق الإنتاج السليمة للعسل الطبيعي من خلال البرامج الإرشادية والتوعوية، والتوجّه نحو توفير أسواق داخلية وخارجية للعسل الدوائي.

لماذا محمية برع؟

وتم اختيار محمية بُرع وفقا للجهات المنظمة،؛ لأنها من أغنى مناطق اليمن من حيث التنوع البيئي والبيولوجي، ولما تتميّز به من تنوع نباتي وأشجار مثمرة بحوالي 315 نوعاً، تتبع 83 فصيلة، و209 أجناس بما يشكل 10 % من إجمالي النباتات في اليمن.

ويتميز العسل اليمني بجودته ومذاقه الرفيع على المستوى المحلي والعالمي نتيجة لما تتمتع به البلاد من تضاريس جبلية وسهول ووديان ومحميات طبيعة  ذات تنوع بيئي فريد ومكان خصب تجني منه النحل أنواع مختلفة من العسل الطبيعي.


اقرأ أيضا: التغيرات المناخية تهدد مستقبل النحالين وإنتاج العسل


ويعتمد كثير من المواطنين على تربية النحل كمصدر دخل وفير، فيما مثل بيع وتصدير العسل أحد روافد الاقتصاد المهمة حيث اشتهرت اليمن بتصدير آلاف الأطنان قبل أن تدخل البلاد منعطف الحرب منذ مطلع 2015م.

محمية بُرع النحلية لإنتاج العسل الدوائي.. فرص النجاح والفشل
يطمح القائمون على المشروع أن تكون المحمية النحلية الأولى في الشرق الأوسط (سبأ)

وواجه إنتاج العسل اليمني والنحالين في عدة محافظات  كشبوة وحضرموت جنوبا وتهامة وعمران شمالا  صعوبات عدة جراء الحرب فيما عجز غالبيتهم عن توفير  لقاح النحل وتكاليف نقلها الى مراعي غنية بالنباتات الحيوية.

ويقول النحال الذي أشار لهويته بـ” أبو محمد”، إنه شارك مع عدد من النحالين في دورات تدريبية  تمكنهم من إنتاج العسل الدوائي بالطرق والمواصفات المحددة من قبل الجهات المشرفة على المحمية الدوائية.

وأضاف محمد لـ”منصة ريف اليمن”، إن وحدة العسل التابعة للحوثيين فرضت شروط عدة تمنع النحالين المشاركين من تقديم تغذية سكرية او أدوية كيماوية داخل المحمية الدوائية.

لافتا إلى أن الشروط المفروضة من قبل الجهات المعنية مناسبة لتحقيق العسل الدوائي خلال فترة محددة لكنها قاسية في حق النحالين حيث خسر عدد من النحالين خلايا نحل بسبب قرار منع التغذية الكيماوية والغذاء السكري بعد انتهاء موسم الغذاء الطبيعي”.

وسمحت الجهات المنظمة للمحمية النحلية لعدد  2500 خلية في انتاج العسل الدوائي توزعت بمناطق متفرقة من محمية برع الطبيعية التي تقدر مساحتها  بأكثر من أربعة آلاف هكتار.

دعم إنتاج العسل الدوائي

من جهته يرى النحال أنور قاسم، أن المشروع فشل في أول تجربة له ، حيث تخلى الجميع عن النحالين بعد أن حصدت الجهات المنظمة ثمرة أهم موسم ينتظره النحال خلال العام.

وأضاف  في حديث لـ” منصة ريف اليمن”، “كان من الضروري تقديم  الدعم للنحالين وتوفير احتياجاتهم من أجل مواصلة إنتاج العسل الدوائي من مراعي أخرى في الساحل التهامي لكنهم تركونا بعد أول حصاد نصارع الجفاف في المحمية”.


اقرأ أيضا: تربية النحل.. تقليد متوارث ومصدر دخل لآلاف الأسر الريفية اليمنية


توارث اليمنيون الاهتمام بالنحل وانتاج أجود أنواع العسل كالسمر -المراعي – الصال (الأثل ) -السلام – وعسل السدر الذي يتصدر أعلى قائمة الطلب  بالنسبة للعسل اليمني منذ قرون.

ويعتمد الحاج محمد سعيد (40 عام) على تربية وإنتاج العسل منذ سنوات فيما يمتلك خبرة فائقة في تحديد المراعي الخصبة وما تنتجه خلايا النحل من أنواع في كل موسم، حيث كسب خبرته من والده أثناء رحلاته المتكررة  بحثا عن المراعي في وديان تهامة المترامية بهدف الحصول على أجود أنواع العسل.

تراجع الإنتاج

وتراجع إنتاج العسل بشكل كبير نتيجة للصراع التي شهدتها البلاد وانقطاع المشتقات النفطية  فيما تحولت وديان ومراعي شاسعة في الساحل التهامي إلى مناطق اشتباكات يستحيل على النحالين تجاوزها.

وخسر سعيد ما يزيد عن 500 خلية من اصل 1500 خلية ورثها من والده خلال السنوات الخمس الأخيرة بسبب عجزه عن توفير العلاج ونقل مناحله الى مراعي حيوية غنية بالنباتات من جهة  والأوبئة والمبيدات المستخدمة في الأراضي الزراعية من جهة أخرى.

وفي مديرية حيس التابعة لمحافظة الحديدة (غرب اليمن) لم يستطع النحال أبو عبيدة (45 عاما) من الحفاظ على خلايا النحل التي تبلغ 100 خلية إثر الصراع التي شهدتها المنطقة ونزوحه الى مدينة باجل الأمر الذي ضاعف من نفوق النحل  وعجزه عن توفير علاج وغذاء النحل خلال مواسم الجفاف.

يذكر أن عدد من المنظمات المحلية والدولية عملت على عدم المشاريع الصغير للتقليل من حدة الفقر في الساحل الغربي والمناطق الجبلية بهدف تحسين الأمن الغذائي ودفع الأسر الى تنمية وزيادة الإنتاج المحلي.

وحظي المواطن عبدالرحمن بيكري بعدد 5 خلايا من النحل المحلي فيما تلقى  كغيره من المستفيدين دورات توعوية في تربية وإنتاج العسل وزيادة الخلايا في النوايا الفارغة المقدمة ضمن المشروع بطرق حديثة ومبتكرة.

ويعتمد ما يقارب 100 الف نحال يمني على تربية النحل فيما يصل انتاجهم ما يزيد عن 1.500 طنا من العسل منها 839 طنا يتم تصديره للخارج وفقا لتقرير الأمم المتحدة.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: