التين الشوكي.. فُرص واعدة للاستثمار رغم غياب الاهتمام

التين الشوكي.. فُرص واعدة للاستثمار رغم غياب الاهتمام

في وادي غيمان بمديرية خولان جنوبي العاصمة صنعاء، يحرص المزارع إسماعيل، على إنتاج فاكهة التين الشوكي، طوال العام، لسهولة زراعتها وعدم احتياجها الكثير من الجهد والتكاليف. كما يقول إسماعيل.

يقول في حديثه لمنصة ريف اليمن، إن زراعة التين الشوكي أصبحت عملا مناسباً للكثيرين، فهي لا تتطلب الكثير من الجهد والتكاليف المادية، من أسمدة ومياه ومبيدات وغيرها من متطلبات الزراعة في المنتجات الأخرى.

في غيمان قلما تجد شجرة القات، حيث استبدلها المزارعون بالتين الشوكي بعد أن كانت يغطي مساحات واسعة من أرضيهم الزراعية، وأصبح الأخير يستحوذ على أكثر من 80% من مساحات الوادي الزراعية.

وجمع التين الشوكي عدة ميزات جعلت منه الخيار الأفضل لدى المزارعين في غيمان، فهو أقل استهلاكا للمياه وأكثر دخلا وأسهل عملا، مقارنة بجميع المزروعات في المنطقة، بحسب مزارعون محليون.

يصبح انتاج أشجار التين الشوكي “الصبارية” أقل في غير موسمه المعروف، غير أن قلة الانتاج يوازيها ارتفاع قيمته، حيث يصل سعره من 300 إلى 500 ريال يمني للحبة الواحدة (الدولار 530 ريال).

التين الشوكي: تجربة فريدة

يبدوا الحال ذاته، مع عبد الكريم (مزارع) حيث ما يزال يحرص على استمرار إنتاج فاكهة التين الشوكي، على الرغم من انتهاء الموسم قبل أسابيع.

يقول عبد الكريم لمنصة ريف اليمن، أنه رغم انتهاء موسم التين الشوكي، ما يزال وادي غيمان يجود بألذ أنواع التين الشوكي، ويشهد الوادي، قدوما كبيرا للباعة والموزعين من مختلف شوارع وأحياء صنعاء، بعد أن أصبح العمل في بيع “البلس” مهنتهم الدائمة على مدار العام.

تجربة فريدة استطاع من خلالها المزارعون على انتاج التين الشوكي، على مدار العام، بقليل من الجهد وكثير من الخبرة والاهتمام.

يقول عبد الكريم لمنصة ريف اليمن، إن “التين الشوكي كان عبارة عن أشجارة متناثرة في الجبال والأراضي المتصحرة، وتعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار الموسمية، ولا تحصل على أدنى اهتمام من قبل المزارعين، فتنتج مرة واحدة في العام”.

وبحسب عبد الكريم فإن المزارعون هنا قاموا بنقل التين الشوكي إلى المساحات الزراعية، وقاموا باقتلاع عدد كبير من أشجار القات، وأولوها اهتماما كبيرا حتى أصبحت مصدر دخلهم الرئيس.

في ذات السياق، يرى عصام (مزارع) أن استمرارية انتاج التين الشوكي، في غير موسمه، يعتمد أيضا على عوامل أخرى كحراثة الأرض وريها في غير مواسم الأمطار.

ويردف عصام خلال حديث لـ “ريف اليمن” أن “عملية الحراثة تعمل على نزع الأشواك والنباتات الضارة من محيط شجرة التين في العام الواحد من مرتين إلى ثلاث، كما تحتاج الأشجار إلى عملية ري لمرتين أو ثلاث من المياه الجوفية خلال العام فقط، بالإضافة إلى حصولها على قدر كبير من مياه الأمطار في فصل الصيف”.

يٌفسر هذا الحرص على إنتاج التين الشوكي طوال العام، عدم انقطاع الفاكهة عن السوق المحلية بمختلف المواسم، حيث غالباً ما تتوفر هذه الفاكهة بكميات كبيرة في شوارع العاصمة صنعاء، خلال فصل الشتاء، في غير موسمها، المعروف دائما في فصل الخريف.

تسويق منظم

تضم منطقة غيمان أكثر من سوق خاص بالتين الشوكي، وعدد آخر من وكالات التوزيع والتسويق، يتوافد إليها عشرات الموزعين من العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، وكل موزع يتكفل بإمداد عشرات الباعة والبساطين على مدار العام من فاكهة التين الشوكي.

تساعد وكالات التسويق المزارعين على بيع محصولهم من التين –خصوصا في غير موسمه- لقلة الانتاج، كما تساعد الموزعين، على تجميع أكبر قدر ممكن من الفاكهة بما يكفل تغطية احتياجات السوق.

يقول بلال “سمسار” لـ “ريف اليمن” أن “كل مزارع يجمع ما استطاع من مزرعته، ويأتي بها إلى السوق أو إلى أي وكالة، وهي بدورها -الوكالات- تقوم بجمع كميات كبيرة من جميع المزارعين، وبيعها للموزعين”.

“يشتري كل موزع كميات كافية حسب الطلب، ويقوم بتوزيعها على عدد من الباعة المتجولين في شوارع العاصمة صنعاء”، بحسب بلال.

تواصلت “ريف اليمن” بمركز الإحصاء الزراعي التابع لوزارة الزراعة في صنعاء، لمعرفة أخر إحصائية لكميات انتاج التين الشوكي في اليمن والمساحات الزراعية التي يغطيها، وكان الرد أن المركز لم يقم بإجراء أي مسح ميداني مؤخراً.

وحسب بيانات صادرة عن المركز ذاته خلال العام 2017، فإن إنتاج اليمن من ثمار التين الشوكي، تصل إلى نحو 4.8 آلاف طن من مساحة زراعية تقدر بنحو 485 هكتاراً، في حين توفر هذه الثمرة ما يزيد عن 13 ألف فرصة عمل موسمية للعاملين في بيع وتسويق الثمار.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مقالات مشابهة :