زراعة السمسم في تهامة.. مهنة تقاوم الصعوبات

الحديدة تحتل المرتبة الأولى بإنتاج السمسم بنحو 5.8 آلاف طن سنوياً

زراعة السمسم في تهامة.. مهنة تقاوم الصعوبات

الحديدة تحتل المرتبة الأولى بإنتاج السمسم بنحو 5.8 آلاف طن سنوياً

يواجه مزارعو السمسم في محافظة الحديدة غربي اليمن، عوائق كثيرة حدت من توسع نشاطهم، أبرزها غياب الدعم الرسمي، وعدم توفر الآليات والمعدات الحديثة، والبذور الجيدة، بالإضافة لغياب الخبرة الكافية لزيادة الإنتاج.

ويقول المزارع اليمني محمد دوبلي (45 عاما)، إنه يواصل زراعة السمسم بمحافظة الحديدة، على الرغم من كل الصعوبات التي تعترض طريقه، مع غيره من المزارعين، باعتبارها الوسيلة الأخيرة المتاحة للتغلب على متطلبات الحياة.

ويضيف الدوبلي وهو أحد ملاك مزارع السمسم بالحديدة لـ” منصة ريف اليمن”،  إن زراعته وإنتاجه يتطلب الجهد الكبير والخبرة الكافية من خلال اختيار البذور ومواسم الزراعة والسقاية ومكافحة الحشرات التي تهدد المحصول وتقلل من كميات الإنتاج بشكل كبير.

وأوضح أنه خسر نحو 30 % من أراضيه الزراعية خلال الأعوام الماضية بسبب توقفه عن الزراعة نتيجة ارتفاع الأسعار، وأجور المعدات الزراعية الحديثة، ورغم ذلك مازال يطمح إلى استعادة الأراضي الذي خسرها وزيادة الإنتاج.

زراعة السمسم

ويزرع السمسم في اليمن مرتين خلال العام الواحد؛ تبدأ الأولى خلال الصيف وتنتهي بالخريف، بينما تبدأ الثانية منتصف الشتاء وتنتهي بالربيع، وتنتشر زراعته بالحديدة وحجة وأبين ولحج والجوف وشبوة وريمة والبيضاء وتعز.

وبحسب بيانات رسمية، تحتل الحديدة المرتبة الأولى بإنتاج السمسم بكمية تقدر بنحو 5.8 آلاف طن سنويا، ويزرع بمساحة تقدر بـ 7 الف هكتار، تليها محافظة مأرب بكمية إنتاجية تقدر بنحو 4.9 ألف طن سنويًا من مساحتها الزراعية المقدرة بنحو 3400 ألف هكتار، ثم تأتي محافظة أبين ثالثًا.

زراعة السمسم في تهامة.. مهنة تقاوم الصعوبات
زراعة السمسم في اليمن (ريف اليمن)

تراجع الإنتاج

وفقا لبيانات رسمية تراجع إنتاج اليمن من السمسم خلال السنوات العشر الماضية من 25.3 ألف طن الى 22.6 الف طن فيما تراجعت مساحة الأراضي الزراعية المنتجة للسمسم من 23 الف هكتار الى 18 الف هكتار منذ مطلع 2016 م.

ويعتبر السمسم من المحاصيل الزراعية المكلفة ماديا بسبب اعتماد غالبية المزارعين على الطرق التقليدية  في زراعته  وحصاده ونثر بذور وتجفيفها وتنظيفها بالأيدي العاملة بدلا من آلات الحديثة.

ويعتمد إنتاج السمسم على الخبرة والأحوال الطبيعية ويتراوح ما ينتجه المعاد الواحد في الساحل التهامي ب 150 – 250 كيلوا جرام بما يعادل 400 الى 600 كجم للهكتار الواحد.

وتختلف أسعار السمسم في المحافظات اليمنية نتيجة لاختلاف انواع المحاصيل  ففي الحديدة غرب اليمن يصل سعر الكيس من السمسم ذو اللون البني وهو الاجود بين المحاصيل سعة 50 كيلوا جرام الى 45 الف ريال(نحو 80 دولار).

ويقول خبراء اقتصاديون إن السمسم اليمني يمكن أن يحصل على ميزة تنافسية خارج البلاد في حال أمكن إنتاجه بكميات كافية للتصدير.

ومؤخرا طرأت مشكلات على زيت السمسم مثل تغير لونه ورائحته، مما أربك العديد من المزارعين الذين لم يتمكنوا من معرفة السبب الذي يقف وراء ذلك.

ويخشى بعض المزارعين من إن تكون تلك التغيرات  ناتجة عن خلط وراثي أو بذور معدلة مستوردة من القرن الأفريقي والتي تم استيرادها جراء ارتفاع أسعار البذور في الأعوام الماضية .

ويرى يحي مرادي  صاحب مزارع سمسم في محافظة مأرب، إن التغيرات التي طرأت على السمسم ناتج عن انتشار كميات كبيرة من حشرة  تسمى” البقه الحمراء واقترح رش المبيدات خلال الأسابيع الأخيرة من جني المحصول .

من جهته يقول المختص الزراعي عبدالاله محنش لـ” منصة ريف اليمن”، إن التغيرات التي طرأت على السمسم المحلي بحاجة الى تدخلات البحوث  الزراعية لدراسة المشكلة وحلها والخروج بنتائج صحيحة وتعميمها على الارشاد الزراعي وتوعية المزارعين من أجل الوصول إلى أعلى مستوى في الإنتاج.

تزايد التصحر

ويعجز أغلب المزارعين المتضررين في تهامة من استعادة أراضيهم حيث يتطلب المعاد الواحد (وحدات قياس المساحة المستخدمة في غرب اليمن) لأكثر من 2 مليون يمني (الدولار 550 ريالا) نتيجة لارتفاع أجور المعدات الزراعية وزيادة أسعار المشتقات النفطية.

وكانت “مؤسسة الزكاة الأميركية” قد بدأت برنامجاً خاصاً لتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات في أوساط مزارعي السمسم، وذلك بتوزيع هدايا لاستخدامها لشراء مصادر طاقة لـ65 منشأة مملوكة لليمنيين بهدف مباشر يتمثل بمنع المجاعة، وهدف طويل الأجل لزيادة التجهيزات لنمو الأغذية المحلية في اليمن، وعدّت سلسلة إنتاج السمسم هي المفتاح.

وتشاركت منظمة «ميرسي كوربس» مع مؤسسة الزكاة في مشروع مرونة الغذاء، لمساعدة منتجي السمسم اليمنيين المحليين على زيادة الغلة وبيع المنتجات وتوفير معدات لمصنعي زيت الطهي، من مولدات الطاقة الشمسية والوقود؛ سعياً لزيادة الإنتاج الغذائي المحلي وتوفير الدخل المادي للجميع في سلسلة المنتجات.

وسعت المنظمتان إلى نقل خبرات زراعة السمسم في دول أفريقية إلى مزارعي السمسم اليمنيين، وبفضل ذلك زاد إنتاج السمسم بأكثر من 25 في المائة لكل هكتار، نتيجة لاستخدام بذور عالية الجودة وطرق زراعية أفضل.

ويحظى زيت السمسم  بالاهتمام من قبل اليمنيين نتيجة لاستخدامه في كثير من وجبات الطعام والحلويات والمأكولات الشعبية كما يستخدم في الطب البديل في كثير المناطق الريفية والحضر.

وتشير الدراسات إلى أن زيت السمسم، يقي من العديد من أمراض القلب وتصلب الشرايين، ويبطئ من تراكم الدهنيات على جدران الشرايين، وينظم مستويات السكر في الدم، ويخفض من مستويات ضغط الدم، وتحسين صحة العظام وغيرها من الفوائد الصحية.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مقالات مشابهة :