تعد الدورة الزراعية من الأساليب الزراعية الحديثة التي تسهم في تعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية في القطاع الزراعي، حيث تعتمد هذه الممارسة على تناوب زراعة محاصيل مختلفة في نفس الحقل على مدار سنوات عديدة، مما يعود بفوائد متعددة على المزارع والتربة والمحاصيل والبيئة بشكل عام.
في هذا التقرير الارشادي، سنستعرض في “ريف اليمن” مفهوم الدورة الزراعية، وأهميتها، وأنواعها، والعوامل التي يجب مراعاتها عند تصميمها، وذلك بناء على المعلومات التي أوردها المختص في المنصة محمد الحزمي.
ما المقصود بالدورة الزراعية؟
تعني الدورة الزراعية زراعة محاصيل متنوعة بشكل متتابع في نفس الأرض، بحيث لا يُزرع نفس المحصول في موسمين متتاليين، وتهدف هذه الممارسة إلى تحسين خصوبة التربة وحمايتها من التعرية، بالإضافة إلى تحسين بنيتها وزيادة المغذيات فيها، كما تساهم في زيادة الإنتاجية، ومكافحة الآفات والأمراض، وتعزيز التنوع البيولوجي في النظام الزراعي، فضلاً عن تقليل نمو الحشائش والآفات.
أهمية الدورة الزراعية
تلعب الدورة الزراعية دوراً محورياً في تحقيق الاستدامة الزراعية، وتتمثل أهميتها في النقاط التالية:
الحفاظ على خصوبة التربة: زراعة البقوليات (مثل الفول والحمص والعدس) يسهم في تثبيت النيتروجين في التربة، مما يزيد من محتواها من المواد العضوية ويحسن خصوبتها.
تحسين بنية التربة: جذور النباتات المختلفة تخترق التربة بطرق متباينة، مما يساعد على تحسين بنيتها وزيادة قدرتها على التصريف، على سبيل المثال، تختلف جذور البقوليات عن جذور الذرة في طريقة اختراقها للتربة.
تختلف الدورات الزراعية باختلاف الظروف البيئية ونوع المحاصيل المزروعة. من أبرز أنواعها:
- الدورة الثنائية: تتكون من محصولين رئيسيين يتم تناوب زراعتهما سنوياً.
- الدورة الثلاثية: تتكون من ثلاثة محاصيل رئيسية يتم تناوب زراعتها على مدار ثلاث سنوات.
- الدورة متعددة المحاصيل: تشمل أكثر من ثلاثة محاصيل وتعتبر أكثر تعقيداً، حيث يتم زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل في دورة واحدة.
عوامل يجب مراعاتها عند تصميم الدورة الزراعية:
عند تصميم دورة زراعية، يجب مراعاة عدة عوامل لضمان نجاحها وفعاليتها، ومنها:
- نوع التربة: اختيار المحاصيل المناسبة لنوع التربة وخصائصها.
- الظروف المناخية: مراعاة المناخ السائد في المنطقة واختيار المحاصيل التي تتناسب معه.
- احتياجات السوق: اختيار المحاصيل التي تلبي احتياجات السوق وتضمن عائداً اقتصادياً مجزياً.
- التكلفة الاقتصادية: مراعاة التكلفة الإجمالية للدورة الزراعية، بما في ذلك تكاليف الزراعة والعمالة والمبيدات.
كيف تعزز الدورة الزراعية محتوى النيتروجين في التربة؟
عادةً ما تُدرج البقوليات مثل البرسيم أو البرسيم الأحمر في مخطط الدورة الزراعية كواحد من 3 إلى 4 محاصيل، وتتميز هذه النباتات بقدرتها على تثبيت النيتروجين في التربة، حيث تقوم بكتيريا العقد الجذرية الموجودة في جذورها بتحويل نيتروجين الهواء الجوي إلى نيتروجين عضوي، وهي عملية تُعرف باسم “التثبيت”، وتوفر هذه العملية كميات كبيرة من النيتروجين (N) للمحاصيل اللاحقة، مما يعزز خصوبة التربة ويزيد من محتواها العضوي.
أفضل المحاصيل في الدورة الزراعية:
- بعد الطماطم: يُفضل زراعة البقوليات مثل الفول، البازلاء، والبرسيم، حيث تعمل على تحسين التربة وتعويض العناصر الغذائية.
- قبل القمح: يُنصح بزراعة محاصيل بقولية مثل الفول، الترمس، والعدس، إذ تثبت النيتروجين وتقلل من الأمراض التي تنتقل عبر القش، مما يؤدي إلى زيادة إنتاجية القمح.
- قبل الذرة: زراعة البقوليات مثل الفول السوداني والفول تعزز خصوبة التربة عبر تثبيت النيتروجين، مما يتيح للذرة الاستفادة منه، ويساعد في تحقيق محصول أعلى دون الحاجة إلى الأسمدة غير العضوية المكلفة.
في الختام يمكننا القول إن الدورة الزراعية تعتبر أداة فعالة لتحقيق الاستدامة الزراعية، حيث تسهم في الحفاظ على خصوبة التربة، زيادة الإنتاجية، ومكافحة الآفات والأمراض، من خلال تصميم دورات زراعية مدروسة وفقاً للظروف البيئية والاقتصادية، يمكن للمزارعين تحقيق أقصى استفادة من أراضيهم مع الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاد بشأن الزراعة أو الماشية، أو النحل، أو الصيد البحري، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي التالية:-
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام