خيرات اليمن.. الفواكة المتنوعة تملأ السوق المحلية

خيرات اليمن.. الفواكة المتنوعة تملأ السوق المحلية

تُعد اليمن سلة غذاء متنوعة، وذلك أنها تحتضن أصنافا متعددة من الفواكه والثمار الفريدة ذات المذاق المميز والقيمة الغذائية الكبيرة، نظرا لتفاوت الخصائص المناخية، واختلاف الظروف الطبوغرافية، مما أدى إلى اختلاف الأقاليم النباتية، وساعد على تنوع الإنتاج، بحسب المركز الوطني للمعلومات.

خيرات اليمن

واختُتم في الـ29 من أغسطس الماضي مهرجان خيرات اليمن الأول للرمان والتفاح والعنب والتمور، الذي أٌقيم في صنعاء لمدة 6 أيام، بمشاركة أكثر من 180 من المزارعين وكبار المنتجين للفواكه والمسوقين والمصدرين والجمعيات والمؤسسات التعاونية الزراعية.

واستهدف المهرجان، بحسب المنظمين، تعزيز مكانة وجودة وقيمة المنتجات الزراعية من الرمان والتفاح والعنب والتمور محليا وعالميا، والإسهام في تسويقها ودعم وتشجيع المزارعين والباعة والمسوقين.

وتُنتج اليمن أكثر من 145 ألف طن من العنب سنويا، ونحو 50 ألف طن من الرمان، كما تنتج أكثر من 32 ألف طن من التفاح، وأكثر من 66 ألف طن من التمور، وذلك وفق كتاب الإحصاء الصادر عن وزارة الزراعة والري 2021م.


     مواضيع مقترحة


خيرات اليمن.. فواكهه متنوعة بمذاق فريد
أصناف من العنب اليمني معروضة للبيع في مهرجان خيرات اليمن بالعاصمة صنعاء أغسطس 2024(ريف اليمن/عبدالرحمن المحجري)

يقول المزارع علي السماعي (29 عاماً) وهو أحد المشاركين في المهرجان: “إن إنتاج العنب هذا الموسم كان وفيرا، على الرغم من غزارة الأمطار التي شهدتها البلاد”، وأضاف السماعي لمنصة ريف اليمن أن العنب يُسقى على ثلاث مراحل طوال موسمه، لافتا إلى أن كثرة المياه لها تأثير سلبي على المحصول، ويؤدي إلى تشققه، ورغم كثرة الأمطار هذا الموسم، كان الإنتاج أعلى من الموسم السابق.

تحتل زراعة العنب المركز الأول بين مختلف أصناف الفواكه اليمنية، ويبلغ المتوسط الإجمالي للمساحة المزروعة ما يوازي 35% من إجمالي المساحة المزروعة للفاكهة، وتنتج ما يزيد عن 163 ألف طن سنويا، وفق تقارير صادرة عن وزارة الزراعة.

وتتركز زراعة العنب في المناطق المحيطة بصنعاء، أشهرها بني حشيش التي تُعد من أخصب المناطق، وبني الحارث، ووادي ظهر شمال صنعاء، ومحافظة صعدة شمال البلاد، بالإضافة إلى بعض مناطق محافظات عمران والجوف والبيضاء والضالع.

مهرجان
جانب من الزوار في مهرجان خيرات اليمن الذي أٌقيم في العاصمة صنعاء، اغسطس 2024 (ريف اليمن/عبدالرحمن المحجري)

وتتميز اليمن بإنتاج نحو 60 صنفا من العنب، وأشهرها: الرازقي، العاصمي، الأسود العادي، الحاتمي، الزيتوني، الجبري، ويبدأ الجبري والعرقي بالانتشار أولا من بداية يونيو، ثم تأتي بقية الأصناف تباعا، ويستمر الموسم حتى نهاية أكتوبر.

وعن تصدير العنب للخارج، قال عبد الرؤوف الصبري الذي يعمل في إدارة التسويق بوزارة الزراعة في صنعاء لمنصة ريف اليمن: “يُصدّر العنب الطازج بكميات قليلة، ولكنه يُصدر بكميات أكبر عندما يُجفّف زبيبا”.

وأرجع الصبري أسباب ذلك إلى سرعة تلفه؛ إذ يحتاج سرعة في نقله وبيعه، لافتا إلى أنه حتى مع محاولة حفظه بالبرادات لا يستمر لفترة طويلة، لذا يُلجأ إلى تجفيفه، أو استخدامه صناعياً في العصائر وغيرها.

مذاق فريد ومحصول وفير

شوهدت في المهرجان أنواع غريبة من الرمان، ومنها رمان بقشرة عنابية داكنة اللون، ويُمنع تصديره للخارج بهدف منعه من الانقراض.

ويقول المهندس الزراعي فؤاد الوليدي: “يوجد هذا الصنف من الرمان بمحافظة صعدة منذ سنوات، لكن المزارعين تخلوا عنه لصالح الرمان المتعارف عليه؛ لأنه تجاري بشكل أكبر، ونعمل حالياً على تكثيره لنشره في السوق مستقبلاً”.

خيرات اليمن.. فواكهه متنوعة بمذاق فريد
رمان بقشرة عنابية داكنة اللون، تزع في صعدة غرب صنعاء ويُمنع تصديره للخارج(ريف اليمن/عبدالرحمن المحجري)

ويضيف: “تزرع اليمن أكثر من 8 أصناف من الرمان منها: البلدي، الليسي، الخازمي، الفحصم، الطايفي، الحبشي، ويُعد الرمان من أفضل الفواكه اليمنية، ويُصدّر إلى الخارج بكميات كبيرة”، وتغادر البلاد قرابة 30 شاحنة رمان يوميا، وغالباً ما تتجه للسعودية وعمان، ثم إلى بقية الدول الخليجية والعراق وغيرها من الدول.”

ويُعدّ هذا الموسم للرمان والتفاح والعنب متميزا للغاية، سواء في المذاق، أم في الشكل الخارجي للفاكهة، أم في كمية الإنتاج، بحسب عبد الرؤوف الصبري الذي يعمل في إدارة التسويق، ويلفت النظر إلى أن التفاح من أكثر الفواكه التي تتحمل فترات قد تصل إلى 5 أشهر عند التخزين والتبريد الجيدين، ويُنتج بكثرة، ما يساعد على تصديره بكميات كبيرة.

وتنتشر زراعة التفاح بعدد من المحافظات اليمنية، أبرزها محافظة صعدة التي تحتل المركز الأول في المساحة المزروعة؛ لامتلاكها بيئة خصبة ومناسبة.

ولدى فاكهة التفاح في اليمن موسمان، أحدهما صيفي، ويبدأ من مطلع شهر مايو، ويستمر حتى منتصف شهر يوليو، والآخر شتوي، ويبدأ في شهر نوفمبر، ويستمر حتى نهاية شهر يناير، كما توجد أربعة أنواع أساسية للتفاح، أشهرها الأحمر ثم الأخضر والبري والأبيض، ويُعمل حالياً على تكاثر التفاح السكري.

تحديات 

وتُعتبر التمور اليمنية من أهم محاصيل الفاكهة في اليمن بعد المانجو، فقد احتلت زراعة أشجار النخيل أكثر من 14 ألف هكتار من إجمالي الأراضي المزروعة بأشجار الفاكهة، فيما تتركز زراعة النخيل في محافظات حضرموت، حيث يوجد فيها أكثر من 67% من نخيل التمور في البلاد، ثم الحديدة تليها الجوف، بحسب كتاب الإحصاء الصادر عن وزارة الزراعة والري عام 2021م.

خيرات اليمن.. فواكهه متنوعة بمذاق فريد
تُعتبر التمور اليمنية من أهم محاصيل الفاكهة وتحتل زراعة أشجار النخيل أكثر من 14 ألف هكتار (ريف اليمن/ عبدالرحمن المحجري)

وتصل عدد أصناف محاصيل النخيل التي عرفت في اليمن إلى أكثر من 100 صنف، وعلى الرغم من أن الأرقام التي تبدو كبيرة، لا يُعد اليمن مكتفيا ذاتيا ويعتمد على الاستيراد.

ويقول تاجر التمور سعيد علي (35 عاما) لريف اليمن: “الكميات التي تُنتج تباع في الموسم داخليا، ونعود بعدها للاستيراد مجدداً طوال بقية السنة”. وأضاف سعيد متفائلاً: “الباعث على الأمل أن كمية الإنتاج تزداد عاما بعد آخر، مع زيادة الاهتمام وتوسع زراعة النخيل، ومع تراجع فاتورة استيراد اليمن للتمور، ونأمل أن نصل إلى الاكتفاء الذاتي في المستقبل.”

بالإضافة إلى الأضرار التي تصيب أشجار الفواكه بسبب التغيرات المناخية، يُعد الزحف العمراني وزراعة القات من أهم المخاطر التي تهدّد الزراعة في اليمن، فقد بدأت تحل محل مناطق زراعية كثيرة.

المزارع حمود الزيادي (32 عاماً) أحدُ المشاركين في المهرجان، وقد دعا إلى وضع خطوط حمراء يُمنع تجاوزها فيما يخص تقليص الأراضي الزراعية لصالح نبتة القات أو لصالح البناء عليها.

وقال الزيادي لمنصة ريف اليمن: “بعض المزارعين يلجؤون إلى استبدال مزارعهم بنبتة القات طمعا في الأرباح السريعة، والبعض الآخر يخصّص جزءا من أرضه للقات، من أجل تحقيق ربح إضافي يساعده حتى دخول موسم الفاكهة التي يزرعها”.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مقالات مشابهة :