غلاء “الثيران” يدفع المزارعين اليمنيين للتوجه نحو الآلات الحديثة

غلاء “الثيران” يدفع المزارعين اليمنيين للتوجه نحو الآلات الحديثة

يستيقظ المزارع عابد العروي 30 عاما في الصباح الباكر، حازمًا أمتعته، باتجاه مزرعته في قاع الحقل، بمديرية يريم، محافظة إب، وسط اليمن، لجني محصول البطاطس مستخدمًا وسائل جديدة لم يعهدها من قبل.

على خلاف ما مضى عليه سابقا في الزراعة ووسائلها التقليدية، يستخدم عابد ومعه الآلاف من المزارعين الذين تتزايد أعدادهم يومًا بعد أخر، وسائل حديثه لجني تلك المحاصيل وزراعتها، أبرز تلك الوسائل آلات حديثة تسمى محليا بـ” “الثور الصيني” وهي آلات ذات حجم صغير وبدأت تنتشر بشكل كبير، في أوساط المزارعين، خلافا لما عهده من قبل من استخدام الثور والمحرث لجني تلك المحاصيل وزراعتها.

يرجع عابد السبب في ذلك الى سهولة استخدام الآلات الحديثة مقارنة بالأثوار وتقارب اسعارها “نصف دبه ديزل، وتعمل هذه الآلات طوال اليوم، بينما الاثوار تعمل في أوقات محددة؛ نظرًا لإنهاكها، فضلا عن ارتفاع اسعارها مؤخرًا بأشكال كبيرة، وصلت الى ستة ملايين لـ”الضمد” (الزوج).

يضيف عابد لـ”منصة ريف اليمن”، “تحتاج الاثوار الى عناية أكبر، أعلاف كبيرة يتم تجهيزها من قبل النساء من اليوم الاول، ثم يتم اعطاءها للأثوار بشكل مستمر أثناء العمل، حتى تستطيع أن تقوم بالمهمة على أكمل وجه”.

يؤكد عابد، أن ما تحتاجه الأثوار، “لا شك أمر مجهد، تعجز كثير من النساء عن القيام به، لافتا أن هذه الآلات خففت عن الناس المعاناة، كون الحيوانات تعد أمانة والتقصير في اطعامها ظلم”. حسب قوله.

ليست مثالية

على مقربة منه، يعمل أحد أبناء عمومته، والذي يقوم بعملية زراعة البطاط مستخدمًا بذلك الوسائل القديمة “الاثوار” والآلات الحديثة في وقت واحد. يقارن شاجع، بين الوسائل القديمة والحديثة.. مؤكدًا أن الوسائل الحديثة أسرع في الانجاز والعمل؛ ولكنها ليست مثالية.

يضيف شاجع، “في بعض الاوقات لا تستطيع الآلآت أن تقوم بجني المحصول أو زراعته، خصوصًا في أوقات الامطار، والتي تكون فيها الارض غدقة، وقد تغرق في حال دخلت المزرعة، مما ينعكس سلبًا على الارض نفسها، ولذا تكون الاثوار الوسيلة المناسبة والملائمة”.

بالمقابل هذه الوسائل تقوم بإنجاز الاعمال دون تكاليف كثيرة سوى الوقود الذي يستخدم بشكل بسيط.. ناهيك عن كونك تستطيع التحكم بها في العمل في مختلف الاوقات، عكس الاثوار التي تعمل في أوقات محددة فقط، وهذا لا شك ساهم في دفع الناس لشراء هذه الوسائل الحديثة.

ويتفق غالبية المزارعين في قاع الحقل، أن ارتفاع أسعار الأثوار بأشكال كبيرة ساهم بدفع المزارعين بالاتجاه نحو شراء هذه الوسائل الحديثة، كون أسعارها متقاربة جدا، وعند الانتاج تكون هذه الوسائل الحديثة أفضل انتاجا من غيرها.

حيث بلغ سعر الثور الواحد 3 مليون ريال يمني والاثنين 6 مليون ريال، بالمقابل شراء هذه الحراثة كان في البداية 40 الف سعودي، وارتفعت مؤخرا إلى 50 ألف سعودي، وذلك مع الاقبال الكبير عليها من قبل المزارعين يوما بعد أخر.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: