تعتبر محمية شرمة جثمون من أهم المحميات الساحلية في اليمن، وتقع في محافظة حضرموت شرقي البلاد، وتعد موطناً للسلاحف الخضراء، وملتقى استراتيجي للطيور المهاجرة طوال أيام العام.
في عام 2001 رشحت الهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن منطقة شرمة كمحمية طبيعية ضمن الجهود الهادفة إلى حماية الأنواع النادرة من الكائنات البحرية لكنها لم تنل قرار حكومي كمحمية ساحلية يمنع العبث بها.
وعلى الرغم من التنوع البيولوجي التي تزخر بها محمية شرمة لكنها لم تنال نصيبها في الترويج والاهتمام الحكومي من قبل السلطات المتعاقبة منذ اختيارها ضمن المحميات الطبيعية في اليمن.
موقع ومساحة محمية شرمة
تقع محمية شرمة جثمون شرق مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، بمسافة نحو 135 كيلومتراً، وتبلغ مساحتها نحو 50 كيلو متر تقريباً . وتتبع إدارياً محافظة حضرموت.
يحد محمية شرمة شرقاً مدينة قصيعر، ومن الغرب منطقة القرن، ومن الشمال يحدها مدينة الديس الشرقية، ومن الجنوب يحدها البحر العربي.
وتحتوي محمية شرمة على مناطق كثيرة من بينها رأس شرمة و جثمون، و شصر القرن، وذنبات، قصيعر.
موطن السلاحف
اسطوطنت السلاحف محمية شرمة منذ آلاف السنين، فهي أشبه بمملكة صغيرة للسلاحف الوافدة من مختلف البحار المحيطة بها.
وتضم المحمية نوعان أساسيان من السلاحف هي السلاحف الخضراء وهي مهددة بالانقراض بالإضافة إلى صقرية المنقار كما تضم أنواع أخرى لكنها تأتي وتذهب.
تخرج السلاحف الخضراء في محمية شرمة عن طريق مجاميع كبيرة ثم تتجه إلى البحر ونحو 10 في المئة منها تنجو في الحفاظ على بقاء النواع من الانقراض.
تضع السلاحف البيض في أحضان الرمال الدافئة حيث تضع الأنثى الواحدة نحو 20 إلى 30 بيضة وتستمر فترة الحضن نحو 50 يوم وتفقش بعدها وتخرج الصغار.
وتتعرض صغار السلاحف للاصطياد في الشاطي خصوصاً عند خروجها خلال النهار كما تتعرض للبطش من قبل الأسماك الكبيرة.
تنوع حيوي
تعتبر محمية شرمة موطناً هاماً للطيور المهاجرة .وهي مكان مهم للغاية فهي تقع في حدود العزل الجغرافي باعتبار أن موقع اليمن يمثل عزل جغرافي قاري.
كما أن التشكيلات الصخرية التي تصنعها الصخور بدقة متناهية توفر للطيور والأنواع الأخرى أجواء مهمة للاستقرار والعيش.
وتضم المحمية تنوع للكائنات البحرية المتنوعة والشعاب المرجانية وهي تتميز بوفرة محتواها من الأسماك والكائنات الأخرى وهي مصدر للغذاء للمجتمع المحلي.
مقومات سياحية
تزخر محمية شرمة بالعديد من المقومات السياحية التي من شأنها أن تجعل المحمية في صدارة الأماكن التي يتوافد إليها الكثير من الزوار؛ لإنها تضم مناظر خلابة وبيئة بحرية وشواطئ نقية كما يبرز في سطحها نتوءات صخرية ومجتمع فريد من الطيور البحرية الفريدة .
وتمتد سواحل المحمية بالقرب من مدينة الشحر وتتميز بوجود العديد من الينابيع والعيون وتراث تاريخي فريد لكنها تفتقر إلى البنية التحتية والخدمات السياحية.
لمحة عن الوضع الحالي
تواجه محمية شرمة مخاطر متعددة من أبرزها أعمال السطو على أراضيها، ورمي النفايات من قبل الزائرين، بالإضافة إلى استخدام الانارات قرب مواقع تعشيش السلاحف وذلك يتسبب بإتلاف البيض.
و تواجه المحمية مشاكل عديدة من بينها مشكلة الكلاب الضالة، و تعرض السلاحف النادرة إلى الذبح والصيد العشوائي، واستنزاف الثروة الطبيعة، وسط غياب تام لدور الجهات المعنية في التدخل والقيام بدورها لحماية المحمية.