الإجهاد الحراري عند الأبقار.. الأسباب والعلاج

درجة الحرارة تكون مابين 37- 40 درجة مئوية لوقاية الأبقار من الإجهاد الحراري

الإجهاد الحراري عند الأبقار.. الأسباب والعلاج

درجة الحرارة تكون مابين 37- 40 درجة مئوية لوقاية الأبقار من الإجهاد الحراري

تلقينا سؤالاً مهماً من أحد متابعينا على منصة “ريف اليمن” بشأن تأثير التغيرات البيئية على الأبقار المستوردة، ومدى أثر ذلك على إنتاج الحليب، كما استفسر المتابع ذاته عن الحلول الممكنة للتعامل مع هذه المشكلة، وهل يتطلب ذلك إعادة الأبقار إلى بيئتها الأصلية أم يمكن اتخاذ إجراءات أخرى لمعالجتها.

وهنا نود أن نوضح أن هذه المشكلة تُعرف بالإجهاد الحراري، وهي حالة شائعة يمكن معالجتها باتخاذ تدابير وقائية وبيئية مناسبة، وهو ما سنستعرضه في هذه المادة الإرشادية.

ما هو الإجهاد الحراري؟

الإجهاد الحراري هو استجابة فسيولوجية للحيوان تحدث عندما ترتفع درجات الحرارة والرطوبة الجوية بشكل يتجاوز قدرة الحيوان على التخلص من الحرارة الزائدة من جسمه فيصاب بالإجهاد.

  • درجة الحرارة المثالية للأبقار: تتراوح بين 37-38 درجة مئوية.
  • درجة حرارة الخطر: عندما تتجاوز درجة الحرارة 40 درجة مئوية، تبدأ الأبقار في المعاناة من الإجهاد الحراري، مما يؤثر سلباً على صحتها وإنتاجيتها، وفي هذه الحالة، يُعتبر الحيوان مصاباً بالإجهاد الحراري، كما أن انخفاض درجة الحرارة إلى أقل من 37 درجة مئوية يؤدي إلى تأثيرات مشابهة.

     مواد ذات صلة


كيف يحدث الإجهاد الحراري؟

تُخرج الأبقار الحرارة من أجسامها عن طريق التنفس والتعرق، وهما من الوسائل الأساسية التي تستخدمها للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، ولكن عندما ترتفع درجات الحرارة وتزداد الرطوبة، تتراجع كفاءة هاتين العمليتين، مما يؤدي إلى تراكم الحرارة داخل جسم الحيوان، وهذا يسبب الإجهاد الحراري، ويؤثر بشكل مباشر على صحة الحيوان وكفاءته الإنتاجية.

أهم العوامل المسببة للإجهاد الحراري:

  1. ارتفاع درجات الحرارة: مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، يصبح من الصعب على الأبقار تنظيم درجة حرارة أجسامها بشكل طبيعي. 
  2. ارتفاع نسبة الرطوبة: الرطوبة العالية تزيد من صعوبة عملية التعرق، لأن التعرق يعتمد على تبخر العرق من الجلد للتخلص من الحرارة، وفي بيئة رطبة، لا يتبخر العرق بشكل فعال، مما يؤدي إلى تراكم الحرارة داخل الجسم ويزيد من إجهاد الأبقار.
  3. التعرض المباشر لأشعة الشمس: الأبقار التي تتعرض لأشعة الشمس المباشرة دون توفر مظلة أو ظل كافٍ تتعرض لحرارة شديدة، وهذا يتسبب في زيادة درجة حرارة جسمها ويضعف من قدرتها على التكيف مع الظروف الحارة.
  4. تزاحم الحيوانات في مساحة محدودة: عند وجود العديد من الأبقار في مساحة صغيرة، فإن الهواء لا يتدفق بشكل جيد حول الحيوانات، مما يزيد من تراكم الحرارة، وقد يؤدي هذا التزاحم إلى الضغط النفسي والجسدي على الأبقار، مما يجعل من الصعب عليها التكيف مع الظروف المحيطة.
  5. سوء التهوية داخل الحظائر: إذا كانت الحظائر أو أماكن الإيواء غير جيدة التهوية، فإن تراكم الحرارة داخل الحظيرة يجعل من الصعب على الأبقار التخلص من الحرارة الزائدة.
  6. التغذية غير المتوازنة: في حالات الإجهاد الحراري، قد تكون الأبقار أقل قدرة على تناول الطعام، مما يؤثر على تناول المواد الغذائية الهامة.
  7. الإضاءة الساطعة والحرارة الناتجة عنها: التعرض المستمر للضوء الشديد في الحظائر قد يزيد من حرارة الجسم ويزيد من الضغط الحراري.

علامات الإجهاد الحراري عند الأبقار

يمكن للمربين التعرف على الإجهاد الحراري من خلال ملاحظة الأعراض التالية:

  1. زيادة معدل التنفس: يتجاوز المعدل الطبيعي البالغ 40-60 نفساً في الدقيقة.
  2. التعرق المفرط.
  3. انخفاض استهلاك الأعلاف.
  4. التنافس على مصادر المياه.
  5. انخفاض الخصوبة: قد تشمل تأخر الشياع أو ضعف الحيوانات المنوية.
  6. ضعف المناعة وزيادة الإصابات بالأمراض.
  7. تراجع الإنتاج: انخفاض إنتاج الحليب، وضعف النمو، وتأخر التناسل.
  8. البحث عن الظل.


تأثير الإجهاد الحراري على الإنتاجية

الإجهاد الحراري لا يؤثر فقط على صحة الأبقار، بل يؤدي إلى:

  • انخفاض إنتاج الحليب نتيجة تراجع استهلاك العلف.
  • ضعف الأداء التناسلي بسبب تأثير الحرارة على هرمونات الخصوبة.
  • زيادة التكاليف الصحية بسبب الحاجة لعلاج الأمراض الناتجة عن ضعف المناعة.

كيفية تقليل الإجهاد الحراري؟

لحماية الأبقار من الإجهاد الحراري، يمكن للمربين اتباع عدة تدابير:

  • تحسين تصميم الحظائر

– بناء حظائر ذات أسقف مرتفعة لتقليل تراكم الحرارة.
– توفير فتحات تهوية كافية تسمح بتجديد الهواء.
– توفير مناطق ظل طبيعية أو اصطناعية.

  • تحسين التهوية

– تركيب مراوح لتجديد الهواء وتقليل الحرارة داخل الحظائر.
– استخدام رشاشات مياه لتبريد جسم الأبقار خلال ساعات ذروة الشمس.

  • توفير المياه بشكل دائم

– تأمين مياه نظيفة بشكل مستمر وذات درجات حرارة معتدلة إلى باردة للحيوانات.
– زيادة عدد المشارب لتجنب التزاحم.

  • تعديل برامج التغذية

– تقديم الأعلاف في ساعات الصباح الباكر أو المساء، حيث تكون درجات الحرارة أقل.
– زيادة كميات الأعلاف المركزة لتعويض فقدان الطاقة الناتج عن انخفاض استهلاك العلف.

  • العزل الحراري للحظائر

– استخدام مواد عازلة للحرارة في بناء الحظائر، خاصة إذا كانت الأسقف من الزنك.

  • مراقبة معدل التنفس ودرجة الحرارة

– متابعة معدلات التنفس ودرجة حرارة الجسم لضمان عدم وجود إجهاد حراري.

  • القيام بعمليات تنظيف

– تنظيف المشارب والحظائر باستمرار وتطهيرها بالكلور لمنع نمو الطحالب.

بناءً على ما سبق، يمكننا استنتاج أنه ليس من الضروري إعادة الأبقار إلى بيئتها الأصلية لحل مشكلة الإجهاد الحراري والتكيف، ومن خلال اتخاذ خطوات بسيطة لتحسين بيئة الأبقار وتوفير الرعاية المناسبة، يمكننا تقليل التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة وزيادة إنتاجية الحيوانات بشكل ملحوظ.


نحن هنا لخدمتكم!
إذا كان لديكم أي استفسار أو تحتاجون إلى إرشادات في مجالات الزراعة، تربية الماشية، تربية النحل، أو الصيد البحري، يمكنكم التواصل مع المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن” عبر البريد الإلكتروني: info@reefyemen.net، أو عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
كما يمكنكم متابعة آخر مستجداتنا من خلال الموقع الإلكتروني أو عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي:
فيسبوك .  تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: