مبانِ اليمنيين القديمة في مرمى تغير المناخ

300 ألف يمني تضرروا من الفياضانات مابين مارس -يونيو 2023.

مبانِ اليمنيين القديمة في مرمى تغير المناخ

300 ألف يمني تضرروا من الفياضانات مابين مارس -يونيو 2023.

تتضاعف معاناة ملاك المنازل اليمنية القديمة في ريف اليمن جراء التغيرات المناخية، واستمرار هطول الأمطار الغزيرة وحدوث الفيضانات.

ولا يزال الحاج سعيد علي  55 عاما، يتذكر معاناة عائلته بريف محافظة إب وسط اليمن، حين تعرض أجزاء من سطح منزله المتهالك للسقوط  جراء الأمطار والسيول.

وقال سعيد، إن موسم الامطار يمثل كابوسا له ولعائلته، خوفا من تعرض بقية منزلهم الوحيد للانهيار.

وأضاف لـ” منصة ريف اليمن“، “نتيجة لسقوط أجزاء من سطح المنزل، فإن المياة تغمر كل الغرف ومع سقوط أي أمطار نعيش أسوأ أيام حياتنا”.

وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، أدت ظروف الطقس القاسية إلى تضرر أكثر من 200,000 ألف شخص، منذ بداية العام الجاري. ومن المتوقع حالياً أن تؤثر على ما يقارب 2 مليون نازح خلال الأسابيع القادمة، ما يهدد حياة ومعيشة العديد من التجمعات السكانية.

وقال الصندوق إن اليمن تحتل المرتبة الثالثة من بين دول العالم الأكثر عُرضة للتغير المناخي لكنها أقلها استعداداً للصدمات المرتبطة به. تضافر الجفاف الحاد والارتفاع القياسي في درجات الحرارة والفيضانات المُدمرة قلب حياة وأمن عشرات الآلاف من الناس.

خسائر

تماماً مثل سعيد تشكو السيدة هند ناصر (40 عاما) من تأثيرات هطول الأمطار على منزلها قائلة لـ”منصة ريف اليمن“: “تعرض منزلنا لحدوث أضرار كبيرة، حيث تعرض سقف المطبخ للسقوط وخلف خسائر مادية”.

   إقرأ أيضاً: تغير المناخ والزحف العمراني.. مخاطر تهدد مزارع العنب اليمني

 

وأضافت: “أدت الأمطار بريف مدينة إب الجنوبي، إلى انهيار مباني سكنية كانت قيد الإنشاء، لا يزال غالبية المواطنين يعانون من تبعات هطول الأمطار خصوصاً ملاك المباني القديمة”.

ويقول استاذ البيئة بجامعة الحديدة، الدكتور عبدالقادر الخراز: “إن معظم المناطق اليمنية ريفية، لافتا أن المناطق الجبلية الأشد تأثرا من الأمطار”.

وأضاف خلال حديث مع “منصة ريف اليمن“، إن تغير المواسم  يؤثر على منازل المواطنين وأراضيهم المتمثلة بالمدرجات الزراعية حيث تؤدى إلى حدوث انجرافات كبيرة بالتربة التي تكونت عبر آلاف السنين”.

ويتابع ” تتنوع ظواهر حدة التغيرات المناخية باليمن وتختلف بالمناطق الجبلية عن المناطق الصحراوية والمناطق الساحلية وكل منطقة ولها تأثيراتها ومظاهرها المختلفة عن المنطقة الأخرى”.

وقال الدكتور الخراز إن “هناك ضياع وعدم استفادة من كميات الأمطار التي تهطل بالمناطق الريفية حيث بالإمكان مساعدة المواطنين بالمناطق الجبلية لتخزين المياه عن طريق مشاريع ما يسمى بـ حصاد مياه الأمطار، ويتم الاستفادة منها من خلال بناء خزانات أو حواجز لحجز المياه والاستفادة منها خلال فترة الجفاف.

وطالب الجهات الرسمية القيام بدورها، وإعادة النظر بكميات هطول الأمطار بحيث يستفيد منها سكان المناطق الريفية وحفظ أراضيهم وممتلكاتهم.

وبحسب مجموعة الإيواء التي تضم المنظمات الأممية العاملة بالمجال الإغاثي باليمن؛ ارتفع عدد المتضررين من الأمطار الغزيرة والفيضانات التي هطلت باليمن منذ مارس (آذار)، حتى 24 يونيو (تموز) الماضيين، إلى أكثر من 300 ألف شخص.

كما لحقت أضرارا بأكثر من 44 ألف أسرة، عدد أفرادها 308 آلاف شخص بأكثر من 100 مديرية بـ 19 محافظة وفق أحدث البيانات.

تجريف

ويقول المزارع غانم عثمان( 60 عاما) إنه تعرض لخسائر فادحة وأضرارا كبيرة بالمساحات الزراعية الخاصة به بمنطقة جبلة التابعة لمحافظة إب جراء شدة هطول الأمطار والسيول منذ بداية الموسم أواخر أبريل/ نيسان من العام الجاري.

وأضاف عثمان خلال حديث لـ”منصة ريف اليمن”، “أن الأمطار تسببت بانهيار جدران الأراضي الزراعية وجرف التربة منها، ومن الصعب إعادة إصلاح ما دمرته بوقت قصير”.

  إقرأ أيضاً:  التغيرات المناخية تهدد مستقبل النحالين وإنتاج العسل في اليمن

وأوضح أن إعادة إصلاح الأضرار  تحتاج إلى أشهر كثيرة، وتكلف مبالغ مالية كبيرة، معظم الجدران تعرضت للسقوط أنا مثل غيري من المزارعين نعتمد على الزراعة ونعيش ظروف قاسية”.

ويضيف: “خلال السنوات الماضية لاحظنا ظواهر مختلفة بالمواسم الزراعية ففي العام الماضي حدث جفاف غير مسبوق تسبب بنقص المحصول إلى أدنى مستوى له، بينما هذا العام شهدنا هطول أمطار غزيرة هي الأعلى منذ سنوات”.

ووفق مركز صنعاء للدراسات يُصنف اليمن اليوم واحدًا من بين أكثر دول العالم عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ وينعكس ذلك على مختلف أنحاء البلاد. ما زاد الأمر سوءًا هو استمرار الحرب المندلعة منذ ما يقرب عقد من الزمن.

وبحسب المركز شهد اليمن خلال العقدين الماضيين تنامي الكوارث الطبيعية المرتبطة بالظواهر الجوية المتطرفة. كما تسبب النمو السكاني السريع، والتوسع الحضري العشوائي، والافتقار للقوانين البيئية إلى جانب تمركز الفئات السكانية الضعيفة بمناطق أكثر عرضة لمخاطر تغيّرات الطقس، بزيادة فرص وقوع النكبات الناجمة عن الكوارث الطبيعية.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مقالات مشابهة :