احتفى سكان ريف اليمن، بفوز المنتخب الوطني للناشئين على المنتخب السعودي والتتويج بلقب بطولة اتحاد غرب أسيا العاشرة للمرة الثانية في تاريخه.
وشهدت مختلف القرى والمناطق اليمنية الريفية، وكذا الحضرية، احتفالات وإطلاق ألعاب نارية وارتفعت فيها أصوات الزغاريد والأغاني الوطنية، حيث كان اليمنيون على موعد مع الفرحة التي رسمتها أقدام المنتخب، وتمكنت من إعادة الروح إلى قلوب الملايين.
في ريف السياني جنوبي محافظة إب، خرج خالد محمد (38 سنةً) مع أطفاله إلى سطح منزله بين البرد القارس للاحتفال بفوز المنتخب. أطلق خالد الألعاب النارية، وهتف مع أطفاله “بالروح بالدم نفديك يا يمن” على غرار ملايين اليمنيين الذين احتفلوا بالفوز بأسطح المنازل وشوارع المدن في مشهداٍ يعكس الانتماء للوطن، والبحث عن فرحة في خضم أحداث الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من ثماني سنوات.
يقول خالد ” منذ ساعات الصباح ونحن نستعد للاحتفال من خلال شراء الألعاب النارية وكأنه على يقين بالفوز”، وبعد انتهاء المباراة وفوز المنتخب الوطني خرج خالد مع أطفاله إلى سطح المنزل للابتهاج لافتاً إلى أن تلك اللحظات هي من أجمل لحظات حياته.
يصف خالد ابتهاج السكان بالقرية التي يعيش فيها مع أسرته بمنطقة السياني جنوب إب قائلاً لـ منصة ريف اليمن “استطيع القول بأن معظم المواطنين خرجوا مع أطفالهم للاحتفال بأسطح منزلهم وكانت هتافات الأطفال تُسمع إلى مسافات بعيدة ، وكانت الألعاب النارية تزين سماء القرية والقرى القريبة منها لم أرى مثل ذلك المشهد من قبل مطلقاً “.
تماماً مثل خالد عاش بسام قايد (20 سنةً) أجواء الفرحة مع الأصدقاء والجيران بقريته بريف محافظة إب بفوز المنتخب الوطني التي رسمت الفرحة والبسمة على وجوه المواطنين بمختلف المحافظات اليمنية “.
يقول بسام لـ “منصة ريف اليمن” أشعل الشباب بالقرية إطارات السيارات ابتهاجا وفرحا بالفوز خصوصاً وأن الإنسان اليمني كان بحاجة إلى أي فرحة للترفيه عن نفسه والهروب من ويلات الظروف المعيشية التي لحقت به منذ سنوات”
وعلى واقع احتفالات المواطنين بالأرياف اليمنية والمدن يعلق رئيس جمعية الإعلاميين الرياضيين اليمنيين الدكتور صالح حميد قائلاً “فوز منتخب الناشئين بالبطولة يمثل الفرحة الكبرى لكل اليمنيين التي ضاعت منهم طوال سنوات الحرب”.
وأضاف خلال حديث خاص لـ منصة ريف اليمن “المنتخب الوطني للناشئين وحد قلوب اليمنيين وأرسل رسالة الى السياسيين المتصارعين نحن بحاجة إلى الاستقرار والأمان وبناء السلام”.
شغف وحديث الناس
قبل انطلاق المباراة بدت الازقة بالأحياء السكنية بالكثير من القرى والمناطق الريفية خالية من السكان كلهم أمام شاشة التلفزة لمتابعة منتخب بلادهم ففي قرية محطب الواقعة بريف السياني جنوب محافظة إب (وسط اليمن)، كانت الازقة خالية من المواطنين وأصوات الشاشات عالية بمشاهدة المباراة حسبما تحدث لنا عبدالعزيز محمود وهو أحد سكان القرية.
يقول محمود لـ “منصة ريف اليمن” غالبية السكان بالقرية أطفال شباب نساء ورجال شاهدوا مباراة منتخبنا الوطني للناشئين وبعضهم عكف خلف الشاشة قبل انطلاق المباراة بساعات، وكانت حديث الناس بالمحلات التجارية وبالطرقات كما لو أنهم كانوا ينتظرون نهائي كأس العالم”.
أما عن نفسه فيقول” شاهدت المباراة بمجلس أحد الأصدقاء بالقرية وكان المجلس مكتظ بـ الحاضرين وأصوات التشجيع تعلو الحي نهتف كما لو أننا بمدرجات المعلب لم اعش مثل تلك اللحظات يوما بحياتي فوز المنتخب أسعد قلوبنا وأعاد الروح والشغف للحياة”.
لم يقتصر شغف اليمنيين بكرة القدم بالمناطق الريفية على الرجال فحسب إذ حبست ابتسام (20 سنةً) أنفاسها أثناء ركلات الترجيح التي ابتسمت للمنتخب الوطني بثلاثة أهداف مقابل هدفين”.
تقول ابتسام لـ “منصة ريف اليمن ” كان حديث زميلاتها بالمدرسة خلال الأيام الماضية كله عن منتخب الناشئين والمباراة النهائية، شاهدت المباراة بمنزلنا مع أفراد العائلة وبعد الفوز خرجنا جميعا إلى سطح المنزل للاحتفالات والفرحة وكانت أسطح المنازل تعج بالمواطنين كرة القدم وحدت قلوب اليمنيين”.
دعم الناشئين
يقول الدكتور صالح حميد بأن منتخب الناشئين حقق الفوز وهو كما يقال في عنق الزجاجة، فاز رغم شح الإمكانيات وغياب المعسكرات التدريبية، مثل بقية منتخبات الدول الأخرى المشاركة التي أقامت معسكرات تدريبية بعدة دول”.
ثم أضاف لـ” منصة ريف اليمن”،” مع الأسف الشديد باليمن لا توجد رعاية تامة للناشئين حيث يتعرضون للإهمال وعدم الاهتمام رغم أنه أولويات كرة القدم ان يتم الحفاظ على منتخب الناشئين ثم الشباب و المنتخب الأولمبي وصولاً إلى المنتخب الأول”، حسبما تحدث الدكتور حميد.
وتابع: “منتخب الناشئين يمثل رمز لنا يجب الاهتمام به ونحث اتحاد كرة القدم على الاهتمام بالكادر الوطني المدربين وغيرهم إذ يوجد العديد من الكوادر اليمنية التي تحتاج إلى التدريب خارج الوطن كي يتم تأهيلهم بشكل جيد.
” ما يميز المنتخب الوطني للناشئين بأنه يضم العديد من اللاعبين المتميزين من كل محافظات الجمهورية فهو يعتبر لُحمه وطنية واحدة، أكدت للعالم بأن المعاناة تخلق الإبداع لقد قدم منتخب الناشئين أداء رائع ينهي حميد حديثة مشددا على ضرورة الاهتمام بهم بمختلف المجالات التدريبية والمالية”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يحقق فيها المنتخب الوطني للناشئين اللقب، بعد سيناريو مماثل مع نظيره السعودي، حيث التقى الفريقان بالنسخة الثامنة التي أقيمت بالمملكة عام 2021، وحقق المنتخب الوطني لقب البطولة للمرة الأولى بتاريخ كرة القدم اليمنية.