مبيدات شجرة القات.. القاتل المتسلسل للنحل في اليمن

مُزارع بذمار فقد 137 خلية

مبيدات شجرة القات.. القاتل المتسلسل للنحل في اليمن

مُزارع بذمار فقد 137 خلية

بسبب السموم والمبيدات التي تستخدم بزراعة القات خسر النحّال محمد حيدر (45 عاماً) 137 خلية نحل في محمية عُتمة بمحافظة ذمار، والتي كانت أهم مصدر معيشي لأسرته، في ظل وضع إنساني متدهور جراء الحرب في اليمن.

وتتفاقم التهديدات على مراعي النحل اليمني في مناطق زراعة القات بسبب الاستخدام العشوائي والكثيف للمبيدات والأسمدة الضارة، بالإضافة إلا أنه يستولي على غالبية الأراضي الزراعية.

وتزداد معاناة النحالين في مناطق زراعة القات نتيجة توسع زراعته بشكل متزايد، حيث تموت مئات الخلايا سنوياً نتيجة استخدام المبيدات بكثرة. وفق ما تحدث نحالون.

وقال محمد لـ”منصة ريف اليمن”، “تسبب الرش المتكرر لنبته القات بالمبيدات الفتاكة بشكل عشوائي، بموت كل خلايا النحل التي املكها، وفقدت مصدر الدخل الذي اعتمد عليه بشكل كبير في توفير مقومات العيش الكريم لي ولأسرتي”.

وأضاف: “في منطقتنا يعتمد المزارعون على المبيدات المهربة عالية السمية، كما انهم يستخدمونها بشكل عشوائي دون وعي منهم وإدراك لخطورة ما يقومون به على الأرض والإنسان”.

يضيف محمد قبل أن يزحف القات على بلادنا كانت تربية النحل تمثل مصدر دخل لكثير من الناس وقد كان هناك أكثر من ٣٠ نحالا في هذه المنطقة والآن لن تجد سوى أربعة او خمسة أشخاص فقط.

شجرة القات.. أمراض وخسائر

ويختلف الضرر الناتج عن رش المبيدات باختلاف أوقات الرش، وفقا للمزارع محمد ناصر سريع (٥٥ عاما) – الذي يعتني بما تبقى لديه من خلايا النحل التي يملكها- يقول “عندما ترش المبيدات في الصباح الباكر يكون الضرر أكبر لأنه وقت انتشار النحل بين الحقول”.

ويوصي مزارعي نبته القات، عبر منصة “ريف اليمن”، “بتأجيل عملية رش المبيدات إلى أوقات المساء؛ لأن النحل يكون قد عاد إلى خلاياه، وتخفّ فعالية المبيد حتى صباح اليوم التالي”.

المزارع عبد الله مصلح (٤٢عاما) يقول “انه فقد أكثر من نصف ثروته من خلايا النحل، منذ بدء زراعة القات في المنطقة ويبذل كل ما بوسعه لحماية ما تبقى لديه من النحل”.

وأوضح لـ”منصة ريف اليمن”، “منذ قدوم القات والمبيدات تدهورت حالة النحل وازدادت سوء، وأصبحت أرى أمراض وعاهات لم تكن موجودة ولم الاحظها من قبل”.

في الفترة من عام 2015م حتى 2021م، تسبّبت ظاهرة رش المبيدات الزراعية بموت 105 آلاف خلية نحل في 6 محافظات، هي صنعاء وذمار والحديدة وحجّة وعمران وصعدة، وفق تأكيد هلال محمد الجشاري مدير إدارة وقاية النبات بوزارة الزراعة في حكومة صنعاء.

إلى جانب الاستخدام المكثف للمبيدات والأسمدة تضيف زراعة القات تحد آخر للنحالين وهي القضاء على الغلاف النباتي في المكان المجاور لشجرة القات لأن الأشجار القريبة تلحق الضرر بالقات حسب تأكيد المزارعين.

ويرى الباحث الزراعي في جامعة ذمار هشام السالمي “ان اقتلاع أشجار السدر وغيرها من النباتات لا يضر النحالين فقط بل يؤثر على الأمن الغذائي بشكل عام”.

وأضاف في حديث لـ “منصة ريف اليمن”، “يجب على الجهات المعنية التصدي لهذه المشكلة ووضع حد لانتشار زراعة القات ف محمية عتمة حتى لا تخرج عن طور المحميات الطبيعية”.

وأشار “يجب على الجهات المعنية تشجيع ودعم المزارعين في استخدام بدائل لزراعة القات بالإضافة لحملات التوعية وسن القوانين”.

رافد اقتصادي مهم

وتقول الأمم المتحدة إن العسل يؤدي «دورًا حيويًّا» في الاقتصاد اليمني، ذلك أن دخل 100 ألف أسرة يمنية، يعتمد اعتمادًا كُليًّا على صناعة العسل.

ويرى الخبراء أن العسل اليمني يعد من ضمن الأنواع بالعالم، ويعد عسل السدر من الأنواع الأكثر جوده، وذو قيمة عالية بخصائصه العلاجية.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الخبراء يَعُدُّون العسل اليمني من الأفضل في العالم، لكن “خسائر فادحة” لحقت بالإنتاج منذ اندلاع الحرب عام 2014، وفق ما جاء في تقرير لوكالة “فرانس برس”.

ووفق مدير إدارة النحل وإنتاج العسل المهندس نبيل العبسي “أن عدد المشتغلين حَـاليًّا بتربية النحل وإنتاج العسل يقدر بنحو (86) ألف نسمة تقريبًا بنسبة تصل إلى 6.6 % من إجمالي السكان المشتغلين بأنشطة الإنتاج الحيواني”.

ويشكل المشتغلون في عمليات الخدمات المتنوعة المساعدة لتربية النحل وإنتاج العسل أعداداً بسيطة من ذلك الرقم المشار إليه سابقًا كبائعي مستلزمات تربية النحل ورعايتها ومعدات استخلاص العسل وتصفيته وتعبئته وكذا في مجال تسويق العسل ومحال بيعه.

وخلال الأعوام 2009 – 2019م شكلت قيمة إنتاج العسل نحو 17.919 مليون ريال بنسبة 2.2% من قيمة الإنتاج الحيواني الذي سجل قيمة قدرها 825 مليون ريال، (الدولار 525 في صنعاء).

هذا الإنتاج يشكل نسبة قدرها 43.3% من قيمة الإنتاج الزراعي الإجمالي التي بلغت نحو 1.4 مليار ريال نسبتها من قيمة الناتج المحلي الإجمالي وصلت إلى نحو29% من إجمالي الناتج المحلي الذي بلغ نحو9.2 مليار ريال.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مقالات مشابهة :