ارتبط في أذهان البعض أن الدودة بشكل عام تلعب دوراً سلبياً سواء على الزراعة أو في التربة، لكن الأمر يبدو مختلفاً بالنسبة لـ”دودة الأرض”، التي تعيش تحت سطح التربة، وتلعب دوراً حيوياً في النظام البيئي، وتُعرف أحياناً بأنها “محراث الطبيعة” أو مهندسة “النظام البيئي” و”صديقة الفلاحين”.
وتقع دودة الأرض ضمن الكائنات غير الفقارية، تنتمي إلى فصيلة Lumbricidae، وتتميز بجسم أنبوبي طويل ومقسم إلى حلقات، تعيش هذه الديدان في التربة، حيث تكون عادةً في الظلام تحت سطحها.
يوجد عدد كبير من أنواع دودة الأرض، لكن دودة الأرض الحمراء (Wiggler Red) يقال إنها أفضل ديدان الأرض المتاحة والتي تتلاءم مع ظروف بلادنا، فهي الأكثر قابلية للتكيف، إذ يمكنها أن تتحمل مجموعة من الظروف البيئية والمتغيرات لأسباب عديدة، فهي سهلة الرعاية وتتكثر بسرعة وتتحمل درجات مرتفعة إلى حد ما.
في هذه المادة الإرشادية تلخص “ريف اليمن” دور دودة الأرض في التربة والنباتات وانواعها وكيفية حمايتها، بالإضافة إلى طريقة التشجيع على تواجدها في مزارعنا.
فوائد دودة الأرض:
- تحسين خصوبة التربة:
دودة الأرض تقوم بهضم المواد العضوية المتحللة في التربة، وتحويلها إلى سماد طبيعي يُعرف بـ “حبيبات الدودة” أو “worm castings”، هذه الحبيبات غنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، التي تعد ضرورية لنمو النباتات بشكل صحي وقوي. - تحسين بنية التربة:
تساعد دودة الأرض على خلق مسام وتجويفات في التربة بفضل حركتها المستمرة تحت السطح، وهذه التجويفات تسمح بتهوية التربة بشكل أفضل، مما يساعد الجذور والكائنات الحية الدقيقة مثل الفطريات والبكتيريا المفيدة على التنفس والنمو بشكل أكثر فعالية، وهذا بالطبع يعزز التنوع البيولوجي في التربة. - دلالة على التربة الصحية:
وجود دودة الأرض في التربة يعد مؤشراً جيداً على صحة الأرض. فإذا كانت ديدان الأرض موجودة في حديقتك أو مزرعتك، فهذا يعني أن التربة تحتوي على كائنات حية دقيقة مفيدة للنباتات، كما يدل على أنك لا تستخدم الأسمدة الكيميائية أو المبيدات الحشرية التي قد تضر بالتوازن البيئي في التربة. - تحسين امتصاص المياه:
حركة الدودة تساعد في تخلل المياه في التربة واحتفاظها بها، مما يساهم في تحسين امتصاص النباتات للمغذيات، ومن قدرتها على الاحتفاظ بالماء. - الاستدامة البيئية وتخفيف تغير المناخ:
تساهم الدودة في الاستدامة البيئية بتخزين الكربون في التربة، وتحويل النفايات العضوية إلى سماد دودي، وتنقية المياه من الملوثات عبر انفاقها، مما يساعد في التخفيف من تغير المناخ وتحسين جودة البيئة. - زيادة إنتاج المحاصيل عالية الجودة:
تساعد ديدان الأرض في زيادة إنتاج المحاصيل ذات الجودة العالية والآمنة صحيا وبيئيا، الخالية من الملوثات، مما يعيد مذاقها للطبيعة.
إرشادات ذات صلة
أنواع ديدان الأرض:
- دودة السطح: تعيش في الطبقة العلوية للتربة وتساعد في تحسين التهوية وجودة التربة.
- دودة الطبقة العلوية: تغذي نفسها بالمواد العضوية والتربة، وتعمل على تحسين امتصاص المياه.
- دودة الأعماق: تعيش في التربة العميقة، وتساهم في تهوية الطبقات العميقة وتحفيز نمو الجذور.
خصائص دودة الأرض:
- الجسم الأنبوبي: يتكون من حلقات مترابطة مما يمنحها مرونة في الحركة داخل التربة.
- الطبقة المخاطية: تغطي جسمها لتسهل انزلاقها في التربة.
- حركة الانقباض والانبساط: تتحرك عبر انقباض عضلاتها لتمرير نفسها في التربة.
- الاستشعار الضوئي: لا تمتلك عيونًا ولكنها تملك مستشعرات حساسة للضوء.
- التغذية على المواد العضوية: تتغذى على المواد النباتية والحيوانية المتحللة.
كيف نعزز وجود دودة الأرض في التربة؟
إذا لم تكن دودة الأرض موجودة في مزرعتك أو حديقتك، يمكنك تشجيع تواجدها من خلال إضافة بعض المخلفات العضوية أو الكومبوست إلى التربة، إذ تساعد هذه المواد على جذب ديدان الأرض، بالإضافة إلى تحسين جودة التربة بشكل عام.
الوقاية والحماية:
لحماية دودة الأرض والحفاظ على بيئاتها الطبيعية يمكن اتباع بعض الممارسات مثل:
- تقليل استخدام المبيدات الحشرية والمبيدات الكيميائية.
- تعزيز الزراعة العضوية التي تفضل وجود ديدان الأرض.
- المحافظة على رطوبة التربة ومنع جفافها.
ملاحظة: يمكن لديدان الأرض تجديد نفسها وتكوين حلقات جديدة إذا فقدت بعضها، وعند انفصال جسمها إلى جزئين يمكنها تجديد الجزء الذي يحتوي على الرأس لتصبح دودة كاملة من جديد.
سماد دودة الأرض:
هو سماد عضوي يتم إنتاجه من خلال عملية هضم ديدان الأرض للمواد العضوية المتحللة، مثل نفايات المنازل والحدائق، مخلفات المطابخ، أوراق الأشجار في المزارع والبساتين، مخلفات الورق والكرتون، بالإضافة إلى نفايات المدن والأسواق والمعامل، والأوراق والنباتات الميتة.
وتقوم الديدان بتحويل هذه المواد إلى فضلات غنية بالعناصر الغذائية المفيدة للنباتات، يُسمى هذا السماد بـ”الفيرمي كومبوست” (Vermicompost).
كيفية استخدام سماد الدودة بشكل صحيح:
- تهيئة التربة: يجب تحضير التربة جيدًا قبل إضافة سماد الدودة.
- دمج السماد في التربة: انثر السماد على سطح التربة وادمجه باستخدام المضارب أو المجرفة.
- التوزيع المنتظم: وزع السماد بشكل متساوٍ في المناطق المستهدفة.
من خلال ما سبق، وجدنا أن دودة الأرض تلعب دوراً لا غنى عنه في الزراعة، حيث تساهم في تحسين خصوبة التربة، وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء، وتحفيز نمو النباتات، لذلك، من الضروري تشجيع وجود ديدان الأرض في المزارع والحدائق لضمان إنتاج زراعي صحي ومستدام.
هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاد بشأن الزراعة أو الماشية، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
ومتابعتنا مواقع التواصل الاجتماعي التالية:-
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام