الضالع، محافظة يمنية تقع في الجزء الجنوبي من البلاد، تعد من المحافظات المستحدثة وصغيرة الحجم نسبياً سواء من حيث المساحة أو عدد السكان، وقبل أن تصبح الضالع محافظة مستقلة رسمياً قبل أكثر من 30 عاماً، كانت مديرياتها التسع موزعة إدارياً بين محافظات تعز، لحج، إب، البيضاء.
تاريخياً، شكلت مدينة الضالع مركزاً حيوياً لمرور القوافل التجارية بين عدن وصنعاء، حتى أعلن عنها محافظة رسمياً بعد الوحدة اليمنية في مايو 1990، وتتميز عن غيرها من محافظات البلاد بينابيع مدينة دمت الحارة الغنية بالمعادن (بركانية)، والتي تعد وجهة للعلاج الطبيعي لعدد كبير من سكان اليمن.
موقع محافظة الضالع
تتميز الضالع بموقعها الجغرافي حيث تتوسط أربع محافظات يمنية، تبعد عن العاصمة صنعاء نحو 245 كيلومتراً، وعن العاصمة الاقتصادية عدن حوالي 140 كيلو.
يحد الضالع من الجنوب أجزاء من محافظتي لحج وتعز، ومن الشرق أجزاء من محافظتي البيضاء ولحج ومن الغرب محافظة إب، ومن الشمال محافظة البيضاء.
المساحة
تبلغ مساحة محافظة الضالع حوالي4,099 كم، وتنقسم إلى تسع مديريات أكبرها “جبن” بمساحة 1186.00 كم، وأصغرها “جحاف” بمساحة 87.00كم، ومدينة الضالع هي المركز الرئيسي للمحافظة.
السكان
يبلغ عدد سكان الضالع نحو 470.564 نسمه وينمو السكان سنويا بمعدل3.55% وفق نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004.
المناخ
يتميز مناخ محافظة الضالع بالاعتدال في فصل الصيف والبرودة في فصل الشتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ ليلاً، وتتباين درجات الحرارة بين المناطق الجبلية وشبه الجبلية في المحافظة.
في المناطق الجبلية، مثل مديريات دمت، وقعطبة، وجبن، والشعيب، تتراوح درجات الحرارة شتاءً بين 3 و5 درجات مئوية، بينما ترتفع صيفاً لتصل إلى حوالي 25 درجة، أما في المناطق شبه الجبلية، فتتراوح درجات الحرارة شتاءً بين 10 و12 درجة، وتصل في الصيف إلى حوالي 32 درجة.
التضاريس
تتميز محافظة الضالع بتنوع تضاريسها الطبيعية، التي تشمل جبالاً وهضاباً وودياناً وسهولاً خصبة، تقع أراضي المحافظة على رأس وادٍ منبسط يمتد شمالاً، ويحتوي على عدة روافد رئيسية تسهم في ري الأراضي الزراعية المحيطة، مثل وادي معابر ووادي الغشة.
وتتضمن التضاريس في الضالع مجموعة من الجبال البارزة، ومن أبرزها جبل جحاف، الذي يرتفع نحو 7840 قدماً ويقع في الناحية الغربية لسهل مدينة الضالع، ويتميز جبل جحاف بتضاريسه المعقدة، حيث يتكون من هضبة متكسرة وأودية عميقة، مما يجعل المنطقة غنية بالموارد الطبيعية.
أيضًا، يوجد جبل المعفاري الذي يصل ارتفاعه إلى 6000 قدم، ويعرف بهضبة مربعة وقلة المياه، مما يؤثر على الأنشطة الزراعية في المنطقة، بينما يبلغ ارتفاع جبل حرير حوالي 7800 قدم، ويتميز بتربته الزراعية الخصبة التي تدعم زراعة المحاصيل المختلفة، بالإضافة إلى وجود أودية مائية هامة.
وتشمل التضاريس أيضاً جبل الضبيات الذي يمتد نحو عشرة أميال، ويشكل هضبة صخرية جرداء، بينما تحتوي الأراضي الشمالية على مدرجات زراعية خصبة، ويمتاز جبل الند، الذي يصل ارتفاعه إلى 7131 قدماً، بإطلالته على أودية خصبة، مما يجعله نقطة مهمة في نظام الري بالمنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز جبل الشاعري بتضاريسه المكونة من تلال وحواف مستقيمة، ويحتوي على أودية خصبة تدعم الزراعة. تتوزع أيضاً عدد من الوديان المهمة في المحافظة، مثل وادي عمامة ورحبان ووادي الظاهر، التي تسقي أراضي ناحية بلاد الشواف. كما يساهم وادي حبان ووادي اللسج في ري أراضي لحيس، بينما يعززان وادي الشعب ووادي حران الإنتاج الزراعي في المنطقة.
مما سبق نجد أن تضاريس محافظة الضالع تجمع بين الجبال الوعرة والسهول الخصبة، مما يجعلها بيئة ملائمة للزراعة واستغلال الموارد الطبيعية، ويدعم هذا التنوع في التضاريس الحياة الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين، ويعزز من قدرة المحافظة على الإنتاج الزراعي.
مواضيع ذات صلة
محافظة إب.. جنة اليمن الخضراء وسحر الطبيعة المتجددة
جبل الحُشاء الضالع: وجهة سياحية خلاّبة
الحرب وتغير المناخ يقلّصان الثروة الحيوانية في الضالع
الاقتصاد
تعتبر الزراعة النشاط الرئيسي لمعظم سكان محافظة الضالع، حيث تشكل المحاصيل الزراعية نحو 1.7% من إجمالي الإنتاج الزراعي في الجمهورية اليمنية.
ومن أبرز المحاصيل التي تزرع في المحافظة: البن، القات، والذرة. كما تشتهر الضالع بإنشاء السدود الواسعة في الأرياف، وتُستخدم المضخات بشكل خاص من قبل عدد من المزارعين.
وتتميز أراضي الضالع أيضاً بوجود معادن متنوعة، أبرزها معدن التلك، الذي يُستخدم في صناعة الورق، الطلاء، ومستحضرات التجميل، بالإضافة إلى المبيدات الحشرية، ويمارس بعض السكان أيضاً صناعة الزينة ومساحيق التجميل.
وإلى جانب الزراعة، تُعد الرعي وتربية الحيوانات من الأنشطة المهمة في المحافظة، حيث تنتشر تربية النحل والطيور ومزارع الدواجن في العديد من المديريات.
المعالم الأثرية والسياحية
تشتهر محافظة الضالع بتنوع معالمها الأثرية والتاريخية التي تعكس تاريخها العريق وثقافتها الغنية، وتبرز منطقتا دمت وجبن كأهم هذه المعالم، حيث تُعد دمت وجهة سياحية مميزة بفضل حماماتها الحارة ذات الخصائص العلاجية التي يقصدها الزوار من مختلف الأماكن للاستشفاء والاسترخاء.
والى جانب ذلك تضم دمت قلعة تاريخية وسد عامر بن عبد الوهاب، اللذين يجسدان أهمية المنطقة من الناحية العسكرية والهندسية عبر العصور.
وفي الضالع أيضا تشتهر مدينة جبن بمعالمها التاريخية العريقة، وعلى رأسها المدينة الأثرية ومدرسة المنصورية التي شيدها الطاهريون، وكانت مركزاً علمياً مهماً في العصور الإسلامية لتدريس العلوم الدينية والأدبية، ما يعكس الدور الثقافي الذي لعبته جبن كمركز علمي وتجاري.
تجمع دمت وجبن بين الطبيعة الخلابة والتراث الغني، ما يجعلهما وجهتين بارزتين في لسكان المحافظات اليمنية بشكل عام والضالع خصوصا حيث تُقدمان للزوار مزيجاً فريداً من التاريخ والثقافة والاستجمام الطبيعي.
بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ جبل الحُشاء واحداً من أهم الأماكن السياحية في محافظة الضالع، حيث يقصده الزائرون من مختلف أنحاء المحافظة ومحافظات يمنية أخرى، خاصةً في موسم هطول الأمطار، ويقع الجبل في الجنوب الغربي للمحافظة، بارتفاع يصل إلى 2000 متر عن سطح البحر، مما يمنحه مناظر طبيعية خلابة تشمل المرتفعات الجبلية والأودية الواسعة والشلالات المتدفقة.
ويمتاز جبل الحُشاء بموقعه الاستراتيجي الذي يربط بين أربع محافظات يمنية: تعز، إب، الضالع، ولحج. كما يضم الجبل تراثاً معمارياً قديماً، مما يجعله متنفسًا للزائرين الذين يقصدونه للترفيه والاستجمام بتكاليف معقولة، رغم وعورة الطرق وغياب بعض الخدمات الأساسية.
لمحة عن الوضع الحالي
عقب اندلاع الحرب في اليمن شهدت محافظة الضالع معارك عسكرية بين الأطراف المتنازعة في اليمن، وانعكست سلباً على مختلف مجالات الحياة وفاقمت معاناة السكان خاصةً مع إغلاق العديد من الطرق الرئيسية.
بالإضافة إلى ذلك لم تكن المحافظة بعيدة عن التغيرات المناخية فخلال السنوات الماضية تعرضت الثروة الحيوانية بمحافظة الضالع للانقراض بسبب تذبذب هطول الأمطار، وجفاف السدود والحواجز، المائية.
مصدر المعلومات: ريف اليمن + المركز الوطني للمعلومات