يكابد سكان ريف اليمن، الأمراض الموسمية المرتبطة بفصل الشتاء، وخاصة سكان المناطق الجبلية، بالتزامن مع موجات برد وصقيع غير مسبوقة.
ويشكو سكان القرى والمناطق الجبلية من انتشار الأمراض الشتوية مثل الانفلونزا والحمى، والالتهاب الرئوي، وغيرها، في ظل افتقارهم لأدنى مقومات الحياة وبالكاد يتمكنون من تأمين أبسط الاحتياجات.
يقول المواطن نور الدين غانم (40 عاما)،:” تعرضت لنزلة برد، وأصبت بالتهابات الحلق مصحوبة بحُمى شديدة جعلتني طريح الفراش لنحو أسبوع كامل، ولم أتمكن من زيارة المستشفى بسبب طول المسافة والكلفة المالية.
وأوضح غانم لـ” منصة ريف اليمن“، “أنه يستيقظ باكرا ويقطع مسافات طويلة للوصول إلى عمله، وبسبب ذلك يتعرض لموجات البرد، مما أصابه بالمرض”، لافتا إلى ان أسرته أصيبت كذلك وعدد من جيرانه نتيجة لموجة الصقيع التي تضرب المرتفعات”.
وسبق أن حذر المركز الوطني للأرصاد كبار السن والأطفال والمرضى والعاملين أثناء الساعات المتأخرة من الليل والصباح الباكر والمسافرين في العديد من المحافظات بأخذ الاحتياطات اللازمة من آثار الطقس البارد وشديد البرودة.
المواطن سعيد مهيوب هو الآخر قال إنه أصيب بحمى شديدة استمرت لنحو 10 أيام، ظل خلالها طريح الفراش دون الحصول على رعاية صحية، كونه غير قادر على شراء الأدوية حتى تماثل للشفاء بعد معاناة مضاعفة، على غرار العديد من المرضى في الأرياف اليمنية.
ويقول سعيد الذي يعمل بالأجر اليومي: “بسبب المرض عشت أوضاعاً قاسية، ولم أستطع العمل، ودخلت أسرتي بمعاناة مضاعفة، ولم تتمكن من توفير متطلبات الحياة اليومية “.
ويضيف لـ منصة ريف اليمن“:” بعد تماثلي للشفاء تعرض أفراد الأسرة جميعهم للإصابة بالأمراض الموسمية نتيجة غياب الإجراءات الوقائية اللازمة، وبفعل تدهور الأوضاع المعيشية كنا نكتفي بشراء بعض المسكنات فقط”.
إنتشار الأمراض
وبحسب الدكتور نشوان الحسامي تعود أسباب معظم أمراض الشتاء إلى انخفاض درجات الحرارة والرطوبة إذ تؤدي الحرارة والرطوبة المنخفضة إلى جفاف الأغشية المخاطية، مما يجعلها أكثر خصوبة لتكاثر البكتيريا والفيروسات وحدوث الأمراض.
كما تعود إلى فيروسات تتسبب في حدوث الزكام ونزلات البرد التي تسبب التهابات في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي مثل البلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية، لافتا إلى أن هذه الأمراض تنتقل مباشرة من الشخص المريض إلى السليم من خلال استنشاق الشخص السليم للرذاذ المتطاير والمحمل بالميكروبات من فم المريض عند السعال والعطاس أو الكلام والضحك.
وقال الحسامي خلال حديثه مع “منصة ريف اليمن” “من الأسباب أيضا الاختلاط بالأماكن المغلقة، وعدم وجود تهوية جيدة، مما يزيد من فرصة انتقال العدوى بين الأشخاص بالإضافة إلى نقص فيتامين “د” الذي يلعب دورًا مهمًا في تعزيز جهاز المناعة، وغالبًا ما يكون نقص فيتامين “د” أكثر شيوعًا خلال الشتاء بسبب عدم التعرض لأشعة الشمس”.
وينصح الدكتور الحسامي المواطنين بالتدفئة الشخصية الجيدة خلال الليل للوقاية من الأمراض الموسمية، بالإضافة إلى عدم التعرض للرياح، وتجنب الخروج المفاجئ من مكان حار إلى آخر بارد إلا باستخدام ملابس شتوية ثقيلة.
بالإضافة إلى أخذ لقاح الإنفلونزا، وغسل اليدين باستمرار، وتجنب لمس العين والأنف، والفم، والحصول على قسط كاف من النوم، تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات، شرب كميات كبيرة من المياه، البقاء بالمنزل حال الشعور بالمرض، للمساعدة على منع انتشار العدوى للآخرين.
مشددا على ضرورة تجنب الجلوس في الأماكن المغلقة مع المصابين، والعمل على ممارسة الرياضة بانتظام لأن الرياضة تساعد على تقوية جهاز المناعة”.