الحُطيب هي قرية جبلية تاريخية تابعة لمديرية مناخة في محافظة صنعاء، تقع ضمن منطقة حراز الأثرية، و تشتهر القرية بارتفاعها الشاهق، حيث تتربع على سفح جبل عالٍ، فهي غالباً ما تبدو وكأنها تعانق السحاب أو تطفو فوقها.
على الرغم من أن القرية مبنية على ارتفاع شديد، إلا أن مناخها يتسم بالدفء والاعتدال، مما يجعلها وجهة جاذبة للسياح والزائرين من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى أنها تشتهر بزراعة البن ذي الجودة العالية.
كما أن قرية الحطيب في حراز، تحمل أهمية دينية وتاريخية كبيرة، حيث تضم معالم بارزة مثل مزار الداعي حاتم بن إبراهيم الحامدي ومسجد منصور اليمن وغيرها من المعالم الأثرية والتاريخية.
مواضيع مقترحة
-
زراعة البُن: أمل اليمنيين في أعالي الجبال
-
محافظة صنعاء.. بلاد العنب واللوز والزبيب
-
السياحة الريفية في صنعاء: رحلة عبر التاريخ والطبيعة
الموقع ونبذة تأريخية
تقع قرية الحطيب في الجزء الشرقي من منطقة حراز ، وتتبع إداريًا مديرية مناخة بمحافظة صنعاء. تتميز الحُطَيْب بكونها قرية جبلية تتكون من تجمعات قروية عديدة.، يحيط بهذه القرى أسوار عالية تمنحها مظهرًا حصينًا يشبه القلاع القديمة.
وتتوسط قرية الحطيب بين محافظتي صنعاء والحديدة، وتبعد عن العاصمة مسافة 90 كيلو متراً، ويبلغ عدد سكانها 440 نسمة، وقد تم بناؤها من الحجر الرملي الأحمر، وتشتهر بموقعها الشاهق الذي غالبًا ما يجعلها تبدو وكأنها تطفو فوق السحاب، مما يضفي عليها جمالًا طبيعيًا استثنائيًا.
تتمتع منطقة حراز الجبلية، التي تتبعها قرية الحطيب، بأهمية استراتيجية قديمة تعود إلى فترة المملكة الحميرية، وهي مملكة يمنية من عصور ما قبل الإسلام.
يعود ذلك إلى موقعها الجغرافي الحيوي الذي يتوسط الطريق التجاري بين سهل تهامة الساحلي على البحر الأحمر، ويمتد شمالًا إلى الشام وإقليم الحجاز “مكة وجازان” وصولاً إلى صنعاء الأمر الذي جعل من جبل حراز نقطة توقف محورية للقوافل التجارية عبر العصور القديمة.
تشير الروايات التاريخية إلى أن الحطيب، كانت مركزًا لعائلة آل الصليحي، حيث بنيت في القرن الحادي عشر الميلادي لتكون حصنًا منيعًا يحميها من أي غزو محتمل. سكنها أتباع طائفة البُهرة الإسماعيلية، ويوجد بها مزار الداعي محمد برهان الدين الزعيم الروحي للطائفة، الذي يتوافد على القرية سنويًا آلاف من أتباعه لزيارة ضريحه.
قرية تعانق السحاب
للوهلة الأولى تبدوا قرية الحطيب كما لو أنها فوق السحاب بسبب ارتفاعها الشاهق إذ يمكن من خلالها مشاهدة أروع المناظر الطبيعية الجذابة والساحرة وهو ما جعلها قبلة للزائرين من دخل وخارج اليمن.
ويتداول الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بأن قرية الحطيب تقع فوق السحاب وبالتالي لا تهطل عليها الأمطار وهي وهي معلومات مغلوطة وغير صحيحة وفق ما يروي سكان القرية فهي تشهد أمطار غزيرة بشكل سنويا.
لأن قرية الحطيب في حراز، تقع في سفح جبل مرتفع جداً يحدث فيها ضباب كثيف فيظهر وكأنه تحت القرية.
الطراز المعماري
يتميز البناء في قرية الحطيب بطراز معماري قديم فريد، ولكنه ينجح في الجمع بين الأصالة الأثرية والتطور العمراني، وعلى الرغم من طبيعتها الجبلية وتاريخها العريق.
ويتميز تصميم قرية الحطيب بكونه مرسومًا كقلعة محصنة؛ فمنازلها وجدرانها القوية ملتصقة بصخور جبال حراز، مما يجعلها مندمجة بشكل فريد مع المناظر الطبيعية المحيطة من صخور وحقول زراعية واسعة.
وتضم قرية الحطيب بنية تحتية ومرافق خدمية حديثة تشمل: مرافق دينية وخدمية: أكثر من خمسة مساجد، بالإضافة إلى مستشفى بالإضافة مرافق سياحية وإسكان عدة فنادق ومطاعم سياحية، ومبانٍ مخصصة للشقق المفروشة لاستقبال الزوار.
أضيفت قرية الحطيب في حراز عام 2002 إلى قائمة “اليونسكو” للتراث العالمي، في الفئة المختلطة بين “الثقافية” و “الطبيعية” كموقع له قيمة عالمية استثنائية.

