في جبال ريمة الشاهقة والوعرة شمال غرب اليمن، تتحول مهنة رعي الأغنام إلى خطر يومي على النساء، إذ تضطر العاملات فيها للتنقل بين منحدرات حادة وطرق ضيقة دون أي وسائل حماية، ما يهدد حياتهن باستمرار.
في حديث لمنصة ريف اليمن تقول أم عاصم: “أقضي أكثر من سبع ساعات يومياً في رعي الأغنام، وقبل عامين سقطت من مرتفع شاهق وأصبت بجروح خطيرة”، فيما تؤكد أم ذكرى أنها: “ذهبت ابنتي لجلب العلف والماء للماعز وسقطت من سفوح الجبل حتى الوادي، ولم نتمكن من إسعافها؛ أقرب مركز صحي يبعد حوالي ثلاث ساعات”.

وحسب ما ذكره وليد الجباري، نائب مدير مكتب الصحة في ريمة لـ”ريف اليمن” فإن السقوط أثناء الرعي يُعد من أبرز أسباب الوفاة بين النساء في المنطقة، مشيراً إلى أنه خلال العامين الماضيين، سجّلت السلطات 14 حالة وفاة و40 إصابة بجروح متفاوتة.
ويقول الجباري إن “الكثير من هذه الحالات لا تصل إلى المستشفيات بسبب الوفاة الفورية أو بعد المسافة عن المرافق الصحية”.

وفيما يخص الوضع النفسي والاجتماعي، تقول إلهام السامدي، إخصائية علم النفس والاجتماع، إن النساء يعشن حالة خوف دائم أثناء التنقل في الجبال الوعرة، خاصة في ظل الصعوبات المتعلقة بتقديم الإسعافات الفورية للضحايا في القرى النائية.
وتضيف السامدي في حديثها لـ”ريف اليمن” أن “الخوف من السقوط يرافق النساء يومياً أثناء الرعي وأداء أعمالهن الزراعية”، مؤكدة أن “تكرار الحوادث في ريمة يبرز الحاجة الماسة إلى تدخل عاجل”.

