تتميز جزيرة سقطرى بتنوع نباتي فريد، وهي من أهم أربع جزر في العالم من حيث التنوع الحيوي النباتي، إذ تعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة، حيث صنفتها صحيفة النيويورك تايمز أجمل جزيرة في العالم عام 2010. ويوجد فيها نباتات لاتوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض.
وتعد جزيرة سقطرى من أكبر الجزر اليمنية، تم الإعلان عنها رسميا كمحمية طبيعية في عام 2000، وفي عام 2008 أدرجت منظمة اليونسكو الجزيرة ضمن قائمة مواقع التراث الطبيعي العالمي، وكانت سقطرى تعتبر جزءا من محافظة عدن، قبل أن تضمّ إلى محافظة حضرموت في عام 2004، بسبب قربها منها مقارنة بمحافظة عدن، وفي عام 2013 أصبحت محافظة مستقلة، وأُطلق عليها اسم محافظة سقطرى.
الموقع والسكان
تقع جزيرة سقطرى في الجهة الجنوبية للجمهورية اليمنية، تحديداً قبالة مدينة المكلا شرق خليج عدن، وتبعد عن رأس فرتك بمحافظة المهرة وهي أقرب نقطة في الساحل اليمني حوالي 300ميل وتبعـد عـن محافـظـة عدن بحوالي 553 ميلاً.
تبلغ مساحة الجزيرة 3650كم2، وشكل الجزيرة ينتمي للشكل المستطيل والمجزأ معاً، يتبع جزيرة سقطرى عدد من الجزر الصغيرة تقع في الجانب الغربي منها وهي، عبد الكوري، سمحة، درسة، كراعيل، فرعون، صيال.
يبلغ عدد سكان جزيرة سقطرى حوالي (44120 نسمة) بحسب التعداد السكاني 2004، وتنسم إلى مديريتين حديبو هي مركز المحافظة، ويبلغ عدد سكاها 34011 نسمة، وقلنسية وعبد الكوري ويبلغ عدد سكانها 10109 نسمة، وفق المركز الوطني للمعلومات. وتُشير بعض الإحصاءات إلى أن عدد سكانها وصل الآن إلى 150 ألف نسمة.
الموقع الاستراتيجي: تتميز بموقع إستراتيجي في عمق كونها تقع في الممر الدولي البحري الذي يربط بين دول المحيط الهندي بالعالم.
الموقع الفلكي: تقع جزيرة سقطرى بين خطي طول 53-19 و54-33 شرق خط جرينتش الدولي وبين دوائر العرض 128- 42/12 شمال خط الاستواء.
وبذلك فإن الموقع الفلكي يشير إلى اقترابها من خط الاستواء الأمر الذي يجعل من مناخها يتسم بالمدارية عموماً. وقد أتاح هذا الموقع خصوصية السمات المناخية للجزيرة مما جعلها تتمتع بتنوع في الغطاء النباتي.
مواضيع ذات صلة
أرخبيل سقطرى: الجوهرة الطبيعة وثروة اليمن الخفية
مدينة شبام.. أقدم ناطحات سحاب في العالم
محمية شرمة جثمون في حضرموت
التضاريس والمناخ
تتوزع تضاريس الجزيرة بين جبال وسهول وهضاب وأودية وخلجان إذ تتوزع في جهات متفرقة من سطح الهضبة الوسطى ، وأهمها سلسلة جبال حجهر ، وأعلى قمة فيها يبلغ ارتفاعها 1500 مترات، وتمتد هذه السلسلة الجبلية من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي لمسافة (24 كم) تقريباً.
أما الهضاب فهي الهضبة الوسطى والتي تشغل معظم مساحة الجزيرة وتطل على السهول الساحلية بشكل متدرج في الانخفاض ويقسمها وادي دي عزرو إلى قسمين رئيسين هما الهضبة الشرقية والهضبة الغربية
وتنقسم السهول جزيرة سقطرى إلى قسمين هما: السهول الساحلية الشمالية، والسهول الساحلية الجنوبية، كما تضم الجزيرة عدد كبير من الأودية.
وهي الوديان التي تصب شمال الجزيرة في البحر الواقعة إلى الشرق من مدينة حديبو، ومن أبرز تلك الوديان وادي دانجهن ووادي حشرة.
وديان تصب في الشمال الغربي الواقعة إلى الشمال مثل: وادي دوعهر، ووادي عامدهن، ووادي جعلعل بالإضافة إلى وديان الجنوب مثل وادي ستريو، ووادي تريفرز.
أما المناخ فيسود مناخ جزيرة سقطرى مناخ بحري حار، إذ تتراوح درجة درجات الحرارة العظمى بين (26ْ-29ْ) والصغرى بين الصغرى بين (19ْ – 23ْ) ومناخ الجزيرة مداري ذو الصيف الطويل الحار بينما الشتاء دافئ وقصير وممطر في نفس الوقت.
إقتصاد جزيرة سقطرى
تتميز جزيرة سقطرى بتنوع مواردها الاقتصادية إذ تعد من المناطق المهمة لصيد الأسماك، وزراعة النخيل، والثروة الحيوانية إذ يمارس السكان على نطاق واسع لمهنة الرعي في الجبال والهضاب.
ومن المقومات الاقتصادية في جزيرة الحرف اليدوية مثل غزل ونسيج الشمال الصوفية وهناك ثلاث أنواع من الشمال وهي محلي من الماعز والضان كما تنفرد الجزيرة بوجود نوعين من الفخاريات بحكم التراب الموجود فيها فالنوع الأول يصنع من تربة قانية حمراء والنوع الثاني يصنع من تربة الين بيضاء وتعرض في أسواق سقطرى وأغلب السواح والزوار يقتني من هذه الفخاريات.
النجارة وصناعة السفن إذ لا تزال هذه الحرفة منتشرة في السهول الساحلية والقيعان كصناعة الأبواب والنوافذ والصناديق الخشبية ومغالق الأبواب و صناعة القوارب وهواري الصيد الصغيرة والمتوسطة ومجاديف القوارب، وتعد جزيرة سقطرى من أغنى المناطق البحرية لوفرة الأشجار البحرية وتنوعها وفوائدها الطبية لهذه الصناعات الخشبية والنجارة.
الصناعات الجلدية في جزيرة سقطرى متينة ومتقنة خصوصاً جلديات البقر ، ولا تزال الوحفة وهي المفرشة يكثر استخدامها في البوادي السقطرية وهي مفرشة خاصة مصنوعة من جلد البقر مزينة بالألوان الطبيعية البنية والسوداء والبيضاء وهي مطلوبة لدى الزور والسواح.
المقومات السياحية
تعتبر جزيرة سقطرى من أهم المناطق السياحية في اليمن، ومن أهم المقومات السياحية فيها الغطاء النباتي، والطيور والأحياء البحرية، والكهوف والمغارات، والشواطئ بالإضافة إلى الشلالات.
- الشـواطئ
تمتد شواطئ الجزيرة مسافة (300 ميل) ولها خصائص فريدة من حيث كثبان رمالها البيضاء النقية حيث تبدو للزائر كأنها أكوام من محصول القطن ومعظمها مظللة بأشجار النخيل.
تطل على مياه البحر الخالي من عوامل التلوث حيث تشاهد أنواع الأسماك تسبح فيها، وجميعها مواقع مثلى للاستجمام والغوص، في حالة توفرت خدمات البنية الأساسية في الجزيرة وتهيئة تلك الشواطئ بالخدمات السياحية.
كما تحتوي مياه الشواطئ على أحياء مائية عديدة ونادرة منها السلاحف المتنوعة الأشكال مثل السلاحف الخضراء الكبيرة الحجم. بالإضافة إلى الشعب المرجانية واللؤلؤ الذي اشتهرت به جزيرة سقطرى منذ العصور التاريخية القديمة.
- الغطاء النباتي
تتميز جزيرة سقطرى بتنوع نباتي فريد إذ يصل عدد الأنواع النباتية فيها إلى نحو 900 نوعاً منها 300 مستوطن ويوجد فيها نحو 300 نوع من الأحياء الفطرية التي تتخذ من الجزيرة المكان الوحيد للعيش في العالم.
وسُجل في جزيرة سقطرى حوالي 850 نوعاً من النباتات منها حوالي 270 نوعاً مستوطنة لا توجد في أي مكان آخر من العالم ومن بين الأنواع الهامة والقيمة شجرة دم الأخوين.
وتضم الجزيرة نباتات يستفاد منها في الطب الشعبي وعلاج الكثير من الأمراض ، ومن هذه النباتات أشجار الصبر السقطري وأشجار اللبان والمر ودم الأخوين بالإضافة إلى نباتات طبية أخرى شائعة الاستعمال في الجزيرة مثل الجراز والأيفوربيا وغيرها.
- الطيور والأحياء البحرية
توجد في جزيرة سقطرى العديد من الطيور والتي تشكل أحد معالم بيئة التنوع الطبيعة و تضم نحو 190 نوع من الطيور وتحتوي على أحياء مائية عديدة كالسلاحف والشعب المرجانية و اللؤلؤ الذي تشتهر به الجزيرة.
كما يوجد جزيرة سقطرى نحو 30 نوع من الطيور تتكاثر و تحتوي الجزيرة على نسبة عالية من الطيور المستوطنة.
- الشلالات
يوجد في جزيرة سقطرى عدد من شلالات المياه الغزيرة تنتشر في مواقع مختلفة أهمها شلالات “دنجهن” في حديبو حيث يبعد عن المركز بمسافة (6 كم) فقط، وكذلك شلالات حالة، ومومي، وقعره وعيهفت ومعظم تلك الشلالات تنبع من أعالي الجبال على مدار العام.
تأريخ سقطرى
عرفت جزيرة سقطرى منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد أحد المراكز المهمة لإنتاج السلع المقدسة التي كانت تستخدم في الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة آنذاك أرض مباركة من الآلهة، لذا كان لها حضور في كتب الرحالة والجغرافيين القدماء.
بالنظر إلى موقعها الجغرافي، فقد تعاقبت على سقطرى حضارات مختلفة، كما شكلت هدفا للحملات الاستعمارية، منذ العهد الروماني إلى الاستعمار الحديث مع جيوش البرتغال وبريطانيا.
وتقول بعض المعطيات العلمية أن تشكّل جزيرة سقطرى إلى نحو 20 مليون عام، حين انفصلت عن قارة “غوندوانا” الكبرى التي يعتقد أنها كانت تضم الشطر الجنوبي من اليابسة، قبل تشكل القارات على شكلها الحالي.
وبينما تقول مصادر أخرى إن الجزيرة انفصلت عن القارة الافريقية قبل نحو ستة ملايين سنة؛ قال علماء آثار روس سنة 2008، إن دلائل علمية أكدت وجود آثار تدل على وجود بشري في الجزيرة يعود إلى 1.7 مليون سنة.
بعض التنقيبات الأثرية الأكثر وثوقا قالت إن الحياة البرية في الجزيرة تعود إلى نحو ألف عام قبل الميلاد، وحسب كتاب لسان العرب للهمداني، فإن أصول سكان سقطرى تعود إلى مهرة بن حيدان وقبائل حِمْيَرية، وبعض العشائر يعود أصلها إلى حضرموت وسلطنة عمان.
لمحة عن الوضع الحالي
إلى جانب غياب البنية التحتية للسياحة، خلال السنوات الماضية تعرضت جزيرة سقطرى لعمليات الاتجار غير المشروع في الأنواع المتوطنة فيها، والصيد الجائر والنفايات بالإضافة إلى الاستثمارات الإنشائية والتوسع العمراني غير المنظم، وعمليات الصيد المكثفة، الأمر الذي يشكل خطراً على النظام البيئي للجزيرة.
ورغم بقائها آمنة وبعيدة عن الاضطرابات بفضل موقعها الجغرافي، الإ انها شهدت مواجهات عسكرية وحرب نفوذ وسيطرة ومنذ يونيو/ حزيران 2020 دارت معارك فيها انتهت بالسيطرة من قبل عناصر مدعومين من الإمارات وتشهد العديد من الرحلات للسياح الأجانب القادمين من الإمارات.
منذ أصبحت تحت السيطرة الإماراتية، لم يعد السفر إلى سقطرى أمرا سهلا لليمنييّن، وتسير رحلة طيران واحدة أسبوعية من قبل طيران اليمنية (الناقل الوطني) ويمكن التوجّه أيضا إلى الجزيرة بحرا انطلاقا من حضرموت والمهرة، لكن وحدهم سكّان الجزيرة يُسمَح لهم باستخدام هذه الوسيلة.
من ناحية أخرى، تنطلق رحلتان في الأسبوع وأحيانا أكثر من مطار أبو ظبي إلى الجزيرة، وهذا ما يجعل الوصول إلى سقطرى عبر الإمارات العربية المتحدة أسهل من الوصول إليها من مطارات الداخل اليمني.
