اليمن.. تضاريس ومناخ متنوع جنوب الجزيرة العربية

اليمن.. تضاريس ومناخ متنوع جنوب الجزيرة العربية

اليمن هي دولة عربية، لها عمق تأريخي زاخر، وهي موطن لحضارات عريقة، تركت تراثاً ثقافياً وآثار مازالت باقية، وتتميز بموقع إستراتيجي يتوسط قارتي أفريقيا وآسيا، وكانت مسرحاً لصراعات تأريخية نتيحة لذلك.

برزت اسم اليمن خلال العقود الماضية، بلاد تعاني من الصراعات والحروب، لكن لا يعرف الكثيرين المعلومات الدقيقة عنها، بعيداً عن السياسية والحرب وحالة الصراع، حيث هناك جانب آخر من اليمن متنوع وحيوي في التضاريس والطبيعة، هناك 70 بالمئة من السكان يعيشون في الريف، وتزخر بتنوع ثقافي واجتماعي.

مر على اليمن خلال قرون صراعات وحروب لكنها بقيت كماهي، فقد مر جميع المتحاربون وبقيت البلاد بهويتها الثقافية غير قابلة للاندثار كما حدث مع كثير من الحضارات والأمم عبر التأريخ. وتحظى بموقع استراتيجي حيوي وطبيعة تضاريسه مميزة، جعلت منه محل أطماع، نورد هنا معلومات عن التضاريس والمناخ في اليمن.

المعلومات الأساسية والموقع

الاسم الرسمي: الجمهورية اليمنية (اليمن).
العاصمة: صنعاء.
العملة: الريال.
الدين: الإسلام.
اللغة: العربية.
تقع جنوب شبه الجزيرة العربية في الجنوب الغربي من قارة آسيا. يحدها من الشمال المملكة العربية السعودية، ومن الجنوب البحر العربي وخليج عدن، ومن الشرق سلطنة عمان، ومن الغرب البحر الأحمر.

اليمن
فتاة يمنية ترفع العلم الوطني في إحدى جبال تعز حنوب غرب اليمن (فيسبوك/ وهيب شرف)

المساحة السكان والمحافظات

مساحة اليمن 555 ألفا كيلومترا مربعا، ووصل عدد السكان إلى 31 مليونا و888 ألفا نسمة، حسب إحصائيات عام 2022، منهم 68,13% في الريف، بحسب جهاز المركزي للإحصاء. وهذه الأرقام تقديرية، وجرى آخر تعداد سكاني في العام 2004.

وفق التقسيم الإداري 22 محافظة تقسّم المحافظات إلى 333 مديرية، يتفرّع عنها 2200عزلة وحي، فضلاً عن36986 قرية، نورد هنا أسماء المحافظات بالترتيب وفق الكثافة السكانية: أمانة العاصمة، الحديدة، تعز، إب، حجة، ذمار، حضرموت، صعدة، صنعاء، عمران، لحج، عدن، الضالع، البيضاء، المحويت، شبوة، الجوف، ريمة، أبين، مأرب، المهرة، سقطرى.

التضاريس في اليمن

تتميز اليمن بالتنوع الجيولوجي وفيه أقاليم تضاريس مختلفة، مثل تضاريس الجبال والهضاب، والسهول الساحلية والصحراوية، والجزر اليمنية، وهو الذي أدى إلى تنوع أقاليم المناخ في مختلف الأقاليم التضاريس. التي توزع في خمسة أقاليم كالتالي:

1. السهل الساحلي

ويمتد بشكل متقطع على طول السواحل اليمنية حيث تقطعه الجبال والهضاب، التي تصل مباشرة إلى مياه البحر في أكثر من مكان، ويشمل: سهل تهامة، سهل تبن، أبين، سهل ميفعة أحور، السهل الساحلي الشرقي ويقع ضمن محافظة المهرة.

ويتميز هذ الإقليم بمناخ حار طول السنة مع أمطار قليلة تتراوح بين50-100 ملم سنوياً إلا أنه يعتبر إقليمًا زراعياً هاماً، وخاصة سهل تهامة وذلك ناشئ عن كثرة الأودية التي تخترق هذا الإقليم وتصب فيها السيول الناشئة عن سقوط الأمطار على المرتفعات الجبلية.

2. المرتفعات الجبلية

يمتد هذا الإقليم من أقصى حدود اليمن شمالاً وحتى أقصى الجنوب، وقد تعرض هذا الإقليم لحركات تكتونية نجم عنها انكسارات رئيسية وثانوية بعضها يوازي البحر الأحمر والآخر يوازي خليج عدن، ونجم عنها هضاب قافزة حصرت بينها أحواضاً جبلية تسمى قيعاناً أو حقولاً.

والإقليم غني بالأودية السطحية التي تخددها إلى كتل ذات جوانب شديدة الانحدار، وتستمر كجدار جبلي يطل على سهل تهامة بجروف وسفوح شديدة الانحدار، وتعد جبال هذا الإقليم الأكثر ارتفاعاً في شبه الجزيرة العربية حيث يتجاوز وسطي ارتفاعها 2000م، وتصعد قممها لأكثر من 3500م، وتصل أعلى قمة فيها إلى 3666م في جبل النبي شعيب.

ويقع خط تقسيم المياه في هذه الجبال حيث تنحدر المياه عبر عدد من الوديان شرقاً وغرباً وجنوباً ومن أهم هذه الوديان: وادي مور، حرض، زبيد، سهام، ووادي رسيان وهذه تصب جميعها في البحر الأحمر أما الوديان التي تصب في خليج عدن والبحر العربي فهي، وادي تبن، ووادي بنا، ووادي حضرموت.

3. الأحواض الجبلية

يتمثل هذا الإقليم في الأحواض والسهول الجبلية الموجودة في المرتفعات الجبلية وأغلبها يقع في القسم الشرقي من خط تقسيم المياه الممتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وأهمها: قاع يريم، ذمار، معبر، وحوض صنعاء، عمران، صعدة.

4. المناطق الهضبية

تقع إلى الشرق والشمال من إقليم المرتفعات الجبلية وموازية لها، لكنها تتسع أكثر باتجاه الربع الخالي وتبدأ بالانخفاض التدريجي، وينحدر السطح نحو الشمال والشرق انحداراً لطيفاً، وتشكل معظم سطح هذا الإقليم من سطح صخري صحراوي تمر فيه بعض الأودية وخاصة وادي حضرموت ووادي حريب.

5. إقليم الصحراء

وهو إقليم رملي يكاد يخلو من الغطاء النباتي باستثناء مناطق مجاري مياه الأمطار التي تسيل فيها بعد سقوطها على المناطق الجبلية المتاخمة للإقليم، ويتراوح ارتفاع السطح هنا بين 500-1000 م فوق مستوى سطح البحر، وينحدر دون انقطاع تضاريسي ملحوظ باتجاه الشمال الشرقي إلى قلب الربع الخالي. والمناخ هنا قاسٍ يمتاز بحرارة عالية والمدى الحراري الكبير والأمطار النادرة والرطوبة المنخفضة.

الجزر اليمنية

تنتشر في المياه الإقليمية اليمنية كثير من الجزر ولها تضاريسها ومناخها وبيئتها الخاصة أكثر هذه الجزر تقع في البحر الأحمر من أهمها: جزيرة كمران وهي أكبر جزيرة مأهولة في البحر الأحمر، وجزر أرخبيل حنيش، وجزيرة ميون وهي ذات موقع استراتيجي في مضيق باب المندب البوابة الجنوبية للبحر الأحمر.

ومن أهم الجزر في البحر العربي: أرخبيل سقطرى. تعتبر جزيرة سقطرى أكبر جزر هذا الأرخبيل، والذي يشمل إضافة إلى جزيرة سقطرى جزر سمحة ودرسة وعبد الكوري، وتتميز جزيرة سقطرى بكثرة تنوعها الحيوي حيث تقدر نباتات سقطرى على اليابسة بحوالي 680 نوعاً.

المناخ في اليمن

تطل اليمن على بحرين هما: البحر الأحمر، والبحر العربي، لكن مناخ اليمن لم يستفد من الخصائص البحرية كثيراً سوى في رفع درجة الرطوبة الجوية على السواحل حيث أن تأثير هذين البحرين في تعديل خصائص مناخ الجمهورية محدود جداً يقتصر على الرطوبة وتعديل بعض خصائص الرياح بينما دورهما في حالة عدم الاستقرار الجوي محدود.

وتسقط الأمطار في اليمن في موسمين: الموسم الأول خلال فصل الربيع (مارس – أبريل)، والموسم الثاني في الصيف (يوليو – أغسطس) وهو موسم أكثر مطراً من فصل الربيع وتتباين كمية الأمطار الساقطة على اليمن تبايناً مكانياً واسعاً.

وتقل كمية الأمطار الساقطة في السهل الساحلي الغربي كما هو في الحديدة والمخا بالرغم من تعرضها للرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من المحيط الهندي العابرة البحر الأحمر نتيجة لعدم وجود عامل رفع لهذه الرياح الرطبة، ولا يختلف الأمر في السواحل الجنوبية والشرقية للبلاد.

ومن حيث درجات الحرارة فإن السهول الشرقية والغربية تتميز بدرجات حرارة مرتفعة حيث تصل صيفاً إلى 42م، وتهبط في الشتاء إلى 25م. وتنخفض درجات الحرارة تدريجياً باتجاه المرتفعات بفعل عامل الارتفاع بحيث تصل درجات الحرارة إلى 33م كحد أقصى وإلى 20 ْم كحد أدنى. وفي فصل الشتاء تصل درجات الحرارة الصغرى على المرتفعات إلى ما يقرب درجة الصفر، وقد سجل الشتاء عام 1986م انخفاض درجة الحرارة في ذمار إلى(12م).

أما الرطوبة فهي مرتفعة في السهول الساحلية تصل إلى أكثر من 80% بينما تهبط باتجاه الداخل بحيث تصل أدنى نسبة لها في المناطق الصحراوية والتي تبلغ نسبة الرطوبة فيها 15%.

التغيرات المناخية

تضع العديد من الدراسات اليمن من بين أكثر دول العالم عرضة لتغير المناخ، وأقلها استعدادًا للتخفيف من آثاره أو التكيف معها، الأمر الذي يتطلب إعداد استراتيجية وطنية ودعم خارجي حيال ذلك. ويشكل قطاع الزراعة واحدا من أبرز القطاعات تضررا بهذه المتغيرات المناخية سواء كان الجفاف والفيضانات الشديدة أو التغيرات في أنماط هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.

وبسبب الفيضانات، نجم عن ذلك تآكل التربة وفقدان الأراضي الزراعية، مما أدى إلى انخفاض الأراضي الزراعية من 1.6 مليون هكتار في عام 2010 إلى 1.2 مليون هكتار في عام 2020، حسبما جاء في دراسة بعنوان “آثار تغير المناخ على اليمن واستراتيجيات التكيف”، أصدرتها جمعية رعاية الأسرة اليمنية (حكومية) ومقرها العاصمة صنعاء ونشرها مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن في أواخر سبتمبر الماضي.

وبشكل عام ينتج عن الآثار الناجمة عن التغير المناخي أشكال مختلفة من الضرر مثل خسارة الناتج المحلي الإجمالي الزراعي وفقدان الإنتاج الزراعي وكذا فقدان الغذاء، فضلا عن فقدان الإنتاج الزراعي المروي، وانخفاض الإنتاج الحيواني والهجرة وفقدان الإنتاج الزراعي المطري بالإضافة إلى تقليل رطوبة التربة، انخفاض إمدادات المياه في المناطق الحضرية، حسبما جاء في دراسة “الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية في اليمن”.


المصدر: المركز الوطني للمعلومات

الكاتب

مقالات مشابهة :

لا توجد نتائج.