“والريح تغزل من زهور “البن” أغنية العتابِ” وفق شاعر اليمن عبد الله البردوني، وهو يشير إلى زراعة القهوة اليمنية التي ترتبط بتراث وثقافة المجتمع بشكل حيوي، إلى جانب أهميتها الإقتصادية حيث كانت قديماً أهم مورد إقتصادي.
تسلط منصة “ريف اليمن” في هذا الملف الضوء على “البُن اليمني” بمناسبة اليوم الوطني للبن الذي يصادف 3 مارس/ آذار سنويا، احتفاء بالقهوة اليمنية التي وصلت إلى ربوع العالم منذ أوائل القرن السادس الميلادي، وكان ميناء المخا غربي اليمن منفذ التصدير الأول، وكان يعرف عالميا بـ”موكا”.
نستعرض كيف تأثر زراعة البُن في اليمن بالتغيرات المناخية والتحديات التي تواجه زراعة، والتحديات الاقتصادية، والمهددات الأساسية التي تقلص زراعة القهوة اليمنية، حيث تبرز هنا “شجرة القات” التي تتوسع على حساب زراعة البن وبقية المحاصيل الزراعية.
ولا توجد أرقام دقيقة عن زراعة البن في اليمن بسبب النزاع المستمر في البلاد، إلا آخر الإحصائيات الرسمية، تفيد أن انتاج البن السنوي وصل 21.6 ألف طن من مساحة تقدر بنحو 37,2 ألف هكتار، وهذا يمثل 49% من المساحة المحاصيل النقدية في اليمن، وفق كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2021 صادر من صنعاء.
خلال السنوات الماضية برزت كثير من المبادرات المجتمعية لزراعة البن بدلاً من القات، وتوزيع شتلات البن في كثير من المناطق اليمنية، بالإضافة إلى مشاريع تجارية صغيرة لتسويق القهوة اليمنية خارج وداخل اليمن، وكل هذه جهود فردية بعيداً عن السلطات.