ملوحة التربة: الأسباب والحلول

ملوحة التربة: الأسباب والحلول

تُعد ملوحة التربة من أبرز التحديات التي تواجه الزراعة الحديثة، لما لها من تأثير سلبي مباشر على نمو المحاصيل وإنتاجيتها، كما تمثل تهديداً حقيقياً للأمن الغذائي واستقرار سبل عيش المزارعين، نظراً لتراجع الإنتاجية الزراعية.

ويحدث تراكم الأملاح الذائبة في الماء والتربة نتيجة عوامل طبيعية وأخرى بشرية، ما يقلل قدرة النباتات على امتصاص الماء والعناصر الغذائية الأساسية، ويعيق نموها الطبيعي.

نستعرض في هذا التقرير الإرشادي الإجراءات التي يمكن اعتمادها للحد من ملوحة التربة، بدءاً من إدارة مياه الري وتقنيات الغسل والرشح، مروراً بتحسين خصائص التربة باستخدام الجبس والأسمدة العضوية، وانتهاءً باختيار المحاصيل المقاومة للملوحة وتطبيق الممارسات الزراعية المتكاملة.

الأسباب الرئيسية لملوحة التربة

  1. الخصائص الطبيعية للتربة: بعض الأراضي الزراعية، خاصة في المناطق المنخفضة والساحلية باليمن، تحتوي بطبيعتها على تركيزات عالية من الأملاح الذائبة، مما يجعلها أكثر عرضة لتأثير الملوحة.
  2. نوعية مياه الري: استخدام مياه ري عالية الملوحة، مثل المياه الجوفية المتأثرة بمياه البحر أو مياه الصرف غير المعالجة، يؤدي إلى تراكم الأملاح في التربة مع مرور الوقت.
  3. الممارسات الزراعية غير الملائمة:
    – الإفراط في الأسمدة الكيميائية: الاستخدام العشوائي لليوريا والأسمدة الحديدية يزيد من تركيز الأيونات الملحية في منطقة جذور النباتات.
    – الري غير المنتظم أو القليل: يؤدي إلى تركيز الأملاح بدل غسلها وإزالتها من التربة.
    – غياب أنظمة تصريف فعالة: يمنع التخلص من الأملاح الزائدة، ما يزيد من مشاكل الملوحة.

حلول مكافحة ملوحة التربة

  • إدارة مياه الري:
    – استخدام مياه منخفضة الملوحة بعد فحص مصدرها.
    – غسل التربة بالرَشح: ري بكميات كبيرة من المياه مع تصريف الأملاح خارج منطقة الجذور، يفضل في نهاية الموسم.
    – الري المنتظم والمتقارب: الحفاظ على رطوبة التربة لتجنب تراكم الأملاح.
    – مراقبة الري عند ارتفاع الملوحة: تقليل كمية المياه عند الحاجة.

    الغسل أو الرشح هي العملية التي يتم فيها نقل الأملاح والمغذيات الذائبة في التربة إلى الطبقات الأعمق أو خارج منطقة الجذور، ويحدث ذلك نتيجة الري أو تساقط الأمطار، مما يساعد على تقليل تراكم الأملاح في الطبقة السطحية للتربة.

  • تحسين خصائص التربة:
    – إضافة الجبس الزراعي: استبدال أيونات الصوديوم الضارة بالكالسيوم، خاصة في الأراضي القلوية.
    – الأسمدة العضوية والكمبوست: تحسين تهوية التربة واحتفاظها بالماء، وتقليل تركيز الأملاح.
    أحماض الهيوميك: زيادة قدرة التربة على امتصاص العناصر الغذائية وتخفيف تأثير الملوحة.
    التسميد المخفف بالأحماض: استخدام الفوسفوريك أو النيتريك المخفف لتقليل حموضة التربة القلوية وتسهيل توفر العناصر الغذائية.
    تنبيه: الأراضي القلوية هي التي تحتوي تربتها على درجة عالية من القلوية بسبب نسبة عالية من الصوديوم أو الأملاح الذائبة.
  • الممارسات الزراعية المتكاملة: تغطية التربة (Mulching): منع تبخر المياه وزيادة تركيز الأملاح حول الجذور.
  • اختيار المحاصيل المقاومة للملوحة:
    – عالية التحمل: الشعير، بنجر السكر، القطن، النخيل.
    – متوسطة التحمل: القمح، الذرة، عباد الشمس، البرسيم.
  • التسميد المتوازن: دمج الأسمدة العضوية والكيميائية وفق تحليل التربة، وتجنب الإفراط في اليوريا.

نستنتج مما سبق أن مواجهة ملوحة التربة تحتاج إدارة صحيحة للري، تحسين التربة، واختيار محاصيل مناسبة، لضمان نمو طبيعي للمحاصيل واستدامة الإنتاج الزراعي.

شارك الموضوع عبر:

الكاتب

    مواضيع مقترحة: