تُعد اليمن من البلدان الجافة وشبه الجافة التي تعتمد بدرجة كبيرة على الزراعة المطرية، الأمر الذي دفع النحالين اليمنيين إلى ابتكار نظام “النحالة المُترحلة” كوسيلة للتكيف مع هذه الظروف، حيث يتيح هذا النظام التقليدي الحفاظ على قوة الطوائف والاستفادة من المراعي الموسمية لإنتاج العسل ومشتقاته مثل الشمع وحبوب اللقاح.
تستعرض منصة ريف اليمن في هذا التقرير الإرشادي أهم الإجراءات المتبعة أثناء ترحيل النحل لضمان بقاء الطوائف سليمة وتحقيق إنتاجية جيدة، وذلك بناءً على ما ذكره المهندس الزراعي محمد الحزمي.
اجراءات نقل النحل إلى المراعي
أولاً: اختيار الموقع الجديد
- المعاينة الميدانية: زيارة الموقع شخصياً والتأكد من ملاءمته، بحيث يكون محمياً من الرياح، مشمساً شتاءً، ومعتدل الظل صيفاً.
- المراعي الرعوية: التأكد من توفر مصادر غنية ومتنوعة من النباتات المزهرة (مثل السدر، السمر، الطلح، والأعشاب البرية) ضمن نطاق طيران النحل (3–5 كم).
- المياه: ضمان وجود مصدر ماء نظيف قريب أو تجهيز المشارب المناسبة.
- البُعد عن الملوثات: اختيار موقع بعيد عن الطرق المزدحمة والمزارع المعرضة للرش بالمبيدات.
مواد ذات صلة:
ثانياً: تقييم البيئة والمخاطر
- المنافسة: تجنب الاكتظاظ بمناحل أخرى في نفس المنطقة لتفادي ضعف المرعى والصراعات بين النحالين.
- الأعداء الطبيعية: فحص انتشار طائر الوروار، الدبابير، النمل، أو غيرها من المفترسات واتخاذ التدابير الوقائية.
ثالثاً: تجهيز الخلايا للنقل
- الفحص الأخير: التأكد من قوة الملكة وصحة الحضنة وتوفر مخزون كافٍ من الغذاء والعسل.
- تثبيت الإطارات والأغطية:
– في الخلايا الحديثة (لانجستروث أو الحضرمي المعدل): تثبيت الإطار الأخير والذي قبله بالمسامير (الصغيرة) أو السلك المجلفن، وربط الغطاء بالجسم الأساسي بلاصق كرتوني قوي.
– في الخلايا البلدية (التقليدية): فحص متانة الخلية، إزالة أقراص العسل الزائدة (حتى لا تتعرض للهدم أثناء النقل)، ورص الخلايا بإحكام (دون فراغات) لتقليل الاهتزاز أثناء النقل.
يجب على النحال الحرص على تجنب وضع الخلايا التالفة في مكان شد الحبل
رابعاً: تجهيزات النقل والسلامة
- وسيلة النقل: استخدام مركبة مناسبة (شاحنة بسطح مستوٍ، مفتوحة أو مغلقة) مع أحزمة أو أسلاك لتثبيت الخلايا.
- التهوية: تركيب شبكات تهوية خاصة عند النقل لمسافات طويلة لتفادي اختناق النحل.
- مستلزمات الطوارئ: تجهيز أدوات أساسية مثل الدخان، القفازات، أدوات الفحص، وزجاجة رذاذ ماء للتبريد.
- المواد المساندة: تحضير خليط القطران (الشوب) (¼ لتر قطران لكل لتر ماء) لاستخدامه عند الحاجة للتثبيت أو الطرد.
خامساً: أثناء النقل
- توقيت النقل: يُفضل أن يتم النقل ليلاً أو في ساعات الفجر الباكر، حيث تكون الطوائف هادئة وجميع النحل داخل الخلية، كما تساعد درجات الحرارة المنخفضة على تقليل الإجهاد الحراري.
- الغذايات: تثبيت أو إزالة الغذايات الداخلية والخارجية لتفادي تسربها أثناء الحركة.
- التحميل والتفريغ:
– التعامل مع الخلايا بهدوء وتجنب الهزات العنيفة أو قلبها.
– رصّ الخلايا بشكل متلاصق على سطح مستوٍ لتقليل الاهتزاز أثناء الرحلة. - الظروف الطارئة (توقف أو مبيت داخل السيارة):
– التهوية: ضمان تيار هواء كافٍ داخل السيارة باستخدام شبكات تهوية مناسبة.
– الحماية من الحرارة: وضع الخلايا في مكان مظلل وتغطيتها بكرتون أو أقمشة فاتحة اللون تعكس أشعة الشمس، مع الحفاظ على التهوية.
– التبريد: رش فتحات التهوية برذاذ ماء خفيف لتقليل درجة الحرارة ومنع الجفاف.
– التغذية الطارئة: في حال تأخر التفريغ، يُزوّد النحل بماء وسكر عبر مشارب مؤقتة.
ملاحظة: الخلايا الحديثة تكون مجهزة للنزول إلى الأرض.
سادساً: عند الوصول إلى المرعى الجديد
- إنزال الخلايا وترتيبها:
– تثبيت الخلايا في المكان المختار بعناية، مع ترك مسافات مناسبة لتسهيل حركة النحال ومتابعة الطوائف.
– توجيه فتحات الطيران (السروح) عكس اتجاه الرياح لتسهيل حركة النحل والحفاظ على توازن حرارة الخلية.
– فك الأشرطة وفتح فتحات الطيران بعد استقرار الخلايا، ويفضل أن يتم ذلك في المساء أو الليل لتهدئة النحل ومنع طيرانه العشوائي. - مصادر الماء: تجهيز مشارب نظيفة ورفعها مسافة 1–1.5 متر عن الأرض لحمايتها من تلوث الحيوانات (مثل تبول الكلاب) وضمان بقاء المياه صالحة.
- الحماية من الآفات والأعداء: فحص الموقع مرة أخرى عقب الوصول للتأكد من خلوّه من النمل والحشرات الضارة.
- التنسيق مع النحالين الآخرين: الاتفاق مع المناحل المجاورة على تحديد مناطق الرعي وأوقات الفحص لتجنب التداخل والمشاكل.
- المراقبة اللاحقة: متابعة الطوائف بعد يوم أو يومين للتأكد من استقرارها وبدء نشاطها الطبيعي في جمع الرحيق وحبوب الطلع.

نصائح:
- اختيار أوقات مناسبة للترحيل (ليلاً أو فجراً) لتقليل فقدان النحل (اضافة الى ما سبق ذكره).
- التحقق من قوة الطوائف قبل النقل، حيث إن الطوائف الضعيفة لا تتحمل الترحال.
- تسجيل بيانات المرعى (التاريخ، نوع الأزهار، قوة الطوائف) كمرجع للتقييم المستقبلي.
- الاستفادة من الأدوات الوقائية مثل الأقنعة والدخان لتقليل توتر النحل.
مما ذكرناه سابقاً نجد أن النحالة المترحلة في اليمن ليست مجرد وسيلة لنقل الخلايا بين المراعي، بل منظومة متكاملة تجمع بين التخطيط الدقيق والتنفيذ السليم بهدف تحقيق التوازن بين استغلال الموارد الطبيعية والحفاظ على صحة الطوائف، حيث يضمن الالتزام الصحيح بأساليب نقل النحل للنحال استقرار الطوائف وزيادة إنتاجية العسل ومشتقاته، ويسهم في استدامة هذه المهنة العريقة وتعزيز مكانة العسل اليمني كواحد من أجود أنواع العسل في العالم.
هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاداً بشأن الزراعة أو الماشية، أو النحل، أو الصيد البحري، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد الالكتروني – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي التالية: –
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام