شجرة السدر أو ما تعرف في اليمن بـ”العلب”، تُعد واحدة من أقدم الأشجار التي رافقت الإنسان في مختلف حضاراته، من شبه الجزيرة العربية إلى وديان اليمن وبلاد الشام وشمال أفريقيا، وقد نالت مكانة خاصة بسبب خصائصها الطبية والغذائية، وتحمُّلها الاستثنائي للظروف المناخية القاسية.
وتعرف في اليمن أنها شجرة العسل؛ حيث تتغذى النحل منها، ويتم منها إنتاج أجود أنواع العسل اليمني، كما تنتج ثماراً تعرف باسم “الدوم” التي تتميز بمذاقها الحلو. لكن أشجار السدر تتعرض للتحطيب الجائر.
من خلال هذا التقرير سنقدم إرشادات لزراعة شجرة السدر، وطرق العناية بها، وفوائدها للتربة والغطاء النباتي، بالإضافة إلى خصائصها في النمو في الظروف المناخية القاسية.
مواد ذات صلة
- التحطيب الجائر لشجرة السدر “العِلب” باليمن
- العسل اليمني.. الذهب السائل من أزهار السِدر
- فوائد شجرة الطلح؟
المناخ المناسب لزراعة السدر
– تتحمل درجات حرارة مرتفعة حتى 45 درجة مئوية.
– تتحمل الصقيع الخفيف حتى 5 درجات مئوية تحت الصفر.
– درجة الحرارة المثلى: بين 25 إلى 35 درجة مئوية.
– تتحمل الجفاف بفضل نظام جذورها العميق والممتد.
– ملاحظة: يُفضل زراعة شجرة السدر في المناطق الصحراوية والجافة وشبه الجافة.
التربة والجذور
– تنمو في معظم أنواع التربة (رملية، طينية، حصوية).
– تفضل التربة الرملية جيدة التصريف.
– التربة المثالية: بين 6.5 إلى 8.
– جذور عميقة تصل إلى 10 أمتار.
– تمتد أفقياً لمسافات واسعة بحثاً عن الماء، مما يجعلها مناسبة للأراضي القاحلة.
متى يتم زراعتها؟
أفضل موسم للزراعة: تُزرع شجرة السدر في معظم شهور السنة، إلا أنه يُنصح بتجنب الزراعة خلال فترات البرد الشديد أو الحر الشديد، وتُعد الفترة الممتدة من بداية فبراير/ شباط حتى نهاية مايو/ أيار.
وأيضا من بداية سبتمبر/ أيلول حتى مطلع أكتوبر/ تشرين أول، من أنسب الأوقات للزراعة، حيث يتوافق ذلك مع موسمي الربيع والخريف، وهما الأفضل لنمو الشتلات واستقرارها في التربة.

كيف تتم زراعة شجرة السدر؟
يمكن إكثار شجرة السدر بطريقتين رئيسيتين:
- عن طريق البذور: حيث تُنقع البذور في الماء لمدة 24 ساعة قبل الزراعة لتحسين نسبة الإنبات.
- عن طريق العُقَل: تؤخذ عُقَل خشبية من الأغصان في فصل الشتاء، وتُغرس مباشرة في تربة رطبة.
بعد اختيار طريقة الزراعة المناسبة، يُنصح باتباع الخطوات التالية لزراعة الشتلة:
- تجهيز الحفرة: تُحفر بعمق 40–50 سم وعرض 40 سم.
- إعداد التربة: يُضاف إلى الحفرة حوالي 2 كيلوجرام من السماد العضوي المتحلل (المعالج)، مع كمية مناسبة من سوبر فوسفات الكبريت الزراعي.
- محسّن للتربة: يتم خلط هذه المواد مع ثلث التربة المستخرجة بعد إزالة الأحجار والتكتلات.
- التخمير: يُعاد وضع الخليط في قاع الحفرة، ثم تُروى بالماء وتُترك لمدة خمسة أيام؛ لتخمير المكونات وتحسين امتصاص العناصر الغذائية.
- تجهيز الشتلة: يجب أن تُروى الشتلة جيداً في المشتل قبل نقلها؛ لضمان تماسك التربة حول الجذور عند الغرس.
- الزراعة: بعد إزالة الكيس البلاستيكي، تُغرس الشتلة في الحفرة برفق.
الري والعناية بالشجرة
- الأسبوع الأول: يتم الري يومًا بعد يوم، مع إضافة منشط جذور ومبيد فطري في مياه الري.
- الأسبوع الثاني: يُكتفى بري الشتلة ثلاث مرات، مع مراعاة اختلاف احتياجات الري حسب طبيعة التربة وتشبعها، إذ تختلف من أرض لأخرى، ولا تُعد هذه الأرقام مواعيد ثابتة.
- عندما تصبح شجرة يتم التالي:
– الري: تُروى بانتظام خاصة في الأشهر الحارة، ولكن تتحمل الجفاف لفترات طويلة.
– التسميد: تسميد عضوي مرة واحدة سنوياً (ويفضل استخدام السماد البلدي أو الكمبوست).
– التقليم: تقليم الأغصان الميتة والمريضة سنوياً، وتحفيز التفرُّع. - الخصائص:
– الارتفاع: يتراوح ارتفاع أشجار السدر بين 2 و10 أمتار حسب الظروف المناخية والتربة.
– المسافة بين الأشجار عند الزراعة: يُفضل ترك مسافة لا تقل عن 4 أمتار لضمان التهوية الجيدة والنمو الطبيعي.

فوائد شجرة السدر
- مقاومة للتصحر وتثبيت التربة ومنع انجرافها.
- توفر غطاءً نباتياً يُساهم في خفض درجات الحرارة المحلية.
- تُعد مصدراً مهماً لعسل السدر الذي يُباع بأسعار مرتفعة لندرته وجودته.
- أوراقها وخشبها تُستخدم في الصناعات التقليدية والطب الشعبي.
- تستخدم الأوراق والثمار لمعالجة الجروح والحروق.
- علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل الإمساك.
- تخفيف التهابات الحلق والسعال، وهناك استخدامات أخرى في التجميل.
توصيات
- اختيار الموقع: أراضٍ جيدة التصريف، مشمسة.
- نوع الشتلة: يُفضل استخدام الشتلات المطعمة أو العقل المعتمدة.
- التسميد: مرة واحدة سنوياً بالسماد العضوي.
- التقليم: سنوياً بعد الإثمار لتحفيز النمو.
- مقاومة الأمراض: الرش بمبيدات طبيعية عند الحاجة، خاصة للحشرات القشرية.
شجرة السدر ليست مجرد نبات مقاوم للجفاف، بل هي شجرة متكاملة الفوائد، تُسهم في الأمن الغذائي والدوائي والاقتصادي، وتُمثل ركيزة مهمة للمزارعين في المناطق الجافة، كما تُعد من المكونات الأساسية للتنوع البيولوجي في الوطن العربي.
نحن هنا لخدمتكم!
إذا كان لديكم أي استفسار أو تحتاجون إلى إرشادات في مجالات الزراعة، تربية الماشية، تربية النحل، أو الصيد البحري، يمكنكم التواصل مع المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن” عبر البريد الإلكتروني: info@reefyemen.net، أو عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
كما يمكنكم متابعة آخر مستجداتنا من خلال الموقع الإلكتروني أو عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي:
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام