يُعتبر داء التكسوبلازما، المعروف أيضاً بـ”داء القطط”، من الأمراض الطفيلية المشتركة بين الإنسان والحيوان، وينتج عن الإصابة بطفيلي Toxoplasma gondii.
ويتميز هذا الداء بانتشاره الواسع وتأثيره الصحي الخطير، خاصة على الحيوانات الأليفة والمزرعية، كما يُشكل خطراً على الإنسان، لاسيما النساء الحوامل والأجنة، نظراً لما قد يسببه من مضاعفات خطيرة.
تستعرض منصة ريف اليمن في هذه المادة الإرشادية طرق انتقال داء التكسوبلازما بين الإنسان والحيوان، وأبرز أعراضه، مع التركيز على وسائل الوقاية والمكافحة لحماية الصحة العامة والثروة الحيوانية.
العامل المسبب والوسيط:
- العامل المسبب: طفيلي وحيد الخلية يُعرف بـ Toxoplasma gondii يعيش داخل خلايا الجسم، ويُفرز عبر سوائل مثل الدم، اللعاب، البول، والبراز.
- العائل الأساسي: القطط، وهي المصدر الوحيد لطرح “الكيسات البيضية” المعدية عبر البراز.
- العوائل الوسيطة: الإنسان، والحيوانات مثل الأغنام، الماعز، والأبقار، حيث تستقر الأكياس النسيجية في عضلاتها وأعضائها.
مصادر العدوى وطرق الانتقال:
لدى الحيوانات:
– تناول أعلاف أو مياه ملوثة ببراز القطط الحاوي على الطفيلي.
– التهام لحوم نيئة أو مصابة (في الحيوانات آكلة اللحوم).
لدى الإنسان:
- تناول لحوم غير مطبوخة جيداً، أو منتجات ألبان ملوثة.
- استهلاك خضروات أو فواكه ملوثة غير مغسولة.
- انتقال العدوى من الأم إلى الجنين عبر المشيمة (قد يسبب الإجهاض أو تشوهات خلقية).
- نقل دم ملوث، أو ملامسة مباشرة لبراز القطط دون وقاية.
ملاحظة: تبقى “الكيسات البيضية” معدية في التربة أو البيئة لعدة أشهر في حال توفر الرطوبة والظروف المناسبة.
الأعراض
أولاً: في الحيوانات
في الحيوانات الصغيرة (مثل القطط، الكلاب، وصغار الماعز):
- حمى (ارتفاع في درجة الحرارة)
- فقدان الشهية
- إسهال
- صعوبة في التنفس
- التهاب الغدد اللمفاوية
في الحيوانات الكبيرة (مثل الأغنام، الأبقار، الماعز) تظهر الصورة المزمنة للمرض، ومنها:
- إجهاض متكرر في الأشهر الأخيرة من الحمل
- ولادة أجنة ميتة، مشوهة، أو ضعيفة
ملاحظة: كثير من الإصابات قد تمر دون أعراض واضحة، خصوصاً في الحيوانات البالغة.
ثانياً: عند الإنسان
- الإصابة قد تكون خلقية (قبل الولادة) أو مكتسبة (بعد الولادة).
- النساء أكثر عرضة للعدوى من الرجال، وخصوصًا الحوامل.
أثناء الحمل:
إذا حدثت العدوى في النصف الأول من الحمل:
- احتمال انتقال العدوى للجنين 30%
- غالباً ما يؤدي إلى إجهاض
- الإصابة تكون خطيرة جداً على الجنين
في النصف الثاني من الحمل: الإصابة أقل خطورة، لكن قد تحدث مضاعفات
عند الجنين أو حديثي الولادة قد تحدث تشوهات خلقية مثل:
- تضخم مائي في الرأس
- تخلف عقلي
- فقدان البصر نتيجة إصابة شبكية العين
- تشوهات في عضلة القلب
ملاحظة: الأعراض قد تظهر عند الولادة مباشرة، أو بعد أسابيع من الولادة
عند الإنسان بعد الولادة (الحالات الشديدة):
- حمى
- طفح جلدي
إصابة شبكية العين تؤدي إلى:
- عتامة في الرؤية
- إصابة كلتا العينين عند الأطفال المصابين خلقياً
- إصابة إحدى العينين في حالات العدوى المكتسبة بعد الولادة
طرق الوقاية والمكافحة:
للوقاية من التكسوبلازما في الحيوانات:
- تنظيف أماكن تربية القطط بانتظام، والتخلص من فضلاتها بالحرق.
- عزل الحيوانات المصابة، ومنع تقديم اللحوم النيئة لها.
- مكافحة القطط الضالة.
- مكافحة الذباب والصراصير باستخدام المبيدات المناسبة، كونها ناقلاً ميكانيكياً للعدوى.
للوقاية في الإنسان:
الطعام والنظافة:
- طهي اللحوم جيداً، خاصة لحوم الضأن والماعز، لضمان القضاء على الطفيلي.
- غسل الخضروات والفواكه جيداً بالماء النظيف.
- شرب مياه نظيفة وآمنة.
- غسل اليدين جيداً بعد التعامل مع اللحوم النيئة أو عند ملامسة القطط.

للنساء الحوامل
- تجنب ملامسة القطط أو تنظيف فضلاتها خلال فترة الحمل.
- الامتناع عن تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيداً.
- عدم شرب الحليب الخام (خصوصاً من الماعز) إلا بعد غليه جيداً.
ختاماً، يمثل داء التكسوبلازما تهديداً حقيقياً يجب التعامل معه بوعي واهتمام، من خلال تطبيق الإجراءات الوقائية، ومراقبة سلوك الحيوانات، والحرص على النظافة الشخصية والغذائية.