خدمة التوصيل بالريف: أول مشروع في مقبنة تعز

يقول القائمون على المشروع أن خدمتهم توفر على السكان نصف تكلفة التنقل

خدمة التوصيل بالريف: أول مشروع في مقبنة تعز

يقول القائمون على المشروع أن خدمتهم توفر على السكان نصف تكلفة التنقل

لم تعتد المناطق الريفية اليمنية على مشاريع توصيل الطلبات؛ إذ لا تزال هذه الخدمة محدودة ومقتصرة إلى حد كبير على المدن، وتُعد جديدة على الأرياف، إلا أن شباب قرروا بدء مشروع خدمة التوصيل في ريف محافظة تعز، كأول مشروع ربما في اليمن يخدم سكان الريف.

“محمد عبدالله الكديهي” أطلق مشروعه الجديد لتوصيل الطلبات في ريف مديرية مقبنة بإسم “فيسع” في محاولة لتخفيف معاناة السكان، وتلبية احتياجاتهم في المناطق الريفية النائية، وهي العادة إحتياجات

وكلمة “فيسع” تعني “أسرِع” أو “استعجل”، وتُستخدم في العديد من المحافظات اليمنية وبعض بلدان المغرب العربي، ما يعكس الطابع الشعبي لفكرة المشروع، الذي يقول مؤسسوه أنهم يسعون لتقديم خدمة لسكان الريف الذين يعانون من صعوبة التنقل للحصول على احتياجهم.

استجابة لحاجة المواطنين

يقول الكديهي، مالك المشروع”، في حديثه لـ”منصة ريف اليمن”، إن المشروع جاء استجابة لحاجة حقيقية لدى المواطنين في قرى وعزل مديرية مقبنة، الذين يواجهون صعوبة في الحصول على احتياجاتهم اليومية؛ نتيجة بُعد المسافات، وغياب وسائل النقل، خاصة أن المنطقة تفتقر إلى خدمات التوصيل رغم توسعها وكثافتها السكانية المتزايدة.

"فِيِسَعْ".. أول مشروع توصيل طلبات في ريف تعز
المشروع جاء استجابة لحاجة المواطنين الذين يواجهون صعوبة في الحصول على احتياجاتهم اليومية (ريف اليمن)

وأوضح أن المشروع يُعد الأول من نوعه في المنطقة، ويوفر خدمات متنوعة تشمل توصيل الوجبات من المطاعم، والمستلزمات من البقالات، والغاز المنزلي، إضافة إلى خدمات مشاوير خاصة سواء عبر الدراجات النارية أو السيارات، فضلًا عن خدمات إسعافية، وتوصيل مواد البناء بالتنسيق مع محلات متخصصة.

ويلفت الكديهي إلى أن المشروع قدم نقلة نوعية من خلال توفير احتياجات المواطنين، وسهولة الوصول إليهم دون البحث عن وسيلة ما لنقلها، إلى جانب تحسين جودة الحياة اليومية من خلال توفير الوقت والجهد على السكان في التنقل والبحث عن الاحتياجات اليومية.

ويغطي “فيسع” حاليًا خدمات التوصيل في سبع عزل، هي: حمير، اليمن، القحيفة، العفيرة، العشملة، العبدلة، الفكيكة، إضافة إلى بعض مناطق مديرية جبل حبشي والبيرين ومدينة تعز، بحسب الكديهي.

"فِيِسَعْ".. أول مشروع توصيل طلبات في ريف تعز
أحد الأطفال يتسلم طلبية أسرته من مشروع فيسع للتوصيل في ريف تعز (ريف اليمن)

وبدأ المشروع بخمس دراجات نارية، تم التعاقد مع سائقيها مسبقًا، وتوسع تدريجيا، ورغم أن الفكرة كانت جديدة على المجتمع الريفي، إلا أنها لاقت ترحيبًا واسعًا بعد التجربة، وأثبتت أهميتها وجدواها.

توفير الوقت والجهد

منذ انطلاقه في 19 يناير الماضي، قدّم “فيسع” 243 خدمة توصيل، تنوعت بين توصيل طلبات منزلية، ومواد بناء، وأطباء ومهندسين وحرفيين، إلى جانب خدمات أخرى في قرى وعزل مديرية مقبنة، وفقًا لمالك المشروع.

“عبدالواسع هائل العزي”، أحد المستفيدين من خدمات المشروع، قال في حديثه لـ”منصة ريف اليمن”، “إن خدمة التوصيل سهّلت تلبية احتياجات المواطنين بشكل غير مسبوق، وساهم في تحسين التواصل وتوفير الوقت والجهد”.

وأشار إلى أن المسافرين القادمين من تعز، خاصة في أوقات متأخرة، كانوا يواجهون صعوبات في التنقل، وهو ما تغيّر بفضل المشروع الذي بات يوفر وسيلة موثوقة وسريعة للتوصيل بأسعار مناسبة.

"فِيِسَعْ".. أول مشروع توصيل طلبات في ريف تعز
فيسع” تعني “أسرع” أو “استعجل”، وتُستخدم في العديد من المحافظات اليمنية (صورة وصلت ريف اليمن من مالك المشروع)

وفيما يتعلق بتوصيل الأغراض إلى المنازل، أوضح العزي أنه قبل إطلاق المشروع، كان من الصعب على المواطنين الحصول على خدمات توصيل موثوقة بسبب ارتفاع أجور سيارات الأجرة، أو عدم رغبة السائقين في الذهاب إلى الأماكن البعيدة. أما الآن، فيمكن للناس الحصول على طلباتهم بسهولة وبأسعار مناسبة.

وأوضح العزي أن تكلفة المشوار الواحد كانت تصل إلى 20 ألف ريال، في حين أصبح بالإمكان إنجاز نفس المهمة بنصف السعر تقريبًا عبر ذات خدمة التوصيل.

نقلة نوعية

من جهته، قال “عبدالعزيز علي الكديهي”، أحد العاملين في المشروع، إن خدمة التصويل في الريف شكّلت نقلة نوعية في حياة المواطنين في ريف مقبنة، ولاقى ارتياحًا كبيرًا لدى السكان، رغم أن الفكرة كانت غريبة في بدايتها على مجتمع لم يعتد مثل هذه الخدمات.

وأكد أن التجربة منحته خبرة قيّمة، وأظهرت له كم أن سكان الريف يقدّرون المشاريع البسيطة التي تسهّل حياتهم، واصفًا إياهم بأنهم طيبون ووفيّون ويمنحون ثقتهم بسهولة لمن يخدمهم بصدق.

ورغم وجود بعض التحديات والإخفاقات، إلا أن المشروع حقق نجاحًا كبيرًا في تلبية طلبات العملاء بحسب عبدالعزيز، لافتا إلى أن استمرار المشروع وتوسعه مهم جدًا، وأصبح ضرورة؛ حيث اعتادت المنطقة عليه بشكل كبير، مما قد يترك فراغًا كبيرًا في حال توقفه.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: