جامعة تعز التربة: تسهيل لطلاب المناطق الريفية

يقدّر عدد الخريجين منذ الافتتاح حوالي 6000 طالب وطالبة

جامعة تعز التربة: تسهيل لطلاب المناطق الريفية

يقدّر عدد الخريجين منذ الافتتاح حوالي 6000 طالب وطالبة

تمكنت “آية فكري (22 عامًا)” من عزلة المذاحج بمديرية الشمايتين، من تحقيق حلمها الأكاديمي بإكمال تعليمها الجامعي، من خلال الالتحاق بقسم الصيدلة بجامعة تعز – فرع التربة، في ريف محافظة تعز، (جنوب غربي اليمن).

لم تكن آية وحدها التي تمكنت من تحقيق حلمها، فالمئات من طلاب القرى الريفية في تعز وجدوا في هذا الفرع الجامعي منارة علم أنارت دروبهم، وقللت عنهم مشقة السفر الطويل إلى المدينة أو إلى محافظات أخرى بحثًا عن التعليم الجامعي. ويُقدّر عدد الطلاب الخريجين من جامعة تعز – فرع التربة منذ افتتاحها في عام 2001، بحوالي 6000 طالب وطالبة، وفق إحصائيات رسمية.

صمام أمان تعليمي

تقول آية فكري: “التخصص الذي كنت أطمح لدراسته وجدته في فرع التربة، وهذا ساعدني بشكل كبير على الاستمرار في تعليمي دون الحاجة لمغادرة قريتي”.


       مواضيع مقترحة


وتضيف: “بدأت دراسة الصيدلة في عام 2022، وأنا الآن في المستوى الثالث، وتستغرق رحلتي اليومية من قريتي إلى الجامعة حوالي نصف ساعة بالباص، بتكلفة نقل تصل إلى 600 ريال يومياً (حوالي دولار واحد)”.

وتوضح آية أنه لولا توفر الجامعة في الريف، لكانت مجبرة على الانتقال إلى المدينة أو محافظة أخرى، مع ما يتطلبه ذلك من إيجاد سكن للطالبات وتكاليف معيشة إضافية، ما كان سيجعل التجربة أكثر صعوبة، لا سيما على فتاة ريفية تعيش في بيئة محافِظة.


أسهم فرع الجامعة في التخفيف عن طلاب المناطق الريفية المجاورة من خلال توفير تخصصات أكاديمية وكوادر تعليمية تلبي احتياجات أبناء هذه المناطق


وتلفت إلى أن “العيش بعيدًا عن الأسرة في بيئة جديدة وغير مألوفة كان سيشعرني بالغربة والكآبة”.

أسهم فرع الجامعة في التخفيف عن طلاب المناطق الريفية المجاورة، مثل مديريات الشمايتين، والوازعية، والمسراخ، ومديريات الساحل الغربي، بالإضافة إلى مديرية القبيطة، بتوفير تخصصات أكاديمية وكوادر تعليمية تلبي احتياجات أبناء هذه المناطق.

وبحسب نائب رئيس جامعة تعز لشؤون فرع التربة، الدكتور أحمد الرباصي، فإن عدد الطلاب الملتحقين حاليًا بالفرع يبلغ حوالي 5000 طالب وطالبة.

جامعة تعز فرع التربة
إحدى قاعات كليات التربة التابعة لجامعة تعز جنوب غربي اليمن (فيسبوك)

تخفيف الأعباء

من جهته، يروي الطالب “أمجد عبدالله (23 عامًا)” من منطقة المقارمة بمديرية الشمايتين، تجربته مع جامعة تعز فرع التربة، مؤكدا أنها خففت مشقة السفر والتكاليف الباهظة على طلاب الريف، ويقول: “التحقت بقسم الصيدلة عام 2022، وأنا الآن في المستوى الثالث، ولم أواجه أية صعوبات تُذكر”.

ويضيف: “كنت أعرف أن الكادر التعليمي بالجامعة متميز، وتأكدت من ذلك خلال دراستي. الجامعة تدعم طلاب الريف بكل الوسائل المتاحة، كما توفر تقنيات حديثة في التطبيقات العملية والمستلزمات التعليمية”.

ويتابع أمجد حديثه قائلاً: “كنت قد التحقت سابقًا بجامعة أخرى في مدينة تعز، لكنني لم أجد نفس المستوى من الجودة التي وجدتها في فرع التربة”.

يؤكد الدكتور أحمد الرباصي أن “الهدف من تأسيس فرع التربة هو خلق بيئة تعليمية منخفضة التكاليف، وتقليل الحاجة للانتقال إلى المدن، وتوفير الوقت والجهد لطلاب الريف”.

ويضيف: “الجامعة تسعى لتطوير التعليم عبر افتتاح تخصصات تتوافق مع متطلبات سوق العمل، كما تعمل سنويًا على تحديث الخطط الدراسية، وتوفير المعدات الحديثة لإجراء التطبيقات العملية؛ من خلال ورش عمل وتحديث دائم للمختبرات والمحاليل”.

تخصصات حديثة

“حنان غمدان (22 عامًا)” من عزلة بني حماد، مديرية المواسط، لم تكن تتوقع أن تجد التخصص الذي تحلم به في جامعة ريفية. لكنها الآن تدرس “الأمن السيبراني” في المستوى الثاني بفرع التربة، وتقول: “هذا التخصص يتواكب مع التطورات التكنولوجية، وهو خطوة مهمة لتطوير التعليم في الريف”.


الجامعة افتتحت مؤخرًا تخصصات نوعية؛ مثل تقنية المعلومات الأمن السيبراني، والصيدلة الصناعية، وتطمح للتحول إلى “جامعة تكنولوجية” تلبي احتياجات سوق العمل


ورغم أن المسافة من منطقتها إلى الجامعة تستغرق ساعتين بالباص، بتكلفة نقل يومية تصل إلى 2000 ريال، تفضّل حنان الدراسة في جامعة التربة على الانتقال إلى مدن أخرى. وتؤكد: “الأقسام التي افتتحتها الجامعة لها أثر كبير في سوق العمل، والتعليم هنا وفر عليّ الكثير من التكاليف”.

ويشير الدكتور الرباصي إلى أن الجامعة افتتحت مؤخرًا تخصصات نوعية؛ مثل تقنية المعلومات، الأمن السيبراني، والصيدلة الصناعية، ويدعم ذلك تجهيزات عملية تشمل مختبرًا مركزيًا، وعيادة طبية متكاملة، ومكتبة إلكترونية تتيح للطلاب الوصول إلى مصادر علمية متنوعة.

كما أوضح أن رئاسة الجامعة تطمح للتحول إلى “جامعة تكنولوجية” تلبي احتياجات سوق العمل المحلي والدولي، وتخطط لافتتاح تخصصات جديدة، مشيرًا إلى أن الجامعة تحتاج إلى إمكانيات إضافية لافتتاح تخصصات جديدة؛ مثل قسم الهندسة، الذي يُعتبر من الأقسام المهمة في الريف.

ويختتم الدكتور الرباصي حديثه بالقول: “مستقبل التعليم الجامعي في الريف واعد، ونحن نعمل على تمكين الطلاب في كافة التخصصات، ليصبحوا أدوات فاعلة في تنمية مجتمعاتهم”.

ويقول المركز اليمني للدراسات: “على الرغم من أن عدد الجامعات في اليمن قد ازداد تدريجياً فإن التحاق النساء بالتعليم الجامعي لا يزال منخفضًا للغاية. وطبقا لآخر بيانات متوفرة من العام 2011، فقد كان معدل التحاق الإناث بالتعليم العالي 6٪ فقط من إجمالي الإناث الواصلات إلى سن التعليم الجامعي”.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: