زيد الفقيه: المهاجل الشعبية رئة وجدانية للريف اليمني

الباحث الفقية لمنصة "ريف اليمن": جمعت 600 مهجل شعبي من أفواه النساء الريفيات

زيد الفقيه: المهاجل الشعبية رئة وجدانية للريف اليمني

الباحث الفقية لمنصة "ريف اليمن": جمعت 600 مهجل شعبي من أفواه النساء الريفيات

تمثل المهاجل الزراعية، أو ما يعرف بـ “فن القول النادر” في الريف اليمني، أحد أبرز أشكال التعبير الشعبي التي أبدعته النساء الريفيات على مر العقود، فهي أشعار شفهية تنبض بالحياة، وتؤدى أثناء العمل في الحقول والوديان، وعند جلب الحطب من الجبال، وأحيانا في جلسات السمر فوق أسطح المنازل، أو خلال مواسم الحصاد، لتشكل بذلك مزيجا من الغناء والعمل والوجدان.

لم يكد ينجو هذا التراث الشفهي العريق من غبار النسيان، إلا أن جهودا كبيرة يبذلها المثقفون اليمنيون ومنهم الباحث والناقد “زيد صالح الفقيه”، الذي كرس ما يزيد عن 36 عاما متنقلا بين القرى اليمنية، باحثا وموثقا، ليستطيع جمع ما يقارب 600 مهاجل من أفواه النساء الريفيات.

​وفي حوار خاص مع “منصة ريف اليمن”، يفتح الفقيه صفحات من تجربته الممتدة مع كتابه “فن مهاجل المرأة اليمنية في الريف”، متحدثا عن فكرة التأليف، والمدة التي استغرقتها ورحلة التوثيق الطويلة، وأهمية هذا الفن في حفظ الذاكرة الريفية، كما يسلط الضوء على حضور التراث الشعبي في إنتاج كبار الأدباء اليمنيين، وكيف ظل الريف منبعا خصبا لإبداعاتهم.

المهاجل الشعبية رئة وجدانية للريف اليمني
مقتطفات من حوار زيد الفقية (ريف اليمن)

إلى نص الحوار..

  • بداية حدثنا عن تجربتك الأولى في القرية وتأثيرها في شخصيتك الثقافية؟

أهلا وسهلا بك و” بمنصة ريف اليمن“، أنا من مواليد قرية النُزْهة في منطقة إريان بمديرية القفر بمحافظة إب، والمنطقة التي ولدت فيها تتمتع بتضاريس مميزة وطبيعة خلابة، كما أنها بيئة ثقافية وأدبية وعلمية منذ زمن بعيد.

كان بيتنا عامراً بالمعرفة، وكان والدي هو أستاذي الأول، وكانت حكايات جدتي تؤسس في أعماقي اللبنات الأولى لما أقوم به اليوم من بحث ومعرفة واهتمام بالتراث الريفي.

  • انتقلتَ من الريف إلى المدينة تحديداً إلى صنعاء، كيف ساهم ذلك في تراكم تجاربك الثقافية؟

الواقع أني كنت قد درست في المِعلامة (مكان قديم للتعليم) قبل أن ألتحق بمدرسة الشهيد عبدالله الإرياني، على يد والدي وعدد من الفقهاء في منطقتي، ومن أبرزهم عبدالله علي القحطاني، الذي علمنا قواعد الخط وكيفية كتابة الرسائل والبصائر.

خلال مرحلة الطفولة كنت أكتب رسائل للمغتربين في السعودية وأقرأ رسائلهم إلى أهلهم وذويهم، وحين التحقت بالتعليم الابتدائي بمدرسة إريان وضعت في الصفوف المتقدمة لذلك اجتزت المرحلة الابتدائية خلال سنتين ومن الأوائل، ومن ثمَّ سافرت إلى صنعاء عام 1977، لدراسة المرحلة الإعدادية والثانوية والجامعية، ثم  درست الماجستير، في ذمار.

أستطيع القول إن التأثير في شخصيتي لم يكن للمدن التي زرتها، وإنما للأشخاص الذين التقيتهم في تنقلاتي، ففي صنعاء مثلاً التقيت قبل الالتحاق بالجامعة بالأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي أصبح فيما بعد أستاذي في الليسانس والماجستير والدكتوراه.

التراث والإنتاج الأدبي

  • كانت رسالتك في مرحلة الماجستير حول الأبعاد التراثية في شعر محمد عبد السلام منصور.. لماذا التراث حاضر في غالبية إنتاجيتك الأدبية؟

التراث جزء من تكوين أي مجتمع، وخاصة المجتمعات الحضارية، لذلك نحن معجونون ومغرمون بماء التراث لأنه موضوع في وجداننا وتلابيب أفئدتنا، ومن الطبيعي أن أي شخص ينتمي إلى بيئة علمية وحضارية لابد له أن يكون مغرماً بتراثه ومشدوداً إلى ماضيه الحضاري.

  • نتحدث عن حضور كبير للريف في مجموعاتك القصصية كـ”أوتار لأوردة الغبار” أو في “لستُ أنا” أو في “مفاتيح” حدثنا عن أسباب الاهتمام؟

أنا ابن ريف، وكان لزاماً عليَّ أن يكون مسقط رأسي ونبع ارتوائي المعرفي حاضراً في أعمالي؛ أكانت الإبداعية أم البحثية، بالإضافة إلى أني مغرم بالريف، وهذا من الطبيعي جداً لكل من ينتمي للريف.

لو قرأت أعمال البردوني لوجدت الريف في معظم نتاجه الأدبي، وخذ مثالاً على ذلك كتابه “فنون الأدب الشعبي في اليمن”، كذلك أستاذنا الدكتور عبدالعزيز المقالح كان مغرماً بالريف والتراث، وقد تجسَّد هذا في أعماله البحثية والإبداعية، فقد كانت رسالته للدكتوراه عن “شعر العامية في اليمن”، وفي أعماله الإبداعية الشعرية خصص ديواناً كاملاً للريف أسماه ” كتاب القرية”، لذلك من الطبيعي أن يكون للريف في أعمالي مكان، لأنه يُولِّدُ فينا الحنين إليه.


زيد الفقيه: التراث جزء من تكوين أي مجتمع، وخاصة المجتمعات الحضارية، لذلك نحن معجونون ومغرمون بماء التراث لأنه موضوع في وجداننا وتلابيب أفئدتنا


  • صدر لك كتاب “فن مهاجل المرأة اليمنية في الريف”، كيف جاءت فكرة تأليف هذا الكتاب؟

فكرة تأليف الكتاب كانت من قاعة الدرس الجامعي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة صنعاء، حينما كان أستاذنا الدكتور عبدالعزيز المقالح يدرسنا مادة الأدب الشعبي ألزمنا أن يعمل كل طالبٍ منا بحثاً للمادة من قريته، لأنه لا يريد من بطون الكتب، ولعله بذلك أراد أن يستخرج طلابه الكنوز التراثية المدفونة في القرى اليمنية.

خطر لي فكرة تقديم البحث عن المهاجل، وهي من القول النادر الخاص بالنساء، وقدمت البحثَ وحصلت على درجة الامتياز، ثم نشرته على ثلاث حلقات، حلقتان في صحيفة الثورة عام 1989م، والثالثة في مجلة الكلمة عام 1991م، ومن ثمَّ جاءت فكرة أن يكون كتاباً؛ فقررت أن أجمع هذه المادة من مختلف المحافظات اليمنية ليصبح كتاباً شاملاً ومخصصاً لهذا الفن.

  • كم استغرقت فترة تأليف الكتاب ؟ وما هي المناطق التي زرتها؟

الفترة التي استغرقتها في جمع المادة والبحث والتقصي ودراسة الأبيات دراسة أيكولوجية هي 36 عاماً. زرت عدداً من المناطق اليمنية الزراعية، مثل: محافظة إب، وحجة، وريمة، والمحويت، وذمار، وغيرها من المناطق، وجمعت أكثر من (600) بيتٍ من أبيات المهاجل، حتى أصبح كتاباً، وتقدمت به في منحة للصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، والحمد لله وفِّقتُ بقبوله في منحة تفرغ لمدة عامين مشكورين عليها، وهو الآن كتاب.

المرأة اليمنية

  • ترتبط مهاجل المرأة اليمنية في الريف بزمن محدد، متى يكون هذا الزمن؟

هذا الزمن هو في موسم “العلَّان” عندما تصبح محاصيل الذرة ناضجة، ويستدعي الموسم تعريتها من الأوراق، وهذه العملية تسمى في بعض المناطق (العلف) وفي بعض المناطق (الشرف) ومدتها لا تتجاوز ثلاثة أشهر.

  • لماذا خصَّيت المرأة اليمنية في الريف بفن المهاجل اليمنية؟

أنا لم أخصَّها، بل أبياتها الشعرية هي التي شدَّتني إلى دراستها، وألهمتني إلى أن أدرس هذا الفن النادر من القول، الذي تردده أثناء عملها في الحقل، وفي موسم العلان بالذات، وأحيطك علماً أن أغلب تلك النسوة التي جمعت منهن المهاجل قد توافهن الله إلى رحمته، ولو لم أجمع تلك الأبيات منذ زمن مبكر لاندثر هذا الفن وطواه النسيان.


الفقيه:  أمضيت 36 عاماً  في البحث والتقصي، ودرست المهاجل أيكولوجيا وأصدرت كتاب “فن مهاجل المرأة اليمنية في الريف” ووثقت 600 بيت من المهاجل الشعبية


  • في كتاب “فن مهاجل المرأة اليمنية في الريف” كيف استطعت جمع الأبيات الشعرية من أفواه كبيرات السنّ؟

جمعته من خلال عدَّة طرق: الجلوس إليهنّ وكتابة الأبيات مباشرة، أو كتابتها أثناء ترديدها في الحقول، وهذا ما يسمى بالمسح الميداني، أو عن طريق تدوين هذه المهاجل للأقارب مثل الزوج أو الابن أو الأخ وهو ينقلها إليَّ.

نماذج من المهاجل 

  • هل ممكن أن تذكر لنا نماذج وبعض الأبيات من تلك المهاجل؟ وفي أي زمن أو موسم ترددها النساء الريفيات؟

ارتبطت المهاجل بالعمل اليومي الذي تمارسه المرأة والرجل معاً في الحقول والوديان، وتحديداً قي موسم العلان الذي ارتبط بالتفاؤل والخير والأداء الجماعي للعمل. من المهاجل التي يتم ترديدها في بواكير الصباح واستهلال اليوم مثل:

البكر هي صواب ما شي على الباب بواب
السبول أينعت والارزقي طاب له طاب
ياصباح الرضا والشمس قامة بقامة
مثل خيط الحرير ملوي بصدر الحمامة
قمت يوم الخميس والشمس قامة بقامة
قوم ياذا الحنش من فوق صدر الحمامة
صاحب الحقل جاء يشتي يطوف ثماره

• ماذا عن المهاجل المرتبطة بفخر المرأة اليمنية بحبيبها؟

هناك الكثير من هذه النماذج ومنها:

ياسلا خاطري خلي خرج بالمظلة       ***  بالعبيد والجواري والقوم شلة بشلة
ياسلا خاطري خلي خرج سوق سباح  ***  بالعيون الملاح ونخرته سيف ذباح
ياسلا خاطري خلي خطر من قبالي    ***  نظرته سمسمت قلبي وشلت فؤادي

من خلال هذه الأبيات البسيطة المفعمة بالحيوية والتلقائية والصراحة تضع المرأة الريفية نفسها نداً للرجل، فكما يعبر الرجال عن مشاعرهم تجاه النساء، لا تتوانى المرأة عن الإفصاح -وبجرأة- عن المشاعر نفسها، وتمارس الغزل الصريح بملء فيها، فالألفاظ الواردة في تلك الأبيات تدل على الوصف الصريح من المرأة لحبيبها، وتؤكد على مدى التحدي والنزوع إلى ممارسة حقها الطبيعي في الحب.

  • حدثنا عن نموذج من  المهاجل الخاصة في الهجرة وتأثيرها الاجتماعي؟

كثيرة هذه المهاجل ومن بينها:

يفتح الله عليك يامن تركت البوادي           ***   قد تركت المليح في كل مهجل ووادي
أنعم الله مساك يا ذي على الحس ما انساك *** جدد الله كساك أما من الشر نجاك
ياطيور الحلى نسأل من الله يوديه           ***  لا كتاب لا جواب ولا جزمنا نوصيه
ياحبيب القلوب نسأل من الله يوديك         ***  لا كتبنا بخط وولاجزمنا نوصيك

في تلك الأبيات نجد المرأة تبدأ في صدر البيت الأول بالدعاء للحبيب بالرزق، أما في عجز البيت فتشير الى أنه ترك مكانه وقريته وأحبته، وبذلك فقد ترك المليح، ويعني بالمليح نفسها وغيرها من النسوة، وكذلك الطبيعة والجو المعتدل، وما يرافق ذلك من مهاجل.

  • من نماذج المهاجل الخاصة بالحث على العمل؟

ياشَرَق ياشَرَق شرَّق نميم المشالي
يانميم المشالي أو ياحلا وأنت حالي
ياشرق ياشرق شرقت يا بائع الفل
لا بلادك بعيد الريح تدِّي وتقبل
ياشرق ياشرق يا سيف محلى معلق
علقوك في العلق يا خل تسرح مرفق

في الأبيات الثلاثة السابقة تصل في مهاجلها إلى مرحلة التشريق، وهي هنا ليس من الشروق أو الفعل الماضي شرق، بل من شرق يُشرق، فهو مُشرق، أي “متأخر” في عُـرف أهل اليمن، وتقال لحث المتأخر عن أي عمل يقوم به، وكلمة شرق بفتحتين خفيفتين، نقولها لحث المقتدي على الإسراع حتى لا يتأخر، للنائم: استيقظ من نومك شرق عليك، أو تحرك شرق علينا. وفيها الحث على مضاعفة الجهد، وبذل أقصى طاقات العمل، ليستطيع الحاضرون إنجاز الأعمال الموكلة اليهم.

فن وجداني

  • يقول البعض إن المهاجل فن تعبوي تحريضي أكثر منه وجداني، ولا يقتصر على موسم “العلان”.. ما هو ردك على هذا الطرح؟

الذي يسأل مثل هذا السؤال يستفز الواقع، بل العكس هو الصحيح، فن المهاجل فن وجداني من الطراز الرفيع، وهو اجتماعي بامتياز يعالج كثير من القضايا الاجتماعية، وعلى من يدَّعون ذلك العودة إلى قراءة  الكتاب.


الفقيه: ترجمت قصصي إلى الإنجليزية، الإيطالية، والفرنسية، ردود الأجانب كانت إيجابية جدًا، بل تفوق أحيانًا تفاعل القراء العرب، لأنهم يقدّرون المعرفة أكثر


  • بعض أعمالك تُرجمت إلى لغات عدة.. كيف كانت ردود الأفعال؟

ترجمت قصصي إلى الإنجليزية، والإيطالية، والفرنسية، ردود الأجانب كانت إيجابية جدًا، بل تفوق أحيانًا تفاعل القراء العرب، لأنهم يقدّرون المعرفة أكثر.

  • ماذا عن مجموعة “لست أنا” التي وصفت بأنها كسرت النمط التقليدي؟

تعمدت الخروج عن الشكل المألوف للقصة القصيرة بأسلوب جديد وساخر أحيانًا، لذلك لاقت اهتمامًا أكاديميًا.

  • عملت دراسة عن الموسيقى اليمنية منذ الدولة السبئية وحتى الآن، من الذي بذر فيك هذه الذائقة الفنية والموسيقية اليمنية؟

في الحقيقة أن الذي بذر فيَّ تلك الذائقة الفنية والموسيقية ليس فناناً ولا موسيقياً ولا مُلحناً، وإنما كان طبيباً هو الدكتور عبدالله غالب سري، إذ كان مديري في مركز العلفي للأمومة والطفولة في ثمانينات القرن الماضي وأنا ما زلت طالباً في الإعدادية، وكنت أصطحبه في مشاويره الخاصة بالعمل أو مشاويره الخاصة، فقد تعود كل يوم أن يذهب إلى ضلاع همدان لشراء القات، وكان يصطحبني معه، وكان من المولعين بسماع الأغاني التراثية مثل: أغاني القعطبي، والعنتري، والشيخ أبو بكر، والقمندان وغيرهم، وكان يعمد إلى أن يشرح لي معلومات عن كل أغنية نستمع إليها، فيذكر لي اسم الشاعر ويعطيني نبذة عنه، والفنان ويعطيني نبذة عنه أيضاً، وهذه كانت البِذرات الأساسية لذائقتي الفنية ومهواي الفني.

  • تقيم في صنعاء حالياً، ما مدى ارتباطك بالريف اليوم؟

الريف بالنسبة لي هو الرئة التي أتنفس بها، رغم إقامتي في صنعاء إلا أنني بين حين وآخر أزور قريتي وأقيم فيها مدداً متفاوتة، وكلما ضاقت بي المدينة أهجرها وأذهب إلى الريف لأنه منبع الحنان والأمن والأمانة والاطمئنان.

  • ما أبرز مشاريعك القادمة؟

أطمح إلى استكمال مشروعي المعرفي المتمثل بإصدار ما تبقى لي من كتب أشتغل عليها، وهي كثيرة، ومنها على سبيل المثال كتاب “المكتبة اليمنية.. النشأة والتطور”، هذا الكتاب يؤرخ للمكتبة اليمنية منذ ملكة سبأ حتى اليوم، وكتاب “قصائد اليتيمة في الشعر العربي” وغيرهما من الأبحاث.

  • ماذا تخبرنا عن حياتك حالياً؟

أنا سعيد جداً مع أسرتي، وأؤمن أن السعادة يصنعها الإنسان لنفسه، فالسعادة والتعاسة في يد المرء، وهو الذي يستطيع صنع السعادة، ويستطيع جلب التعاسة، والسعادة بالنسبة لي تُجلب حينما يكون المرء زاهدا بالحياة أولا. ثانيا أن يكون إيجابيا في نفسه ثم مع من حوله، وقد تمثلها الشاعر إيليا أبي ماضي حين قال “والذي نفسه بغير جمالٍ ** لا يرى في الوجود شيئاً جملاً” ومن ثمَّ فالسعادة أنت صانعها.

  • كلمة أخيرة للشباب؟

أنصح الشباب بالعودة إلى الكتاب كمصدر للمعرفة، لأنه يمنح ثقافة راسخة وموثوقة، بخلاف ما تقدمه المصادر السطحية.

شارك الموضوع عبر:

الكاتب

    مواضيع مقترحة: