تُعد محافظة صنعاء درة طبيعية فريدة ومكاناً لأراضٍ زراعية واعدة، فهي تحيط بأمانة العاصمة من جميع الجهات، ويشكل سكانها ما يقرب من 4.7% من إجمالي سكان الجمهورية، يعتمد غالبية سكان المحافظة بشكل أساسي على النشاط الزراعي؛ ما يجعلها ركيزة حيوية في الاقتصاد اليمني.
تتميز المحافظة بثرائها الطبيعي الساحر، من منتزهات خلابة ومناظر طبيعية آسرة، وذلك بفضل غطائها النباتي الكثيف، خاصة خلال هطول الأمطار الموسمية صيفًا. كما يساهم تنوع تضاريسها ونقاء مناخها في جعلها وجهة جذابة، وتعد الريف المحيط بأمانة العاصمة.
الموقع والسكان
تقع محافظة صنعاء في منطقة القيعان بين السلسلة الجبلية الغربية والهضاب الشرقية، تحديدًا في وسط الجزء الغربي من اليمن. تبلغ مساحتها الشاسعة حوالي 11 ألفاً و877 كيلومتراً مربعاً، يبلغ عدد سكان المحافظة نحو 918 ألفاً و727 نسمة، وفقًا للتعداد السكاني لعام 2004، بمعدل نمو سكاني سنوي يبلغ 2.07%.
وتتوزع على 16 مديرية، ومركزها الإداري منطقة الروضة، المديريات هي: همدان، أرحب، نهم، بني حشيش، سنحان وبني بهلول، بلاد الروس، بني مطر، الحيمة الداخلية، الحيمة الخارجية، مناخة، صعفان، خولان، الطيال، بني ضبيان، الحصن، جحانة.
مواضيع ذات صلة
المهرة.. بوابة اليمن الشرقية
ذمار.. خامس محافظة يمنية في الإنتاج الزراعي
حضرموت.. أكبر المحافظات مساحةً في اليمن
التضاريس والمناخ
تتنوع تضاريس محافظة صنعاء بشكل لافت، حيث تمزج بين جبال شاهقة وأودية زراعية خصبة. تنقسم المرتفعات فيها إلى قسمين رئيسيين:
- المرتفعات الغربية: تشمل المديريات الغربية كبني مطر والحيمتين وحراز. تشتهر هذه المناطق بوعورة تضاريسها وكثرة جبالها وأوديتها. يبرز من بينها جبل النبي شعيب في مديرية بني مطر، الذي يُعد أعلى قمة جبلية في شبه الجزيرة العربية، بارتفاع يبلغ 3,666 مترًا فوق مستوى سطح البحر.
- المرتفعات الوسطى: تتكون من مجموعة من القيعان الخصبة، أبرزها قاع صنعاء، بالإضافة إلى قيعان أصغر تتوزع في مديريات متعددة. تعتمد معظم هذه القيعان على المياه الجوفية في زراعتها، ومن أمثلتها: قاع العير الأسفل والأعلى، قاع الصلاحي وقاع الملاحي في بني حشيش، قاع العرة في همدان، وقاع شراع، شاكر، الركية، سنوان وهران في أرحب، قاع مزيد في بلاد الروس، وقاع الفيتين وحباب في سنحان.

الأودية
نظرًا لطبيعتها الجبلية، تحتضن محافظة صنعاء عددًا كبيرًا من الأودية التي تتشكل في بطون ومنخفضات الجبال. تحدد هذه التضاريس اتجاهات الأودية، التي تتعدد وتكثر بتعدد المرتفعات، وتشكل روافد مهمة لأودية كبرى مثل وادي سردود ووادي سهام غربًا، ووادي سبأ ووادي الجوف شرقًا.
تنقسم اتجاهات الأودية إلى جزأين:
- الأودية الغربية: تشمل أودية الحيمتين وحراز، التي تُعد الروافد العليا لوادي سردد. كما تمثل أجزاء من أودية بني مطر وجنوب الحيمة الخارجية وجنوب حراز روافد هامة لوادي رماع. تصرف معظم هذه الأودية مياه عدد من الأودية الصغيرة، ولبعضها تفرعات متعددة.
- الأودية الشرقية: من أبرزها وادي الخادر ووادي سنوان، اللذان يصبان في وادي الجوف. ومن الأودية المائية الأخرى في المحافظة: وادي الخارد في نهم، ووادي ريان، ووادي النشاما في مديرية مناخة وبني إسماعيل، وغيل أسعد الكامل في مديرية بني بهلول.
يتنوع مناخ المحافظة بتنوع تضاريسها؛ فالمديريات في الجزء الجنوبي الغربي تتميز بمناخ دافئ معظم أيام السنة، باستثناء مرتفعاتها العالية التي تكون باردة شتاءً. أما المديريات المحيطة بأمانة العاصمة، فيكون المناخ فيها باردًا شتاءً ومعتدلًا صيفًا. يبلغ متوسط درجة الحرارة في صنعاء خلال أيام السنة ما بين 8 و 12 درجة مئوية.
اقتصاد صنعاء
تُعد الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي لسكان محافظة صنعاء. تُزرع في أراضيها العديد من المحاصيل، أهمها البن، الفواكه، والخضروات المتنوعة. تحتل المحافظة المرتبة الثانية بين محافظات الجمهورية في إنتاج المحاصيل الزراعية، بنسبة تصل إلى 9.2% من إجمالي الإنتاج.
تشير المعلومات إلى وجود بعض المعادن في أراضي المحافظة، من أهمها الزنك، الفضة، والرصاص. كما تحتوي على مواد بركانية مثل (الاسكوريا والبرلايت)، التي تستخدم في الصناعات الطبية، كالعوازل الحرارية، أو كمواد منشطة للتربة.
الغطاء النباتي والحيواني
يتوفر الغطاء النباتي بكثرة في معظم أجزاء المحافظة، خاصة الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية التي تشهد أمطارًا غزيرة. يشكل هذا الغطاء مراعي خصبة للحيوانات.
من أهم أنواع الغطاء النباتي الحشائش والنباتات الصغيرة المنتشرة في الأجزاء السهلية والجبلية على حد سواء، لا سيما في مواسم الأمطار، إضافة إلى أنواع مختلفة من الأشجار الكبيرة مثل السدر، الطلح، والطنب.
تضم المحافظة أيضًا العديد من الحيوانات البرية التي تتركز في الأجزاء الجبلية والخالية من السكان. من أبرزها: الضباع، النمور، الثعالب، الأرانب، الأوبار، والظباء (نادرة). كما توجد أنواع أخرى من الحيوانات، إلى جانب أنواع مختلفة من الطيور والزواحف.
السياحة والمعالم الأثرية
تزخر محافظة صنعاء بالعديد من المناطق السياحية الجذابة، حيث تتنوع المناظر الطبيعية التي تتميز باخضرارها الدائم بفضل وفرة الغطاء النباتي، بالإضافة إلى سواحلها المائية، وشلالاتها، ومدرجاتها الجبلية.
تتوزع المناظر الطبيعية في عدد من المديريات الغربية، ومن أهمها: وادي ماضخ في مديرية الحيمة الداخلية، وبني مطر. كما تحتوي بعض المديريات على قيعان خضراء دائمًا بفضل اتساع المساحات الزراعية، مثل مديريات بني حشيش في همدان.
تضم المحافظة أيضًا أماكن سياحية علاجية بارزة، منها:
حمام علي في مديرية الحيمة الداخلية.
حمام الجارف في مديرية بلاد الروس.
إضافة إلى ذلك، تحتضن محافظة صنعاء العديد من المناطق الأثرية والتاريخية التي تشهد على دورها عبر التاريخ اليمني العريق. من أبرز هذه الآثار الموزعة على مديريات المحافظة: دار الحجر، حصن دروم، منطقة حاز، الرحبة، وحقة همدان، وغيرها من المعالم التاريخية الهامة.
