محافظة ريمة هي إحدى محافظات اليمن التي استُحدثت خلال عام 2004، تُعد من أكثر المناطق اليمنية تنوعًا جغرافيًا، وثراءً ثقافيًا رغم ندرة التوثيق الإعلامي حولها، وهي ذات تضاريس جبلية شاهقة.
تعد محافظة ريمة بتضاريسها الجبلية ومعالمها التاريخية ونشاطها الزراعي، نموذجًا للمحافظات اليمنية التي تجمع بين عراقة التاريخ وخصوبة الأرض، مما يؤهلها لتكون مركزًا للتنمية المستدامة وجذب الزوار الباحثين عن الأصالة والطبيعة الخلابة.
السكان والموقع
وتبعد ريمة عن العاصمة صنعاء بمسافة تُقدّر بنحو 200 كيلو متر يُشكل سكان المحافظة ما نسبته 2.0% من إجمالي سكان البلاد؛ ما يجعلها منطقة ذات كثافة سكانية معتدلة.
تُقسم ريمة إداريًا إلى ست مديريات، وتُعتبر مدينة الجبين مركز المحافظة، تتميز المحافظة بطبيعتها الوعرة، وجبالها الشاهقة الارتفاع، مما يضفي عليها طابعًا جغرافيًا فريدًا.
وفقًا لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت اليمنية لعام 2004، بلغ عدد سكان محافظة ريمة 394,448 نسمة حيث ينمو السكان سنويًا بمعدل 3.02%، يتوزعون في ست مديريات هي: بلاد الطعام، السلفية، الجبين (عاصمة المحافظة)، مزهر، كسمة، الجعفرية.
مواضيع ذات صلة
ذمار.. خامس محافظة يمنية في الإنتاج الزراعي
محمية عُتمة.. تنوع طبيعي فريد
حضرموت.. أكبر المحافظات مساحةً في اليمن
اقتصاد ريمة
تُعد الزراعة النشاط الاقتصادي الأبرز الذي يمارسه سكان هذه المحافظة الواعدة. تُزرع فيها العديد من المحاصيل مثل الخضروات، والفواكه، والحبوب، بالإضافة إلى البن اليمني الشهير. كما يُولى اهتمام كبير لتربية الحيوانات والنحل، مما يُسهم في إنتاج العسل عالي الجودة.
وتحتل محافظة ريمة المرتبة السابعة عشرة من حيث المساحة الزراعية بين محافظات الجمهورية؛ إذ بلغ إجمالي المساحة الصالحة للزراعة 22 ألفاً و660 هكتارًا، وتشكل هذه المساحة نسبة 1.7% من إجمالي المساحة المزروعة في الجمهورية اليمنية.
كما تأتي المحافظة في الترتيب السادس عشر من حيث كمية إنتاج المحاصيل الزراعية على مستوى الجمهورية، حيث بلغ إجمالي كمية المحاصيل الزراعية المنتجة 54 ألفاً و629 طنًا، تُشكل هذه الكمية نسبة 1.05% من إجمالي الكمية المنتجة لمحافظات الجمهورية.
تُظهر هذه الأرقام الدور الحيوي للقطاع الزراعي في اقتصاد محافظة ريمة، وإسهامه في الأمن الغذائي المحلي.

المعالم الأثرية والتاريخية
تزخر محافظة ريمة بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية والمواقع الطبيعية الخلابة التي تجعلها وجهة سياحية محتملة، تحتضن إرثًا غنيًا من القلاع والمباني التاريخية، إلى جانب مناظر طبيعية خلابة تشكّل رافدًا محتملًا للسياحة الداخلية والخارجية.
وتنتشر المساجد القديمة بزخارف خشبية دقيقة ومصندقات مطليّة بماء الذهب، كما توجد أضرحة وقباب مزخرفة تعكس فن العمارة اليمنية الإسلامية، واستخدمت مادة القضاض في بناء المساجد والصهاريج بشكل يمنع تسرب المياه، ويُبرز مهارة البناء المحلي.
كما يوجد فيها الكثير من الحصون والقلاع، معظمها يعود للفترة الأولى من الحكم العثماني، شُيّدت على قمم الجبال لأغراض دفاعية واستراتيجية، تطل على وصاب وسهول تهامة غربي اليمن.
وغالبية تلك القلاع تحتوي على أبراج دفاعية، صهاريج مائية، ومدافن للحبوب، مثل قلعة جبل الجون، محاطة بأبراج دفاعية ومدعّمة بصهاريج مياه محفورة في الصخر، تضم كهوفاً أثرية استخدمت للسكن أو لتخزين الأعلاف.
أبرز المعالم كالتالي:
- المساجد التاريخية: الجامع الكبير في الجبين: معلم ديني وتاريخي هام، جامع رباط النهاري، مسجد الأعور، جامع الضلاع (السبعة) في مديرية السلفية، مسجد رباط الدومر في مديرية السلفية، جامع القزعة في مديرية بلاد الطعام، جامع قرية المرواح في مديرية بلاد الطعام.
- الحصون التاريخية: حصن غوران، وحصن مسعود، وحصن دنوة، وحصن مشحم، حصن الطويلة وحصن المنتصر في مديرية السلفية، حصن دار الجبل في مديرية السلفية، والقشلة وهو مبنى تاريخي ذو قيمة معمارية.
- مواقع طبيعية: قرية الغرة، غيل زكام، قرية البلول.جبل ذهبو، جبل راعة، قرية العدن، جبل الدومر، وأسضا محل سبأ (قرية الحقب): موقع أثري يرمز إلى الحضارة اليمنية القديمة، شلال ضاحية الركب في مديرية الجعفرية، وكهف عزلة المُسخن في مديرية بلاد الطعام.
- قلاع وجبال أثرية: جبل الجون، جبل القفل، قلعة جبل ظلملم، قلعة جبل هكر، مقابر جبل وزيم، جبل حزر، جبل كبورة، جبل يعشم، جبل الشبوة، جبل السحوة، جبل بلق، جبل أسود في عزلة بني الجعد، وجبل الشرف بمديرية الجعفرية.

وتمثل ريمة كنزًا مهملًا من حيث السياحة البيئية والثقافية، بين مناظرها الطبيعية، وقلاعها العثمانية، ومدرجاتها الزراعية، وتمتلك الإمكانيات لتكون وجهة سياحية وتراثية مهمة.
لكنها عانت خلال العقود الماضية من تهميش شبه كامل في خطط التنمية والسياحة ومازالت كذلك، ومع توفير البنية التحتية كالمياه، والكهرباء، والطرق يمكن إحياء هذا الإرث اليمني، ودمجه في خارطة التنمية الوطنية في المستقبل.