الشبزي هو سالم بن يوسف الشبزي، واسمه العبري “موري شالوم شبازي”، نشأ في أسرة يمنية يهودية عريقة، وتلقى علوم الدين والأدب والتاريخ بالعربية والعبرية، وتميز بالفطنة والصبر والحنكة، حيث كرست بعض أعماله مكانة واسعة واحترامًا لديه لدى كل من اليهود والمسلمين.
تعددت أدوار الشبزي الاجتماعية والدينية: إصلاح ذات البين، والفتيا والقضاء داخل الطائفة، وتوثيق عقود الزواج، وإجراء الختان لأطفال اليهود والمسلمين، وإجازة المناسبات، وجمع الجزية من اليهود وتسليمها للحكام.
المولد والنشأة
وُلد في قرية نجد الوليد في شرعب السلام عام 1619 م وتوفي في تعز عام 1720م واسمه العبري “موري شالوم شبازي”، نشأ في أسرة يمنية يهودية عريقة، وتلقى علوم الدين والأدب والتاريخ بالعربية والعبرية، وتميز بالفطنة والصبر والحنكة.
مواضيع مقترحة
عمل سالم الشبزي في بداياته خياطا بحي المغرّبة، حيّ السلاطين والملوك في تعز، في حقب الأيوبيين والرسوليين ثم الطاهريين فالعثمانيين، هناك بزغ نبوغه العلمي والأدبي سريعا، فصار شخصية مؤثرة في المشهد الاجتماعي والثقافي، ومرجعا يتجاوز حدود طائفته إلى الفضاء العام للمدينة.
كان سالم الشبزي شاعراً وأديباً ويعمل في نسج الأقمشة، عُرف الشبزي كأحد أبرز رجال الدين اليهود ومؤسسي مدرسة الشعر الحميني في اليمن.
فقد كتب الشعر باللغتين العربية والعبرية، ووضع كتاب «الديوان» الذي احتوى على 550 قصيدة فصل فيها عادات وتقاليد وأعراف وسلوكيات المجتمع اليمني، ونشر للمرة الأولى في عام 1977 عن معهد بنزفي الإسرائيلي.
ضريح الشبزي معلم تاريخي
تقع القبة والضريح في مدينة تعز ملاصقة لقلعة القاهرة من جهتها الجنوبية الغربية، وتُعدّ من أبرز المعالم التاريخية والدينية والسياحية عالميا لفرادتها ونُدرتها. ورغم عقود من صيانة القلعة بتمويل دولي، بقي هذا المعلم خارج مظلة الرعاية التي تستحق قيمته الاستثنائية.
يشهد الموقع على تاريخٍ طويل من التعايش والإبداع اليمني، ويملك قابلية عالية للتحول إلى مقصد سياحي وثقافي متكامل. إن إبراز سرديته وتعريف العالم بخصوصيته يعيد إدراجه في خارطة الاهتمام الدولي، ويوفّر موارد مستدامة لمدينة تعز إذا توفرت إدارة حُسنى وتخطيط واضح.
القبة البيضاء بما تحمله من حمولة رمزية، تمثل اليوم مساحة لقاء بين الذاكرة الدينية والهوية الثقافية، كما أن العمل على استعادتها إلى وضعها اللائق سيبعث رسالة يمنية قوية قوامها احترام التنوع والاعتزاز بالتراث، ويجعل من الموقع منصة للتعليم والتسامح، ولحوارٍ ثقافي لا ينقطع.
ونظر للغموض الذي اكتنف حياه “الشبزي” ارتبطت به بعد موته الكثير من الخرافات حيث كان يحرص الزائرون إلى الضريح على اصطحاب أطفالهم المرضى والمصابون بالهزال إلى ساقية “الشبزي”حيث يتم سقيهم منها والطواف بهم على القبر.
محاولة طمس التراث
تتجدد اليوم محاولات نقل رفات الشبزي ومسخ تراث اليمن وبيعه في المزادات الدولية. وقد أُفشلت مساعٍ سابقة قبل الحرب عبر وزارة الخارجية اليمنية، انطلاقا من كونه جزءا أصيلا من التراث الثقافي الوطني، وجسرا يصل اليمن بالتراث الإنساني العالمي في بعديه الرمزي والمعرفي.
هذا الخطر لا يقتصر على نقل الرفات فحسب، بل يمتد إلى طمس السردية اليمنية للموقع، ونزع سياقه التاريخي والثقافي من بيئته. إن السكوت يمنح محاولات التشويه أرضا خصبة للتمدد، فيما يستدعي الواقع موقفا رسميا واضحا يرفض النقل والتهريب والبيع والتزييف، ويضع حدا لأي عبث.
ونشرت “منصة ريف اليمن” مقالًا خاصًا عن محاولة سرقة ضريح الشبزي، اعتُبر بمثابة نداء عاجل لإنقاذ القبة والضريح في تعز. يكتسب هذا الموقع أهمية خاصة، حيث كان قد حظي باهتمام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قبل اندلاع الحرب، قبل أن تتراجع تلك الجهود.
وقال فاروق العبسي، الخبير في السياحة الريفية في اليمن “تتزايد اليوم المخاطر المتمثلة في الطمس والنهب ومحاولات نقل الرفات. إننا نطالب بتحرك رسمي عاجل، وإبرام شراكات فاعلة لإعادة هذا المعلم إلى دائرة الرعاية الدولية وصونه للأجيال القادمة.”
وفي سياق المقال دعا العبسي مسؤولي اليمن في اليونسكو والجهات المعنية التحرك فورا لحماية قبة وضريح الشبزي وصيانتهما وترميمهما، ورفض محاولات نقل الرفات أو مسخ التراث.
كما وجه نداء استغاثة إلى مسئولي اليمن في اليونسكو والجهات المعنية قائلاً: تحركوا فوراً لحماية قبة وضريح الشبزي، نرجو تقديم ما يلزم من إجراءات وتمويلات وشراكات لإنقاذ هذا الموقع وإعادته إلى مكانته المستحقة.

