محافظة حجة هي إحدى محافظات اليمن تقع في الجزء الشمالي الغربي للبلاد، على بُعد حوالي 123 كيلومتر من العاصمة صنعاء، ويشكل سكانها نحو7.5% من إجمالي السكان، ويوجد في المحافظة تنوع طبيعي غني بين السهول التي تقع ضمن تهامة والجبال الشاهقة الممتدة.
تتميز محافظة حجة بتنوع فريد في العادات والتقاليد وأنماط الحياة اليومية، التي تتباين بين سكان المناطق الجبلية والسهلية، حيث ينعكس هذا التنوع في الأزياء التقليدية المتميزة لكل منطقة، وأدوات الزينة مثل الكوافي المصنوعة من الخيزران والظُلّات المنسوجة من أوراق النخيل، بالإضافة إلى ثراء الرقصات والإيقاعات الفلكلورية.
الموقع والسكان
تقع محافظة حجة شمال غرب صنعاء، وتبعد عنها مسافة 127 كيلومتر، يحد المحافظة شمالًا محافظتي صعدة والمملكة العربية السعودية، وشرقًا محافظة عمران، وجنوبًا محافظتي المحويت و الحديدة، ومن الغرب يحدها البحر الأحمر وجزء من محافظة الحديدة ويقع جزء كبير منها في نطاق سهل تهامة.
تبلغ مساحة محافظة حجة حوالي 8,227 كيلومترًا مربعًا، وتُقسم إداريًا إلى 31 مديرية، ويبلغ عدد سكانها وفقًا لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004، نحو 1,479,568 نسمة، بمعدل نمو سكاني سنوي يبلغ 3.04%، والمديريات هي: بكيل المير، حرض، ميدي، عبس، حيران، مستباء، كشر، الجميمة، كحلان الشرف،أفلح الشام، خيران المحرق، أسلم، قفل شمر، أفلح اليمن، المحابشة، المفتاح، المغربة، كحلان عفار، شرس، مبين، الشاهل، كعيدنة، وضرة، بني قيس الطور، الشغادرة، نجرة، بني العوام، مدينة حجة، حجة، وشحة، قارة.
مواضيع ذات صلة
-
المحابشة في حجة والطبيعة الساحرة
-
حجة: غياب المرافق الصحية يفاقم معاناة السكان
-
جزيرة كمران.. طبيعة فريدة في البحر الأحمر

التضاريس والمناخ
تتسم تضاريس محافظة حجة بالتنوع، حيث تشمل سلاسل المرتفعات الجبلية مثل جبال الشرفين، وحجور، وكحلان، ووشحة، وكشر. كما تضم سهولًا ساحلية واسعة في بني قيس المطلة على الطور، حيث يمتد وادي لاعه، ومنطقة عبس السهلية التي تصل إلى البحر بمسافة 50 كيلومترًا. شرق هذه السهول، تمتد سلسلة من الهضاب المتصلة بهضاب حجور، بالإضافة إلى المناطق السهلية في ميدي، وحرض، وعبس.
من أشهر جبال المحافظة: سلسلة جبال قارة، وجبال تمم، وجبل كحلان في مديرية كحلان، وجبل القرعة في مديرية المفتاح، وجبل القاهرة في المحابشة، وجبل حرم، وجبل الشاهل، وجبل طيفيان.
أما مناخ المحافظة فهو معتدل صيفًا وبارد شتاءً المناطق الجبلية ، بينما تتميز مناطق السهول الساحلية بمناخ مداري حار ورطب صيفًا ومعتدل شتاءً. تُعدّ المناطق الشرقية من المحافظة، خاصةً الجبلية منها، الأكثر حظًا في هطول الأمطار الموسمية خلال فصل الصيف، مع تساقط كميات قليلة من الأمطار الشتوية. أما المناطق الغربية، فتتلقى أمطارًا صيفية بكميات أقل من المناطق الشرقية.
اقتصاد حجة
يعتمد سكان محافظة حجة بشكل أساسي على الزراعة والرعي. تنتج المحافظة حوالي 6.8% من إجمالي المحاصيل الزراعية في اليمن، وتشمل أهم محاصيلها الفواكه، والمحاصيل النقدية، والخضروات، والحبوب.
كما تعد تربية النحل نشاطًا منتشرًا في معظم مديريات المحافظة، وتُمارس مهنة الصيد السمكي في المناطق الساحلية الغربية التي تطل على البحر الأحمر، مثل مديريات حرض وميدي وعبس، حيث توجد العديد من مناطق الاصطياد والمنشآت السمكية.
نظرًا لموقعها المحاذي للحدود السعودية، تشهد حجة نشاطًا تجاريًا ملحوظًا، خاصةً عبر منفذ مدينة حرض، الذي يُعتبر أحد أهم المنافذ الجمركية في الجمهورية اليمنية.
تشتهر حجة بالعديد من الصناعات الحرفية واليدوية التي تُشكّل جزءًا أصيلًا من هويتها الثقافية. من أبرز هذه الصناعات: الكوافي المصنوعة من الخيزران، والأواني الحجرية، والفخارية، والصناعات الخزفية، والحياكة. تُسهم هذه الحرف في توفير فرص عمل للعديد من السكان، وتختلف منتجاتها وتصاميمها بين المناطق الجبلية والسهلية، مما يمنح كل منطقة بصمة حرفية مميزة.
تنتشر الأسواق الشعبية في جميع أنحاء المحافظة، سواء في المرتفعات الجبلية أو السهل الساحلي. تُعرض في هذه الأسواق المنتجات المحلية والأجنبية، والمحاصيل الزراعية، والمصنوعات الحرفية اليدوية. وتُعدّ الأسواق الأسبوعية في السهل الساحلي وجهات سياحية يومية نابضة بالحياة.

السياحة والمعالم الأثرية
تزخر محافظة حجة بالعديد من المعالم السياحية والآثارية التي تعكس عمق تاريخها وتنوع طبيعتها حيث تنتشر الآثار القديمة والإسلامية في مواقع الحصون والقلاع التاريخية،وهي شاهداً على حضارات متعاقبة.
كما تتجلى الأنماط المعمارية الفريدة في المساجد، والأضرحة، والجسور ذات الطراز المعماري الفريد بالإضافة الثروة الطبيعية للسياحة البيئية: تتمثل في الوديان الخضراء، والغابات الكثيفة، وأنواع الطيور المتنوعة.
وتضم محافظة حجة جبال خضراء شاهقة: يتراوح ارتفاعها بين 2700 متر و3000متر ، كحصون طبيعية منيعة، مثل كوكبان حجة، والجاهلي، ومبين. تُعدّ معظم مشارف جبال حجة، مثل جبال الشرفين، ووشحة، وكشر، مثالية للطيران الشراعي. تتخلل هذه الجبال وديان عميقة، ومدرجات زراعية، وقرى معلقة في المرتفعات العليا، تُبهر الزوار بطابعها المعماري الفريد.
أما الثروة البيئية البحرية: تتجسد في جزيرة ذو حراب. كما تضم حجة عيون حارة طبيعية، بعضها اكتُشفت حديثًا، على الطرق المؤدية إلى المناطق التهامية. من أبرزها الطور، الذي يقع على بعد 35 كيلومترًا من مدينة حجة، بالإضافة إلى ينبوع حار دائم الجريان في مدينة يسلم.
ومن أبرز المعالم الأثرية والتاريخية بمحافظة حجة : قلعة القاهرة، قصر سعدان، جبل نعمان، حصن الجاهلي، حصن الناصرة، حصن الظفير، حصن كحلان عفار، حصن المدان، حصن الموشح، قلعة المدورة، قرية العلالي.
بالإضافة حصن المحرق، حصن كشر، المصنعة، سوق عاهم، قصر ومسجد القرن، مقبرة القرن، حصن مزرع، مسجد قرية القفلة، قصبة قرية القفلة، مسجد العابد، قلعة الإدريسي، جزيرة “ذو حراب”، حصن العلالي.
