جبل التعكر.. أكبر الحصون التاريخية في اليمن

جبل التعكر.. أكبر الحصون التاريخية في اليمن

جبل التعكر يعد أحد أشهر الحصون والقلاع التاريخية في محافظة إب و الجمهورية اليمنية، فهو ذات جذور عراقية، تعود لمئات الآلاف من السنين حيث عده الهمداني بأنه من شوامخ الجبال الشاهقة في اليمن.

وحصن التعكر يعد قلعة تاريخية عريقة تقع في محافظة إب وسط اليمن، وتحديدًا على قمة جبل التعكر، يُعرف الجبل بارتفاعه الشاهق الذي يصل إلى حوالي 3200 متر فوق سطح البحر، مما يجعله من أعلى القمم في المنطقة.

ذكر حصن التعكر الأمير محمد بن أبان الخنفري الحميري في فجر الإسلام إذ قال في قصيدة أوردها صاحب الإكليل الهمداني: وفوق التعكرين لنا قصور
تشاييد الشمارخة الطوال.


    مواضيع مقترحة

الموقع الجغرافي

يقع حصن جبل التعكر بمديرية جبلة في محافظة إب ( وسط اليمن)، ويرتفع نحو 3 ألف متر فوق سطح البحر، ويطل من الجهة الجنوبية الغربية على مدينة ذي السفال وأجزاء من مديرية السياني، كما يطل من الشمال على مدينة جبلة والوقش وسائلة جبلة ومفرق جبلة.

نبذة تأريخية

تشير العديد من المصادر والمراجع التاريخية بأن حصن التعكر من الحصون العريقة في اليمن، إذ عده الهمداني بأنه من شوامخ الجبال الشامخة في اليمن .

وتؤكد بعض الكتب التاريخية، إن حصن التعكر يعود بناءه إلى قبل نحو ستة آلاف سنة، و كان يسكنه قبل الإسلام راهب يسمى “سطيح التعكر” ولذلك سمي الحصن فيما بعد باسمه.

كما تؤكد المراجع التاريخية كـ”فقهاء اليمن” لعمر بن علي بن سمرة الجعدي و”الأكليل من أخبار اليمن وأنساب حمير” لأبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني وكتاب “تاريخ وصاب الأعتبار في التواريخ والآثار” لمؤلفه وجيه الدين الحبيشي الوصابي أن حصن التعكر مسكنه جمان من يحصب الأسفل وأن جبل جناد من التعكر إلى ريمة مكان اسمها عرفه وأساس التعكر.

ويؤكد هذا القول أبو محمد الحسن الهمداني في مخطوطه الأكليل نقلاً عن رواة معتمدين مثل كعب الأحبار وهو تابعي جليل حيث قال “إنه أدرك من عشيرته من لقى سطيحاً التعكري” وهو كاهن ذو صيت تميز بالحكمة والدراية وقد نقل أنه كان يتخذ من حصن التعكر مسكناً له.

وفي عهد الدولة الصليحية جعلته الملكة أروى بنت أحمد الصليحي مكاناً مهماً للزيارة والسياحية خصوصاً خلال هطول الأمطار الموسمية صيفاً.
وقديماً كان للتعكر شهرة واسعة وكان تعكر المخلاف يضم عدداً من المديريات من بينها العدين وجبلة وذي السفال والسياني.

شواهد حصن التعكر

يضم جبل التعكر على شواهد تاريخية مثل أثار برك الماء وسواقي حيث توجد ثلاث أبرك مائية أكبرها تلك التي تقع في الجهة الغربية وأوسطها تقع شمالاً وقد بنيت في إحدى جوانبها عتبات تتدرج من الأعلى وتحت كل عتبة حوض صغير بغرض جمع مياه الأمطار.

أما البركة الثالثة فتقع في الجهة الشرقية من الحصن وهي تعد الأقوى من بين البرك الأخرى ومازالت جدرانها مغطاه بالغضاض حتى وقتنا الحالي ، أما المدافن الموجودة في الحصن فكما تشير المصادر التاريخية فعددها سبعة مدافن منها ثلاثة عميقة جداً والأربعة الباقية أقل عمقاً، وتشير المصادر الثلاثة أن المدافن العميقة كان يطلق عليها ممن استوطنوا الحصن بمدافن جهنم.

وكانت تستخدم من قبل الصليحيين لخزن الذخائر وهذا يبرر سبب عمقها حيث يمكن لمن ينظر إليها من فتحة المدفن أنها واسعة وعميقة وصممت على شكل دائري، أما المدافن الأخرى فقد كانت تستخدم لخزن الحبوب والطعام وغيره.

طريق تجاري ومزار سياحي

نظراً لموقع جبل التعكر وتربع الحصن في أعلى قمة له فقد مثل هذا الموقع المتوسط للعديد من المديريات والمحافظات المجاورة ممراً تجارياً أمنناً حيث كان يمر من خلاله طريق تجارية من جبلة إلى ذي السفال، ومن ثم إلى تعز وعدن وإب، ومن الجهة المقابلة طريق إلى العدين ثم الجراحي والحديدة ووصاب.

لا تزال الحانات التي كانت تأوي المسافرين وتقيهم الليل وعناء السفر موجودة حتى الآن على جنبات الطرقات، بالإضافة إلى بعض السلالم المصللة والمتعضضة حيث كانت الطريق مرصوفة بشكل كامل.

يتخذ الكثير من سكان القرى الريفية القريبة من جبل التعكر بمحافظة إب، مكاناً للسياحة والترفيه عن أنفسهم خصوصاً خلال فترة هطول الأمطار الموسمية صيفاً، كما أنه كان أيام الدولة الصليحية مقراً صيفيا للسيدة أروى بنت أحمد الصليحي.

يحرص وهيب محمد (40 عامًا)، وهو من سكان المنطقة، على زيارة حصن التعكر، خاصةً خلال فصل الصيف، للاستمتاع بالسياحة والترفيه مع عائلته حيث يعد الحصن وجهة سياحية مميزة يقصدها السكان والزوار لما يوفره من تجربة سياحية فريدة بتكاليف مناسبة.

وأضاف لمنصة ريف اليمن”، الأجواء في الحصن تكون ساحرة، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة، من خضرة وجمال، مع الإطلالات الرائعة على المناطق المحيطة، مشيراً أن الزيارة تتيح للزوار فرصة فريدة لاستكشاف المعالم الأثرية الباقية التي تروي قصصًا من التاريخ العريق لهذا المكان.

يتمتع حصن التعكر بموقع استراتيجي فريد، حيث يطل على مناظر طبيعية خلابة تشمل الوديان والمدرجات الزراعية الخضراء التي تشتهر بها محافظة إب، المعروفة بلقب “اللواء الأخضر“. وتعود أهمية الحصن إلى فترات تاريخية قديمة .

الكاتب

مواضيع مقترحة: