المهرة هي إحدى المحافظات اليمنية، يُطلق عليها تسمية البوابة الشرقية لليمن، يعتمد سكانها على الزراعة وتربية الثروة الحيوانية، وصيد الأسماك، وهي من أهم المحافظات في السياحة الريفية، إذ تمتلك تنوعا طبيعيا نادرا، وتضاريس مختلفة.
تاريخيًا تحظى المهرة بتاريخ حضاري عريق، منذ ما قبل القرن العاشر قبل الميلاد، وهي مرتبطة تاريخ مملكة حضرموت القديمة، حيث كانت الحدود الشرقية لمملكة حضرموت القديمة تُعرف بمنطقة ساكلن، كما ورد في النقوش اليمنية القديمة، وتُشير إلى منطقة ظفار حاليًّا، وكانت في جانبيها اليمني والعُماني حالياً، أرض تنتج السلع المقدسة، كاللبان والمُرّ والصَّبر قديمًا.
و تعتبر المهرة، ثاني أكبر مساحة جغرافية في اليمن، وتمثل نشاط تجاري متميز فهي تعد الشريان الرئيس لتجارة اليمن مع بعض دول الخليج العربي، ويشكل ميناء نشطون حركة تجارية في صيد وتصدير الأسماك.
الموقع الجغرافي والسكان
تقع محافظة المهرة في الجزء الشرقي من الجمهورية اليمنية، وتبعد عن العاصمة صنعاء نحو (1318كم )، يحدها من الشرق سلطنة عمان، ومن الشمال صحراء الربع الخالي ،و من الغرب محافظة حضرموت ، ومن الجنوب البحر العربي.
وتبلغ مساحة محافظة المهرة حوالي (67297) كيلومتر مربعاً . وتتوزع هذه المساحة في تسع مديريات .
ويبلغ عدد سكان محافظة المهرة وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م (88594) نسمه وينمو السكان سنويا بمعدل(4.51%).

التضاريس والمناخ
تنقسم التضاريس في محافظة المهرة إلى ثلاثة أقسام هي: السهل الساحلي الجنوبي، و الهضبة الجبلية الوسطى، و الصحراء الشمالية.
السهل الساحلي الجنوبي: ويشمل الشريط الساحلي المتعرج والممتد من حدود المحافظة مع محافظة حضرموت من الغرب، وشرقاً حتى حدود سلطنة عمان حيث يبلغ، طـوله حوالي (375 كم)، وهو ينحصر من الشمال بسلسلة جبال الهضبة ووديانها، ويصل أعلى ارتفاع له عـن مستوى سطح البحر نحو (250 متراً)، وتنتشر عليه معظم المدن الرئيسية بما فيها مدينة الغيضة المركز الإداري للمحافظة.
- الهضبة الجبلية الوسطى
تتكون من سلاسل جبلية تتخللها الوديان والروافد، وأشهر جبال هذه المحافظة، جبل الحبشية، وجبل الغرت، وسلسلة جبال بني كشيت، وجبل الفك ومرارة ، وشرقاً حتى سلسلة جبال القمر.
ويتخلل السلسلة الجبلية العديد من الوديان أبرزها وادي المسيلة الذي يعتبر الامتداد الجنوبي الشرقي لوادي حضرموت وتصب فيه الكثير من الروافد الشمالية الشرقية ، والجنوبية الغربية، وعلى ضفتي هذا الوادي تنتشر الكثير من المستوطنات التي تعتمد على المياه الجارية فيه، وتعتبر أراضيها من أخصب أراضي المحافظة.
- الصحراء الشمالية
وهي عبارة عن صحراء مترامية الأطراف وهي الجزء الجنوبي الشرقي من صحراء الربع الخالي، وتضم عروق الموارد، ورملة أم غارب، ورملة عيوة، وبني معارض وخليف وعلين، وخليف مسيفة، وطوق شحر، وعدد كبير من العروق مثل عروق الخراخير، وعروق ضحية، وعروق ابن حمودة، ومعظم سكانها من البدو الرحل.
ويسود محافظة المهرة مناخ مداري جاف باستثناء مديرية حوف التي تسقط عليها الأمطار سنويا بصورة منتظمة ابتداء من يونيو حتى سبتمبر وتبلغ درجة الحرارة في حدها الأعلى (33ْ مئوية) وحدها الأدنى (18ْ مئوية) في المناطق الساحلية المحاذية لشواطئ البحر العربي بسبب هبوب الرياح الموسمية.
أما هطول الأمطار في المهرة فهي قليلة وتتركز في بعض الأجزاء الجبلية، وعموما فإن الأمطار عادة ما تسقط في فصل الصيف كما أنها تسقط في الشتاء بكميات قليلة حيث تبلغ كمية الأمطار (982) ملم بحسب إحصائيات 2004.
اقتصاد المهرة
تعتبر الزراعة وتربية الثروة الحيوانية وصيد الأسماك من أهم الأنشطة الرئيسة التي يمارسها سكان المحافظة، حيث يزرع فيها العديد من المحاصيل الزراعية، من أهمها الخضروات، إذ تشكل المحاصيل الزراعية ما نسبته (0.42%) من إجمالي الإنتاج الزراعي في اليمن.
بالإضافة إلى ذلك تقع محافظة المهرة على شريط ساحلي طويل يصل إلى (500) كيلو متر، غني بالأسماك والأحياء البحرية. ويوجد في أراضي المهرة موارد طبيعية وإمكانات اقتصادية متنوعة.
وتشتهر محافظة المهرة بأشجار اللبان وصناعة البخور، ونشاط تجاري متميز كونها الشريان الرئيس لتجارة اليمن مع بعض دول الخليج العربي، ويشكل ميناء نشطون حركة تجارية في صيد وتصدير الأسماك.
وتشير المؤشرات الأولية -لكن لم يتم إثباتها عمليا- إلى وجود بعض المعادن، من أهمها الذهب والرخام والجرانيت والرمال السوداء.
التنوع النباتي والحيواني
يتمثل الغطاء النباتي المتوفر على سطح المحافظة بالنباتات والأعشاب الصحراوية والتي غالباَ ما تنمو وتكثر في مواسم الأمطار، إلى جانب أنواع أخرى من الأشجار المعمرة خصوصاً الشوكية منها مثل السمر، السيسبان، إضافة إلى أشجار السدر بكميات محدودة وأشجار النخيل وغيرها.
كما يوجد العديد من الحيوانات البرية أهمها السباع ، النمو، الثعالب، الأرانب، وأنواع أخرى كالقنافذ الشوكية، الأوبار، بالإضافة إلى أعداد قليلة جدا من الضبي، ومن جميع هذه الأنواع توجد في المناطق الخالية من السكان.
وتضم محافظة المهرة أنواع مختلفة من الطيور أهمها الصقور، الحمام البري، الحداء، البوم، وغيرها من العصافير الصغيرة مختلفة الأحجام والأسماء والتي غالباً ما تتواجد في المناطق الزراعية والأودية الكثيفة الأشجار.
السياحية والمعالم الأثرية
تعد المهرة إحدى أهم المحافظات اليمنية حيث تمتلك تنوعا طبيعيا نادرا، وتضاريس مختلفة خلقت لها ثراء في المناظر الطبيعة، حيث يمكن أن تجد الساحل النقي، والجبال الخضراء وأيضا الصحراء، وكل هذه مقومات جذب سياحي لما تُستغل بعد.
وتُمثِّل مدينة الغيضة المركز الإداري لمحافظة المهرة، وهي مدينة حديثة تتميز بشوارع ومبانٍ عصرية، وتضم المؤسسات الحكومية، فضلًا عن المنشآت والخدمات السياحية المتنوِّعة، ويتوسط المدينة سوقٌ شعبيٌّ يحتلُّ جزءًا منه باعةُ المشغولات اليدوية، والمنتجات الحرفية المحلية.
أمّا معالم الغيضة القديمة، التي يعود تاريخها إلى بدايات العصر الإسلامي، فتقع عند أطراف المدينة الحديثة، ومن أبرزها المساجد والأضرحة الأثرية، ومقبرة الغيضة التي تحمل شواهد قبور فنية من الرخام المحفور بنقوش وزخارف وآيات قرآنية ترجع إلى القرن السابع الهجري.