لحج.. بلاد الكاذي ومعقل الحضارة القديمة

لحج.. بلاد الكاذي ومعقل الحضارة القديمة

محافظة لحج هي إحدى محافظات اليمن تتميز بالزراعة التي تعد النشاط الرئيس لسكان المحافظة، ويتميز مناخها بأنه معتدل خلال فصل الشتاء وحار في فصل الصيف، وتشتهر بالفل والكاذي كما أنها معقل الدولة الحميرية وحضارة اليمن القديمة.

وهذا جعلها تزخر بإرث معماري ومعالم تراثية فريدة، اكتسبت شهرة واسعة في الأرجاء؛ إذ تحوي 35 موقعا أثريا، وهي بقايا لمبان وقصور وحصون قديمة ونقوش بالخط المسند معظمها تعود إلى عهد الحضارة اليمنية القديمة.

الموقع والمساحة والسكان

تقع محافظة لحج في الجنوب الغربي من الجمهورية اليمنية، و تبعد عن العاصمة صنعاء نحو (320كم)، يحدها من الشمال محافظة البيضاء والضالع وتعز، ومن الجنوب محافظة عدن وخليج عدن ، ومن الغرب محافظة تعز، ومن الشرق تحدها محافظة أبين.

وتبلغ مساحتها حوالي (12648) كم2 تقع معظم هذه المساحة ضمن مديريات طور الباحة ، المضاربة ورأس العارة ، تبن في الجزء الجنوبي وتعتبر مديرية المضاربة ، ورأس العارة أكبر مديريات المحافظة مساحة (3697) كم2 كما تعد مديرية المفلحي أصغر المديريات من حيث المساحة (150) كم2.

يبلغ عدد سكان محافظة لحج نحو (722694) نسمة وينمو السكان سنويا بمعدل(2.63%)، بحسب التعداد السكاني لعام 2004.

لحج
صحراء لحج جنوب اليمن 2023 (رأفت)

التضاريس والمناخ

تنقسم التضاريس في محافظة لحج إلى أربعة أقسام هي المناطق الجبلية، المناطق السهلية والصحراوية، المناطق الساحلية، والأودية.

  • المناطق الجبلية: تتركز معظم المرتفعات الجبلية في الأجزاء الشمالية الشرقية والغربية والشمالية الغربية ومن أهم هذه المرتفعات الواقعة في مديرية يافع أبرزها جبل شمر وجبل العر، جبل اليزيدي .جبل الشراء ويعد أهم مرتفع في مديرية المفلحي، وجبال وادي حمر (2890) مترا في مديرية الحد، وجبال وادي وطن محمد الواقعة في مديرية يهر بالإضافة جبل بيادر، جبل الوشير، جبل الدامي، جبل عقيب بالإضافة إلى حيد ردفان وتقع جميعها في مديرية الملاح.
  • المناطق السهلية الصحرواية: وتتمثل بالمناطق السهلية المنبسطة وتشمل مديرية تبن والمناطق المحيطة بها كما أنها تمتد بإتجاه الشمال حتى قرب الحدود الجنوبية لمديرية ردفان ومن جهة الشرق حتى حدود المحافظة مع محافظة أبين، كما تركز المناطق الصحراوية في الجزء الجنوبي للمحافظة وتحديدا الأجزاء الغربية والشرقية والجنوبية من مديرية المضاربة ورأس العارة وتحديدا في مركز رأس العارة والأجزاء الشرقية والجنوبية لمديرية طور الباحة.
  • المناطق الساحلية: يوجد جزء ساحلي للمحافظة والمتمثل بالشريط الساحلي الواقع جنوب مديريتي طور الباحة والمضاربة ورأس العارة . حيث يعتبر الجزء الجنوبي لمركز رأس العارة شريطاً ساحلياً ابتدء من طرفه الشرقي حتى الطرف الغربي منه الواقع بالقرب من باب المندب.
  • الأودية: تضم محافظة لحج العديد من الأودية المائية والجافة أما الأودية المائية فهي وادي تبن ووادي ذر ووادي ورزان بينما تضم الأودية الجافة وادي الحيمي ووادي بطان ووادي معادن ووادي الملاح.

أما مناخ محافظة لحج فهو معتدل في فصل الشتاء وحار في فصل الصيف حيث تختلف درجة الحرارة بحسب تنوع التضاريس وتصل في السهول الساحلية في فصل الصيف إلى 32ْ درجة مئوية في حين ينخفض متوسط درجة الحرارة خلال فصل الشتاء إلى 20ْ درجة.

وتتساقط كما الأمطار على السهل الساحلي في فصلي الشتاء والخريف وبكميات قليلة ، أمَّا المرتفعات الجبلية فتتساقط الأمطار فيها خلال فصلي الصيف والربيع وبكميات كبيرة.

اقتصاد لحج

تعتبر الزراعة هي النشاط الرئيس لسكان محافظة لحج، إذ تصل المحاصيل التي تنتجها المحافظة إلى نسبة (3.7%) من أجمالي الإنتاج الزراعي في الجمهورية.

وأهم المحاصيل الزراعية هي الخضروات والأعلاف إلى جانب ممارسة بعض الأنشطة التجارية الأخرى. وتضم أراضي محافظة لحج بعض المعادن من أهمها المعادن الطينية المستخدمة في صناعة الاسمنت والطوب الحراري.

الغطاء النباتي والحيواني

أثرت شحة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة في بعض مديريات محافظة لحج على الغطاء النباتي، إذ أن الكثير من أجزاء السطح تبدو شبه عارية من الأعشاب والنباتات بإستثناء وجود بعض الاشجار المعمرة كأشجار السدر، الرض السمر مما انعكس سلباً على الثروة الحيوانية.

وتوجد فيها العديد من الحيوانات البرية إلا أنها محدودة الأنواع والكميات ويتركز وجودها وتكاثرها على وجه الخصوص في المناطق الجبلية والمرتفعات الخالية من السكان كمديريات القبيطة، المقاطرة حالمين، ردفان، يافع، الحد، المسيمير، المضاربة وراس العارة.

ومن الحيوانات الموجودة في هذه الأجزاء النمور، الضباع، الثعالب، الأرانب، القرود وكذلك الغزلان لكن بشكل محدود جداً.

السياحة والمعالم الأثرية

تمتلك محافظة لحج مشهدًا طبيعيًا ساحرًا يجذب السكان من مدينة عدن والمناطق المجاورة إلى متنفساتها الطبيعية الممتدة على طول وادي تبن، فكلما ضاقت الحياة وصخب المدينة في عدن، لجأ سكانها إلى لحج بفضل مناخها المعتدل وطبيعتها الخلابة.

وتضم محافظة لحج مواقع سياحية وأثرية إذ يبلغ عدد المواقع الأثرية في محافظة لحج 35 موقعاً أثرياً منها 16 موقعاً في مديريتي الحد و المفلحي، بالإضافة الى أربعة مواقع في مديرية الملاح ومثلها في مديرية تبن وثلاثة مواقع في مديرية طور الباحة وموقعان في مديرية المضاربة ورأس العارة.

كما تنتشر فيها العديد من المزارات وتتركز في مديرية القبيطة حيث بلغ عدد المزارات فيها 46 مزارا منها 38 مزاراً في مركز كرش فقط والباقي تتوزع في بقية عزل المديرية أهمها مزار الخضر والياس الواقع على قمة جبل الياس عزلة القبيطة.

وتضم العديد من الحمامات الطبيعية في بعض مديريات المحافظة منها حمام الحويمي في مديرية القبيطة، مركز كرش وحمام شرعة، حمام محجير في مديرية حالمين وحمام ضرعة بناء، حمام الهجيرة في مديرية ردفان.

الكاتب

مواضيع مقترحة: